اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

ارشيف مقالات وآراء

• الحرب الايرانية العراقية: الأســبـاب ـ الــحــقـائـق ـ الــوقـائـع

د. رامــي  جــورج  تــومـا

 الحرب الايرانية العراقية:

 الأســبـاب ـ الــحــقـائـق ـ الــوقـائـع

دراسة للدكتور رامي جورج توما

 

E.mail: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

 

أن حـقـيـقــة الـصــراع و الـنـزاع  بــيــن أيــران و  الــعــراق هـو فـي الأصـل صـراع بـيـن الـفـرس و الـعــرب مـنـذ عـام 606 قبل الـمـيلاد و لازال مـسـتـمـرآ رغــم الـتـغـيـرات الـتـي حـدثـت

. تـأريـخـيـآ و جــغــرافـيـآ

 

فقد اتسمت العلاقات العراقية – الايرانية بـالـشـد و الجذب وغلب عليها التوتر والعداء في مراحل عديدة ابتداءاً من العهد العثماني حينما كان العراق تحت السيطرة العثمانية ، لكن الملفت في تلك العلاقة ومن خلال الاتفاقيات والمعاهدات المعقودة بين الطرفين أنها فـي غـالـبـيـتـهــا قد عــقــدت لتحقيق مكاسب سياسية كما انها لم تستطيع حل مشكلة المتعاقدين.

 

بل إن الخلاف في تفسيرها وتطبيقها أحياناً كان اعقد من النزاعات التي سبقت عقدها ، لذا ان الفريقين وظفوا كل الحجج والحيل القانونية الممكنة من أجل كسب مايمكن كسبه من الغنائم السياسية بحسب مايلائم تفسير كل طرف من الاطراف لتلك المعاهدات والاتفاقيات.

ويمكن القول إن مشكلة الحدود العراقية- الايرانية ظلت مشكلة سياسية قبل كل شيء، على الرغم من انها استندت في الكثير من جوانبها الى القانون ومع ذلك فأن اهمية المعاهدات والاتفاقيات التي عقدت بين الطرفين خلال المراحل التاريخية المختلفة لحل تلك الخلافات والمشاكل بينهما ،تأتي من كونها تمثل اساساً تاريخياُ لاتفاقية الجزائر لعام1975 .

 

مـمـا لاشـك فـيـه و بـعــد مــرور اكـثـر مـن ثــلاثــة  عـــقــود ، مـن الـســهــولــة  بـمـكـان و مـن خـلال  الـوثـائــق بـتـعــددهـا و مـن مـصــادر مـخـتـلـفــة  ،   الـجـزم  مـع الـيـقـيـن الـمـطـلـق اســتـهـداف الـعــراق قـيـادة  و شــعــباً و  ثــرواتٍ  و مـنــجــزاتٍ وطـنــيـةً نـقــلــت الــعــراق تـحـديــدآ بــعــد قــرار الــتـامــيــم الـخـالـد عام 1972 و اقـرار  قـانـون الــحـكـم الــذاتــي لـلا كــراد فـي الــعـراق الــذي عــزز الأسـتــقــرار و الــشــروع فــي  اسـتـثــمار الـثـروات الــوطـنـيــة ، الـبــشــريـــة و الـمـالـــيــة فــي تـنــفـــيــذ الــخــطــط الـخـمــسـيـة و الـعــشــريـــة و بــعــيــدة المدى بــخــطــى حــثــيــثــة و هــمــة عــالــيــة  نـقــلــت الــعــراق الــى اوائـل الــدول الـنـامـيــة فـي الـعـالــم  الــثــالــث تـوجـت بـتـصـدر الــعــراق مــجـالــي الــتــربـيــة  و الـتــعـلـيــم  بـعـد مــحــو الأمــيــة كـلــيـأ  فـي العــراق  و كــذلــك عـلـى صــعــيــد الـخـدمــات الــطــبــيــة و الــصـحــيـة ، وعلــيـه تــم مـنـح  الــعــراق و مـن خــلال الــرئــيــس الــعـــراقــــي الراحل صـــدام  حـــســيـــن شــهــادتـيــن فــخــريـــة مــن قــبــل الأمــم الــمــتــحـــدة مـن خـلال مــنـظــمــة  الـيـونـيـســكـــو  و مــنـظــمــة  الــيـونـيــســف تــبــاعــآ فـي الـثـمـانـيـنـات مـن الــقــرن الــعــشــريـــن.

