اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

محطات طبية

مستحضرات التنحيف هل ننصح بها؟ -//- د. مزاحم مبارك مال الله

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

مستحضرات التنحيف هل ننصح بها؟

د. مزاحم مبارك مال الله

الكثير من الناس يعانون مما هم يفعلونه ،ومن جملة ذلك زيادة الوزن الناجم عن تناول كل شئ يزيد أوزانهم.

حديثنا يقتصر على الذين يعانون من زيادة وزن تغذوي (أي المتعلق بنوعية وطبيعة وكمية الطعام الذي يتناولونه)، ولا نقصد الذين يعانون من بَدانة مَرَضية.

زيادة الوزن أو البدانة يعده الأطباء أحد الأمراض المهمة وذلك لأنه:ـ

1. أحد أهم أسباب الإصابة بأمراض القلب ،وداء السكري وارتفاع ضغط الدم

2. أحد أهم الأسباب في آلام المفاصل.

3. أحد أهم الأسباب النسائية في عدم حصول الحمل.

4. أن البدناء هم الأكثر إصابة بحصى المرارة وكذلك بالتهابات المسالك البولية.

5. يُعرقل تنفيذ البرامج المجتمعية وذلك جراء التوقف عن أداء الواجبات بسبب المشاكل الصحية التي يحدثها.

6. يسبب أحراجات اجتماعية مردودها نفسي على البدين.

وأكدنا في مقالٍ سابق أن زيادة الوزن ناجمة عن زيادة عدد السعرات الحرارية الداخلة الى الجسم جراء تناول مواد غذائية تتحرر عنها سعرات حرارية أكثر بكثير عن أحتياج الجسم.

ومن نتائج الدراسات العلمية الطبية ظهر:ـ

أن النساء يعانن من السمنة أكثر من الرجال.

واحدة من أخطر السلوكيات التغذوية هي العمل على زيادة وزن لطفل فوق الحدود العليا مما يؤسس لمشروع جسم بدين عند الكِبر.

أحد مصادر الإصابة بالبدانة هي الوجبات السريعة(الساندويج وغيرها)

وكذلك الاكثار من المشروبات الغازية.

وعلى العموم فالبدناء هم الاكثر من بين الذين يتناولون طعام غير مفيد للجسم كالحلويات والدهنيات.

وكلما زاد وزن الشخص كلما زاد اقباله على الطعام.

ولما كانت ظاهرة البدانة بكل سلبياتها ومساوئها أحد أهداف الشركات التجارية ،لذا عمدت تلك الشركات الى أنتاج بعض المستحضرات والتي يروجون لها بأنها تعمل على تخفيض الوزن وخلال مدة قياسية من خلال منع الشهية.

وبدءاً فلابد أن نعرف أن الشعور بالشهية والشبع هما فعلان حيويان تتداخل فيهما عدد من الحواس إضافة الى فعل مجموعة من العصارات الهاضمة وعضلات الجهاز الهضمي ،وكل هذه (الحواس والعضلات والعصارات) تكون تحت سيطرة الدماغ، بمعنى أن الدماغ وفي المراكز العصبية العليا هو المسؤول عن كل ما هو متعلق بالشهية والشبع. ومن هذا المنطلق فأن المستحضرات بكل تأكيد ستعمل باتجاه واحد أو باتجاهين ،والاتجاهان هما ،أما تثبيط عمل الجهاز الهضمي أو باتجاه الدماغ.

تثبيط عمل الجهاز الهضمي يتلخص بفكرة منع الدهون من البقاء والاكتناز في الجسم(علماً أن الجسم لا يمكن أن يحيا بشكل طبيعي وبدون مشاكل ما لم يمتلك العناصر الغذائية الرئيسية ولكن في حالة توازن ومنها الدهون، بمعنى أن الجسم يبقى بحاجة الى الكوليسترول والدهون الثلاثية ولكن ضمن مستوياتها الطبيعية)، وهناك آلية أخرى وهي جعل الجسم يفقد السوائل عن طريق المسهلات.

أما تثبيط فعل الدماغ فهي مواد كيمياوية تقطع الايعازات وتتداخل مع عمل الخلايا العصبية عالية التخصص.

وبالتالي فأن النتيجة الحتمية جراء استخدام هذه المستحضرات هي حرمان الجسم من الكثيرمن المواد التغذوية الضرورية والتي تبقي الأفعال الحيوية مستمرة في عملها داخل الجسم.

ولابد من معرفة مكونات هذه المستحضرات، وننصح الأخوات والأخوة الذين يستخدمونها بعدم الانجرار وراء الإعلانات التجارية أو الترويج لهذا المستحضر او ذاك.

الغالبية العظمى بل كل المستحضرات تحتوي على المواد التالية:ـ

أولاً ـ الجارسينيا ـ اشجار دائمة الخضرة يوجد منها حوالي 400 نوع وأكثرها شيوعاً النوعان الهنديان (كوكاك وأمسوول).الثمرة تشبه ثمرة القرع ولكن بحجم أصغر،في الكتب الهندية مذكور منافعها كعلاج للروماتزم ومشاكل الهضم وفي علاج القروح والبواسير. وبالتحليل الكيمياوي فأن حامض(هيدروكسي سيترك أسد) موجود في قشرة الثمرة ،وهذا الحامض فعال جداً في خفض الدهون المتراكمة في الجسم وكذلك يمنع تحويل المواد السكرية الى دهون مختزنة في الجسم وذلك من خلال تثبيط عمل احد الأنزيمات التي تحول السكر الى دهن، ينتج عنه زيادة في نسبة الكلايكوجين في الكبد، هذه الزيادة في الكلايكوجين ترسل إشارات الى المخ تنتج عنها أيعازات دماغية تمنع الشهية، كما ان هذا الحامض يعمل على هجرة الدهون من أماكن أختزانها ومن ثم أحراقها من خلال عملية يُطلق عليها(الحرق الذاتي للدهون)، لذا فهو يستعمل في أنقاص الوزن، ومن السلبيات أن عمل هذا الحامض يتقاطع مع تناول الالياف الضرورية جداً لعمل الأمعاء الغليضة.

