محطات طبية

داء السكري وآلام المفاصل// د. مزاحم مبارك مال الله

• 

تقييم المستخدم:  / 1

سيئجيد 

تم إنشاءه بتاريخ الأحد, 20 نيسان/أبريل 2014 13:55

كتب بواسطة: د. مزاحم مبارك مال الله

الزيارات: 5612

داء السكري وآلام المفاصل

د. مزاحم مبارك مال الله

السكر مهم جداً في جسم الإنسان كونه أحد المصادر الرئيسة لإنتاج الطاقة فيه، حيث لا يمكن لأي كائن حي أن يعيش بلا طاقة ،والطاقة تُنتج عبر سلسلة معقدة جداً من التفاعلات البايوكيمياوية تدخل فيها مئات المواد لتؤمّن ديمومة الأفعال الحيوية وهي بمجموعها نطلق عليها بـ "الكائن الحي" ، وبالمقابل فأن غيابها تعطي "الكائن الميت".

ولمّا كان كل شئ في جسم الإنسان يعمل وفق نظام دقيق محكوم بضوابط في منتهى الدقة من هورمونات وأنزيمات وغيرها، ولذلك فالمطلوب أن يكون مستوى السكر في دم الأنسان ليحيا (صحياً) ضمن معدل 70 ـ 110 ملغم /100 سي سي ـ قبل تناول الطعام ـ ويرتفع الى حدود 140 ملغم/100 سي سي بعد ساعتين من تناول الطعام، وما يزيد عن 200ملغم /100 سي سي بعد ساعتين من تناول الطعام فنطلق عليه ما يُعرف بداء السكري، والأصابة بداء السكري ربما تكون جراء علّة أو مرض طارئ أو جراء العامل الوراثي.

يدخل السكر والطاقة الناتجة عنه في العديد من النواتج التي ينتجها جسم الإنسان ،فهو مهم لعمل فايتمين "دي" ،ولعمل عنصر الكالسيوم ،وكلاهما مهميَن للعظام ،كما أنه يدخل في أنتاج حليب الأم ،وكذلك في السائل المنوي.

والسكر أيضاً يُخزن على شكل "نشا" في الكبد ،ليكون مصدراً للطاقة لإدامة الأفعال الحيوية وللحفاظ على مستوى السكر ثابتاً في الجسم.

أن 100 (مئة) غرام من السكر تنتج حوالي 400 سعرة حرارية وهي كمية ليست قليلة ،علماً أن السكريات موجودة في أنواع وأشكال متعددة من الأطعمة والأغذية والتي تحتوي على السكر بأنواعه المختلفة.

يعاني أغلب المصابين بداء السكري من آلام المفاصل، وخصوصاً المتقدمين بالعمر، بل وتزداد الآلام أكثر لدى البدناء منهم ،وهذه الآلام تشمل كل مفاصل الجسم وخصوصاً الأطراف السفلى والعليا، وتظهر في الأطراف السفلى أكثر، وليس هذا فحسب وإنما تكون صورة الآلام أكثر وضوحاً لدى النساء وخصوصاً عند اللاتي حبلن وأنجبن، وكذلك لدى الذين لا يزاولون ممارسة الرياضة.

 هؤلاء المصابين يلجأون الى شتى أنواع المهدئات والمسكنات، دون جدوى ،أو يهدأ عندهم الألم فترة ليعاود مرة أخرى ،وتراهم (للأسف الشديد) يطرقون كافة الأبواب ، ويستخدمون شتى أنواع المستحضرات من أجل الحصول على ليلة مريحة أثناء النوم ، دون أن يعلموا أن السبب واحد ومصدر الألم واحد ولا يحتاج الأمر التردد على العيادات وبذل المزيد من الجهد والمال.

ويمكن أدراج أسباب آلام المفاصل لدى المصابين بداء السكري:

أولاً ـ "هشاشة العظام"، وسببها خلل في النسب المحددة من فايتمين "دي"، ومن عنصر الكالسيوم، بمعنى أن الكتلة العظمية المتصلبة تقل عن السابق ،إضافة الى أن العظام المصابة بالهشاشة لا تقوى على أداء وظيفتها الهيكلية ،فكل هذا وذاك ينعكس على شكل آلام مختلفة الحدة والشدة والموقع.