 

فـي مـقالـة هل دمرت امريكا العراق لصالح ايران، يقول

الـدكــتــور فـرانـسـيـسـكــو جـيـل  وايــت مـن جـامـعـة بـنـسـلـفـانـيـا  Francisco Gil - White  ، لدينا في عام 1979 ثلاثة احداث :

 

      خلق ورعاية تطرف اسلامي في افغانستان

      تسليح السعودية ذات الحكم الاسلامي المتشدد

      مجيء الخميني وحكومة اسلامية الى ايران

 

واذا كان الفعلان الأولان برعاية امريكية ، هل يمكن أن نستنتج ان الخميني كان ايضا عميلا امريكيا؟

جاءت ثورة الخميني التي شارك كارتر في تصميمها ، وساهم جنراله( هويزر) في تنفيذها عندما نجح في تحييد الجيش .. جاءت هذه الثورة فافتتن بها معظم الاسلاميين ، وظنوا أنها ستعيد لهم عهد الخلفاء الراشدين  وبطولات خالد وصلاح الدين، بــيـنـما كـان الـهدف الرئـيـسي  هو تصدير الثورة (تحت مسمى ولاية الفقيه) و الاستعداد للانقضاض على العراق و الخليج العربـي وتـحـريـر الــقــدس مـن الأحــتـلال  الـصـهـيــونــي عــبـر كـربلاء و بــغــداد فـي حـرب مـقـدســة من خلال مـفـتـاح الـجـنـة الذي وزع  علـى افراد الـجـيـش الأيـرانـي و حــرس خـمـيـنـي كـمـا فـعـل البابا أربان الثاني Pope Urban II في الحملة الصليبية الأولى ( 1095 - 1099 م ) حيـث كـانـت إشـارة الــصـلـيــب لـلـمـقـاتـلـيـن لـتـحـريـر بـيـت الـمـقــدس مـن الـمــســلـمـيـن

 

ان الـمـخزون الـكـبـيـر مـن الأحـداث و الـوقـائـع و الأمـثـال فـي الـتـآمـر وكـبـت الظـغـيـنــة و الـحـقــد ضـد الــعــرب و  الــمـسـلـمـيـن فـي بـطـون الـكـتـب الـمـعـتـمـدة تــعـكــس حـقـيـقـة خـصـال  الـفـرس تـحـديــدأ بــعـد دخـولـهـم فــي الأسـلام بـعـد واقــعــة  الـقـادســيــة الأولـــى عام 23 هـجـريـة بـقـيـادة الـصـحـابـي ســعــد بــن  وقـاص  و خـيـر مـايــمـكـن الأســتـشــهــاد بـه  قـول الـخـلـيـفــة الـراشـدي الــثــانــي  عــمـر بـن الـخـطــاب (رض) :

`يــالــيــت بـيـنـنـا و بـيــنـكـم جــبــل مـن نــار `

بـيـنـمـا قـال الـخـلـيـفــة(رض)  مـقــولـتـه  الـشــهـيـرة عــن الـعــراق :

`الـعــراق جــمـجـة الــعــرب و كـنــز الـرجـال و مــداد الأمــصــار و رمــح الــلـــــه فــي الأرض ، فــأطــمــنــوا فـأن رمـــح الــلــــه لـن يــنــكــســر`

 

لـقـد تـجـسـد الـمـكـر و الـدهـاء الـفـارســي عـلـى ارض الـواقـع  بــصـورة عــمـلـيـة مـنـذ أن وطـأت اقـدام الـخـمـيـنـي مـطـار  طـهـران الـدولـي مـن طـائـرة ايرباص الـفـرنـسـيـة  مـن خـلال تـصـريـحـاته الـحـاقـدة عام 1979 ضـد الــعــراق  شـعـبـآ و قيـادة سـيـاسـيـة والـتـهـديـد بأسـقـاط الـنـظام الـوطـني فـي الـعـراق  بـالـرغـم مـن اسـتـضـافـة الـعـراق أرضآ و شـعـبـآ و قـيـادة للـخـمـيـنـي قـرابــة ثــلاثــة عـشــر عــامــآ حـيـث  كـان مـحـكـومـآ عـلـيـه بالأعـدام فـي عـهـد شـاه ايـران مـحـمـد رضـا بـهــلـوي.

