نون الغفاري

مائة يـوم أو مائة عام من الفشل((ه))؟؟؟؟

منذ عام وبضع العام، والقوى التي تقود العملية السياسية في العراق تراوح مكانها، حكومة لازالت ناقصة بكل المعاني، لازال الأمن مضطربا ولازال الأمان مفقودا ، الخدمات إما لم تتقدم او هي في حالة من التراجع ... هذا الوصف أدركه أبناء العراق وخصوصا الشباب، فكانت مظاهرات الغضب  ضمن ما اسمي بربيع ((الثورات)) العربية ، منذ 25 شباط الماضي ولحد الآن وان بمستويات مختلفة من حيث  العدد المشارك او الشعارات المطروحة ، التي كان  على رأسها وفي مقدمتها  محاربة الفساد ومحاكمة  المفسدين ، وإيجاد فرص العمل للعاطلين، تخفيض رواتب  المسئولين وخصوصا  الرئاسات الثلاثة وتوابعها، تحسين الخدمات وخصوصا الكهرباء والماء والسكن والتربية والصحة.. كل هذا والحكومة ((الناقصة)) تعد وتسوف او تتهم وتتوعد، سواء باستكمال وزارتها وخصوصا الأمنية منها او بتوفير الخدمات وتوفير فرص العمل وإعادة الحياة للعمل العراقي المنتج... من أهم وعودها ما جاء على  لسان رأس الحكومة السيد المالكي حيث وعدالبطالة انحسرت ملموسة خلال ((100)) يوما من تاريخه، الآن أشرفت هذه المدة على النفاذ .. فلا حكومة اكتملت، ولا رواتب الرئاسات خفضت، ولا الخدمات انتعشت ،ولا البطالة  انحسرت.... فيبدو إنها زلت لسان، فبدلا من مائة عام كما قالها احد المحافظين ردا على  سؤال مقدمة احد البرامج الفضائية، الذي كرر المائة عام رغم  محاولة تصحيح مقدمة البرنامج ظنا منها انه اخطأ فقال  ((100)) عام بدلا من ((100)) يوم، يبدو انه الأقرب الى الحقيقة في ظل الأوضاع والمعطيات السياسية الراهنة في عراق المحاصصة والمناغصة الطائفية والعرقية والاجدندات الخارجية بين أطرافها المختلفة، أقول ذلك وأنا لست متأكدا ان المحافظ يختزن في لا وعيه رواية الكاتب الشهير  ماركيز ((مائة عام من العزلة)) مما جعلها تطفو على لسانه لأنها تتناغم مع  مائة عام من الفشل ((ه)) ، فكثيرا ما تختزن الحقيقة في اللاوعي، فالفشل((ه)) خليط من الفشل كواقع مشهود للحكومة العراقية الراهنة ، وبين المصطلح الشعبي  لمعنى ((ألفشله)) أي الشيء المخجل نتيجة عمل  غير مرضي وغير مقبول وفق الأعراف الاجتماعية السائدة..فمثلا ((فشله)) تضحك في مأتم وفشله تتكلم بكلام فاضح  في محضر محترم و((فشله)) تتعرى  في مكان عام ، فمعنى الفشل و((ألفشله)) ينطبق على  ما هو حاصل  في عمل حكومتنا العراقية من حيث الأداء والوعود ، فمثلا فشل((ه)) ان يكذب مسئولا على أبناء شعبه  وفشل((ه))  ان يخون نائب من ائتمنوه على  أمنياتهم وطموحاتهم  وفشل((ه)) ان يسرق وزير وفشل((ه)) ان يستجدي عراقي او عراقية في بلد البترول والإيرادات ألملياريه وفشل((ه)) ان يكون  بلد الطاقة محروما من الطاقة الكهربائية، وفشل((ه)) المرجع الديني يتستر على أخطاء وتجاوزات الحكومة على المواطنين..... فماذا يقول هذا المسئول لمن وعدهم وصدقوا وعده لأنهم نسوا او تناسوا وعوده  الكاذبة السابقة ، فالنسيان يكون رحمة لبني البشر ينسيهم احباطاتهم وانتكاساتهم ومصائبهم ،ومن ضمنها كذب وعهود وقهر  حكامهم على الرغم من تكرارها.. فان كان النسيان كذلك ،فلابد ان يكون رحمة للحاكم  تعطيه فرصة للصدق والإيفاء بالوعود، قبل ان يُنَــشط المحكوم ذاكرته فيكتشف كم هو مضلل من قبل حكامه .. وكم هم يهزؤون به ولا يحترمون صبره واحتماله .. وكم هو  غير مدرك لما بصره به أصحاب الحكمة والدراية ان لا يصدق وعود مسئول  له سوابق  بالكذب ونقض الوعود والعهود... فمن يستأنس الكذب مره لا يخجل من الفشل((ه)) ،سيظل يكذب طوال عمره  حتى ينتهي أمره ، ويمحى ذكره ، عندها يفيض الكيل وينفجر بركان الغضب فلم يبقى للقوس من منزع وقد لا يبقى حينذاك للحكمة من وجود ،حيث لا ينفع الندم ولا يجدي الاعتذار فتفسد الوعود وتفسخ المواثيق والعقود  ويكسر الشعب  الصمت والقيود........