اخر الاخبار:
قصف إسرائيلي على أهداف سورية قرب دمشق - الثلاثاء, 19 آذار/مارس 2024 11:01
السيول تودي بحياة شخصين في دهوك - الثلاثاء, 19 آذار/مارس 2024 10:58
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

(إِذًا مَنْ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَخْلُصَ؟)// مارتن كورش تمرس

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

مارتن كورش تمرس

 

عرض صفحة الكاتب

(إِذًا مَنْ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَخْلُصَ؟) "متى25:19"

من كتابي( في إنتظار الرب)

مارتن كورش تمرس

محامي وقاص

 

مجموعة من الصبية في مدينة (دبس) المرتمية على الضفة اليسرى لنهر الزاب الأسفل، كنا أيام العطل الصيفية نلجأوا إلى العوم في مياهه ونحن نقضي معظم ساعات النهار هاربين من حرارة الشمس. كان العدد يزداد في كل عطلة حيث ينضم صبية جدد إلى القدماء ليقع على عاتق السباحين الماهرين تعليمهم فن العوم حتى جاء دورنا يوم شبنا وأصبحنا من السباحين الماهرين، صرنا نستقبل الصبية كما كان يفعل من سبقونا. في بداية إحدى العطل الصيفية تقدم ما يقارب أربعة عشر صبياً ليتعلموا السباحة، وقتها شعر السباحون الماهرون بالإحراج لأن عدد القادمين الجدد كان أكبر من عددهم. قاموا بتقسيمهم لتصبح حصة كل سباح ماهر صبياً جديداً ليبقى ثلاثة منهم في الإنتظار.

 

بدؤا بالدخول إلى النهر الواحِدُ تِلْوَ الآخَرِ يسيرون بخطواتٍ وئيدة لتبدأ مرحلة التعليم، فيما كانوا في مخض التدريب، قفز واحدٌ من الثلاثة المنتظرين على شاطئ النهر إلى باطنه دون سابق إنذار ليقوم بعملية المزاح مع أحد الصبية الذي كان في دور التعلم، مستغلاً إنشغال مُدَربه مع قرينه فإنساق وراء أهواء زميله الذي قفز إلى النهر ليدخل معه في مزاحٍ ثقيل دون أن يشعر أي منهما بتيار النهر الذي صار يأخذهما إلى وسطه حيث أعمق مناطقه مما لفت نظر السبَّاح المسؤول عن تعليمه فبادر على الفور بإطلاق صفارة الإنذار من بين شفتيه. أما الإثنان اللذان بقيا على جرف النهر فقد أخذ واحدهما بعد الآخر بالإبتعاد رويداً رويدا نحو الخلف وعيونهما شاخصتان نحو زميليهما خشية عليهما من الغرق! ليتوقف كل سباحٍ ماهر عن تقديم درس التعليم بعد سماعه صفارة الإنذار! ليأمر بخروج كل صبي إلى الشاطئ لأن الوضع قد أصبح يُنذر بالخطر. صرخ أقدم السباحين الماهرين في أسماعهما بوجوب التوقف لكن التوقف الذي صار لحظتها أمنية لهما قد تراجع مهزوماً أمام مغناطيسية تلاطم الأمواج واذا بأحداهما يصرخ:

 

-       النجدة أيها السباح الماهر!

 

فيما أخذ تيار النهر يجذبهما إلى أعماقه، ليبدأ الموقف بالتحول إلى خطرٍ ماحقٍ يهدد حياتهما! وقد تأكدا بأنهما صائران حتما إلى الغرق ليأتي صوتهما:

 

-       النجدة.. النجدة إننا نغرق!

 

أصبحت النجدة صعبة إن لم تكن مستحيلة بعد دخولهما منطقة الخطر! لكن الحظ كان حليفهما عندما تجرأ أمهر السباحين من بيننا ليلحق لنجدتهما ويتبعه بقية الماهرين، ليصرخ بأعلى صوته وهو في العوم لنجدتهما:

 

-       من منكما يقوى أن يخلص من الغرق؟

 

كان ذلك درساً بليغاً لازلت أتذكره بحيث صرت بعد تلك الحادثة، أبتعد عن جادة المزاح وأسير بخطى وئيدة على جادة الصواب لكي أخلص من الخطيئة في حياتي. صرتُ من يومها كلما أصادفُ موقفاً صعباً! فيه أجدُ نفسي وحيداً لا أجد من يهرع لنجدتي، أبدأ على الفور بالصراخ بأعلى صوتي:

 

-       ( إلَى الرَّبِّ فِي ضِيْقِي صَرَخْتُ فَاسْتَجَابَ لِي.)" مزامير120: 1".

 

المحامي والقاص

مارتن كورش تمرس

 

+++

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.