اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

من أجمل ما قرأت (النص 54 بتصرف)// د. سمير محمد أيوب

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

د. سمير محمد أيوب

 

عرض صفحة الكاتب

من أجمل ما قرأت (النص 54 بتصرف)

د. سمير محمد أيوب

الاردن

 

ماجدة عربية باسقة

في دولة من دول اللصوص، ممن تتزين أشهر متاحفهم، بما نهبوا وما سرقوا من آثارنا، لايهم إن كان متحف اللص، أمريكيا أو فرنسيا أو إنجليزيا أو ألمانيا أو إيطاليا. فملامح اللصوص في هذا الشأن سواء، مخالبهم وأنيابهم بنفس المضاء،  في أحد متاحف آثارهم، ماجدة عربية، لا يهم من أين جاءت، أو في أي موطن هي الآن، فكل نساء العرب، بتلاوين الوجع المُبكي المُضحك مسكونات، مطولا والدمع في عينيها، وقفت أمام مسلة حمورابي، أو بوابة عشتار، أوحجر رشيد، أو تمثال نفرتيتي، وخرطوش خوفو، ورأس زنوبيا تدمر، وروح طفل من فلسطين، وغيرها من مسروقات، وقفت هذه الباسقة العربية الحرة، تقسم وتقول:

 

أعلم أيها العظماء، أن عمليات التخريب والنهب والتهريب، طالت  كل الآثار والمخطوطات العربية الأصيلة. وأن عبث مافيات التكفير والتدمير السلفية، بآثار سوريا والعراق، قد فاقم عمليات النهب. وأعلم أن محاولات تجريف الوعي، يتجدد مع كل غزو. ومع كل إحتلال يتناسل العملاء والمتواطئون. حتى باتت كل معارج حياتنا، مكتظة بمن يشاركون المحتل العبث بمَواطِنِنا وبِنا، فسادا وإفسادا. يزرعون الطائفية، المذهبية، العنصرية الإثنية، القطرية الضيقة، الكره الأعمى، توزيع الجِنان والجحيم، ونثر أوسمة الإيمان والتقوى، وفق مقاسات بعض العمائم وألوانها.

 

ومع كل هذا، فإني أقسم برب من خلق كلَّ حبة تراب وقطرة دم، أنَّكم إلى مواطِنِكُم ستعودون. فنحن لا نحتاج لتعودوا، الا الكثير من المحبة الإيجابية والتعاون الجاد.

 

لا يهمني ولا يعنيني كالكثيرين غيري، إن كان شريكي في الوطن، محمَّدِيَّا أو يسوعيّا أو موسويّا. ولا يهمني كيف يصلي لربه. فليركع كل راكع كما يريد، وليسجد كل ساجد كما يشاء. فما يعنيني هنا، أن نكون إخوة شركاء سواسية، نحب بعضنا. وأن نمارس هذا الحب، بالسؤال عن بعضنا، بالتزاور فيما بيننا، وإقتسام الفرح في كلِّ مناسباتنا.

 

أما الوطن بكل مكوناته  فهو لنا جميعا. تحت سقفه سواسية، نرفع الرؤوس. نَبني ونَحمي ونَفدي. نَفترش ترابه. نستظل سماءه. نتنفس هواءه. نشرب ماءه. نأكل مما تنبت أرضه. فيه ولدنا. وعبر ترابه نعود.

 

بالطبع، لا تهمني، كيفية إحتفالك بأعيادك، إن كانت بالتهليل والتكبير، أو بدق النواقيس. فما يهمني هو إحتفالنا معا بعيد الإستقلال، وعيد العمال، وعيد المعلم، وعيد الشجرة وعيد أمِّكَ وأمِّي.

 

يهمني حين نرفع أعلامنا، أن نرفعها جميعا، حبَّا بالأرض التي نعيش فوقها. فالأعلام ليست قماشا ملوَّنا وسارية ونشيدا فقط. الأعلام، هي نحن الممتزجون، كتاريخها وألوان أقمشتها وكل ما ينشد في حضرتها.

 

لتشرق شمس الأحرار والتقدم، كما نحب ونتمنى، في بلاد ما بين النهرين، ووادي النيل، وارض الياسمين ويَمنُ الحكمة وعنفوان المختار، وغيرها في مَواطِنِ العرب، لا بد أن تُطل علينا أولا، شمس فلسطين المحرة بالقوة، من النهر إلى البحر، على وقع تكبيرات الأقصى، وقرع نواقيس المهد والقيامة وناصرة  الجليل.

 

ففي ظل أيِّ إحتلال، ظاهر أو مُبَطَّنٍ، وفي ظل عملاء، حاسرين أومكتومين مسكوت عنهم، حدِّث ولا حرج عن فساد وإفساد. قصصهم أكثر من حكاوى أمِّنا الغولة. تتصاهر جرائمهم، تتلاقح وتتناسل وتتكاثر،  وفق قوانين المتواليات.

 

برعاياتهم لا بارك الله فيهم، يتجذر ويتسع ويتعمق، الفقر والمرض. وينتشر الإذلال بالقهر والظلم. ويعم كل ما يفرق الناس، حتى على لعبة كورة، بين نادي هاروت في السند، وفريق ماروت في الهند.

 

الاردن – 9/9/2018

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.