 

أن اســتـهــداف  ، اغــتــيــال  و تــهــجــيــر  الـعـلـمــاء و الأطــبــاء و الـطـيـاريــيـن و الـبـاحــثـيـيـن و الـمــهــنـدسـيــن و ضـبــاط الـجـيـــش الــعــراقــي الـبـاســل تم وبدون أدنى شك بتأثير الحقد الفارسي الأسود بعد خسارة إيران لحربها مع العراق... هو هدف خبيث تسعى من ورائه إيران وغير إيران لتفريغ العراق من طاقاته الخلاقة والبناءة .

جرى تلميع صورة الخميني وتسهيل عودته من فرنسا واستلامه السلطة بداية عام 1979م وبذلك انتهى عهد الشاه، ومع استلام الخميني القيادة في إيران بدأت رائحة وشرارة الحرب تفوح وتشتعل شيئاً فشيئاً، واليكم أهم الأدلة والحقائق التي تثبت أن القيادة الإيرانية تتحمل كامل المسؤولية في دق طبول الحرب واندلاعها واستمرارها لمدة ثماني سنوات وان القيادة العراقية لم تكن تريد الحرب مع إيران مطلقاً بل خاضتها مضطرة للدفاع عن العراق:

 

•المعاهدات والاتفاقيات خلال المراحل التاريخية المختلفة:

 

      معاهدة اماسية عام 1555

      معاهدة فرهاد باشا عام 1590

      معاهدة سراو عام 1618

      معاهدة زهاب عام 1639

      معاهدة كردن عام 1723

      معاهدة ارضروم الاولى عام 1823

      معاهدة ارضوم الثانية عام 1847

 

      تضمنت معاهدة ارضوم الثانية عام 1847 بين الدولة القاجارية في إيران والدولة العثمانية:

 

      تنازل الدولة العثمانية عن مدينة المحمرة وجزيرة الخضر ومرسى المحمرة وميناءها

 

      تخلي ايران عن ادعاءاتها بالسليمانية

 

      اعتبرت الضفة اليسرى لشط العرب الخط الذي يشكل الحدود بين الامبراطوريتين ، على أن يكون تابعاً باكمله للدولة العثمانية.

 

      السماح للسفن الايرانية بحرية الملاحة في شط العرب

 

      تعهد الطرفان بتأليف لجنة فنية مشتركة لتخطيط الحدود وفقاً لاحكام المادة الثانية من المعاهدة ذاتها

 

      اكدت كون شط العرب يدخل بكاملة ضمن السيادة العثمانية،وان سيادة ايران على المحمرة وميناءها لاتشمل شط العرب بأي شكل من الاشكال

 

 رغم ان المعاهدة تضمنت تعهد البلدين بتأليف لجنة مشتركة لتخطيط الحدود ، واستمرت المباحثات بين الطرفين بصورة متقطعة الى أن جرى التوقيع على اتفاق جديد عرف بأسم بروتوكول طهران لعام 1911.

 

 عرفت تلك المحاضر باسم محاضر جلسات لجنة تحديد الحدود التركية- الفارسية لسنة1914، وبذلك اصبحت الحدود المذكورة نهائية ومعترف بها من قبل الطرفين وقد استمر هذا الاعتراف حتى بعد ان تفككت الدولة العثمانية اثر الحرب العالمية الاولى وخضوع العراق للاحتلال البريطاني

 

ان الحكومة الايرانية كانت من الدهاء بحيث أثارت مشكلة الحدود من جديد بعد حصول العراق على الاستقلال الشكلي ودخولة عصبة الامم عام 1932 ورفضت دخول العراق عصبة الامم قبل تسوية الخلاف على شط العرب  في حين رفع العراق شكوى ضد ايران الى عصبة الامم التي اوصى مجلسها بحل النزاع عن طريق 

المفاوضات المباشرة وكانت النتيجة:

 

•معاهدة 1937 التي دخلت مع البروتوكول الملحق بها حيز التنفيذ بعد سنة واحدة من عقدها،تضمنت:

 

