اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

قراءة في رواية (الرباط) للروائي قصي الشيخ عسكر- معنى البطل السلبي// جمعة عبدالله

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

قراءة في رواية (الرباط) للروائي قصي الشيخ عسكر-

معنى البطل السلبي

جمعة عبدالله

 

هي بالاحرى رواية قصيرة, او قصة طويلة. تتناول مسألة الهجرة , من زاوية محددة ومعينة, تختص بشريحة اعوان نظام صدام حسين. حين بدأت الحرائق النظام تأخذ صفة  العمومية والشمولية تطال الجميع, في سبيل تبعيث المجتمع تحت وصاية القائد الضرورة الاوحد, ومنها تهجير مئات الآلآف من العراقيين بحجة التبعية الايرانية, وتصاعدت هذه  الحرائق حدتها  في  الحرب المجنونة, التي شنها النظام  ضد ايران, هذه الحرب التي غيرت كل شيء, وعكرت كل شيء, وبدأت نيرانها تصل الى اعوان النظام. في انسداد الافق في وقف حطب الحرب المجنونة, لذلك بدأ التنصل والابتعاد عن النظام والحزب, اسلم طرق النجاة, في خوض طرق شتات الرحيل والهجرة. وهذه القصة الطويلة تتحدث عن شابين ارسلهما النظام الى الرباط/ المغرب للدراسة, والترويج الحزبي للنظام والحزب. الاول الشاب البصراوي (حسن) وهو الشخصية المحورية في القصة, خريج المدرسة المتوسطة. ذهب بموافقة النظام والحزب الى الرباط/ المغرب. في دورة تدريبية في قسم الفندقة والسياحة, ويرتبط بعمل في السفارة وملحقتها الثقافية, لرفع التقارير, والترويج للدعاية للحزب والنظام. في تجنيد العرب في صفوف الحزب, واعطاءهم زمالات دراسية , ومنح مالية للدراسة في العراق, بهدف سياسي حزبي ضيق (كاد كل شيء يسير على ما يرام/ السفارة تعمل كخلية نحل/ نحن الذين نكسب الناس من دون أن يعلموا أنهم يذهبون الى العراق, طلاباً وعمالاً وموظفين ومزارعين, ثم يعودون من غير ان يشعروا انهم اصبحوا عقائديين) ص41 . يرتبط (حسن) في علاقة حب وثيقة مع الشابة المغربية (مليكة) التي تدرس في المدرسة الاسبانية لنيل شهادة البكالوريا, وتمارس مهنة الحلاقة النسائية , ينفتح قلبها وعواطفها, وهي واثقة كل الثقة, بأن حبها يقودها الى الزواج حتماً من (حسن) ولا يهم اينما  يكون العش الزوجي, في البصرة / العراق, او في المغرب / الرباط , او اي مكان يروم اليه حبيبها (حسن) فقد ترافقه برباط الزواج, وفي اي بلاد كان الترحال, طالما يجمعهما الانسجام والوفاء , وتقول له  (مهما يكن المرأة تتبع زوجها) ص31 . , وهي تطمئنه بأن اهلها يوافقون على الزواج ومرافقته في اي مكان يرغب فيه, فهم يرحبون بالموافقة بالزواج والرحيل معه الى اي مكان (كنت اظن أن والدي يوافق ولا مشكلة عندنا في الزواج من غير المغاربة, حتى النصراني اذا أعلن اسلامه يتزوج من اية عائلة) ص3 . ولكن سلوكه وتربيته لا تختلف عن سلوك النظام والحزب. حتى يبرر جريمة النظام في تهجير مئات الالاف بحجة التبعية الايرانية , فيقول عن التهجير (لا ابداً المهجرون ليس عرباً, أصولهم فارسية) ص6 . اما صديقه الحزبي (جمال)  الساكن معه, فهو يبرز بدور (دون جوان) في اصطياد الفتيات, اذ كل يوم يجلب الى غرفته عشيقة, وهو يخشى الاكل من صديقاته, خوفاً من السحر , في اجباره على الزواج تحت تأثير السحر (قال لي انه لا يأكل من يدي اية صديقة له, خشية من عمل السحر في الطعام

- أتعتقد ذلك ؟

- المسألة ليس قضية خرافة أو وهم, السحر موجود في القرآن) ص33 . ويعترف بما يضمر في داخله من مشكلة حساسة, تحت تأثير الحشيشة. بأنه حينما كان يتدرب في الجيش الشعبي, سقط على نتوء صخري, وتطلب السفر للعلاج في رومانيا, وهناك اخبره الطبيب, بفقدان فحولته او رجولته الجنسية, اي انه عاجز جنسياً, اما عشيقاته فأنهن من البغايا يلتقطهن من الشوارع مقابل اجور مالية, حتى يبعد تهمة العجز الجنسي عنه. يستشف من التعابير المضمونية الدالة . بأن عقلية النظام وثقافته, تنتج ابطال سلبيين, ينهزمون من اول مواجهة حياتية تصادفهم. فحينما جاءت الحرب العراقية الايرانية, صدمتهم في عقليتهم الناتجة من تربية الحزب, وتيقنوا ان سبل ايقاف الحرب مسدودة ومعدومة, لانهاية لها, فتعكر وتبدل كل شيء. بأنهم سيساقون لحطب الحرب الى جبهات القتال, ثم يرجعون جثث محترقة ومتفحمة, اذا اختاروا الرجوع الى العراق, يواجهون هذا المصير المحتوم, لذا فأمامهم طريق الهروب والتنصل من النظام والحزب, في اختيار طريق الهجرة , وترك كل شيء وراءهم. لذلك اختار (حسن) طريق الهروب, دون ان يخبر او يبوح في نواياه الى حبيبته (مليكة) التي عرضت عليه مجالات العمل في الرباط ودعمه مالياً في المشاريع المقترحة, لكنه اختار الرحيل,  ولم يخبرها بنيته الرحيل والهجرة. اخفى سر الهجرة عنها تماماً , كأنها اصبحت عبء ثقيل عليه, او من مخلفات الماضي. هذا التنصل من رباط الحب. بشكل غير شريف وغير اخلاقي, وليس غريباً عن تربيته الحزبية, في عملية هروب مدبرة في السر الى (أسلو) النروج صباح احد الايام غفلة من الجميع , ليخرج من المغرب والنظام والحزب , ويمزق حبه بصلافة ووقاحة. رغم ان حبيبته ستوافق حتما على الرحيل  والهجرة سوية, حتى يظل رباط الحب حياً. هذه الروح الانهزامية تعري الثقافة الحزبية السلبية. بينما في الجانب الاخر ملايين العراقيين اختاروا طريق الهجرة والشتات, سواء كانوا معارضين للنظام, او غير معارضين, وكانت الاسباب الاولى للشتات العراقي (طشاري) بسبب الاضطهاد والاهاب والمطاردة  والتسقيط السياسي .وظلت الملاحقة الامنية تتابعهم من سفارات النظام وملحقاتها الثقافية والامنية في الخارج, وحتى الاهل في داخل العراق, لم يسلموا من الملاحقة الامنية والعسف وعواقب السجن والجرجرة الى مديريات المخابرات والامن , وغيرها من المشاكل المعقدة

جمعة عبدالله

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.