اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

ارشيف مقالات وآراء

• معجزة المانيا الاقتصادية .....هل هي حقا كذلك ؟

اعداد:حازم كويي

معجزة المانيا الاقتصادية .....هل هي حقا كذلك ؟

 

يبدو ان الازمة الاقتصادية المالية في اوربا لاتشكل خطرا على صادرات المانيا المسماة ب(المعجزة) فالطلب على بضائعها لم يصل الى هذا الحد كما هو اليوم ، والفضل في ذلك يعود الى الاجور المنخفضة التي يحصل عليها العمال،واذا جرت الامور بهذا الاتجاه كما يتنبأ بذلك خبراء الاقتصاد ، فان المانيا ستتمكن بزيادة صادراتها و بحدود بليون يورو ،وهذا يعتبر بحساب التأريخ رقما قياسيا ، لكن هذه المعجزة لها آثار جانبية خطيرة ، لان الكثير من البضائع المصدرة تصنع باسعار زهيدة ، والذي يؤدي الى تمزق نطاق اليورو عند انخفاض الاجور و بسبب عدم خلق توازن مع التجارة الخارجية .

ومن المعلوم ان احد اسباب هذه المعجزة يتمثل في منطقة (نيدرساكسن) الالمانية ،في المعامل ذات المكائن السريعة ، والتي يتسابق فيها العمال لتحقيق ارقام قياسية من خلال تشجيع نظام العمل هذا ولساعات اضافية اكثر من المحددة، وخاصة في معامل اللحوم ، حيث يحصل العامل على اجور وبأقل من المقرر (الرسمي هو بين 5الى 8 يورو للساعة الواحدة) ، حيث اجرةالعمال في القسم الشرقي منه لاتتجاوز4 يورو في الساعة .

ونتيجة لهذه العوامل فان الكثير من المعامل الاوربية تفضل الاستيراد من المانيا لرخص اسعارها المفرط،فمعامل مشابهة في دول الجوار مثل هولندة ، فرنسا ، الدنمارك والسويد قامت بفصل المئات من العمال ،وحسب معلومات نقابات العمال الالمانية فان هذه المعامل قد طردت منذ عام 2001اكثر من 26 الف عامل .

ان البضائع الرخيصة التي تبيعها المانيا لدول اوربا وعلى سبيل المثال اليونان ، حيث تشتري من المانيا اكثر مما تشتريه من بضائعها المحلية، ادى الى عجز مالي كما حدث عام 2008 وبحدود اكثر من مليارد يورو ، فاليونان مستورد اكثر مما هومصدر لها.

فالمانيا تصدر المواد الغذائية ، الموبليات ، الملابس والاحذية ، وازدادت مبيعاتها منذ عام 2000وحتى 2008 الى 87%، ان وضعا كهذا سيؤثر واخذ يؤثر على القدرة الشرائية لليونانيين وعلى المكاسب الاجتماعية التي حققوها سابقا .

ان ذلك لايعني ان المانيا هي السباقة في تصدير المكائن والسيارات ، بل اصبح تصدير اللحوم هو المتصدرفي هذا المجال .وان قلة الاجور التي يحصل عليها العامل الالماني قد امتدت الى قطاعات واسعة ، واحد اسباب ذلك هو الشركات التي تتعامل مع مكاتب تأجير العمال والذين يحصلون على اسؤا الاجور وبعقود مدتها محدودةوالتي تسمى (الميني جوبMinijob )، فتكون والحالة هذه اجور العمال الحقيقية قد انخفضت حيث وصل الى حدود 4,5% ،وبالعكس من ذلك، فان الاجورفي بقية دول اوربا قد ارتفعت . ومن خلال سياسةالاجور المنخفضة التي يتلقاها الالمان، اصبحت تجارة التصدير في الموقع الاول والاستيراد في تراجع واضح ، وبلغ حجم التجارة الخارجية الالماني في السنوات العشرة الاخيرة 2،1بليون يورو، في حين ان الدول الاوربية الاخرى تعاني نتيجة الاستيراد من المانيا الى ضخ اموال كبيرة من ميزانيتها مما يؤدي الى تأثيرات سلبية على قدرتها الاقتصادية وذلك بفرض الضرائب على كاهل المواطنين ، ولهذا فليس غريبا ان تعاني دولا مثل اسبانيا ، البرتغال ، اليونان وايرلندة ،التي وصل العجز فيها مجتمعة الى حدود بليون يورو .

بكلام واضح فان الاجور المنخفضة ادت الى اضرار كبيرة بنظام العمل الالماني ، ولهذا فان دولة كاليونان لاتستطيع ان تمارس نفس دور المانيا ، فاقتصادها يعاني من انهيارات

وهاهم ارباب العمل يمارسون لعبة ورقة العداء بين العمال الالمان واليونانيين حفاظا على مصالحهم وارباحهم الخيالية.

 

اعداد:حازم كويي

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.