      الاعتراف بشرعية بروتوكول القسطنطينية لعام 1913 و جلسات لجنة تحديد الحدود لسنة 1914

      حصول ايران على شريط بطول (75.7كم) تقريباً امام عبادان والسماح لها باستخدام الانهر والاستفادة منها

      ان يكون شط العرب مفتوحاً لمرور السفن الحربية او السفن الاخرى المستخدمة في مصالح حكومية غير تجارية

      اقرت ايران من الناحية الشكلية كون شط العرب يمثل مياهاً عراقية،على الرغم من التنازلات التي قدمها العراق في تلك المعاهدة

      حاولت ايران ان تثبت الفقرة(ج) من المادة الرابعة من المعاهدة،أن اتباع خط الحدود في الشط، مرة المياه المنخفضة وتارة الثالوك او وسط النهرلاتعارض مع حق استفادة أي من الطرفين بأي وجة من الوجوه في الشط كله

 

      اهم ماتم تحقيقه بالنسبة لايران الطامحة للحصول على حظوظ متساوية في شط العرب مع العراق، وهو الهاجس الذي كان سباً في اثارة المشاكل بين الطرفين، انها حصلت من خلال معاهدة عام 1937 على اربعة عشر كيلو متراً تقريباً،تشترك في السيادة عليها مع العراق،سبعة منها مقابل ميناء المحمرة يكون خط الحدود فيها منتصف مجرى المياه،والاخرى مقابل ميناء عبادان يكون الثالوك هو خط الحدود فيها

 

      ان تلك المكاسب لم تلغ كون شط العرب موضوع تحت السيادة العراقية من مصبه حتى نقطة تكونه، باستثناء الاربعة عشر الكيلو متراً المشار اليها،من دون تغيير الوضع القانوني لشط العرب الذي يقوم على اساسين:

      الاول سيادة العراق على الشط وهو الاصل،والثاني بعض القيود التي اوردتها معاهدات الحدود على تلك السيادة

      اما الامر الثاني الذي تحقق عبر تلك المعاهدة،هو اعتراف ايران لاول مره بخط الحدود القديم الذي جرى تثبيته بموجب معاهدة ارضروم الثانية لعام 1847وبروتوكول الاستانة لعام 1913ومحاضر جلسات لجنة الحدود لعام 1914دون المساس بسيادة العراق على شط العرب ،بعد أن كانت ترفض الاعتراف بخط الحدود وفق تلك المعاهدات والبروتوكولات

      رغم ذلك فأن معاهدة 1937 لم تضع حداً نهاياً للتوتر في علاقات البلدين بخصوص مشاكل الحدود بينهما،فالهدوء الذي ساد علاقات البلدين في اعقاب عقد تلك المعاهدة لم يدم طويلاً،إذ سرعان ماأطلت الخلافات برأسها من جديد مع سقوط النظام الملكي وقيام الحكم الجمهوري في العراق .

 

      بعد انسحاب العراق من حلف بغداد في أعقاب ثورة 1958 مارس نظام الشاه في إيران نشاطاً تخريبياً واسعاً ضد الجمهورية العراقية مدعوما من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا.

      وفي هذا السياق فسخت ايران في 19 أبريل 1969 معاهدة الحدود الإيرانية العراقية 1937 من طرف واحد ورسمت ايران من جانب واحد حدوداً على شط العرب. المعاهدة المذكورة تنص على ان الحدود بين إيران والعراق في المنطقة تمتد أساسا على الضفة الإيرانية لشط العرب وأن العراق يسيطر على كامل مجرى النهر الملاحي، ماعدا بعض الأماكن المعينة. وأعلن العراق أن فسخ المعاهدة من قبل إيران خرق صارخ للقانون الدولي.

 

      وبعد أسبوع دخلت سفينة تحمل العلم الإيراني المياه العراقية دون ان تدفع الرسوم المقررة. وبعد ذلك نشر كلا البلدين قواتهما على امتداد شط العرب.