تجدر الأشارة الى أن المصابين بداء السكري يعانون من تنخر وتسوس الأسنان المبكر، أضافة الى آلام في مفصل الفكين، وكل ذلك سببه هشاشة العظام.

ثانياً ـ أن المصابين بداء السكري معرضون الى التهاب المفاصل أيضاً وليس آلامها فقط ، بسبب من هبوط المناعة بشكل عام، وحسب الإحصائيات فأن ما يقارب 52% من المصابين بداء السكري ، يصابون أيضاً بالتهاب المفاصل ،والتهاب المفاصل يشمل كافة الأعمار من المصابين بداء السكري.

ثالثاً ـ وهم أكثر من غيرهم عرضةً الى حالة سوفان المفاصل (احتكاك المفاصل).

رابعاً ـ وهن العضلات، بسبب من تراكم بعض الفضلات الأيضية في الجسم.

خامساً ـ تأثر الأعصاب المحيطية بالسكر الزائد في الدم، حيث يعمل السكر الفائض كعمل المخرّش أو المخدّش للأعصاب مفضياً الى التهابها، فتتأثر الألياف الحسية والحركية وهي حالة ليست سهلة.

هناك حالة أكثر تعقيداً ،يطلق عليها الأطباء مصطلح "اعتلال المفاصل السكري" وغالباً ما يصيب القدمين، وهذا الاعتلال يمر بعدة مراحل مبتدأ بالتهاب حاد (تهتك نسيجي مع تورم مائي ،خلع جزئي بالمفصل وتدهور في حالة عظام المفصل وغضاريفه)،  لينتهي بالتشوهات والمضاعفات.

ولأجل تحاشي قدر الإمكان حالة آلام المفاصل لدى المصابين بداء السكري ،ننصح بالأتي :ـ

1.   تنظيم مستوى السكر في الدم(استخدام الجهاز البيتي) والذي يعتمد بشكل مباشر على كمية ونوعية الطعام الذي يتناوله الشخص، وهنا تلعب الإرادة دوراً رئيسياً حيث يمتنع المصاب بداء السكري عن تناول أطعمة عالية السعرات الحرارية(أي الدهون والحلويات والنشويات).

بالتجربة العملية مع المصابين بداء السكري ،ظهر أن نسبة كبيرة منهم غير ملتزمين بالحمية الغذائية ،بل  يجهلون ما هو المحظور وما هو المسموح به من الأطعمة، لذا وجب على المصاب بداء السكري أو من يعيش معه أن يلم بالمعلومات المهمة والبسيطة في مجال التغذية الخاصة بداء السكري، وهنا لا بد من الأشارة الى أن بعض المنتجات المتوفرة بالأسواق على أنها خاصة بالمصابين بداء السكري (يطلقون عليها كلمة "دايت")، لم ترتقِ الى مستوى الثقة في محتوياتها بهذا الخصوص.

2.   الألتزام بالعلاج.

3.   تخفيف الوزن.

4.   ممارسة الرياضة(المشي وصعود الدرج)

5.   ينصح خبراء التغذية بتناول مكملات فايتمين دي والكالسيوم والموجودة على شكل كبسول أو أقراص، كما أن الكالسيوم موجد في الألبان قليلة الدسم وفي الخضروات(المواد الغذائية ذات الأوراق الخضراء)، وننصح بتناول مستحضرات "أوميكا" لأهميتها في بناء الجهاز المناعي.

6.   كما ينصحون بتناول حبوب الكركم ،حيث أن الكركم يحتوي على العنصر الفعال فيه وهو الكركمين، والكركمين يساعد في تأخر وتطور مرض السكري حيث يعزز وظيفة خلايا "بيتا" الموجودة في "جزر لنكرهان"، في غدة البنكرياس، هذه الخلايا هي التي تنتج هورمون الأنسولين ،علماً أن الكركمين مضاد أكسدة فعال يمتاز بخصائص مضادة للالتهابات.

• < السابق
• التالي >