مقالات اخرى للكاتب

من قاد ويقود الثورات العربية , الشباب ام الاسلاميين ?

2012 / 1 / 28

للمرة الالف نكرر هذه العبارات ونبقى نرددها لكي لا يتوهم البعض اننا ضد عمليات الثورات والتغيير وسقوط ورحيل هذه الانظمة العربية العفنة من المحيط الى الخليج دون استثناء نظاما واحدا منها , لانها انظمة مارقة ودكتاتورية وتقتل شعوبها وفاسدة ومجرمة وسارقة وارهابية وشوفينية ونازية وطائفية وعنصرية واياديها ملطخة بدماء شعوبها وشعوب غيرها .

مع احترامنا ايضا للقلة القليلة التي نحترمها ونقدرها من الشعوب العربية التي نزلت الى الشوارع والساحات وشاركت الاسلاميين بالثورات العربية او كما يسميها البعض / الربيع العربي / .
هذه المجموعات القليلة التي تنتمي الى الاحزاب العلمانية واليسارية والتقدمية ومن بينها فئات مستقلة وطلاب وطبقات اخرى .
نسبة هؤلاء ومعها في بعض الدول اتباع القوميات والديانات والطوائف الاخرى لا تزيد ومع الاسف عن 30 % من المجموع الكلي لعدد نفوس سكان الدول العربية , او من الذين خرجوا الى الشوارع والساحات مع المجموعات الاسلامية بعد كل صلاة الجمعة بدءا من تونس ومصر وليبيا والى ما حدث في البحرين واليمن والعراق والسعودية وانتهاءا بسوريا الان وما سوف يحدث مستقبلا في دول مرشحة لنفس السيناريو والمسرحية لعملية سقوط انظمتها في مزابل التاريخ وتبديلها بانظمة راديكالية ايديولوجية شعارها – لا اعرف ما ذا اريد - .

ما نريد ان نقوله هو كالتالي – ان ما حدث ويحدث منذ نهايات عام 2011 ليست الا مهزلة من مهازل التاريخ المشين والمخزي لهذه الشعوب من خراب وتدمير وارجاع المنطقة وشعوبها الى العصور الجاهلية والرق والعبيد والجواري ورضاعة الكبير والنكاح ما طابت لكم وحور العين والجهاد والفتوحات والغزوات وسبي النساء والجزية وتدمير الحضارات واقتسام الغنائم والخ . . . لان اكثر من 70 % من الشعوب العربية ترغب وتؤيد بذلك .
تلك المجموعات الخبيثة التي هي بمثابة خلايا سرطانية اطلقت على مشروعها الهدام اسم / ثورات الربيع العربي / , ونحن اطلقنا عليه منذ نهاية عام 2011 - ثورات الثيران الهائجة - .

هذه العمليات والمخططات السرية تم الترتيب لها مسبقا في اروقة دوائر الاستخبارات العالمية المعروفة بالتعاون والتنسيق والترتيبات مع السعودية ونظامها الاسلامي الوهابي وقطر ونظامها المشبوه , بحيث يتم تغيير الانظمة العربية والهيمنة على البعض منها ونقصد الخليجية باستثناء انظمة السعودية وقطر .
الدعم اللوجستي بالمعلومات والسلاح من الغرب وبالاموال السعودية والقطرية واعلامهما عن طريق العربية السعودية والجزيرة القطرية , اي تحويل كافة الانظمة والحكومات العربية الى اسلامية يهيمن عليها الاسلاميين ومن السلفية والوهابية .

كما هو معروف ان النظام في السعودية نظام اسلامي يطبق الشريعة ’ لهذا سوف يبقى غير مشمول بهذه التحولات وعمليات تغيير الانظمة . اما نظام قطر هو اسلامي حسب الدستور وهو نظام اماراتي اي حسب التصنيفات الاسلامية هو امارة اسلامية ويحكمها امير .
النظام الاماراتي القطري سيكون مركز للالتقاء والتحاور والتفاهم وعقد الصفقات السرية ما بين دوائر الامن والاستخبارات والمخابرات الغربية مع القوى الرئيسية والفعالة على الساحة الدولية من الاحزاب والمنظمات والميليشيات الاسلامية في العالم , لهذه الاسباب وغيرها ستبقى قطر والسعودية بمناى عن تطورات الاحداث والثورات العربية ومسرحيات لاسقاط وتبديل الانظمة الاسلامية الحالية الى انظمة اشد تشددا وتخلفا وقهرا وتعصبا وما الى اخره .

