اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

ارشيف مقالات وآراء

• إما أن تعمل أو ترحل

نداف ايال

إما أن تعمل أو ترحل

      سيدي رئيس الوزراء، يجب البدء بالحديث الاهم، بالنسبة لك. الجماهير الذين وصلوا أمس الى المهرجان في تل ابيب وفي أرجاء البلاد لم يكونوا هناك كي يسقطوك. احتجاجهم لم يكن ضد الليكود. نيتهم الاساس ليست هزم الحكم الحالي. هذه ليست مؤامرة يسارية ظلماء نجحت في أن تجمع في شباكها عشرات الالاف الذين يخرجون الى الشوارع اسبوعا إثر اسبوع.

      يا بيبي، ما تراه، هو الموجود. المطالبة بالعدالة الاجتماعية. الارادة لاعادة كتابة العقد الاسرائيلي. قلق الاباء على ابنائهم، الذين لا يستطيعون شراء شقة وبصعوبة سينجحون في الايفاء بمتطلبات الايجار. احباط الطلاب الذين يعرفون بانهم بعد أن ينهوا دراساتهم سيكسبون راتبا لن يسمح لهم بان يبنوا بيتا وأسرة. غضب المستهلكين على احساس الظلم الذي يحيط بهم. اهانة الاجيرين الذين يفهمون بان الضريبة في دولة اسرائيل تميز ضدهم حيال اصحاب المال الذين لا يضطرون الى العمل.

      هذا هو الاحتجاج. فهو يقول: احتقار اسرائيل انتهى. الطبقة الوسطى استيقظت. القتل الرحيم لخدمات الصحة والتعليم سيحل محله انعاش عاجل. لا يوجد هنا بعد اليوم بطاريات عمياء صماء توفر قوة عمل لمستعمرة كاملة من الاستغلال.

      نعود الى الانباء الطيبة، يا بيبي. هذا ليس ضدك. وها هي الانباء السيئة: حاليا.

      سيدي رئيس الوزراء، انت فهيم كبير في السياسة الامريكية. الولايات المتحدة بعثت لنا أمس بمثال هام عن السخافة، التطرف ونتائج المس بالطبقة الوسطى. البرق الذي ضرب أمس القوة العظمى، تخفيض التصنيف الائتماني لها، هو درس. منذ الثمانينيات والطبقة الوسطى الامريكية تتلقى الضربات، واغنياء أمريكا اصبحوا فقط اكثر غنى. الفارق الاجتماعي اتسع. صحيح، فقدان السيطرة على العجز الامريكي مرتبط اساسا بانعدام القدرة على انهاء الحروب او الامتناع عن شنها منذ البداية، ولكن الضربات الاخيرة التي وقعت على الامريكيين تنبع من سبب أبسط: السخافة السياسية. سخافة السياسيين، الذين لا يمكنهم أن يتساموا على التزمت الايديولوجي. تزمت يقول: لا لرفع الضرائب على الاغنياء ابدا. لا لتوسيع الاستثمار في البنى التحتية وفي التعليم ابدا. لا للتدخل لا سمح الله في السوق أو خلق  انظمة ادارية ناجعة. أما الغنى؟ فهو سيتسلل من الاعلى الى الاسفل.

      الامل بتمديد الزمن وبحل الخيام لا يزال يفعم في محيطك. هذا خطأ جسيم، مزدوج. المهرجانات يوم أمس أثبتت حيوية الاحتجاج، الذي يستمر منذ اسابيع ولا ينطفىء. والمراهنة على موته هو أمر خطير. ولكن حتى أخطر من ذلك اذا نجح الرهان. فاذا ما انطوت الخيام، اذا هُزم الاحتجاج من الساحة السياسية العجوز، فستكون النتيجة أكثر بشاعة. سياسيا، الانتقام سيأتي في صندوق الاقتراع. وأخطر من ذلك، الفرصة التي توفرها هذه الازمة ستفوت. انت ستذكر كمن فوت الفرصة، بصفتك المفوت الوطني للفرص. بل وربما ستخسر في الانتخابات.

      يا بيبي، هذا قرارك. اسرائيل تطالب بنيو ديل (سياسة اقتصادية جديدة). وهي لن تكتفي بالشعارات عن "سوبر تانكر السكن" او "الرجل السمين والرجل النحيف" ولجنة اخرى ترفع توصياتها بعد سنة ونصف. هراء السياسة الاسرائيلية هذا انتهى. الغمزات وحركات اليد ولغة الجسد لن تنجح بعد اليوم. طلب التغيير حقيقي ولا يعود أصله الى اليمين او الى اليسار بل الى الناس الذين ملوا. النيو ديل تريد سكنا قابلا للتحقق، اصلاحا ضريبيا، منافسة ونهاية الكارتيلات، خدمات صحية وتعليمية افضل. هذه الامور ممكنة، ونتائجها ستكون صفقة اكثر نزاهة للطبقة الوسطى، تلك التي على ظهرها بني الواقع الاسرائيلي.

      سيدي رئيس الوزراء، هذا هو المطلوب. اذا كنت تستطيع أن توفره، فاعمل، واعمل الان. اما اذا كنت لا تستطيع، فاخلي الطريق. رأينا أمس انه يسير فيه كثيرون.

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.