محطات طبية

حقائق علمية عمّا نأكله ونشربه (الحلقة الأولى)// د. مزاحم مبارك مال الله

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حقائق علمية عمّا نأكله ونشربه

(الحلقة الأولى)

أعداد: د. مزاحم مبارك مال الله

 

الأطعمة والأشربة منوعّة وعديدة تتجاوز الآلاف في مختلف بلدان العالم، ويختلف تناولها بأختلاف الشعوب، فكثير من تلك المواد يشترك الناس في تناولها، وكثيرة أيضاً تلك التي تمتلك الخصوصية لهذا الشعب أو ذاك.

وأن الكائنات الحية لا يمكنها أن تحيا وتبقى دون تغذية، لأن الغذاء هو المصدر الوحيد لأنتاج الطاقة اللازمة لديمومة كل الأفعال الحيوية ولآستمرار عملية البناء والنمو.

 وأستناداً الى تطور المعرفة وتراكمها، أصبح من الضرورةِ بمكان، تأسيس فرع علمي متطور، الاّ وهو "علم التغذية"، وهذا العلم هو الذي يبحث ويدرس ويكتشف بأستمرار، أسرار عالم الأطعمة والأشربة وعناصرها الأولية، بالأرتباط مع تأثيرات تلك المواد على، وتفاعلها مع، صحة الأنسان سلباً أو أيجاباً.

هناك جملة من الحقائق لابد من أخذها بنظر الأعتبار والعمل على تعويد نفسنا وعائلاتنا عليها خصوصاً الأطفال، كي ينشأ على وفق أسس تغذوية صحية وصحيحة خلافاً لما نشأ عليه غالبيتنا:

أولاً ـ الأبتعاد عن السموم البيضاء، وهي الملح والسكر والدقيق، بمعنى أن نتعود على القليل جداً من الملح(ينصح العلماء أن لا تزيد كمية ملح الطعام التي تدخل جسم الأنسان في اليوم الواحد عن ملعقة شاي) ،مع تحديد كمية الحلويات المصنّعة التي يتناولها الفرد ـ سواء كأكل أو شراب ـ ، أضافة الى تناول الشعير والشوفان بدلاً عن الدقيق.

ثانياً ـ إن التغذية النباتية أفضل بكثير لصحة الأنسان من الحيوانية، وبالأمكان من تعويض العناصر والفايتمينات التي تزودنا بها اللحوم، فيُنصح بتناول "السبانغ والفواكهة والمكسرات والخضر والحليب ومنتجاته قليلة الدسم، فهي مفيدة جداً للجسم ولا تعود بالأضرار البليغة التي تسببها اللحوم الحمراء (الغنم والبقر والبط والحمام والديك الرومي والغزال والبعير)، واللحوم هنا لا تشمل لحوم الأسماك".

ثالثاً ـ الأبتعاد عن شرب الماء أثناء تناول الطعام أو بعده مباشرةً، حيث أن الماء يخفف من تركيز العصارات الهاضمة وبالتالي يحصل ما يُعرف بسوء الهضم، أضافة الى أن تناول الماء الفاتر أفضل صحياً من الماء البارد.

رابعاً ـ ينصح العلماء بعدم تناول الدواء مع الحليب أو العصائر، لأن مكونات الحليب والعصائر تتفاعل مع أغلفة جزيئات الأدوية، وإنما مع الماء فقط.

خامساً ـ التدخين هو العدو اللدود لعمليتَي الهضم والأمتصاص ومن ثم مجمل التمثيل الغذائي.

سادساً ـ تلوين الأطعمة وبعض المستحضرات الغذائية، فقد أثبتت التحاليل خطرو أضافة المواد التلوينية للأطعمة المختلف وخصوصاً تلك التي يتناولها الأطفال من حلويات.

واليوم سنستعرض عدد من المواد الشائعة، مبينين تأثيراتها وما تحتوي من مواد نافعة أو مضرّة، وعلاقة تلك المواد بالأمراض:

1.   رغم أن اللحوم الحمراء تعد المصدر الرئيس للبروتين والحديد والزنك  وفايتمين B12 وفايتمين A الاّ أنها تحتوي على كميات كبيرة(مضرّة) من الدهون. خبراء التغذية ينصحون بالأبتعاد عن البوركر والصوصج، كونها الأكثر ضرراً على حياة الأنسان. وفي دراسة دامت 12 سنة في عشرة دول مختلفة، ظهر هناك ترابط بين تناول 160 غرام لحم أحمر يومياً وبين أمراض القلب والسرطان، وتتقلص الكمية الى الـ 40 غرام للحم الأحمر الجاهز المصنّع، أن تناول اللحوم الحمراء بشكل يومي وبدون تحديد سبب رئيس في أرتفاع نسبة الكوليسترول والأصابة بأرتفاع ضغط الدم.

