اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

ارشيف مقالات وآراء

• يا دعاة الفلسفة....... هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين

واثق زبيـبة

يا دعاة الفلسفة....... هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين

 

إن كثيرا من  الناس قد فتن بالفلسفة ، كما فتن بها كثير من الذين تتلمذوا على كتب الغرب المترجمة إلى العربية ووصل الأمر إلى حد افتتان جامعاتنا في أقسامها النظرية بالفلسفة فدرسها الأساتذة في إعجاب وأيدوها .

الفلسفة يونانية دخلت على استحياء في عهد المنصور، وقوي جناحها في عهد المأمون .

وبدأ نقل الثقافة (اليونانية ) على يد اليهود والنصارى ، يدفعهم الطمع المادي في الحصول على الذهب ، مقابل عمليات الترجمة ، كذلك يحققون هدفاً آخر هو تلويث العقل المسلم، وصبغه بثقافتهم، كما أن هذا التلوث يفتح في العقل المسلم ثغرة تجبر الأمة الاسلامية على الاعتراف بوجودهم ، وبقاء ثقافتهم.

قام اليهود والنصارى بترجمة الفلسفة اليونانية والثقافة الرومانية ، وهكذا تم استيراد العقل الفلسفي إلى بغداد( دار الإسلام) ، ليحدث التلوث ويمهد للانشقاق في ثقافة الأمة وعقلها ، فيما بعد. انحاز المأمون للعقل الفلسفي وتمسكه بمنهجه ، حيث كان العقل الفلسفي هو التيار المتبنى رسميا من الدولة العباسية .

كان المأمون يتباهى بذلك ويحميه ويفسح له المجال ، وينفق عليه من أموال الأمة ، فقد وصل الأمر به إلى أن يقابل المخطوط المترجم من اليهود والنصارى بما يقابله من الذهب في الميزان ، ولم يكتف بذلك بل تبنى أطروحاته أدت الى كثير من الانشققات والاضطهاد بين الامة الاسلامية .وأيضا لم تسلم العلوم العربية من افكارهم,فترجموا الأفكار اليونانية من ( جمهورية أفلاطون ، وكتاب الشعر لأرسطو ، وكتاب الشعر لهو راس الروماني ... وغيرها ) .

أن تلاميذ الفلسفة اليونانية أحاطوا العلوم العربية والنقد بجفاف المنطق الأرسطي ، الذي جرها إلى الجفاف والتحنط على يد القزويني والسكاكي وتخبطات الجرجاني وغيرهم فيما بعد ، وظهرت ثمار ذلك في قتل الأدب العربي في عصور الانحطاط ، يوم أصبحت مقاييسها الصارمة الجافة تحكم التأليف ،عند الأدباء والشعراء وحتى المؤلفين في العلوم الأخرى ، من خلال سيطرة الجناس والطباق والبديع على الأساليب ، وكذلك تسربت إلى النقد روح فصل الأدب عن الدين ، وهي دعوة قديمة موجودة في النقد الإغريقي.

دخلت الفلسفة إلى حياة الأمة ، وهي تحاول جاهدة أن تعلن في نوع من الدعاية المزخرفة أنها تتفق مع الدين فيما أتى به الدين ، وأنها لا تختلف عنه في مبادئها وإنما مصححة لمساراته ((الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا)) الكهف الآية 1... وجعلت أفكار اليونان تأخذ مكان العقائد الإسلامية ، وانعكست القضية حيث أصبح المسلمون في معزل عن الكتاب والسنة .

 أخذ المسلمون يستنبطون عقائدهم من الفلسفة ، كما أخذوا يتغلغلون في الدقائق والتفريعات الفقهية ، بعيدين عن الكتاب والسنة ، وأصبح كل صاحب مذهب فقهي يفرح بما لديه من الآراء  الفلسفية ، ويشنع على الآخرين ، واستولي الفكر المذهبي على أذهان الناس ، حتى بات الحديث عن الكتاب والسنة حديثا غريبا ، ودعوة شاذة ، يؤذى صاحبها ، ويبتر لسان المنادي بها ،وهكذا اهملت الامة شؤون العلم والعقل والثقافة واللغة العربية وتراكم ذلك من عصر إلى عصر في عصور الانحطاط حتى وصلت نسبة الأمية في اللغة العربية إلى ما يزيد عن 99% في نهاية العهد العثماني ، وولدت أجيال وأجيال من الأجداد والأبناء والأحفاد يتوارثون الأمية ، فانقطعت صلة الأمة بالقرآن الكريم ، ونشأت أمية العلم بالإسلام ، كنتيجة طبيعية لأمية الكتابة والقراءة ، وبذلك انقطع عقل المسلم عن مرجعيته ، وتوقف عن العلم والإبداع والتميز لعدة قرون ونام في سبات عميق .

