اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

محطات طبية

طفلي .. فاقد الشهية!(الجزء الثاني)// د. مزاحم مبارك مال الله

تقييم المستخدم:  / 4
سيئجيد 

طفلي .. فاقد الشهية!(الجزء الثاني)

 

د. مزاحم مبارك مال الله

 

كيف نعالج حالة فقدان الشهية ؟

طبعاً المقصود فقدان الشهية "غير المَرَضي"، كون النوع المَرَضي يجب معالجة السبب فيه، والأسباب المَرَضية في فقدان الشهية تتمثل بارتفاع درجة حرارة جسم الطفل ولأي سبب، آلام الفم بسبب التسنين مثلاً، تشوهات خلقية في الجهاز الهضمي ،أو هناك مشاكل في القلب والجهاز التنفسي والكليتين ،ايضاً الديدان المعوية وخصوصاً الدبوسية تسبب دوماً المغص المعوي فيبتعد الطفل عن تناول الطعام.

واضح جداً بعد أن استعرضنا الحالة في العدد السابق ،فأن الأطفال بحاجة لأساليب متنوعة ومتجددة في تغذيتهم ،ومحور تلك الأساليب:

1.   عدم ربط تغذية الطفل مع أوقات الكبار ولحين التعود التدريجي بمرور الوقت وتقدم العمر ،ولكن المهم أن تكون الأوقات منتظمة، علماً أن الطفل يتحرك و(يلتهي) بالألعاب فيغلب اللهو عنده على الشعور بالجوع.

2.   أن تكون الوجبات قليلة الكمية ،ولكنها متعددة.

3.   أن تستخدم وسائل تشجيعية ،كأن تتم تغذيته مع مجموعة من الأطفال ،سماع موسيقى ،غناء الأناشيد ،أفلام متحركة ،قص القصَض، الرسم..الخ.

4.   عدم تقييده بـ (آداب المائدة) ،أو أتباع نفس الأساليب المتبعة مع الكبار وبحجة (كي يتعود)، علماء التغذية الأن ينصحون بترك الطفل يأكل ما يشاء أو حتى الى درجة العبث بالطعام، فأن ما يحصل في مجتمعاتنا حينما يعبث الطفل يتلقى الضرب أو النهر وبالتالي (سيزعل ويضرب عن الطعام)، حيث سيربط نفسياً بين تناول الطعام وبين الأذى الجسدي الذي لحق به.

5.   تنوع الطعام وباستخدام الألوان المختلفة بنفس الطبق أو بطبقين أو ثلاثة.

6.   تحريم استخدام العنف أو الشدّة أو التهديد مع الطفل.

7.   العمل على أطعامه الطعام المفيد قبل أن يتناول الحلويات والعصائر الملونة.

ولأجل تنفيذ كل ما ورد ألأعلاه ،فهناك خارطة طريق يمكن أتباعها:

أولاً ـ تهيئة الأجواء الاجتماعية الصحية في البيت وأبعاد شبح الخوف عند الطفل، وأحاطته بأجواء الحنان والدفء الأسري والعمل على جعله أن يُقبل على الطعام وهو يشعر بالسعادة والغبطة، هناك أمور متعلقة بالطفل مباشرة ، منها :

1.   الغيرة من الطفل الجديد الذي قدم الى الأسرة(أخ أو أخت).

2.   التفرقة بين الأطفال.

3.   القسوة والتوبيخ المستمرين له.

4.   الأجواء المرعبة كالحديث عن أخبار الأرهاب مثلاً، أو مشاهدة أفلام الرعب.

5.   المشاجرات العائلية.

ثانياً ـ مساعدة الطفل في الابتعاد عن الأطعمة غير الصحية وغير المفيدة من خلال جعل الطعام الصحي ،جذاباً ،بل أتباع أساليب في تحضير طعامه يحتوي على مواد غذائية هو لا يرغبها أذا قدمت له بمفردها.

ثالثاً ـ تهيئة وجبة غذائية غنية بكل عناصر الغذاء الأساسية ، لضمان بناء جسماني صحي له ،فمن شأن ذلك تحفيز مركز الشهية في مخ الطفل.

رابعاً ـ محاولة أشراك الطفل(المتقدم بالعمر) مع أمه في أعداد وجبة غذائه، فأن ذلك سيجعله ينتظر الثناء على جهده في أعداد الطعام ،والكلام التشجيعي للطفل ومن وجهة نظر الأطباء النفسانيين ،هو أفضل فاتح شهية له.

خامساً ـ بعض الأهالي لا يطعمون أطفالهم أنواع من الأطعمة ،وذلك بناءً على تصور خاطئ ،وهو (الخوف عليهم) ،ولا نعرف كنه هذا الخوف! والسبب في ذلك، هو الخلل المعرفي لدى هؤلاء الأهالي ،فهم يسمعون بأن بعض أنواع الحساسيات يُنصح بتجنب بعض الأطعمة فيها، مثلاً تناول البيض أو الموز أو غير ذلك كجزء من معالجتها، ولكن الذي يحصل أن الأهالي (يحرمّون) على أطفالهم هذه الأكلات كالسمك مثلاً.

سادساً ـ ننصح الأم بعدم الشكوى بخصوص (فقدان طفلها لشهيته) أمام الأخرين ،خصوصاً أمام الأطفال الذين يفهمون حوارات الكبار، فأن ذلك يؤدي الى أن الطفل يستغل هذه الناحية في طلبات لصالحه ،أو أنها تشكل عنده نقطة خجل من الأخرين ، على اعتبار أن شكوى أمه من حالته ،كمن يفضح سراً من الأسرار!

سابعاً ـ الأهتمام الكلي بتغذية الأطفال وهم دور الحضانة، بتوفير مربيات يعرفن كيفية التعامل مع الطفل من خلال فتح الدورات التدريسية المتخصصة في علم نفس الأطفال، كما يحصل في كل أنحاء العالم المتحضر.

ثامناً ـ بعض الأطفال يحتاجون الى التغيير في المكان من أجل تحفيز رغبة الأقدام على تناول الوجبة الغذائية، كالذهاب الى مطعم ،أو زيارة بعض العوائل ،وحتى بالإمكان عمل ذلك التغيير في داخل البيت.

 

خلاصة القول: ما دام الطفل يأكل(الجبس) والعلكة والحلويات و(المصاصات)و الشرابت والمشروبات الغازية والموطا وغيرها ،أذن هو يمتلك الشهية ، ولكن المشكلة في كيفية جعل الطفل يتناول الأطعمة والأشربة المفيدة لجسمه خصوصاً تلك التي تقوّي جهازه المناعي، أذاً الكرة دوماً في ملعب الأبوين في كيفية الوصول الى تلك الغاية.

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.