اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

ارشيف مقالات وآراء

• الـ هيب هوب والراب في البصرة..كل شيء جميل يأتي من ثغر العراق الباسم!

طارق حربي

مقالات اخرى للكاتب

                  كلمات -376-

الـ هيب هوب والراب في البصرة..

كل شيء جميل يأتي من ثغر العراق الباسم!

 

انطلق فن الرقص الـ (Hip hop) أوائل السبعينيات من القرن الماضي في الولايات المتحدة،

ويعتبر حركة ثقافية للأمريكيين من أصول أفريقية، وعبر الراقصون منذ عشرات السنين عن تذمرهم مما لاقوا من العنصرية، وقضايا أخرى تعرض لها السود من البيض في حياتهم بينها التمييز والبطالة، ويعتبر الهيب هوب نظاما من الاتصال بين السود في الولايات المتحدة والتضامن فيما بينهم، وأجد أن العديد مما لاقاه السود هناك يلاقيه كل يوم شباب العراق هنا، سواء في تصاعد معدلات البطالة أو عدم اهتمام الحكومة بمتطلبات الشباب والمرأة والطفل، وإذا كان انصراف الشباب السود هناك إلى تنظيم حفلات الرقص الهيب هوب والراب، أفيد من الانخراط في عصابات القتل والتسليب والمخدرات والعنف والجريمة وغيرها، فإننا نجد لذلك نظيرا في حالتنا العراقية، فلو انتبهت حكومتنا للطاقات الشابة العراقية المهملة، ومولت وعملت على افتتاح النوادي وتشجيع الفرق الشعبية وتنظيم الحفلات الموسيقية والمهرجانات الرياضية في الشوارع والحدائق والساحات العامة كما فعل شباب البصرة اليوم، لأمكن تصريف طاقات الشباب على مايمكن وضعه في خانة التنمية البشرية والاجتماعية، التي تتباهى بها حكومات الشعوب المتحضرة وتتنافس فيما بينها لتقديم أفضل الخدمات لشعوبها، ولقلت أو انتهت أسباب الشحن الطائفي في بلادنا وضحايا كواتم الصوت، وتم سحب البساط من تحت أرجل الميليشيات المرتبطة بدول الجوار!


إن تقديم عروض راقصة خلال  "حفل افتتاح الأسبوع الثقافي الذي يقيمه المركز الثقافي في جامعة البصرة ابتداء من اليوم 24 ولغاية 28 نيسان/ابريل الجاري" وتقديم شباب البصرة لوصلات فنية راقصة في الحدائق العامة، دليل واضح على حيوية الشعب العراقي وتجاوزه لملفات تتصارع دونها الأحزاب لتحقيق مصالحها لامصالح الشعب العراقي!

إن البصرة الفيحاء التي يسيطر عليها مجلس محافظة متشدد، شهدت تقاطعات أجندات الأحزاب المرتبطة بإيران وإيذائها للسكان مرات عديدة خلال السنوات الماضية، سواء خلال منع حفلات تخرج طلبة جامعة البصرة، ومنع السيرك القادم من أربيل السنة الماضية
، وإلغاء مهرجان الأغنية التراثية في شهر نيسان 2010 ، الذي كان من المفترض إقامته في البصرة برعاية وزارة الشباب والرياضة بمشاركة 16 فرقة من 12 محافظة، ناهيك بفرض أجندات طالبانية على مدينة غنية جدا ومفتوحة على البحر وتعدد الثقافات.

 

إن رقصات الهيب هوب التي انتشرت في افريقيا وآسيا ومعها الثقافة الأمريكية لسهولتها، حيث يمكن للراقص وضع كلمات الأغنية بنفسه والموسيقى، هذه يمكن أن تنفذ في العراق انطلاقا من آلام الشباب المهمل ومعاناته اليومية مع الأحزاب الطالبانية، وعراق اليوم المفتوح للاستثمار السياسي يمكن أن يكون خزينا معنويا واستراتيجيا لانطلاق مدارس فنية وأدبية جديدة، بعد عهد الفاشية وسقوط العراق في أيدي الأحزاب الدينية!

 

الهيب هوب رقص تعبيري عما يعانيه السود في أمريكا، ورقص الفلامنكو عبر من خلاله أهل الأندلس عن رفضهم لمرسوم أصدره الملك الأسباني فرديناند في عام 1492 بفرض الديانة الكاثوليكية على اليهود والغجر والمسلمين، فامتزجت هذه الأقوام وتوحد رفضها عبر رقصات تعبيرية رائعة امتد تأثيرها عبر القرون إلى أمم أخرى وأجيال، ويمكن لشباب البصرة إيجاد صيغ تعبيرية جديدة انطلاقا من غنى الثقافة الشعبية البصرية وايقاعاتها وتعدد ثقافاتها التي تعمل الأحزاب الدينية على طمسها وإلغاء هويتها.

 البصرة التي علا صوت الرصاص فيها على أصوات الرقص والغناء والشعر بعد التغيير، عادت أيامها الحلوة بعد عمليات صولة الفرسان سنة 2008 وتنفست البصريون الصعداء، هذه المدينة التي ولدت فيها فنون الهيوة والخشابة (اصلها من الفاو) وأغاني البحر والصيادين والنوخذات المتصل بالأغاني الخليجية، خليق بها أن تنهض من جديد وينهض العراق كله معها وتقدم الفنون الشعبية الأصيلة التي يحبها العراقيون ويطربون لها بعد سنوات البكاء واللطم والتطبير والسواد الذي جلل المدن العراقية ليستمر الفساد واللصوصية المنظمة في أكبر عملية فساد في التأريخ!


إن صناعة الجمال وعبادته والتعبير عنه بأشكال وطرق مختلفة ليس غريبا عن الشعب العراقي، وعلينا واجب تشجيع الشباب سواء في تظاهراتهم المطالبة بحقوق الشعب العراقي في الساحات العامة وإسقاط حكومة المحاصصة الطائفية والقومية، أو في مجالات الفن والأدب والرياضة وغيرها، والبصرة بغناها النفطي والسياحي وثرواتها من أشجار النخيل وانفتاحها على البحر وتعدد ثقافاتها وطيبة أهلها وتسامحهم، مؤهلة لأن تلعب دورا مهما في انطلاق الحركات الفنية والأدبية والفرق الفنية والغناء وغيرها، فمرحى للبصرة ورقصها وغنائها وآدابها وابداعها وأهلها الطيبين، و
كل شيء جميل يأتي من ثغر العراق الباسم!

24/4/2011
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.