اخر الاخبار:
محافظ نينوى يزور مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:33
زيارة وفد هنغاري الى دار مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:32
طهران تتراجع عن تصريحات عبداللهيان - الإثنين, 15 نيسان/أبريل 2024 11:24
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

ارشيف مقالات وآراء

• سلام عادل

 
 شامل عبد القادر 

 سلام عادل

 

في برنامج من اعدادي وتقديمي عنوانه (اوراق من ذاكرة العراق) يعرض كل يوم ثلاثاء الساعة (11) ليلا - وارجو ان لاتكون هذه السطور دعاية للبرنامج!-على فضائية السلام المعتدلة المحايدة غير الطائفية سجلت (3) حلقات عن حياة المناضل الشيوعي سلام عادل ستعرض خلال الاسابيع المقبلة واثناء اعدادي لسيرة المرحوم سلام عادل اكتشفت فيها محطات مذهلة، وأن الرجل لا يستحق هذه القتلة الشنيعة عام 1963.

سلام عادل او حسين احمد الرضي او سيد حسين احمد الموسوي لا فرق، فالرجل مواطن نجفي معجون بعراقية نادرة لا يصلح في الحياة الا ان يكون شيوعيا لاغير برغم ان خصومه عدّوه من (التبعية الايرانية!!) وحرفوا لقبه (الرضي - نسبة للشريف الرضي الشاعر العباسي الذي تأثر به سلام كثيرا وهو طالب في دار المعلمين فاطلق عليه زملاؤه الطلبة بالرضي وليس الرضوي)!.

تسربت إليه الشيوعية ببطء شديد واعتنقها كما لوكان يدري أن مصيره الاوحد في عالم الملوكية والعرش و نوري السعيد والشرطة السرية والشعبة الخاصة ان يكون مناضلا مقداما! توسل اليه بهجت العطية مدير شرطة الديوانية ان يتنازل عن (الفكر الهدام!!) مقابل ان يبقي على راتبه رحمة بوالديه المسنين، لكنه ابى ان يتنازل للجلاد وانطلق يشوي (الفشافيش) في النجف وعلاوي الحلة ويبيع (اللفات) لكي يستمر في الحياة شيوعيا..

انا شخصيا اطلعت على حياته فاثارتني جدا واعجبت بعصامية الرجل الذي ولد موهوبا وهو طفل وصبي وشاب، فقد عرف خطاطا ورساما وممثلا ومخرجا في المسرح ومعلما ذكيا وزوجاً شيد عائلة متعاونة ومناضلة من زوجته الرائعة ثمينة ناجي يوسف واولاده علي وايمان! الشيوعية بالنسبة لسلام عادل ليست قميصا او دشداشة تلبس الساعة وتخلع بعد ساعة، كما هو عند بعض الانتهازيين!! الشيوعيون ليسوا فاكهة تثمر في الصيف وتختفي في الشتاء أو تراها في سلال الربيع وتتعفن بعد النضج، وهم يثمرون عادة في اوقات الضيق لافرق، فالشيوعية كبذار القمح تحتاج الى وقت طويل حتى تتحول الى سنابل ممتلئة سواء بوجود فهد أم سلام عادل أو عبدالقادر اسماعيل أم صالح دكلة، وغيرهم من عشرات العراقيين الشرفاء الذين ضحوا بأرواحهم من أجل قضية الوطن والمبدأ!

لا اعرف تفسيرا واحدا لقتل عراقي يعشق وطنه ويذود عنه، وهو في الحجرات الباردة في (نقرة السلمان) أو ينام في رمضاء سجون بعقوبة والحلة، وعندما يرمي الكتاب عن يديه للحظات ينطلق يغني بصوت خافت اغاني اهل الجنوب المسحوقين بالقهر والجوع والالم ويتطلع من كوة صغيرة الى صحراء أو ليل أو موت مرتقب، لكن يديه تبقيان مشدودتين الى الكتاب!!

سلام عادل الذي قتل ولم يغدر برفاقه تحت سقيفة قصر النهاية لم يتوسل بجلاديه لكي يعيش، ومثلما رحل (ابو علي) بجسده رافقته آلاف الارواح الشيوعية وقتذاك، لكن الاهم ان سلام تحول الى مرشد رائع لشيوعيي اليوم ..

قتل الرجل الشريف بوضعه تحت حادلة سحقت عظامه وهرست لحمه، لكنها عجزت تماما عن ازالة ذكره ..

رحم الله سلام عادل ورفاقه.

ـــــــــــــــــــ

جريدة "المشرق"

15-12-2011

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.