اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

محطات طبية

• الشتاء وبحّة الصوت -//- د. مزاحم مبارك مال الله

تقييم المستخدم:  / 1
سيئجيد 

الشتاء وبحّة الصوت

د. مزاحم مبارك مال الله

ليس بالضرورة أن تكون بحّة الصوت جرّاء الالتهابات بل في الكثير من الاحيان سببها التحسس جراء مؤثرات خارجية كالاتربة والدخان والروائح المختلفة ،ولكن وجراء تغير درجات حرارة الجو والتي تكون الاكثر وضوحاً خلال فترة فصل الشتاء ،تنتعش وتتكاثر وتنمو العديد من الجراثيم وأهمها الفايروسات(وتحديداً الفيايروسات التي تدخل الجسم من خلال الجهاز التنفسي فتصيبه وتصيب غيره من أجزاء الجسم) والسبب هو وفرة العوامل المساعدة على أنتشار تلك الفايروسات وطرائق أنتقالها وأهمها الهواء.

وعليه فأن العديد من أمراض الشتاء تكون الفايروسات مسؤولة عنها مثل ،الانفلونزا ، ألتهاب الحنجرة ،ألتهاب القصبات الهوائية ،ألتهاب الرئتين وغيرها ،علماً أن الالتهابات البكتيرية في الغالب تكون ألتهابات ثانية(اي تعقب الفايروسية) كأحد مضاعفاتها.

وموضوعنا هو ما يعانيه الكثير من حالة بحّة الصوت جراء الاصابة بأحد أمراض المسالك التنفسية خلال فصل الشتاء، حيث يعاني المصاب من الاعراض والعلامات والتي يبدو أهمها السعال مفضية الى تغيّر في نغمة الصوت أو الى بحته.

أن الجزء المسؤول عن الصوت هي الحنجرة(البعض يطلق عليها صندوق الحنجرة) وهي تقع بمستوى ما يُعرف بتفاحة آدم، وتحتوي على الحبال الصوتية ،والحنجرة لها وظيفتان ،وظيفة تنفسية ووظيفة صوتية، تتألف الحنجرة من:ـ

1. جزء كبير غضروفي.

2. جزء صغير عضلي.

3. غشاء.

كما تتكون داخلياً من:

1. جزء أعلى الحبال الصوتية

2. جزء الحبال الصوتية

3. جزء تحت الحبال الصوتية، ورغم أهمية كل هذه الاجزاء الاّ ان الجزء الوسط هو الاهم كونه مسؤول عن أنتاج الصوت ،وبمساعدة:

4. العضلات.

5. الاغشية المخاطية.

علماً أن كل هذه التراكيب تغذيها شبكة من الاوعية الدموية والعصبية، والاجزاء العصبية ترتبط بمركز النطق في الدماغ.

الحبلان الصوتيان يبلغ طول كل منهما بضع سانتمترات، تتكونان من الياف بيضاء في الجزء الداخلي ومن عضلات على الجزء الخارجي، يتقارب الحبلان الصوتيان ويتباعدان تبعاً للمهمة او الوظيفة ،ففي حالة التنفس يتباعدان ،بينما يتقاربان الى حد الالتصاق في حالة أصدار الصوت او الكلام او الكحة.

نَغَمة الصوت تتبع سمك الحبل الصوتي ،وتغير النَغَمة تتأثر بتغير السمك والمسافة بين الحبلين، وان سمك الحبلين الصوتيين يتأثر بالحالة الصحية أو بنوعية تفاعل الياف هذين الحبلين مع المؤثرات الداخلية والخارجية.

فالامور التي تؤثر على الحبلين الصوتيين هي:ـ

1. التدخين ،والذي يُعد المؤثر الاول والاقسى حيث تأثيره سُمي تراكمي يؤدي الى تغّير شديد في سمك الحبال الصوتية ناهيك عن التورم في الاغشية المخاطية، علماً أن التأثير متساوٍ لدى المدخن ولدى غير المدخن الذي يستنشق الدخان.

2. الالتهابات الجرثومية (الفايروسية والبكتيرية) ،الحادة والمزمنة.