لو اطلع أي باحث منصف الى آرائهم لرأى إن فلسفتهم لا مقياس لها للتفرقة بين الحق والضلال ، بين الصواب والخطأ . فإذا اختلف فيلسوفان في أمر من أمور الفلسفة فإنهما لا يجدان مقياسا عقليا بحتا يرجعان إليه للحسم بينهما في موضوع الخلاف .

أما في العلوم المادي*مثل الهندسة و الكيمياء والفيزياء وغيرها من العلوم...... فإن المقياس هو "التجربة" فإذا اختلف عالمان في أمر من الامور المادية رجعا إلى التجربة ، وهي الفيصل بين خطأ هذا وصواب ذاك .

لو سألناهم......

*  ماهي تجاربكم ، في عالم الفلسفة ؟،وهل لديكم شيء يجري مجرى التجربة في مجال العلم؟

* لا شيء . . .

* ما الذي يحسم الخلاف في عالم الفلسفة ؟

* لا شيء . .

* ما هو المرجع العقلي البحت من أجل الاتفاق في عالم الفلسفة ؟

* لا مرجع .

ما دامت الفلسفة لا مقياس لها فهي إذن ظنية ، إنها ظنية وإن عجنت بمنطق أرسطو ، وهي ظنية وإن خبزت بمنهج ديكارت ، وستستمر هكذا إلى الأبد .

مادام لا سبيل إلى اليقين في موضوعات الفلسفة فإن من البدهي أن: اختلاف الآراء فيها دائم" .

وغيرها من القضايا الكفرية مثل لوسألتهم (هل علم الله يقيني أم احتمالي؟ أجابوا أنّه الاثنان معاً). { ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين } [ الأنعام 59 ].ومنهم من أنكر المعاد الجسماني.

هذا هو واقع ألفلسفة والفلاسفة حينما يتصفح الإنسان الفكر الفلسفي عبر القرون ، يجد الاختلاف والجدل دائم مستمر منذ أن نشأ الفكر الفلسفي ، إنهم يختلفون حتى في المدرسة الواحدة .

بل إن الأمر يصل بالشخص الواحد إلى أن يختلف مع نفسه بحسب تطور حياته ، أو اختلاف بيئته أو اختلاف ما يقرأ من مصادر ثقافته .

ومن غرائب الأمور أن الفلاسفة يعلمون علما يقينا ، ويعلمون أن كل فيلسوف أتى من قبلهم هدم آراء سابقيه جميعا: ((كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَهَا (38)الاعراف ))  

فنأخذ أي مسألة من مسائل الفلسفة فسنجد فيها الآراء التي تنكر ، والآراء التي تثبت ، إننا نرى الرفض والقبول في كل أمر .وكلاالرفض والقبول يعتبرونه فلسفة ,إنه جو المتاهات والوهم .

 وإذا سألناهم عن وجود الله عز وجل (وهوأمر ظاهر ودليله واضح في كل متحرك وساكن وقد فطر الناس على ذلك) إلا أن طائفة ممن ينتمي إلى الإسلام زوراً وبهتاناً بحثوا في هذا الأمر بعقول مريضة وقياسات فاسدة متبعين في ذلك قول فلاسفة اليونان الوثنيين فزعموا جميعاً أن الله عز وجل لا صفة له ولا فعل ولا خلق ولا تدبير ولا خلق وإنما هو علة أولى استنفدت أغراضها وانتهى دورها ، وقبعت في أبعد نقطة من عقل الإنسان وإحساسه ._ تعالى الله عن قولهم علواً كبيراً _.

