من أجمل ما قرأت (النص 57 بتصرف)- يـا مـقـلّـب الـقـلـوب// د. سمير محمد ايوب

تقييم المستخدم:

/ 0

تم إنشاءه بتاريخ الأربعاء, 17 تموز/يوليو 2019 11:00

كتب بواسطة: د. سمير محمد ايوب

الزيارات: 1617

د. سمير محمد ايوب

عرض صفحة الكاتب

من أجمل ما قرأت (النص 57 بتصرف)- يـا مـقـلّـب الـقـلـوب

د. سمير محمد ايوب

يقول شاب: جذب انتباهي إعلانٌ على مدخل أحد المحلات. جاء فيه: هنا تصليح القلوب وعلاجها. دخلت المحل فوجدت رجلا متقدما في السن. قابلني مبتسماً حينما رآني أحملق فيما هو مكتوب في الاعلان. وقال لي وابتسامته تملؤ صفحات وجهه:

- نعم انا من يصلح القلوب ويعالجها هنا .

ويضيف الشاب: أمسكَ العجوز بيدي وقال: اقترب. ووضع اذنه اليمنى على موضع قلبي وأنصتَ. ثم قال : دقات قلبك متسارعة، ولكن لا تجزع يا ولدي، فدواؤك بسيط. ونحن نعالج القلوب حسب نوعها.

قلت متسائلا متعجبا : كيف ؟! اشرح لي من فضلك .

قال الشيخ: مما ورثت عن آبائي واجدادي ومما تعلمت من الحياة، فإن القلوب أنواع . منها:

المشروح ، والمجروح ، والمذبوح .

ومنها القلب الرحيق ، والسحيق ، والحريق والقلب الغريق .

ومنها القلب المنقوع ، والمفجوع .

ومنها القلب السليم ، والعليل ، والسقيم .

ومنها القلب الفياض ، والجياش .

ناهيك عن القلب المغرور والقلب المسرور .

البحث يطول يا ولدي ، فسبحان مقلّب القلوب .

فقلت له : جئتك بحيرةٍ واحدة ، فجعلتها ألف ألف حيرة .

فتبسم تبسم العارف الحذق وهو يقول : لا تجزع يا ولدي، عندي لك ولكل من يأتيني وصفة واحدة. كل من جربها تعافى باذن الله.

وتابع قائلا لي، إمسك ورقة وقلما واكتب عني: رزقك مكتوب، وقدرك محتوم، ومُحبُّك عاجزٌ ، وعدوك ضعيفٌ . فلا تجزع ولا تخف.

يا ولدي، طهر قلبك من الكره والحقد والرياء، وزينه بالصدق والاخلاص والتقوى. اترك الخلق للخالق، وانشغل باصلاح حالك. وليكن لك لسانا ذاكرٌا وجسدا صابرا وعقلا عارفا متبصرا. واهرب من هوى النفس ومن هوى الناس. وتناول دواءك وانت موقن بأن في المحصلة، من الله شفاؤك.

وصمت الرجل. أحسست انني قد ولدت من جديد. قبلته على جبينه، وقفلت عائدا الى بيتي، وقد انتظمت دقات قلبي

الاردن – 16/7/2019

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.