 

 

•اتفاق الجزائر:

بعد ظهر يوم الخميس المصادف للسادس من اذار عام 1975 اعلن الرئيس هواري بومدين في نهاية اجتماعات قمة الدول المصدرة للنفط (الأوبك)ان العراق وايران قد توصلا الى اتفاق بشأن حل الخلافات التي كانت قائمة بينهما،وتلا على المؤتمرين البيان المشترك الذي وقعه نائب رئيس مجلس قيادة الثورة العراقي صدام حسين وشاه ايران ،تضمن البيان نقاطاً رئيسية هي:

      اجراء تخطيط نهائي للحدود البرية بين البلدين بناءاً على بروتوكول القسطنطينية لسنة 1913 ومحاضر لجنة تحديد الحدود لسنة 1914

      تحديد الحدود النهرية حسب خط الثالوك

      بناءاً على هذا سيعيد الطرفان الامن والثقة المتبادلة على طول حدودهما المشتركة وذلك من اجل وضع الحد النهائي لكل التسللات، وعلى أساس عدم التدخل في الشؤون الداخلية من أي طرف ضد الطرف الآخر

      كما اتفق الطرفان على اعتبار هذه الترتيبات المشار اليهما اعلاه كعناصر لا تتجزأ لحل شامل،ومن ثم فان أي مساس بأحدى مقوماتها يتنافى بطبيعة الحال مع روح اتفاق الجزائر.

 

•نظراً لرغبة الأمريكان التخلص من الشاه بسبب (توقيعه معاهدة الجزائر مع العراق ولـتأجيج الفتنة مع العراق ولأسباب أخرى) تم تحريك الشارع الإيراني ضد الشاه الذي كان متعطشاَ للخلاص منه وإقناع الشاه بضرورة الخروج من إيران حتى يهدأ الوضع

 

هناك حقائق كثيرة قد يجهلها الــكــثــيــر عن الحرب العراقية الإيرانية التي امتدت لمدة ثمان سنوات (1980- 1988م)

و شائعات مـلـيــئـــة بالأكاذيب والأحقاد  وهــي جزء من الحملة الإعلامية لتشويه وشيطنة النظام العراقي الــوطـنــي

والرئيس الـشــهـيـد صدام حسين حتى بعد اغتياله... تقول أن الـعــراق فـي عـهـد الـرئــيــس الـعــراقـي الـشــهـيـد صـدام  حـسـيـن وبـعـد تـنـصـيـبـه رئـيـسـآ لـلـجـمـهـوريــة الـعــراقــيــة فـي تــمــوز 1979 بــعـد أسـتــقـالــة الـرئـيــس  الــراحــل أحــمــد حــسـن الـبـكــر لأسـبـاب صـحـيـة، هو الذي بــدأ الحرب وان إيران كانت تدافع عن نفسها كما روج الفرس وأبواقهم، في داخل العراق وخارجه ... أن صدام هو الذي أدخل العراق حروبًا متتابعة أولها مع الجارة [ المسلمة ] إيران مع أن الحقيقة هي على العكس من ذلك كـلـيـآ مـن خـلال الـوقـائــع ادنــاه:

•أن أي صراع أو قتال عندما يندلع بين طرفين(مهما كان الطرفان دولتين أو قبيلتين أو شخصين أو غيره) فأنه وبناءاً على منطق الحرب والقتال يكون الطرف الأكثر إمكانيات وقوة هو الذي يسعى للقتال والحرب وليس العكس حـيـث 

كـانـت ايــران تـتـفــوق دون ادنــى شـك و تمتلك إمكانيات اكثر بكثير من العراق مـن خـلال الـمـعـطـيـات الـرســمـيــة الـمـعــلـنــة أبـان تــلـك الــفـتــرة و  منـها:

 

      عدد سكان إيران 39 مليون نسمة والعراق 13 مليون نسمة أي أن سكان إيران ثلاثة أضعاف سكان العراق

      مساحة إيران تزيد على مساحة العراق بأكثر من ثلاثة أضعاف ونصف

      طول الحدود التي تبلغ 1300كم وافتقاد العراق للعمق الإستراتيجي لمدنه يجعل عدد كبير من مدن العراق والمهمة (مثل البصرة والعمارة وديالى وأربيل وخانقين وغيرها) تحت مرمى المدفعية الإيرانية ومنها العاصمة بغداد والتي تبعد 120 كم عن الحدود مع إيران تحت مرمى الصواريخ الإيرانية القصيرة المدى  والتي لا تتجاوز 150 كم  التي تمتلكها إيران والعراق في بداية الحرب.