ثانياً ـ فينوفايبريت ـ دواء مخفّض للكوليسترول من خلال تنشيط أنزيم (لايبيس البروتين الشحمي)وهو موجود في العضلات والخلايا الدهنية في الجسم، كما أنه يزيد من نسبة الدهون المفيدة(أي عالية الكثافة) والتي تمنع المشاكل القلبية وأمراض الشرايين.هذا المادة لا يجوز استخدامها مع مواد مخفضة أخرى للدهون، أو مانع التخثر(الوارفرين) أو دواء سايكلوسبورين، أو الأنسولين وكل أنواع أدوية داء السكري الاخرى.

ثالثاً ـ بيكولينات الكروم الثلاثي ـ مركب كيمياوي على شكل بلورات حمراء، يستخدم بشكل أساس في علاج حالة نادرة وهي (نقص الكروم) في الجسم ،(هناك دراسة ولازالت نتائجها غير مؤكدة تقول أن نقص الكروم يعرقل عمل الأنسولين سواء الطبيعي الموجود في الجسم أو الذي يتم زرقه).ولاحظ فريق طبي أن استخدام هذا المستحضر أدى الى تقليل الشهية تجاه الكاربوهايدرات وبالتالي يمنع زيادة الوزن، وقد أدخلت بعض الشركات هذه المادة وروجت لها على أساس أنها تبني العضلات ،وتوجد دراسة أسترالية حديثة مفادها أن مادة الكروم هي مادة مسرطنة فيما لو أخذت بشكل عشوائي.

رابعاً ـ الصبار ـ يحفز على فقدان الوزن ويقلل الدهون الضارة(منخفضة الكثافة) ويزيد الدهون المفيدة(عالية الكثافة)، كما أن الصبار يزيد المناعة ضد الالتهابات.

خامساً ـ فايسيكون ـ يتبع عائلة الأنثراكينون النباتية والتي لها دور في أحداث حالة الأسهال ،وأن الفكرة قائمة على أن حصول الاسهال بشكل يومي يقلل من الوزن ، ولكن بنفس الوقت فأن الإسهال يتسبب بفقدان الأملاح المهمة جداً والفايتمينات ،وتسبب بخروج الماء من الجسم وبتكرار اٍستعمال هذه المواد ستحصل نزوفات في الأمعاء الدقيقة والغليظة فتخرج المادة المخاطية المهمة جدا والتي تبّطن الأمعاء، ناهيك عن أن نقص الايونات(كالصوديوم والبوتاسيوم والمغنيسيوم) بالجسم نتيجة الإسهال يؤدي الى إشكاليات حقيقية في عمل القلب وكذلك أعطاء فرصة للإصابة بالسكري، علماً أن نفس المادة(الصبار) يعد أحد المواد المهيجة للقولون.

سادساً ـ سلفات لوريل الصوديوم ـ من المواد الرئيسية ويدخل في صناعة آلاف من مواد التجميل والتعقيم والتنظيف، وتشير التقارير الى أن هذه المادة والموجودة في تصنيع المواد اعلاه، تسبب حساسية الجلد والعين، وتؤثر سلباً على الجهاز التناسلي الذكري والانثوي ،وعلى النمو الجسماني والعصبي إضافة الى السرطان، ولكن لحد الان لا توجد دراسة متكاملة عن تأثيراتها حينما يتم تناولها، ولكن نفس التقارير تحذر منها.

وتدعي بعض الشركات أن أنتاجها هو من مواد وأعشاب الطبيعية وليست كيمياوية ولكن بالحقيقية وحين تحليل مثل هذه المواد ظهر أنها تحتوي على مواد خطرة على الجسم مثل الرصاص والزرنيخ، ومعروف عن الرصاص أنه يطرد الكالسيوم فيترسب في العظام مكانه مسبباً الهشاشة.

في احدث تقرير للمعهد الاميركي للغذاء والدواء فقد حذر من كل انواع مستحضرات التنحيف في العالم العشبية والكيمياوية، كونها تسبب مشاكل وخيمة في الكبد والكليتين.

ماهو الحل:ـ

الحل بيد الشخص المعني فكما أكتسب الوزن الزائد عن طريق تناول المواد التي تدخل جوفه ،فبإمكانه أن يعيد النظر في تلك المواد + الإرادة القوية في تطبيق الريجيم ،ووفق الشروط التالية:ـ

1. قبل بداية الريجيم عليه أن يراجع طبيب التغذية المختص لأجراء الفحوصات المطلوبة وأتباع التعليمات.

2. الابتعاد عن كل ما كان معتاد عليه في تناول المواد التي لافائدة منها كالحلويات والمرطبات والمقليات.

3. أتباع حمية غذائية صحية تؤمن تناول كل المواد الأساسية للجسم ولا تزيد من وزنه وذلك بالإكثار من الخضروات وكذلك وفق ما يحدده طبيب التغذية المختص.

4. التوقف عن التدخين(بأنواعه) وكذلك تناول الكحول، فكلاهما يتداخل سلباً مع الحمية.

5. عودة الجسم الى السمنة بعد الحمية جداً مضر ،وأكثر مما لو باقٍ على زيادة الوزن.

6. ممارسة الرياضة أساسي وجوهري.

خلاصة القول :لاننصح بهذه المستحضرات.

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.