اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

ارشيف مقالات وآراء

• مؤتمر القوى السياسية

رياض الزيدي

مؤتمر القوى السياسية

 

ما أن عبرت آخر قافلة من الجيش الامريكي الحدود العراقية مكملة عملية الانسحاب, حتى تفجرت الصراعات بين الكتل السياسية, وأكتشف العراقيون أنهم قد عادوا الى المربع الاول؟ أزمة ثقة بين الكتل السياسية ومطالب متزايدة بأقامة الاقاليم , اتهامات لرئيس الوزراء بالتفرد في السلطة وعدم تنفيذ ما جاء في اتفاق اربيل الذي تشكلت على أساسة الحكومة الحالية, مخاوف من عودة البلاد الى الحرب الطائفية, يضاف اليها مشاكل لم تحسم بعد وقد تفجر في أية لحظة كمشاكل المناطق المتنازع عليها وتنفيذ المادة (140 ) من الدستور ومشاكل ادارة حقول النفط وقانون النفط والغاز, والتعديلات الدستورية التي أصبحت ضرورة ملحة جدا, ومع تصاعد الازمة بصدور مذكرة الاعتقال بحق نائب الرئيس طارق الهاشمي وسفر الاخير الى أقليم كردستان ورفض السلطات في الاقليم تنفيذ المذكرة, وتعليق القائمة العراقية حضورها جلسات البرلمان ومقاطعة اغلب وزرائها جلسات مجلس الوزراء يبدو وكأن العملية السياسية مهددة بالانهيار ..

المؤتمر الوطني الذي دعا اليه الرئيس الطالباني يبدو وكانة ولد ميتا, فتحديد موعد وزمان انعقاد المؤتمر لم يتفق علية لحد الان وعلى فرض حصول الاتفاق فان قيادات فاعلة ستغيب عنه, او ينفض دون حصول أي انفراج حقيقي بسبب كثرة الملفات المطروحة وصعوبة حلها, قيادات القائمة العراقية استبقت المؤتمر بإجراء اتصالات مع الجامعة العربية وتركيا والامم المتحدة والولايات المتحدة الامريكية للدخول في حل الازمة ربما لقناعتها بفشل المؤتمر ومراهنتها على تدويل الازمة, خصوصا وأن العراق لازال تحت طائلة الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة ..

 ربما ادرك الكثير من العراقيين الآن أن ماجرى بعد عام 2003 كانت عملية سياسية مستعجلة افرزت دستورا مختلفا علية يحوي الكثير من الالغام وبرلمان طوائف عمق من حالة الانقسام الطائفي في العراق, نتج عنه حكومة محاصصة طائفية فشلت في ادارة البلاد, ويدرك العراقيون ايضا أن الصراع الحالي بين القوى السياسية هو صراع من أجل السلطة والمال, وأن مشاكل الشعب العراقي غير مطروحة على مؤتمرهم ولا على برلمانهم. ربما تحتاج القوى السياسية العراقية إلى شيء آخر .. فهم جديد للخروج من عنق الزجاجة.

      ويبقى المواطن العراقي الذي يعيش ربع سكانه تحت مستوى خط الفقر, ويفتقر الى ابسط الخدمات والرعاية الصحية, هو ابعد مايكون عن اهتمامات القوى السياسية ومؤتمرهم القادم ..

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.