اخر الاخبار:
محافظ نينوى يزور مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:33
زيارة وفد هنغاري الى دار مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:32
طهران تتراجع عن تصريحات عبداللهيان - الإثنين, 15 نيسان/أبريل 2024 11:24
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

علاج خرافي (قصة قصيرة)// حيدر الحدراوي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حيدر الحدراوي

 

علاج خرافي (قصة قصيرة)

حيدر الحدراوي

 

بعد ولادتها شعرت بألم حاد في بطنها، راجعت الأطباء وتناولت مختلف الأدية، لكن الألم أستمر، أعيتها حيل العجائز وخزعبلاتهن، التي لم تنفعها في شيء أيضاً، حتى اقترحت عليها أحداهن اللجوء الى حكيم المنطقة ، فلابد أن تكون لديه معرفة بما تعاني منه.

شرحت للحكيم معاناتها مع الألم ، بدوره تفهم الموضوع ووصف لها أعشاباً خاصة ، لم تنفعها تلك الأعشاب أيضاً ، عادت الى الحكيم وأخبرته ، الذي بادر بدوره بالذهاب الى الغابة والبراري المجاورة للبحث عن عشبة خاصة جداً ، حالما وجدها علمها طريقة الإستعمال ، أخذتها وانصرفت ، لكنها سرعان ما عادت إليه في اليوم التالي وأخبرته إن مذاق العشبة لا يحتمل ، "جد لي عشبة أخرى أو علاج أخر" ، هذه المرة بدأ الحكيم يسألها عدة أسئلة ليستكشف قواها العقلية أو ثقافتها ليتسنى له فهمها بشكل افضل ، أدرك بساطتها .. سذاجتها ، وأدرك انها لم تكن تلتزم بإرشادات الطبيب ولم تتناول أي دواء بشكل صحيح بسبب نصائح العجائز وتأثيرهن عليها ، هنا توقف .. وتأمل ، أخذ يبحث في كتبه المركونة على الرف ، لعل فيها شيئاً يناسب حالتها ، ترك الكتب ولجأ الى كراس كان أستاذه قد خطه بيده ، ثم أهداه له قبل أن يفارق الحياة ، قلًب أوراقه بحرص وتمعن وتأمل عميق ، ليس شرطا أن يجد علاجاً مكتوباً ، فقد أعتاد أن يتصل بروح أستاذه عن طريق تقليب اوراق الكراس هذا ، أستمر بتقليب الأوراق دون ملل ، حتى جاءت اللحظة ، سمع صوت أستاذه يهمس في أذنه كأنه يخشى أن تسمعه المريضة "لابد لها من علاج خرافي .. فلن تشفى بالطرق التقليدية !" ، أغلق الكراس وحدق فيها ، "وجدت العلاج !" ، فرحت كثيراً حالما سمعته ينطق بهذه الكلمات وتوقعت علاجاً صاروخياً ، "خذي نعلاً قديماً ، ضعيه فوق سطح المنزل بعد مغيب الشمس ، أتركيه حتى الصباح وقبل أن تشرق الشمس خذيه واربطيه على بطنك فوق مكان الألم سبعون دقيقة فقط" .

في اليوم التالي ، عادت الى الحكيم محملة بمختلف أنواع الهدايا ، فرحة مسرورة ، فقد زالت معاناتها مع المرض " الألم" ، هذه المرة كانت برفقتها إبنتها الكبرى ذات السبعة عشر عاماً ، تدرس في الإعدادية ، ذكية ومتفتحة العقل ، سئلت الحكيم : "كيف لعلاجك أن يشفي أمي ؟! .. بينما عجزت كبار الأطباء !" .

قطب الحكيم حاجبيه ، ثم أبتسم فقال : "الأطباء عاينوا الجسد وتمسكوا بالدواء وأغفلوا عقل المريض وثقافته وطريقة تفكيره .. بينما ركزنا على نفسية المريض وسذاجته .. وأخذنا بنظر الأعتبار قول سيغموند فرويد – إذا كان المرض وهمي (نفسي) .. فليكن العلاج وهمياً (نفسياً) –" .

 

حيدر الحدراوي

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.