ملاحظة مهمة/يحذر علماء التغذية من منتوج"الماجي" الذي يحتوي على مادة سامة جداً لخلايا الدماغ أسمها(أحادي كلوتامات الصوديوم).

2.   سمك التونة والسالمون والسردين، يُنصح بتناولها على الأقل مرتين في الأسبوع فهي تحتوي على الأحماض الأمينية المفيدة جداً كونها تدخل في تركيب الخلايا العصبية وتنشط الذاكرة وتقوّي أداء الدماغ، بل والعلماء يذهبون الى أبعد من ذلك، فيؤكدون أن تناول عيون هذه الأسماك تجعل المخ أكثر نشاطاً وتعمل كعامل مساعد يمنع التجلطات الدموية لدى الأنسان.

3.   الفاكهة على مختلف أنواعها تحتوي على أنواع العناصر الغذائية الرئيسة كالسكريات، المعادن، الأملاح، الفايتمينات المختلفة ويُنصح بتناول قطعة منها يومياً، ولكن ليس بعد الوجبة الغذائية مباشرة لأن هضمها يتقاطع مع مادة بايوكيمياوية مهمة جداً في الجسم الاّ وهي (أنزايم البيتالين)، هذا الأنزايم يسهم في هضم النشويات، هذا أضافة الى أن هضم الفاكهة نفسها عسير، وفي هذه الحالة فأن الشخص سيشعر بعدم أرتياح و(ثقل) في معدته مع الغازات، لذا فأن أفضل وقت لتناول الفاكهة هو بعد الغداء بمدة لا يقل عن ساعتين، كما لا يُنصح بتناولها قبل النوم لأن أغلب الفاكهة تحتوي على السكريات، والسكريات تزيد الوزن وتضر الأسنان.

أ‌)    ثمرة الكاكي/ موطنها الأصلي الصين واليابان، وأنتشرت زراعتها في العديد من بلدان العالم، محصول شَتَوي، لونها برتقالي ناعمة الملمس وحلوة المذاق، تفيد في الحمية الغذائية ، حيث أن الثمرة الكبيرة تعطي 65 سعرة حرارية، تحتوي على البوتاسيوم والمغنيسيوم وقليل من الكالسيوم، لكنها غنية بفايتمين A المضاد للأكسدة وكذلك يحتوي على الكلوكوز، الكاكي ينشط الدورة الدموية ويقوي القلب،يتمنح الراحة النفسية والنشاط الذهني، الكاكي يحارب الأجهاد والتشنج العضلي وتنمل الأصابع ، كما يوصي الأطباء بتناوله من قبل الذين يعانون من ألتهاب المثانة ، ويعد الكاكي من أفضل مطهرات المعدة والأمعاء، يستخدم في قرحة المعدة والأسهالات المختلفة. الكاكي يفيد في أمراض الغدة الدرقية، وأرتفاع ضغط الدم، يفضل أكل الكاكي بقشرها لفائدته، الكاكي لا ينصح بتناوله من قبل المصابين بأرتفاع السكر.

ب‌)   الكيوي/ فاكهة موسمية ذات لب أخضر تحتوي على بذور سوداء صغيرة، أصلها من الصين وأسمها(يانغ تو)، أنتقلت الى نيوزلندا في بداية القرن العشرين، ووصلت الى الولايات المتحدة عام 1960، غيروا أسمها الى الكيوي على أسم طائر الكيوي النيوزلندي الذي لا يطير، ريشه يشبه قشرة الكيوي.

غنيّة جداً بفايتمين C فالثمرة الواحدة من الكيوي تحتوي على ضعف كميته في البرتقالة الواحدة، كما أنها تحتوي على أملاح الفسفور والبوتاسيوم والحديد، مفيد جداً للذين يتبعون حمية غذائية لتخفيض الوزن أو لتقليل السكر، فالثمرة الواحدة تعطي 20 سعرة حرارية. تحتوي على نسبة عالية من الألياف فهي مفيدة في عملية الهضم، كما ينصح بتناولها أثناء الأصابة بالزكام والرشح، الكيوي يزيد من مناعة الجسم ويقاوم أضطرابات الدورة الدموية ، كما أنها تنشط الأنسجة العصبية وتدعم اللثة. ينصح الرياضيين بتناوله، يلطّف المعدة بعد وجبة الطعام الثقيلة، مضاد لحموضة ويفيد الحوامل.

