محطات طبية

قص المعدة لتخفيف الوزن// د. مزاحم مبارك مال الله

تقييم المستخدم:  / 1
سيئجيد 

 

قص المعدة لتخفيف الوزن

د. مزاحم مبارك مال الله

 

أزدات حالات اكتساب الوزن الى حد انها أصبحت ظاهرة في بعض مدن العالم، وقد عزا العلماء ذلك الى عدة أسباب، منها ما هو متعلق بالطبيعة التغذوية غير الصحية التي يتبعها الناس وخصوصاً تلك التي تعرف بالوجبات السريعة والتي تمتاز بالسعرات الحرارية العالية والتي تفوق أحتياج الشخص، وربط الباحثون هذا النمط من التغذية بطبيعة النظام الاقتصادي ـ الاجتماعي، خصوصاً تلك التي أحالت الأنسان الى جزء من ماكنة الاستثمار.

وهناك أسباب أخرى مهمة منها ما هو متعلق بالوعي الصحي وآلية التعامل مع الطفل حيث يعمد المحيطين به الى الأكثار من أطعامه بالحلويات وبالنتيجة يكتسب الوزن الزائد وبمرور الوقت تتحول الشحوم في جسده الى عقد دهنية لا يمكن أن تزول، الى جانب ذلك فهناك أسباب مَرَضية هورمونية.

ولمّا أصبحت هذه الحالة تشكل عائقاً صحياً واجتماعياً على المصابين بها(كأمراض السكري وارتفاع ضغط الدم ومشاكل في القلب والمفاصل ..الخ)، وبسبب عدم جدوى أتباع أساليب الحمية الغذائية (حيث كلما كبر الجسم وتضخم/ كلما زادت حاجته الى الغذاء) وممارسة الرياضة، لذا بدأ الأطباء يفكرون بأساليب عدّة لمعالجة هؤلاء البدناء من هذه الحالة المَرَضية، ومنها الأدوية التي تمنع الشهية، وباعتقادي أنها أدوية مضرّة كونها تعمل على مركز الشهيّة في الدماغ.

ومن الأساليب العلاجية الأخرى، الأسلوب الجراحي والتي يُطلق عليها الأطباء مصطلح ،(جراحات السمنة)، حيث يصبح هذا الأسلوب هو الخيار الأخير أمام الطبيب المعالج والذي يضعه بين يدي مريضه وهو صاحب الشأن في إتخاذ القرار، وأحدى أنواع جراحات السمنة ما أجمع عليه الأطباء(عام 2003) وأطلقوا عليها، عملية قص المعدة أو تكميم المعدة(كلمة تكميم جاءت من تحويل شكل المعدة من الجيب الى شكل الكُم)، حيث يتم استئصال جزء منها فيقل حجمها بنسبة 25% من حجمها الأصلي.

بعد أن يتم إزالة الجزء الأكبر من المعدة(4/5 منها والإبقاء على 1/5 تقريباً، وهي أزالة دائمية)، ستقل و(بالمنطق)، كمية الطعام التي يتناولها المريض، حيث يشعر بالشبع بفترة وجيزة جداً، إضافة الى ذلك فأنه وفي الجزء الذي يتم قطعه توجد محفزات الشعور بالجوع، وبالتالي حتى الشعور بالجوع سيتراجع.

أن هذا الأجراء لا يعني أن المعدة لا تكبر بعد ذلك، ولكن ليست بالحجم الذي كانت عليه.

العملية يتم أجراؤها بالناظور، ويتم أدخال الناظور من خلال فتحتين على جانبي البطن، طول كل فتحة، 2,5 سم، حيث يتم قص المعدة من عنقها ولغاية الجزء الأمامي من الأثني عشري بحيث يصبح شكل المعدة أشبه بالكُم، يمر منه الطعام دون البقاء فيه مما يتوجب على المريض أن يقلل الطعام، فلم يعد بإمكانه أن يتناول كمية كبيرة، كما أن هذه العملية لا تؤثر على امتصاص المواد الغذائية.

 

مَن هم المرضى المرشحين لأجراء هذه العملية؟

للإجابة على هذا التساؤل، علينا أن نذكّر بمصطلح علمي مهم جداً، وهو "مؤشر الكتلة الجسمانية"، والذي يُعرف بالإنكليزي اختصارا BMI(Body Mass Index)، ووفق المعادلة الرياضية التالية:

الكتلة الجسمانية = الكتلة بالكيلو غرام

                         مربع الطول بالمتر

مثال : شخص كتلته 70 كغم، وطوله 1,60 م، فسيكون مؤشر كتلته الجسمانية ناتج حاصل تقسيم 70 على 1,6 X1,6 ، والناتج هو 27,3.

إن مؤشر الكتلة الجسمانية يُقاس فقط لمن هم بعمر 18 سنة فأكثر، ويمكن أخذ فكرة عن التوازن الجسماني هل هو صحي أم لا من خلال محددات الكتلة الجسمانية التالية:

•     14.5 ـ 19.5 ــــــــــ نحيف

•     19.5 ـ 24.5 ــــــــــ  وزن طبيعي

•     24.5 ـ 29.5 ـــــــــ زيادة في الوزن

•     30 ـ 40      ـــــــــــ بدين

•     40 فما فوق ـــــــــــ بدانة مفرطة

نعود الآن الى سؤالنا، فالمرشحون لأجراء عملية قص المعدة هم:

أولاً ـ المصابون بالبدانة المفرطة.

ثانياً ـ البدناء ولكنهم يعانون من داء السكري أو أحد أمراض القلب أو انقطاع النَفَس.

