اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

ارشيف مقالات وآراء

• كلام كاريكاتيري : المؤمنون حلويون

سلمان عبد

كلام كاريكاتيري : المؤمنون حلويون

 

يؤكد الاطباء على ان وزن الجسم الزائد له اضرار كثيرة ويكون عرضة للامراض ، والكسل ، وحتى البلادة ، وكان هذا الامر الشغل الشاغل للاطباء والمعنيين فاعدوا برامجا للحمية الغذائية  ( ريجيم ) واستعانوا  بخبراء  التغذية حتى يترشق الجسم ويزداد وسامة ويصبح حيويا ونشيطا ، وهذا ينطبق على وزارة العراق الحالية فكثر الحديث عن ترشيقها لانها اكبر وزارة في التاريخ من حيث عدد الوزراء ، فلا الصين ولا الهند ولا أي بلد في المعمورة تعدت نفوسه المليار له من الوزراء مثل ما لدينا ، صحيح ان بناء العراق الجديد يحتاج لمثل هذا الكم الهائل من الوزراء لاعمار البلد وتنميته وجعله يلتحق بركب البلدان المتحضرة وــ البالعة ريكهة ــ  حيث يواصلون الليل بالنهار لتقديم ما ينفع الوطن والمواطن متجاهلين تماما المنفعة الشخصية او المصلحة الحزبية او الطائفية ، لكن رغم  ذلك ( صاحت الصوايح ) عليهم وارتفعت اصوات بضرورة  تقليص ( ترشيق ) الوزارة ، ومن  ان هناك وزراء ( خدجية ) لا يعملون  ( اكل ونوم مال الكوم ) و هم من جائت بهم الـ ( ترضية ) حبا للعيون السود التي تمتلكها الكيانات و لكن هذا محض ادعاء وكلام فارغ وغير صحيح ايضا ، فوجودهم في الوزارة رغم ما يقال عنهم مهم جدا لا بل ضروري ايضا ، فهم مصدر رزق لمجموعة كبيرة من العوائل ويساهمون بشكل جاد في القضاء على البطالة المستفحلة  بتشغيلهم مستشارين وحمايات وخدم وبوابين وسكرتيرات وسواق  ومسوكجية وطباخين ومدلكجية وحكاكين ظهر وينفقون ( الانفاق يحرك الاسواق ) على بيوتهم " لهم اكثر من بيت و زوجة" ويصرفون بدون وجع قلب على مكاتبهم وتأثيثها بديكورات وتحفيات من الدرجة الاولى تليق بهم كوزراء ديمقراطيين زد على ذلك ما يجلبونه لاصدقائهم واقربائهم من هدايا  حين يسافرون الى الخارج فتفرح القلوب وتطرب النفوس ، كما ان للكيان ـ الذي له فضل عليهم بما  آل اليهم ــ حصة لا بأس بها كي يقف على اقدامه ويتمكن من خدمة الوطن والمواطن والا كيف يتم له ذلك وهو مفلسا لا يمتلك فضائية او صحيفة او مراكز اعلامية اومقرات لها شنة ورنة وهيبة وهيلمان ينافسون بها الكيانات الاخرى والصرف على الانتخابات وذلك بمساعدة المواطن ماديا ليدلي بصوته لهم .

لكن ، ونزولا عند رغبة وارادة الوطن والمواطن واحترام رأيه والعمل على مرضاته لاننا في بلد ديمقراطي قررت السلطات العمل بترشيق الوزارة والاستغناء عن خدمات بعض الوزراء رغم الايمان بانهم ادوا واجبهم على احسن وجه ولو يفعّل قانون انواط الشجاعة لمنحوا انواطا وانواطا للشجاعة وباستحقاق ولزينت صدورهم بها  وهم يتركون الوزارة مأسوف عليهم مع تقدير الوطن والمواطن لهم مقدرا جهدهم وسهرهم وكدهم . ثم هناك سؤالا يطرح نفسه وهو : ان كانوا عاطلين حقا ولا يشتغلون ( عطالين بطالين ) او كما يقول المثل الشعبي ( أيخصون بق ) كما يدعون الصيادون في الماء العكر افليس الاولى ان يوجد لهم عمل كنوع من انواع القضاء على البطالة حيث لم يبق من البرامج التي اعدت للقضاء عليها الا القليل والقليل جدا وسنحتفل قريبا جدا بنظافة الوطن منها  . ولهذا فكروا لهم بشغلات تعويضية ارضائية حبنتية فمن غير الممكن رميهم بالشارع وكلهم اصحاب عوائل بعد كل ما قدموه للوطن والمواطن حتى ان اغلبهم اصيب بامراض مستعصية للجهد الكبير الذي بذلوه للوطن والمواطن مما استدعاهم للسفر الى الخارج لاجراء عمليات صعبة كامراض الزكام مثلا او قصور في اداء الواجب الزوجي  ، فلا يصح اغفالهم والتنكر لهم لان قطع الاعناق ولا قطع الارزاق ، وعلى طريقة الترشيق فقد حرموا من اكل ( الدهنيات ) التي هي امتيازات الوزارة ، وعوضوا بــ ( السكريات ) والتي  هي مستشارين وهيئات مستقلة فــ ــ المؤمنون حلويون ــ

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.