اجهزة المخابرات والدوائر الاخرى الغربية تعرف حق المعرفة ان الاموال القادمة من بعض الحكومات العربية وشعوبها وخاصة من السعودية ودول الخليج كانت المصدر الرئيسي لديمومة وادامة واستمرارية وعمل الاحزاب والمنظمات الاسلامية في كافة ارجاء العالم .
التاريخ يؤكد ان من دعم ومول بالاموال والرجال كل من القاعدة والمجاهدين العرب في افغانستان والشيشان وكوسوفا ووقفوا مع المنظمات الارهابية في العراق بعد 2003 وايدوا وساعدوا الاحزاب الاسلامية في الاردن ومصر وباقي الدول العربية ودول اجنبية اخرى كحركة طالبان وغيرها هي السعودية ودول الخليج وشعوبها المنتفخة بالاموال الغير شرعية .

حتى الان وبعد قيام الثورة الهزلية في مصر يقال ان السعودية ضخت ما يقارب 6 مليارات دولار الى الشارع الاسلامي وكانت حصة الاسد من نصيب التيار السلفي والاخواني وعمليات نشر الوهابية واسلمة الشارع المصري بشتى الطرق .
قطر معروفة وما تقوم به الجزيرة منذ مدة طويلة وتفاهمات مع القاعدة والمنظمات الارهابية الاخرى الى ان اصبحت الناطق الرسمي باسم الجماعات المسلحة الاسلامية , قطر فتحت مؤخرا مكتب للتعاون والتنسيق مع حركة طالبان الافغانية التي بسببها تم احتلال افغانستان من قبل اميركا وحلف الناتو .

تونس ووصول الاخوان والغنوشي وتلك الانتخابات المزيفة التي حصلت بعد الثورة الاسلامية كانت بدعم من دول خليجية وفي مقدمتها النظام السعودي والاعلام العربي المرتزق الفاشل .
وصول الاسلاميين في المغرب وتوليهم زمام الحكم كان ايضا بدعم غربي وسعودي وخليجي , انها الخطوة الاولى وبمثابة انذار الى الاردن والبحرين ذات الانظمة الملكية لانهاء هذا الشكل والنوع من الانظمة في هذه الدول العربية بدساتيرها الاسلامية , الاسلام بثوابته لا يعترف بنظام ملكي لانه مخالف للقيم والعرف الاسلامي , اذا وجد ملك لابد ان تكون هناك ملكة وهي من النساء وهذا غير مسموح شرعا , لهذا ايضا نرى غياب دور الملكة في السعودية , بحيث تم استبدال كلمة الملك داخليا على الاقل بخادم الحرمين الشريفين , في الاردن هناك الملكة رانية , عبر التاريخ الحديث العربي الاسلامي تم القضاء على الحكومات الملكية في كل من مصر , ليبيا , العراق والدور جاء الان على ملك المغرب والاردن والبحرين , يقولون / الملوك اذا ادخلوا قرية افسدوها / ! .

ليبيا تحكم الان من قبل جماعات وعصابات ومنظمات وميليشيات اسلامية البعض منها لديها سوابق في الاجرام والعمليات الارهابية في العراق ومناطق اخرى كافغانستان .
الشارع الليبي لا يختلف عن غيره , سوف ينتخب الاسلاميين فيما اذا حدثت هناك انتخابات في المستقبل .
مصر غنية عن التعريف وما حصل ويحصل منذ فوز الاخوان والتيار السلفي , من يتابع الاحداث منذ عام والى الان في مصر سوف يقتنع بان ثورة الشباب المصري وتلك التجمعات المليونية ومعركة الجمل والقتلى ومحاكمات رموز النظام وغيرها من المهازل الاخرى سوف يتاكد بان الشارع المصري المتاسلم اصلا وثورته التي انطلقت من الجوامع وبعد الصلوات والصلوات في الساحات والشوارع هو نفسه الذي انتخب الاسلاميين ويريد الان فسخ الاتفاق السري مع الجيش لكي ينفرد بالحكم والسلطة بعد ان تاكد بان الغرب يدعم الاسلاميين في مصر وفي 22 دولة عربية والايام المقبلة ستكشف ما قلناه ونقوله .