3. الهواء الملوث بالاتربة وانبعاث الغازات (علماً أن أحد مسببات التحسس هو أستخدام المدفئات النفطية والفوانيس وغيرها من تلك التي يُستخدم فيها الوقود أضافة الى العطور والمعطرات) والتي جميعاً تسبب حالة التحسس.

4. الابخرة الكيمياوية في الورش والمعامل.

5. الانفعالات وكثرة الكلام.

6. شلل الحبال الصوتية النصفي والكلي.

7. الارتجاع البلعومي ـ الحنجري.

8. تكون لحميات(حبيبات) على الحبال الصوتية وهذه تكثر بين المغنين.

9. تغيرات هورمونة.

10.الاورام الحميدة والخبيثة.

واضح من الاسباب أعلاه أن بحة الصوت او تغيره ليس مرضاً بحد ذاته أنما هو عرض منعكس عن أمراض وحالات ومؤثرات أخرى.

أما آلية ما يحصل فيمكن أيجازها بأحد الحالات التالية:ـ

1. تضخم كلا او أحد الحبلين الصوتيين جراء أصابة الغشاء المخاطي الذي يحيط بالحبل الصوتي فينتج الوذمة المائية(ورم مائي) فيخشن الصوت وتتغير الذبذبة الصوتية.

2. ترهل في شد الحبالين.

3. قلة أو (تقيّد) حركة العضلات المرتبطة بالحبلين.

4. اللحميات أو الحبيبات تمنع من أقتراب الحبلين من بعضهما.

5. الانعدام الجزئي او الكلي لأهتزاز الحبلين.

ان التهاب الحنجرة يعد السبب الرئيس في تغير نَغَمة الصوت والاكثر صورة فيها هي البحّة، فغشاء البلعوم يعاني من نفس الاعراض المَرَضية وكذلك هو الحال بالنسبة لتجويف الفم، فالمريض سيعاني من آلام تتفاوت شدتها أضافة الى بحة الصوت و الحكة بالبلعوم مع صعوبة التنفس أو ضيق النَفَس (سببه تورم لسان المزمار الذي يغطي فتحة الحنجرة) والسعال(في الغالب جاف)مع أرتفاع بدرجة حرارة الجسم، والمريض سيعاني من آلام أثناء البلع، وبالفحص السريري نجد أحمرار في الجدار الخلفي للبلعوم مع احتمال وجود بقع بيضاء او صفراء بسبب الفايروس او البكتريا التي أصابت المنطقة وكذلك يمكن تلمّس الغدد اللمفاوية في الرقبة.

أن بحة الصوت الناتج عن هكذا التهابات في الغالب تستمر لمدة أسبوعين وتزول بأتباع مايلي:ـ

أولاً ـ أعطاء الحنجرة راحة ،بمعنى عدم اللجوء الى الكلام ،لجعل الحبال الصوتية ترتاح.

ثانياً ـ مسكنات الالام.

ثالثاً ـ مضادات حيوية وحسب قرار الطبيب المعالج.

رابعاً ـ السوائل الدافئة.

خامساً ـ مضادات السعال.

سادساً ـ أستخدام التدفئة في غرفة النوم والافضل ترطيب هواء الغرفة ببخار الماء المغلي.

ولابد من الاشارة الى أن الاصابة بألتهابات المسالك التنفسية(الانفلونزا والزكام وغيرها) والاصابة ببعض الامراض الانتقالية كالحصبة والخنّاق والحمى القرمزية والسعال الديكي تعطي أحياناً نفس الاعراض.

أما بحّة الصوت المزمنة الناتجة عن التعرض المستمر للتدخين والابخرة الكيمياوية وامراض الانف المستمرة حيث يصبح غشاء الحنجرة المخاطي الرطب محبباً وعندها يقل الالم والسعال في مثل هذه الحالات، أن الالتهاب المزمن يمكن أن يتحول الى علّة دائمية.

أن اكثر الناس عرضة للأصابة بألتهاب الحنجرة هم المغنين ، المدرسين ، المصوتين ، وغيرهم ممن يعتمدون في مهنهم على أصواتهم.

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.