اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

ارشيف مقالات وآراء

• الافكار القومية والايديولوجية اثبتت فشلها وهزيمتها

سام يونو


مقالات اخرى للكاتب

الافكار القومية والايديولوجية اثبتت فشلها وهزيمتها

لم يبقى في العالم الا القليل من الانظمة المارقة الاستبدادية الشمولية التي كانت تدعي بانها انظمة قومية وايديولوجية جاءت لانقاذ البشرية وحماية المواطن وحقوقه من الاغتصاب والاحتكار وصيانته من المؤامرات الخارجية والدسائس والخ .
لا يمكن ان تسير عقارب الساعة الى الوراء مرة اخرى بعد ان تخلص العالم والمنطقة العربية من تلك الاصنام والالهة التي حكمت من قبضة من حديد وبالترهيب والاجبار وتعليق المشانق في الشوارع والاعدامات بدون محاكمة والزج في السجون والمعتقلات وسيست جميع مرافق الدولة من الجامعات والمدارس والوزارات وزرعت التفرقة والطائفية والعنصرية والعشائرية والقبلية ونظام الحزب الواحد والرئيس الاوحد غير معترفة بالديمقراطية والانتخابات وتداول السلطة وغيرها .
تشدقت تلك الانظمة الدكتاتورية بشعارات لا وجود لها كالقومية والعروبة ومحاربة الاستعمار والامبريالية , ولكن في الجانب الاخر لم تحارب وتقاتل الا شعوبها بابشع القوانين التعسفية والاحكام العرفية وحالة الطوارئ وزرعت في كل بيت وشارع ومدرسة وجامعة ومكان عمل عملاء امنيين ينقلون الاخبار ويكتبون التقارير وزرعوا الخوف في كل عائلة وعشيرة .
تلك الانظمة الفاشية اينما وجدناها او تواجدت تعتمد على بقائها في الحكم على عدد كبير من الاجهزة الامنية والمخابراتية منها ما هو في العلن ومنها ما هو في السر .
سبب هذا الخوف كما هو معروف لانها اتت بالانقلابات العسكرية ومساعدة اجهزة مخابرات اجنبية والدعم العسكري لها . من الفضائح والمهازل الكبرى لتلك الانظمة الشمولية عندما تاتي وتستلم السلطة تقول بانها جاءت عن طريق الثورات وتسمي ذلك اليوم الاسود والعار باسم مثلا – ثورة اوكتوبر – ثورة الفاتح – ثورة تموز , او تسمي ذلك الحدث المخزي والغير شرعي بيوم الخلاص او الانقاذ او التصحيح وما الى ذلك من الخزعبلات والاستهانات في عقول شعوبها النائمة المندحرة لكل من رقص ويرقص كالقرود في الشوارع لهذه الانواع والاشكال من انظمة الحكم الفاشلة والفاسدة .
الشعوب التي عاشت سابقا وهناك اليوم ايضا شعوب تعيش الى الان تحت مطرقة الانظمة القومية الفاشستية ذات الصبغة الايديولوجية او الدينية نراها من اكثر شعوب الكرة الارضية فقرا وجهلا وتنتشر فيها الامية بنسب لا يصدقها العقل البشري وتعاني من البطالة والنقص في الخدمات وتهان كرامتها وتغتصب احيانا وهي معرضة في جميع الاوقات الى الاعتقالات والمساءلات والتخوين وباقي التهم الجاهزة التي لا تنتهي .
الانظمة القومية المستبدة ومعها الانظمة الدينية التي تدعي بان لديها ايديولوجية نراها في حالة تناقض دائم فيما بينها . بالرغم من وجود تباين واختلاف ما بين الفكر القومي الشوفيني والفكر الديني الايديولوجي الذي يعيش على الاوهام والخرافات والاساطير الا انها نراها في النهاية تلتقي بقواسم مشتركة وحتى بصفات واهداف وعوامل اخرى .
ثبت للعالم اجمع بان كل فكر قومي او ايديولوجي ديني قد فشل فشلا ذريعا دون رجعة لانها لم تجلب لشعوبها غير الحروب والدمار والخراب والتخلف والفقر الى ان اصبحت في الترتيب الاخير لدول العالم المتخلفة . الافكار القومية او الايديولوجيين بوجه عام هي منظومات لديها افكار وتصورات تحدد منها رؤية الفرد في المجتمع الى الحياة والطبيعة وتقوم بتوجيه سلوكه بقدر ما تحدده رؤية الجماعة لانها تعتقد بان افكارها ومفاهيمها صحيحة وحقيقة وعلى ضوء هذا الاعتقاد الخاطئ تقوم ايضا بتحديد نظرتها وعلاقتها بغيرها من الفئات الاخرى في المجتمع ولهذا نراها لا تقبلها ولا ترفضها وبعد ذلك ينعدم عندها او لديها / فكر المعارضة / .
