عبدالباري مجيد هداية

دم الشهداء بذار الحياة

الذكرى الخامسة لاستشهاد يشوع مجيد هداية

مؤسس حركة تجمع السريان المستقل

(من فضلة القلب يتحدث اللسان)

يوم 22 ت2 تمرعلينا الذكرى الخامسة لاستشهاد اخي يشوع مجيد هداية مؤسس حركة تجمع السريان المستقل (وقد الغيت كلمة المستقل قبل ايام؟!) انها ذكرى حزينة ومؤلمة  والالم والحزن لايقتصر على هذا اليوم ولكن يمكنني اعتباره من اسوأ الايام على مدى الثلاثة والخمسون عاما التي مرت من عمري . لقد ربطتني بالمرحوم علاقة صداقة ومودة وتفاهم , ولا اتذكر يوما ان هذه العلاقة قد ساءت او تعكرت ,نعم كان هناك اختلاف في بعض وجهات النظر وهذا امر طبيعي , انما لم تصل ابدا الى خصومة . ان حزني وآلامي عليه متواصلة من المساء الذي  اغتيل فيه حسدا وحقدا وغدرا , وحيث وقفت امام جثمانه وهو مسجى على سدية في الباب الرئيسي الداخلي لمستشفى الحمدانية , وانا مذهول من هول الفاجعة المؤلمة واختاي كترينة وترازية وبناتهم ومعهم زوجتي يذرفون الدموع ,وانا اتحسس يديه ووجهه الذي لايزال دافئا. يا الهي , لقد كنت معه الى الساعة السادسة مساءً والآن الساعة الثامنة مساء, وعندما هممت بالمغادرة قال لي , اذا لا يوجد احدا يوصلك فانا اوصلك الى البيت , ولكن ولسوء الحظ فقد كانت السيارة التي تقلني الى البيت موجودة  . وما يحز في النفس ان الحلقة القريبة منه في الحركة  , انشغلت في الدقائق التالية من الجريمة النكراء في الاستيلاء على حقيبته الخاصة التي كانت معه في السيارة, وتركه ينزف,وعدم اسعافه بسرعة, وفي الحقيبة مفاتيح مختلفة ومنها مفتاح مكتبه الخاص ومفتاح الخزانة الحديدية التي في مكتبه في مقر الحركة, حيث انصرفوا للبحث عما يتواجد داخل مكتبه وداخل الخزانة الحديدية... حينها كان الشهيد ينزف اخر قطرات من دمه على ارض بغديدا , ولاقوا صعوبة في ايجاد سيارة لنقله واكثرالمتواجدين في حينها في مقر الحركة كان لديهم سيارات , وبهذه المناسبة اشكر الاخ مازن كريم هداية الذي نقل الجثمان بسيارته الخاصة والذي ليس له اي علاقة بالحركة ودفعه الى ذلك شهامته واخلاقه المسيحية حيث رافقته مع ابن اختي, عزيز موسى جبو الى مستشفى في اربيل اما الرفاق!فقد لحقوا بنا بعدئذ بسياراتهم . يا ليت روح الشهيد والمبادئ التي بنى عليها الحركة تستمر... الذكر الطيب لك يا اخي العزيز والرحمة على روحك وعلى شهداء العراق جميعا .

20/11/2011