اخر الاخبار:
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

ارشيف مقالات وآراء

• قراءة غير مهتمة بادعاءات الاطراف في قضية الهاشمي

غسان سالم

قراءة غير مهتمة بادعاءات الاطراف في قضية الهاشمي

 

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

يشكل الحدث الاخير، مذكرة اعتقال نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي، نقطة تحول حادة في سلوك السياسيين العراقيين، وهذا التحول مرتبط بالتأكيد بالانسحاب الامريكي، وان من يمتلك القوة يبدو اليوم قادرا على استخدامها بكل طاقتها.

والعسكر الممولين بمال الدولة اخطر هذه القوى، ناهيك عن المؤسسات الاخرى التي بدأت تتحول الى ادوات واضحة في الصراع السياسي، بعد ان كانت خفية وغير واضحة المعالم للجمهور العراقي على اقل تقدير.

وهنا كمتتبع لست مهتما كثيرا بصدق ادعاءات الاطراف السياسية العراقية، فكلها اطراف تتصارع، وتستخدم جميع الادوات المتاحة لها في هذا الصراع، والحمايات، والاجهزة الامنية، وحتى القضاء، واحد من هذه الادوات.

يشكل الحدث الاخير نقطة لا عودة، بحسب قول بعض السياسيين ومحللي الوضع في العراق، لكنها ليست كذلك، فالعراق الحديث "عراق 2003" هو بلد التوافقات، ولا يمكن القفز على هذه التوافقات، مهما شعر احد الاطراف بالقوة والقدرة، وهو يخدع نفسه ان اعتقد ذلك.

ولقراءة الاحداث بشكل صحيح علينا تشخيص مواقف الاطراف جميعها، وللدخول في هذه القراءة علينا طرح وجهات الاطراف.

لقد استمرت تعلن القوى السياسية السنية بانها مهمشة على مختلف الصعد في هذه الحكومة، وان الطرف الاخر يمتلك جميع مفاصل القوى في هذه الدولة، ونتيجة لذلك بدأوا التصعيد باتجاه تشكيل فيدراليات المحافظات، وهذه الفكرة كانت من المحرمات عندهم، وكانوا لها من اشد الناقدين، لكنهم رضخوا الى الامر والواقع، وبدأت قواهم المحلية في المحافظات تعلن رغبتها بتشكيل الفدراليات، وبدأت تتزايد هذه المطالبات، واخذت طريقا قانونيا مما يهدد الطرف الاخر "الشيعي" او هكذا يعتقد.

وتشعر القوى السياسية الشيعية بان مناطق السنة ما تزال تنتج نخب سياسية موالية للبعث واحيانا الارهاب، والتصعيد باتجاه المطلك والهاشمي نتيجة لهذه الرؤية الشيعية.

نعم، لكل طرف حججهُ، وهذه الحجج تسوق في وسائل الاعلام بشكل فظ مما سيدفع بجمهور الطرفين الى الشحن العاطفي سلبيا، ويوصل البلد الى نقطة الانفجار، وهنا لن يكون هناك طرف ثالث "عسكري" يعمل على تهدئة الطرفين بل هناك قوى خارجية ستدفع نحو التصعيد لان انهيار العملية السياسية في العراق، سيكون نجاحا للعديد من دول الجوار وغيرها وخاصة المعادية لامريكا في المنطقة، هذا رأي.

وهناك راي آخر اكثر عقلانية، يتركز على ان العراقيين سيتجاوزون هذه الازمة كعادتهم بالتوافق وان احترقت بعض الشخوص باوراق هذه التوافقات، لان من داخل كل طرف هناك متنافسين فرحين بسقوط رفاقهم من قيادة المجموعة وان لم يعلنوا ذلك، فهذا حال السياسة في العراق الجديد.

بالتاكيد، سيدخل العامل الكردي في التقريب لحل هذه الازمة او على الاقل سيكون عامل تهدئة كونه يدرك، ان انهيار التوافق الثلاثي لا يصب في مصلحته على المدى البعيد.

 

ghassan salim

www.zahratnissan.com

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.