ثالثاً ـ  شريطة أن تحظى العملية بقرارهم هم.

ملاحظة/ لا تجرى هذه العملية لمن هم بدناء بسبب تناول الشكولاتة والحلويات والأيس كريم والمشروبات الغازية والعصائر الأصطناعية، والنستلة والجكليت ...الخ

فسبب البدانة هنا هو كمية سكر الكلوكوز الموجود في هذه المواد إضافة الى الدهنيات والنشا، والمعروف أن هذا السكر يتم امتصاصه بالكامل وبصورة سريعة جداً من قبل الجهاز الهضمي وتتم عملية تمثيله الغذائي بصورة تامة فيعطي مع الدهنيات والنشا سعرات حرارية عالية جداً تفيض عن حاجة الجسم اليها.

لذا فأن هذا النوع من المرضى، أذا لم تجدي نصائح الحمية من هذه المواد معهم نفعاً، فبمثل هذه الحالة تجرى لهم عملية يُطلق عليها أسم، "تحويل مسار المعدة"، وهي تختلف تماماً عن قص المعدة.

الإجراءات الخاصة بقص المعدة:

•     يبقى المريض ليلتان في المستشفى، وربما يوضع للمريض أنبوب(قسطرة) في الأحليل لتصريف البول من المثانة.

•     اتخاذ كافة الإجراءات التي تؤكد نجاح العملية وكذلك تلك التي تمنع حصول التجلطات الدموية من خلال التمشي في داخل المستشفى، وكذلك التي تؤمّن التنفس لدى المريض.

•     يوضع المريض على نظام غذائي خاص (سوائل) خلال الأسبوعين التاليين للعملية، ثم على طعام مهروس لأسبوعين آخرين.

•     تناول الفايتمينات والمكملات الغذائية بشكل يومي.

•     تعد عملية قص المعدة ناجحة في حالة أن يفقد المريض نصف الوزن الزائد، والمحافظة على ذلك مدة خمس السنوات التالية.

•     لا يجوز للمريض أن يأخذ أية أدوية دون علم الطبيب الجراح الذي أجرى العملية.

•     ضرورة المراجعة الدورية، وكذلك في حالات شعور المريض بالوهن والتعب والدوخة والإمساك.

•     لا يجوز للمرأة (أذا كانت في سن الإنجاب) أن تحمل خلال العام الأول ـ عامين، بعد أجراء العملية.

•     على المريض أن لا يرفع أي وزن، ولا يقوم بأنشطة تجهده.

•     أن لا يقود السيارة إلا بعد استشارة الطبيب الجراح.

•     أن يتبع توجهات الطبيب بحذافيرها.

مضاعفات عملية تكميم المعدة(أن حصول أي منها تستوجب مراجعة الطبيب)

•     الغثيان/ غالباً ما يحصل خلال الشهرين أو الثلاث الأولى، حيث يعاني الشخص أضافة الى الغثيان، من التشنج، تسارع ضربات القلب، التعرق والأسهال.

•     الجفاف/ يمكن للشخص نفسه أن يعرف أنه يعاني من الجفاف من خلال اللون الغامق للبول مع تيبس الفم والجلد، ولتلافي هذه الحالة، على المريض أن يزيد من تناول الماء، والى حد تقريباً لترين منه يومياً.

•     تساقط الشعر/ يحصل جراء نقص فايتمين ب6، الزنك، حامض الفوليك، والأحماض الدهنية.

•     الشعور بالبرد/ بسبب تغيير التمثيل الغذائي وفقدان طبقة الدهون من الجسم.

•     التهاب الجرح، وترهل الجلد.

•     التهاب المسالك البولية.

•     حرقة المرئ وربما يصاحبها التقيؤ، يمكن تجنب هذه الحالة بتجنب شرب القهوة والشاي وبتجنب الأطعمة الحارة والساخنة.

•     انخفاض بعض العناصر المهمة في الدم كالصوديوم، البوتاسيوم، السكر.

•     انخفاض الضغط.

•     الإمساك أو الإسهال، غازات، ونفخ القولون.

•     قرحة المعدة.

•     مشاكل في المرارة.

•     فقر الدم.

ليس بالضرورة حصول أي من هذه المضاعفات، فربما واحدة أو اثنتان أو لا تحصل نهائياً.

 

فوائد عملية تكميم المعدة

أولاً ـ عودة نسبة الكوليسترول والدهون الثلاثية الى مستوياتها الطبيعية.

ثانياً ـ تحسن في صحة الذين يعانون من بعض الأمراض كداء السكري، والمفاصل.

ثالثاً ـ تغير ملحوظ في الحالة النفسية للمريض مع تغير كبير في حياته  الاجتماعية.

نصيحة صحية

لتفادي المرور في مثل هذه الحالة(السمنة المفرطة) وتعقيداتها الصحية والأجتماعية، فعلى الشخص أن:

•     يتجنب تناول كميات كبيرة من الطعام.

•     يتجنب تناول الحلويات والدهنيات.

•     يمارس الرياضة.

لقد ثبت بما لا يقبل الشك، أن السكريات والحلويات على مختلف أنواعها وكذلك الدهنيات أضافة الى الدقيق(الطحين الأبيض)، كلها مصادر لسعرات حرارية عالية جداً، وكلما زادت السعرات الحرارية عن الأحتياج الفعلي للجسم، فسيتم أكتنازها في مناطق الجسم المختلفة على شكل كتل دهنية مما يُزيد وزن الأنسان.