اليمن وشعبها وتخلفها ونقابها وحجابها وخنجرها محسوبة على الاسلاميين . سوريا بعد الانتخابات وزوال هذا النظام الدموي ستكون من حصة اخوان المسلمون لا محال .
السودان والحمد لله يطبق الشريعة منذ سنوات وبفضله تعالى قسم السودان الى دولتين والثالثة في الطريق , ومصر على الدرب تسير , والعراق كذلك نصفه تحول الى طالبان اي يتبع الوهابية والسلفية والاجرام ونصفه الاخر يتبع نظام التخلف ايران ولاية الفقيه والملالي والعمائم واللباس الاسود واللطم والمسيرات المليونية . . .
ما نريد ان نصل اليه هو –
ان من يقوم بهذه الثورات وعمليات اسقاط الانظمة وازالتها وتبديلها باخرى اكثر اسلامية ومتطرفة ومتخلفة وعنصرية لا تقبل الاخر واجرامية هو – الشارع العربي المتاسلم - .
شاهدنا وسمعنا هناك من يضحك اولا على نفسه ويتصور الشخص المقابل غبي مثله بقوله / انا اشارك بالثورة الشبابية ولكن انا لست من الاسلاميين ولا انتمي الى اي حزب اسلامي !!! / , لكن هذا المهرج الذي شارك في ثورات الثيران الهائجة كما اطلقنا عليها , في يوم الانتخاب يرشح وينتخب الاحزاب الدينية الاسلامية ! , لانه يؤمن ويرغب ويريد بنظام اسلامي يحكمه .
وهذا ما حدث فعلا في مصر وتونس وما سوف يحصل في باقي الدول التي هي في الطريق .

علينا ان لا نلوم مطلقا الاحزاب الدينية الاسلامية فيما اذا حكمت وسيطرت وهيمنت على هذه الشعوب ومارست نفس الممارسات واكثر مما كانت تمارسه الانظمة السابقة .
الاحزاب هذه اتت بالعملية الديمقراطية والانتخابات كما يريدها الغرب والشارع العربي الذي بغالبيته لا يعرف ويؤمن بهذه العملية لانها مخالفة للشرع الاسلامي والشريعة ومستوردة من الغرب الكافر .
70 % من الشعوب العربية تؤيد قيام انظمة وحكومات وخلافة اسلامية , هذه النسبة نفسها كانت قد ايدت سابقا العمليات الانتحارية والجهادية الارهابية التي تجري في العالم .
الشعوب تحلم بقيام خلافة اسلامية على غرار الخلافة العباسية او الاموية او العثمانية لكي يقارعون الغرب واميركا واسرائيل ويعيدون امجاد الماضي قبل اكثر من الف عام والسيطرة على العالم بالغزوات والفتوحات وتصدير الثورات , وتقضي على فشلها وتخلفها في كل المجالات التجارية والاقتصادية والعلمية والتكنولوجيا والطبية والفضاء والعلوم الاخرى , والهيمنة والسيطرة على الحضارات وسرقة ثرواتها وابداعاتها وتعويض خسائرها بسبب ثوراتها الهمجية في مصر التي فقدت اكثر 11 مليار دولار مع زيادة الفقر والبطالة والفساد والنقص في الخدمات , تونس خسرت الى الان حوالي 6 مليار دولار والاوضاع من السيئ الى الاسوأ , ليبيا اكثر من 31 مليار دولار فقدت الى الان , الاوضاع مبهمة وغير معروفة والى اين تتجه ! . سوريا حوالي الى الان 28 مليار دولار وانهيار العملة والاف القتلى والجرحى والاسوأ في الطريق , اليمن والبحرين وما تؤول اليها الاوضاع وهذا ما سوف تكشفه لنا الايام القادمة . ناهيك عن الدمار وهجرة الملايين وهجرة العقول وتهريب المليارات والاف القتلى اضافة الى الحروب المحتملة القادمة منها مع اسرائيل ومنها حروب داخلية واقتتال طائفي وتقسيم بعض الدول مثل العراق ومصر والسعودية والسودان والقائمة طويلة . . .