      امـــتــلاك إيران عمقاً استراتيجياً كبيرا بسبب سعة مساحتها فلذلك معظم مدنها المهمة مثل عاصمتها طهران واصفهان وشيراز وقم وغيرها بعيدة عن المدفعية والصواريخ العراقية

      اعــتــمــاد العراق على 85 % من اقتصاده على تصدير النفط الذي يتم تصدير معظمه عن طريق (مينائي البكر والعميق في الخليج العربي) والباقي عن طريق وتركيا وسوريا التي أوقفت تصديره في السنة الثانية للحرب لوقوفها في الحرب إلى جانب إيران، وبما أن الساحل الشرقي من الخليج العربي كله لإيران والعراق لا يملك إلا ما طوله 30 كم من السواحل فقط في شمال الخليج فأنه بذلك مهدد بأن تقوم إيران بمنع العراق من تصدير نفطه عن طريق الخليج العربي وهذا ما قامت به إيران منذ اليوم الأول لبدء الرد العراقي في 22/9/1980

      اعــتــقــاد القيادة الإيرانية (متوهمة) بأن الشيعة العرب في العراق الذين تقارب نسبتهم 40 % من الشعب العراقي آنذاك سيقف معها في الحرب باعتبارهم ينتمون لنفس المذهب وما حصل هو العكس.

ان القيادة العراقية لم تكن تريد الحرب مع إيران مطلقاً بل خاضتها مضطرة للدفاع عن العراق:

      في 12/2/1979 وجهت الحكومة العراقية مذكرة رسمية أعربت فيها عن اعتزاز العراق في النصر الذي حققته الشعوب الإيرانية بعد نضالها الطويل وأبدت رغبتها في إقامة الصلات الأخوية وتوطيد علاقات التعاون مع الشعوب الإيرانية.

      في5/4/1979م أرسل نائب الرئيس العراقي صدام حسين رسالة تهنئة للزعيم الإيراني الخميني بنجاح الثورة وتسلمه السلطة معرباً عن أمله بأن تكون مكسباً للامة العربية والإسلامية ومتمنياً بأن تكون العلاقات بين الشعبين العراقي والإيراني مبنية على مبادئ الدين الإسلامي الحنيف والجيرة الحسنة بما يطور العلاقة بين البلدين والشعبين

      قال السيد موسى الموسوي (مستشار الخميني آنذاك) المتواجد في لندن بأن الخميني قال له بعد قراءة الرسالة بأن صدام خائف لان هناك نسبة كبيرة من الشعب العراقي سيؤيده حالما ينادي بإسقاط النظام العراقي باعتباره عاش في العراق  ثلاثة عشر سنه، ورد الخميني برسالة جواب لنائب الرئيس العراقي الـشــهـيـد صـدام  حـسـيـن تتضمن تهديداً ووعيداً وختمها بجملة ،والسلام على من اتبع الهدى، وهي جملة معروف أنها تقال لغير المسلمين

 

      في الاجتماع الوزاري لمكتب التنسيق الدائم لدول عدم الانحياز الذي انعقد في كولومبو/سريلانكا عام 1979، قدم العراق اقتراحا لتضمين البيان الختامي نصا" يرحب بانسحاب إيران من حلف السنتو". وكذلك قدم العراق ترحيبا رسميا في انضمام إيران إلى حركة عدم الانحياز.

      على هامش مؤتمر قمة هافانا لدول عدم الانحياز، وبناء على طلب الجانب العراقي، عقد الرئيس صدام حسين لقائين مع وزير الخارجية الإيراني إبراهيم يزدي أكد فيهما رغبة العراق في إقامة علاقات التعاون وحسن الجوار.

      اثر تولي أبو الحسن بني صدر مهام منصب رئيس الجمهورية الإيرانية، قام السفير العراقي بتكليف مباشر من رئاسة الجمهورية في زيارته يوم 20/2/1980 لنقل تهاني القيادة العراقية

      في19/4/1980 نشرت صحيفة جمهوري إسلامي تصريحا للخميني جاء فيه " إن واجب العراقيين والشعب العراقي الإطاحة بهذا الحزب البعثي ".