جماعات القومية العربية ومعها الجماعات الدينية نراها دائما تتحدث عن الماضي والتاريخ اكثر مما تتحدث عن الحاضر والمستقبل . انها تفتخر على سبيل المثال بتاريخها الاسود المخزي والعار والغير حقيقي والمنقول والمكتوب بحسب الروايات المنقولة وعلاقة الكاتب بالخليفة او السلطان او الامير .
تاريخ مليئ بالحروب والقتل والغزوات والجرائم واحتلال دول واراضي , تاريخ من اجل نشر الفكر الضلامي وتلك المفاهيم الجاهلية التي ابتلى العالم بها . الفكر الديني الايديولوجي يقول عن القومية العربية عادة جاهلية اي جاءت عبر التاريخ من العصر الجاهلي , ودعوة الحاد وفساد وترمي الى فصل الدين عن الدولة وابعاده عن حياة المجتمع . اي ان دعاة الفكر القومي هم ضد الاسلام والعروبة .
اذن هناك تناقض في هذا الادعاء وهو ادعاء باطل وكاذب وعقيم , كما هو معروف للجميع بان جميع الانظمة القومية العروبية ومنذ نشاتها وولادتها كانت تتشدق وتتبنى النهج العروبي والاسلامي , وربطت ما بين الاسلام والعروبة كما جاءت في العديد من مؤلفات طغاة القومية العربية – ميشيل عفلق وكتابه الاسلام والعروبة وفي ذكرى الرسول العربي وغيرها .
اذن مفهوم الايديولوجية سواء كان دينيا او قوميا انتقل الى الثقافة العربية في بداية الامر من الخارج وعن طريق الكتب المترجمة , لهذا السبب وغيره من الاسباب الاخرى تعثر او فشل هذا المشروع الايديولوجي الغير نابع من ارض الواقع . بالرغم من ان هذه الافكار هي في الاصل والاساس مفاهيم عنصرية ونازية وفاشية ولدت في الغرب ولكن عندما وصلت الى المنطقة العربية اضيفت اليها افكار ومفاهيم واضافات اخرى اكثر تشددا وتطرفا وحقدا وكرها من الاولى .
حتى الدول التي لا تزال الى الان تحكمها احزاب ايديولوجية قديمة كالصين وكوبا وكوريا ودول اخرى في اميركا اللاتينية قد انفتحت على العالم اقتصاديا وعلميا وثقافيا ونهجت نهج العولمة والانترنيت والتجارة الحرة والخ . . . باستثناء المغضوب عليهم والضالين وهم شعوب المنطقة العربية وبقايا الاصنام الباقية من انظمة الحكم الممتدة من المحيط الى الخليج .
لايمكن ان نتحدث من الان وصاعدا عن التجديد في الفكر القومي العربي كما كنا نتحدث به قبل عدة سنوات بعد ان سقطت جميع تلك الانظمة القومية ومعها الاسلامية ونشهد الان اخر بقايا من تلك الاصنام والانظمة الفاشية والفاسدة والاستبدادية في سوريا ونظام الاسد وهو يبرهن الى العالم بالاقوال والافعال عن طبيعة تلك الانظمة الارهابية والمجرمة والذين هم اسوا من هتلر وستالين وهولاكو وجنكيز خان والتتر والمغول لسبب واحد – انهم لم يقتلوا شعوبهم , لكن الانظمة القومية والاسلامية والايديولوجية اول ما تقتل تبدا بشعوبها ومواطنيها .
الانظمة العربية هذه تشبه الانظمة التي كانت سائدة ابان القرون الوسطى في عدد من دول اوربا وفي روسيا القيصرية . هذه الانظمة ذات طابع طبقي وفوضوي وراديكالي اي انظمة حكم متطرفة قوميا ودينيا احيانا نحو اليسار او نحو اليمين دون ان تعرف معنى ومغزى هذا الاتجاه . انظمة غير شرعية ودكتاتورية ولديها جمود في المبدا او العقيدة اي في الراي والمذهب والتاييد الاعمى لذلك .
اخيرا تمتاز هذه الانظمة بالديماغوجية التي تتميز بالنفاق والرياء في السياسة والافكار الغير هادفة اي الاستحواذ على افكار الشعوب بالانانية وانظمة استبدادية وغير تعددية واثنية , اي بمعنى اخر انظمة مارقة تحقق اهدافها واطماعها وافكارها بالترغيب والترهيب والاكراه واستعمال كافة الوسائل والطرق للوصول والبقاء في سدة الحكم والمنصب واستعمالها تلك الشعارات الجوفاء التي ضحكت بها على شعوبها لعدة عقود من الزمن منذ مجيئ مؤسس حكم العسكر والحزب الواحد وسلطة المخابرات والاعدامات والسجون والحروب هو نظام عبد الناصر , ونشهد هذه الساعات سقوط وزوال وانقراض اخر بقايا تلك الانظمة العفنة وهو نظام اسد في سوريا .

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.