اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

ارشيف مقالات وآراء

• دور المهندس في عراق اليوم

المهندس شروان كامل الوائلي

دور المهندس في عراق اليوم

 

لن نبالغ اذا قلنا بان المهندس هو الذي يخط بيده وثمرة فكره تاريخ الانسانية في ارجاء الكرة الارضية ويضع بصماته حتى حول غلافها الغازي ولربما ابعد من ذلك .. فكل شواهد الارض الوضعية والتي انشأها الانسان تشير الى مهندس ما ..

حتى الكهوف التي وجدت فيها رسوم واشارات وبقايا اسلحة تركها مهندس يعود الى احدى الحقب التاريخية من احدى العصور الجليدية .. فبناء السلاح نفسه بحاجة الى مهندس وتشكيل الرسوم الملونة على سطح املس داخل كهف ايضا تطلب الى مهندس .. هو الانسان الذي حباه الله بعقل يستطيع فيه ان يهد الراسيات ويحفر داخلها الانفاق ويعبر البحر والنهر بجسور ويطير في الاجواء ويرسل مقذوفات الحمم من قاذفات يصممها ايضا عقل هندسي بارع ..

انها حلقة تنتهي من نفس موقع انطلاقها وتتعلق بقدرة العقل البشري في ان يهندس الارض ليجعلها مكان افضل للبشرية ..

**

المهندس باختصار فرد في المجتمع معني بالاعمار والبناء وله دور رئيسي في عمليات التنمية وعمليات تطور المجتمع .. ومن غيره .. لا حضارة ولا تطور فهو ببساطة شديدة الاداة المخططة والمنفذة لمشاريع ترفع من مستوى البلاد وتعزز امكانياته في التقدم ..

المجتمعات المتحضرة تكرم رجال العلم والمعرفة ، وذهنية المهندس وتصوراته هي احوج ماتحتاج اليها المجتمعات اليوم ,فالمهندس ليس معنى فقط بالاعمار والصيانة والاستشارة بل هو معنى ايضا في وضع استراتيجات خاصة بالتنمية في جميع مفرادتها ..

فهل هناك تنمية ممكنة بدون مهندس للطرق والجسور .. ام هل هناك امكانية لايصال الحضارة الى اي مكان بدون مهندس للكهرباء واخر للاتصالات السلكية واللاسلكية؟ وماذا عن هندسة شبكات اسالة الماء والري؟

كلها امور تدخل في مجال البنية التحتية –وبتعبير اخر .. هندسة اساس البيت الكبير الذي نسمية الوطن .. فبدون هذا الاساس لا تقوم قةائم هذا البيت ليتحول من كوخ الى منزل يضم الجميع ويستنهض طاقاتهم وامكانياتهم ..

**

هناك حوالي 180 الف مهندس مسجلين كأعضاء في نقابة المهندسين العراقيين .. وهذا العدد من البشر في الواقع يشكل ثروة وطنية نحسد عليها من سائر لدن سائر الامم .. وهي ثروة من المصادر البشرية الكفوءة والمهيئة والمتعلمة والواعية .. وهي ايضا عماد لعملية التنمية والتحضر والتطور في البلاد ..

وهي في الواقع قادرة على بناء العراق والدول المجاورة ايضا .

ومايشير الى ذلك ان المهندس العراقي كانت له لمسات مهمة في في بناء مدن وعواصم بعض الدول كدبي وعمان والقاهرة وطرابلس وغيرها من المدن اثناء اضطرار المهندس العراقي ان يغادر العراق بسبب الاضطهاد البعثي وظروف الحصار وعدم توفر فرص العمل المناسبة التي تحفظ له كرامته داخل العراق..

وقد ابدع مهندسون اخرين من العراق في بلدان العالم المتحضر والمتقدم صناعيا وحازوا على جوائز عالمية في الهندسة المعمارية وحتى ان بعض منهم ابدع في مجال هندسة الصواريخ والاقمار الصناعية التي تجوب فضاء الكرة الارضية حاملة في داخلها بصمات عراقية ..

**

على النخب السياسية اليوم ان لاتغفل دور المهندس في عراق اليوم الذي هو بحاجة ماسة الى خبرات ابنائه كافة خاصة المهندسين منهم .. وعلى هذه النخب السياسية ان تولى عناية خاصة للمهندسين بعيدا عن المحسوبية والمحاصصة الخبيثة .. فما فائدة المحاصصة عندما يتعلق الامر بحاجة الوطن كل الوطن الى خبرات لا علاقة لها بحصة سياسية او كتلة او حزب او انتماء .. فهدف كل العملية السياسية في العراق ان يتحول هذا الوطن الى مكان افضل للجميع .. ومن اجل هذا الهدف يجب ان يتفق الجميع على عمل الجميع من دون تفرقة ومن دون توتر ومن دون خلافات لا علاقة لها بالهدف الاسمى ..

ونقولها بصراحة تامة ..عندما تغمض عين السياسي عن الخبير والمهندس ساعتها سنكون امام مسيرة عشوائية في التخطيط والبناء ونكون امام خلل بنيوي في الانسان والمؤسسة لهذا علينا ان نعزز هذا الدور لعدد من المقومات :

 

- السير على قاعدة الشخص المناسب في المكان المناسب ليأخذ المهندس دوره في المؤسسة التنفيذية حسب خبرته وكفاءته لا حسب انتمائه الطائفي او الحزبي

– دعم المهندس بمايستحق من مخصصات وحوافز وامكانيات تؤهله لاداء واجبة خاصة ونحن ورثنا بلدنا مخربا ونعمل على بنائه اذ ليس من المعقول ان يتقاضى المهندس في اول تعينيه راتب يعادل نصف راتب الحارس البسيط مع احترامي الفائق للحارس وعمله ..ولكن هذا الامر يمثل اجحاف واهانة للمهندس وشهادته العلمية والتطلع لبناء العراق ..وقد كانت وستكون لنا وقفة في اعادة تعديل قانون المخصصات المشرع عام 1976 ليشمل المهندسين بكافة اختتصاصاتهم وكذلك استنادا لموقع العمل والخطورة وهذا حق للمهندس وليس منة عليه

- علينا كأدارة تنفيذية ان نستعين بخبرات المهندس العراقي فهناك اكثر من 700 مكتب استشاري هندسي تابع لنقابة المهندسين بالاضافة لمكاتب القطاع الخاص والعام والكليات وان نزاوج بين خبرات المهندس الوطني والاجنبي في الاعمال المهمة والكبيرة والتي تحتاج خبرات اجنبية وان لانغبن دورالكفاءات الوطنية او نهمشها حتى لا يضطر المهندس العراقي الى الهجرة مرة اخرى..

- علينا ان نعمل على عودة الكفاءات الهندسية من خارج العراق ونمنحها الفرصة الاكبر في المنافسة مع الشركات الاجنبية حتى لو كانت هذه الكفاءات تعمل ضمن مؤسسات اجنبية.

هذه نقاط نضعها امام المعنيين بأمر بناء الوطن .. الغيارى الذين يعملون من اجل اعلاء شأن العراق ليصبح في عداد الدول الاولى بناءا وتطورا وتنمية

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.