ت‌)   العنب/ يحتوي على نسبة عالية من سكر الكلوكوز(وهو نفس نوع سكر الدم)، لذلك ننصح مرضى السكري بتحاشيه تماماً. ويحتوي العنب كذلك على نسب قليلة من البروتين والدهون وأملاح اكالسيوم والبوتاسيوم والكالسيوم والفسفور والحديد، قشوره غنية بفايتمين B، المهم لمختلف الأفعال الحيوية، وكذلك يحتوي على قليل من فايتمين C، الذي يقوّي الجهاز المناعي، والعنب غني بالألياف لذا فهو يمنع الأمساك. العنب مفيد في علاج الأمساك وعسر الهضم، وكذلك في حالة أحتباس البول لأنه مدر فعال، كما يُنصح في حالة الأصابة بداء النقرس، عصيره طارد للبلغم، وبسبب أحتوائه على أحماض عضوية لذلك فالعنب يساعد على تطهير اللثة ومقاومة البكتريا التي تغزوها، ففي حالة تقرح اللثة يوصي الأطباء بتناول العنب. إن تحضير كوب نصفه عصير العنب ونصفه الأخر ماء حار، يعد من أهم المشروبات المهدئة للأعصاب ومزيلاً للأرق.

الزبيب(العنب المجفف)، مصدر مهم جداً للطاقة، فأن 100 غرام عنب تعطي 75 سعرة بينما 100 غرام زبيب تعطي 268 سعرة، ويُذكر أن الزبيب المنزوع البذور، منشّط ومقوٍ ، مسكن آلام ، منقي للمسالك التنفسية والبولية.

العنب أو الزبيب لهما مردود فعّال في بناء الجسم وترميم الأنسجة ، لذا فهو مفيد للرياضيين وللذين يبذلون جهوداً أستثنائية، كما أنه قد درجت العادة على أستخدام عصير العنب أو الزبيب خلال أيام الصوم.

ث‌)   الصبر(التين الشوكي)/ منتشر جداً في بلاد الشام، يُنشط حركة الأمعاء والمعدة فينظف الجهاز الهضمي. التين الشوكي يقوي الجهاز المناعي وينظم الكوليسترول ويخفض أرتفاع ضغط الدم، كما أنه يعالج مشاكل البروستات، تناوله بكثرة يسبب الأمساك.

ج‌)   الموز/ يُطلق عليه "قاتل أبيه" لأنه بعد نضج ثمار الشجرة، تقلع ليتم زراعة أخرى بمحلها فتعطي ثماراً أكثر وأجود. غني بالألياف والفايتمينات والأملاح، فالموزة الواحدة تحتوي على(سكر السكروز والفركتوز والكلوكوز، الدهون ، البروتين، فايتميناتC، B، ومعادن الكالسيوم، الحديد، المغنيسيوم، الفسفور، الصوديوم، البوتاسيوم، الزنك والنحاس، كما يحتوي على الأحماض الأمينية وأهمها التربتوفان).

يمنح الموز طاقة عالية، فقد أثبت أن موزتين تزودان الجسم بطاقة تطفي لممارسة الرياضة لمدة 90 دقيقة، الموز يفيد في علاج وآلام الدورة الشهرية، فقر الدم ، الأمساك ،يعادل حموضة المعدة وقرحتها، يُنصح بتناوله من قبل الحوامل لتخفيف أعراض الوحام، مفيد في كل أنواع تناوله. 

 

ح‌)   الكرز/ له فوائد عديدة، يمكن أجمالها بما يلي:

•     يساعد الجسم على التطهير من السموم.

•     مفيد في داء النقرس، حيثيحافظ على مستوى الـ(يورك اسد)، ويفيد في آلام العضلات والمفاصل بسبب أحتوائه على مادة (الأنثوسيانين).

•     يحفز العصارات الهاضمة فيحسن عملية الهضم.

•     يعزز المناعة لأحتوائه على أنزيم (الميلاتونين) بكميات كبيرة .

•     يخفض مستوى الكوليسترول السئ ويمنع تصلب الشرايين ، لذا فهو يحافظ على صحة القلب.

•     يحتوى على مواد مضادة للأكسدة، لا فتناوله يبعد أحتمالية الأصابة بالسرطان.

•     يحتوي على كمية ممتازة من فايتمين A، لذا فهو مفيد للجلد والشعر.

•     الأنثوسيانين يحفز على أنتاج الأنسولين ، لذا فهو مفيد بداء السكري.

•     يحارب الأرق بسبب أحتوائه على الميلاتونين.

•     يفيد في معالجة حب الشباب والنخالة الوردية.

•     تجفف أعواد الكرز ثم تغلى ويتم تناولها كالشاي، فتفيد في تقليل الوزن.

ـ يتبع ـ