اخر الاخبار:
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

ارشيف مقالات وآراء

• عالم مختلف بعد 23 ايلول

بقلم / د. تحسين الاسطل

 عالم مختلف بعد 23 ايلول

 

تمضي الساعات متلاحقة وسريعة في انتظار يوم 23 ايلول الحالي ، ذلك التاريخ الذي سيشهد معركة سياسية في أورقة الامم المتحدة ، بين قيم الحرية والعدالة والديمقراطية ، وافات الاستبداد والظلم والدكتاتورية العالمية ، الذي يعطي دولة الحق في الاعتراض على حق دولة اخرى في الوجود والتمثيل ، رغم ارادة غالبية الدول وشعوب العالم.

فالعالم الذين يعيش الربيع العربي ، والثورات العربية ونتائجها المذهلة وغير المتوقعة ، يجد نفسه امام اختبار حقيقي وغير مسبوق في يوم 23 ايلول ، عندما يجد ممثلي الشعوب في الامم المتحدة ومجلس الامم انفسهم ، امام سؤال اعطاء الشعب الفلسطيني الحق في التمثيل الكامل في الامم المتحدة ، والذي تأخر اكثر من 60 عاما ، بفعل المؤامرات والتنكر الاسرائيلي والامريكي للحقوق الفلسطينية ، والمحاولات اليائسة من الاحتلال لاقتلاع الشعب الفلسطيني واجباره على الاستسلام.

فالشعوب التي تطوى صفحة اعظم الدكتاتوريات ، ستجد نفسها بعد 23 ايلول امام دكتاتورية وقحه ، تجاهر وتتفاخر في انها ستواصل نفس السياسة ، وبعناد على طريقة الدكتاتوريات الهاربة والمعتقلة ، في انها ستستخدم قوتها وسطوتها ودكتاتوريتها في مجلس الامن ، لحرمان الشعب الفلسطيني من حقه ، ولم تتورع الولايات المتحدة التي تحرك طائراتها ، لقصف كتائب القذافي في ليبيا دعما لحرية الشعب الليبي المزعومة ، في انها ستفرض الحصار والتجويع وتوقف المساعدات عن الشعب الفلسطيني ، ان هو طالب بحقه في الحرية المشروعةالتي يناضل من اجلها منذ اكثر من 60 عاما، والتي كفلتها المواثيق الدولية.

فالعالم الذي انتظر زمنا طويلا حتى تحركت الشعوب العربية ، لنيل حريتها من دكتاتورية الحكم المطلق ، وابدى دعما وتعاطفا معها ، عليه ان يساند الشعب الفلسطيني الذي لم يفقد البوصلة منذ او وطئ الاحتلال ارضه ، الا ان حريته كانت دائما في مواجهة الاحتلال والفيتو الامريكي وتهديدات الادارة الامريكية الخاضعة لضغوطات اللوبي الصهيوني ، الذي يسيطر على المال والاعلام في امريكا.

فبعد ساعات التي ينتظرها الشعب الفلسطيني ، يلتئم اجتماع دول العالم في الامم المتحدة ، سيعرف الشعب الفلسطيني ، وشعوب العالم الحرة ، هل ستستجيب الولايات المتحدة لإرادة الشعوب ، وتتحرر من سيطرة اللوبي الصهيوني ، وجماعات الضغط المتطرفة ، ام ستبقى اسيرة لها ، وتتجاهل مسيرة الشعوب ، وملايين البشر الذين تضامنوا مع الشعب الفلسطيني طوال سنوات نضاله المتواصلة.

فهل سيكون العالم مختلف يوم 23 ايلول ، ام ان ارادة الشعوب سنتبقى رهينة دكتاتورية الولايات المتحدة في مجلس الامن ، التي فرضتها على الامم المتحدة بقوتها العسكرية والاقتصادية ، بعيدا عن الاخلاق الانسانية ، واهمها الحرية والمساواة والعدالة ، والتي ما زال مندوب الولايات المتحدة في مجلس الامن يرفع يده في وجهها ، ويهدد بالعقوبات ان توجه الشعب الفلسطيني الى الامم المتحدة ، التي لا تملك فيها قدرة التعطيل ، ومصادرة ارادة الشعوب.

الشعب الفلسطيني لا يكره الشعب الامريكي ، ولا يكره أي شعب في العالم ، الا انه بالتأكيد لن يصفق للمندوب الامريكي ، عندما يرفع يده ليعطل حقنا في دولة كاملة في الامم المتحدة كباقي شعوب العالم، وما زال الشعب الفلسطيني ينتظر تغيير في موقف الولايات المتحدة قبل فوات الاوان ، ويأمل بعالم مختلف على غير العادة يستجيب لإرادة الشعوب وحقوقها ، وينسجم مع اجواء الحرية والربيع العربي ، فالعالم سيكون يوم 23 ايلول غير العالم قبل ذلك التاريخ ، سواء بإرادة الولايات المتحدة ، او رغما عنها، ودولة فلسطين ستأخذ الدولة رقم 194 في الامم المتحدة.

ملاحظة اعلامية : قناة الجزيرة تناولت في فترتها الاخبارية هذا الصباح كل قضايا الساعة بالتفصيل ، من اليمن الى ليبيا الى سوريا الى فضيحة التنصت في بريطانيا ، الا انها مرت على التحرك الفلسطيني لطلب الاعتراف بدولة عربية في الامم المتحدة بخبر لم يتجاوز 30 ثانية ، وتناول لقاء الرئيس عباس بالرئيس الفرنسي ، وغابت التغطية المتواصلة التي شاهدناها عندما اعلنت دولة جنوب السودان ، فلا نعرف هل هذه التغطية انسجاما مع الاعلام الامريكي الذي يتجاهل التحرك الفلسطيني ، ام انها تهتم بنقصان الدولة العربية اكثر من زيادتها.

والله من وراء القصد

 

     عضو الامانة العامة

نقابة الصحفيين الفلسطينيين

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.