      في 22/4/1980 أعلن الخميني في خطاب جماهيري حاشد (إن إيران قادرة على احتلال بغداد في ساعات) ثم استدار ليخاطب الجيش العراقي بقوله (اتركوا الثكنات وانفروا ضد الموقف المخزي لنظام بغداد وتخلصوا من صدام كما تخلّصنا من الشاه العميل).

      في 25/4/1980صرح أبو الحسن بني صدر (رئيس الجمهورية) (نحن لا نستطيع منع جيشنا إذا رغب بالتوجه نحو بغداد)، وفي اليوم ذاته صرح صادق قطب زاده (وزير الخارجية) في الكويت: (إن الجزر التي تسمّونها إماراتية هي إيرانية تاريخياً، بل إن العراق نفسه هو فارسي في الأساس)

 

      اعـلان الــخــمــيــنـي وجوب تصدير الثورة، ووجوب تحرير العتبات المقدسة قبل الحرب ... عــبـر كـربلاء و النجف الأشرف و بــغــداد ؟

 

      احتلال المخافر الحدودية الـعــراقـــيـــة

      الأسـتـخـفــاف و عــدم الأكــتــراث بــالـمـذكـرات الـرسـمـيـة الـعــراقـــيـــة الـى حــكـام طــهــران حــول ســلـوكــهـــم مــع الــعـــراق ،  حــيــث فــسـرت مـن بــاب الــضــعــف

      تــكـلـيــف و تحريض عــمـلاؤهــم داخــل  الــعـــراق و ما يسمى حزب الدعوة لإشعال نار الفتنة الطائفية وللقيام بتفجيرات داخل المدن والعاصمة بغداد  و تــنـفـيـذ الـعـمـلـيـات الأجــرامــيـة ضــد الــشــعــب الــعــراقــي و مــؤسـسات الــدولــة الــعــراقــيــة وكــوادر و مـسـؤولــي  الــدولــة الــعــراقـــيـــة.

 

      تــعــرض الـقـنـصــلـيـة الــعــراقــيــة فـي الــمــحــمــرة الــى  اربــعــة اعـتــداءات و  أحـتــلال فــي 11  و 26 تـشـريــن الأول و كــذلــك 1 و 7 تــشـريــن الـثـانـي فـي 1979 تـبـاعـآ خـلافــآ لأصـول  الـتـعـامـل الـدبـلـومـاســـي و طـرد مــوظـفـيـهـا  بـعــد الأعــتــداء الــرابـــع ، عـلـمـآ  ان الـقــنـصـلــيــة هــي جـزء مــن الــسـيــادة  الــوطــنــيــة لايــجــوز دخــولــهــا عــنـــوة

      في9/4/1980م صرح صادق قطب زادة بان حكومته قد قررت إسقاط النظام العراقي، وان الحكومة الإيرانية لا تتمسك باتفاقية الجزائر.

      بدأت القيادة الإيرانية بحملة إعلامية واسعة وكبيره من خلال وسائل الأعلام المختلفة بالترويج لما يسمى بتصدير الثورة الإسلامية للأقطار المجاورة خاصة العراق ودول الخليج لزعزعة وإسقاط أنظمتها (التي كانت تصفهم القيادة الإيرانية بالأنظمة الكافرة والعميلة للغرب) لإقامة أنظمة موالية لها، كما رددت من خلال خطابها الإعلامي في أنه أي اتفاقية وقعها الشاه لا تعبر عن طموح الشعب الإيراني وتطلعاته تعتبر لاغية وخصت بالذكر اتفاقية الجزائر الموقعة مع العراق ودعت الإذاعة الإيرانية بالتحريض على إسقاط الحكومة العراقية.

      قيام القيادة الإيرانية باستدعاء فلول الجيب الكردي العميل من منافيهم وتقديم الدعم العسكري والمادي لهم ومساعدتهم على إعادة أنشطتهم التخريبية في شمال العراق بشكل منافي لأحكام اتفاقية الجزائر

      وقيام المتظاهرين الإيرانيين في مهاجمة مبنى السفارة العراقية والقنصليات العراقية في إيران وكوادرها وإحراق سجلاتها ومستنداتها.