أن هؤلاء زاغوا عن المنهاج، وأخذوا يبحثون عن الطريق إلى معرفة الله تعالى من غير طريق الأنبياء ومسلك الأتقياء، ووقع اختيارها لسوء طالعها وشؤم نظرها وفساد فكرها على أفسد المسالك، وأعقد الطرائق، وابعدها عن الهدى، وأقربها وألصقها بمسلك إبليس عدو الله فأستضافهم وضمهم الى قلبه، ألا وهو منهج الفلاسفة الوثنيين المتقدمين من اليونان ومقالتهم.فأحلوها محل وحي الله ورحمته وتعليمه وهدايته، فاستبدلوا الذي هو أدنى بالذي هو خير، واشتروا الضلالة بالهدى، قال تعالى:

 { هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ } التوبة(33)، وقال تعالى:

{ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ }الحجر(9).

 

أنَّ الفلسفة ما زالت في العقل الإسلامي خارجةٌ عن العقيدة الربانية، مضادةٌ لها، يصعب المزج والخلط بينهما، لسبب بسيط ! وهو أن مصدر العقيدة الإسلامية هو الوحي الإلهي، ومصدر الفلسفة هو العقل الإغريقي الغارق في الوثنية، فكيف يتم الخلط بين الإلهي والوثني ؟!

وأنا أعلم أن هذا الكلام سيقابل بالدهشة، - على الأقل - سواء من كثير من المشتغلين عندنا بما يسمى (الفلسفة الإسلامية)، أو من المشتغلين بالمباحث الفلسفية بصفة عامة .. ولكني أقرره، وأنا على يقين جازم بأنَّ (التصور الإسلامي) لنْ يخلص من التشويه والانحراف والمسخ، إلا بإلغاء اسم (الفلسفة الإسلامية)، ثم نعود إلى القرآن الكريم، نستمدُ منه مباشرة (مقومات التصور الإسلامي) .

 وأخيراً.....إن ما بين أيّدينا من آراءٍ للمسلمين في الفلسفة تتناقض بالكامل مع الطرح القرآني وإن محاولة التوفيق بين الفلسفة والوحي هي محاولة فاشلة فعلاً . ولذلك تمّكّن الغزالي من تكفير أكابر الفلاسفة المسلمين كالفارابي وابن سينا بأيسر السبل .

كذلك تمّكن ابن الطفيل من توجيه نقد مماثل إلى الفارابي فهو عنده ( مضطرب متناقض يفضّل العقل على النقل والمنطق الارسطي على الوحي ، والفلسفة على الشريعة والفلاسفة على الأنبياء ويفسّر الوحي تفسيراً نفسياً وينسبه إلى النشاط الذهني وقوة الخيال والتلقي عن العقل الفعال ).

  لو قرأنا التاريخ لم نجد احداً من الفلاسفة هدى شخصاً ضالاً أو كافراً الى الاسلام بل نلاحظ كثير من العوام يشرحون الاسلام وعقائده أفضل من الفلاسفة لابل كثيراً من سلك في الفلسفة تاهت عليه السُبل وأضلوا خلقاً كثيراً معهم مثل الفلاسفة الماركسيين والرأسماليين .

رحم الله السيد محمد الصدراشكل عليهم في احد خطبه لصلاة الجمعة قال((من الذي جلب هذه الكتب(أي كتب الفلسفة)؟ ولماذا نشرت بين الناس؟ ومن الذي ترجمها وبأي خط ترجمت؟ هل روي ان المفكرين واهل الرأي واهل الهمة ذهبوا الى اليونان وجلبوها وأتوا؟ يبدو انه لا اثر لذلك اطلاقا، وانما هم بعثوا هذه الكتب الى الشرق الادنى وترجموها ورغبوا الناس بها لعل عقائدهم ترتج ولو بمقدار واحد بالمائة او ينتج اكثر من ذلك.

 ربما كثير من الناس يرتدون بسماع كلمة، والحمد لله اغلبنا نحن لا نفتهم وفي كل الاجيال!، بينما هؤلاء مفكرين وممدوحين وعلماء فلماذا لا نصدقهم؟ فيدخل الالحاد الينا، كابن ابي العوجاء وابن  المقفع والجاحظ والاخرين الذين انما كانوا في الحقيقة عملاء الفلسفة للدولة البيزنطية. وحصلت انحرافات وانشقاقات كثيرة في زمن الائمة وبعد زمن الائمة سلام الله عليهم. انما ذلك من هذه الفلسفات التي دخلت شرا الى البلاد الاسلامية.))

{وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} البقرة آية 186.

 

للاستزادة والمعلومات ينظر

 

كتاب_تهافت الفلاسفة للغزالي

كتاب_الحل الفلسفي للنيلي

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.