 

      تفجيرات في الجامعة المستنصرية فـي الأول مـن  نــيـســان 1980 وجـرح كـل مـن الأسـتــاذ طـارق عــزيــز نـائـب رئـيـس الــوزراء (فك الله أسره) و الأســتـاذ بــدر الــديــن مــدثـــر عــضـو الــقـيـادة الــقــومـيــة لـحـزب الـبــعـــث الــعــربـــي الأشـــتـــراكــــــــي وسـقــوط ضـحـايـا مـن طـالـبـات و طـلاب الـجـامــعــة

      اسـتــهـداف لــمـواكــب الـتــشـيـيـع ؛ جـنـائـز و مـشـيـعـيـن فــي الـخـامـس مـن  نــيـســان 1980 لـضــحـايــا طـلـبـة و طـالـبـات الــجـامـعــة الــمـسـتـنـصــريــة  حـيـث ذهـــب ضـحـيـة الأعــتــداء عــدد مـن الـطـلــبــة و الـمـواطـنـيـيـن.

 

      تــعـرض الأهــداف الــمــدنــيــة الــعــراقــيــة داخـل الأراضــي العــراقـيــة الـى 244 قــصــف  و اعــتــداء مـن قــبـل الـجـانــب الأيــرانــي لـلـفــتــرة مـن حــزيــران 1979 الـى ايــلـول  1980 قـبـل الــحــرب

 

      قــيـام الـطـائـرات الـعـسـكــريــة  الأيــرانــيـــة بـأخـتـراق الأجــواء الــعــراقــيــة بالإغارة على عدد من المنشآت العراقية حـيـث  بــلـغــت 249 خــرقآ لـلـفـتـرة مـن شــبـاط 1979 الـى  ايــلــول 1980   قــبـل الـحـرب حيث تم إسقاط إحدى الطائرات وأسر قائدها المدعو (حسن لشكري) الذي احتفظت به القيادة العراقية إلى نهاية التسعينات على أنه دليل إثبات على بدء الحرب من قبل الجانب الإيراني

 

      قـيـام الـجـانـب الأيـــرانــي بـأطلاق  الـنـار عـلـى  طـائــرات مــدنــيــة عـراقـيــة  قـبـل الـحـرب ثــلاث مــرات

      قـامـت الـطـائـرات  الـعـسـكــريــة الأيـــرانــيــة  بـأخـتـراق الأجــواء الــعـراقــيــة  و تـم إجـبـار طـائــرة عـراقــيــة مــدنــيــة بـالـهــبـوط فــي الأراضــي الأيــرانــيـــة

      قـصـف الـمـنـشــآت الـبـتـرولــيــة و الأقــتـصــاديــــة ســبـع  مــرات مــن قــبــل الـجـانـب الأيـــرانــي لـلـفــتـرة مـن كـانـون الـثـانــي 1980 لــغـايــة أيــلــول 1980 

      رغـم الأعــتـداءات و الـخـروقـات الأيــرانــيــة، بــلـغـت عــدد الـمــذكــرات الأصـولــيـة الـرســمــيــة المـســجــلـة فــيــهـا الأعــتـداءات الـمـرســلــة الـى حــكــومـة أيــران 293 مــذكــرة خــطــيــة وفــق الـطـريـق الأصـولــي لـلـتـعـاون الـدولــي بـيـن الـبـلـديــن

 

      خـلال الـفـتـرة بــيـن 4.9 ـ 22.9  1980 قـام الـجـانـب الأيــرانــي بـالـعــدوان عـلـى الـمـدن الـحــدوديــة حـيـث شـمـل كـل مـن مــصـفــى الــونـــد ، حـقــول الــبـتـرول فـي خانـقـيـن ، مـنـدلــي ، زربــاطــيـــة، الـمـنـشـآت الــبــتـرولــيــة فــي  الـبـصــرة و  مــديــنـــة الــبــصــرة و كـذلــك تـم اغــلاق شــط الــعـــرب قـــبــل .22.9.1980

      قــيـام الـجـانـب الأيــرانــي بـأســتــخــدام الــطــيــران فـي ضــرب الــجـيــش الــعـــراقــي داخـل الأراضــي الــعــراقــيـــــة و فـي الأشــتـبـاك مـع الــدوريــات الـحــدوديـــة مـن ســلاح الــطــيــران الــعــراقــي

 

 تكملة الدراسة على الصفحة التالية – اضغط على التالي ادناه

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.