اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

ارشيف مقالات وآراء

• في ذكرى انقلاب شباط الاسود

محمد جاسم اللبان 

 عضو المكتب السياسي

للحزب الشيوعي العراقي

في ذكرى انقلاب شباط الاسود

 

منذ الأيام الأولى لثورة 14 تموز المجيدة, إتضحت ستراتيجية المتآمرين (وهم كثر) ممن تضررت مصالحهم الطبقية الانانية، وامتيازاتهم السياسية في الداخل والخارج على حدّ سواء. وتجسدت هذه الستراتيجية اساسا بثالوث إجرامي كان السبب الرئيسي فيما آل إليه الوضع في العراق من خراب ودمار وويلات قلّ نظيرها في عالمنا المعاصر.

وأول هذا الثالوث، هو إستبدال الصراع السلمي الديمقراطي، بالعنف والتآمر وإستخدام السلاح لقهر المجتمع والسيطرة عليه، وثانيهما التحالف مع الأجنبي سواء كان إقليمياً أو بعيداً عن الحدود، مقابل تأمين مصالحه، التي هي بالضد من مصالح العراقيين، وتمكينه من إذلال الشعب واستباحة الوطن. أما الثالث فتجلى بانحدار الخطاب السياسي والإعلامي لهؤلاء القتلة السفاحين، الى أوطأ الدرجات إسفافا وكذباً ولا أخلاقية.

بلغ عدد المحاولات الانقلابية على الزعيم عبد الكريم قاسم، وثورة تموز تسعاً وثلاثين محاولة، نجحت الأخيرة منها (8 شباط 1963) في إطفاء شعلة تموز، التي أخذ بريقها يتضاءل قبل ذلك بتضاؤل إمكانيات تجذيرها على الصعد السياسية، والاقتصادية – الاجتماعية.

وحال نجاح إنقلابهم الأسود باشر الانقلابيون، وفي طليعتهم البعث العفلقي، بتطبيق ما إتفقوا عليه مع اسيادهم الذين اوصلوهم الى السلطة، قتلاً وتعذيباً واغتصاباً لعشرات الآلاف من خيرة بنات وابناء الشعب العراقي، وأطلقوا قطعان الحرس القومي الوحشية تجوب العراق طولاً وعرضاً لاصطياد أفضل المناضلين والمدافعين عن ثورة 14 تموز، مدججين ببيان رقم (13) الفاشي، الذي نصّ على إبادة الشيوعيين والديمقراطيين وسائر الوطنيين.

وعلى ايدي هؤلاء البرابرة القادمين من اكثر كهوف الأيديولوجيا المغلقة عتمةً وتخلفاً وتعصباً، والمعادية لكل ما هو وطني وتقدمي، أستشهد خيرة قادة الشعب وعلى رأسهم الزعيم الوطني الغيور "عبد الكريم قاسم" وفاضل عباس المهداوي، ماجد محمد امين، عبد الكريم الجدّة، وصفي طاهر، جلال الأوقاتي، والعشرات غيرهم. كما استشهد قادة الحزب الشيوعي العراقي الأماجد، وفي مقدمتهم السكرتير الأول للحزب "سلام عادل" وأعضاء المكتب السياسي واللجنة المركزية، محمد حسين ابو العيس، جورج تلو، جمال الحيدري، محمد صالح العبلي، نافع يونس، عبد الرحيم شريف، حمزة سلمان، طالب عبد الجبار، حسن عوينه والآلاف من كوادره وأعضائه ومؤازريه، واستشهد ايضا آلاف الوطنيين والديمقراطيين الآخرين، لا لشيء سوى أنهم أحبوا وطنهم وشعبهم حدّ العشق والاستشهاد دفاعاً عنهما، وعن حقوقهما ومستقبلهما.

ولم يتأخر الانقلابيون الفاشست في تسديد فاتورة الاسياد، حيث ألغوا القانون رقم (80) الذي إستعاد العراق بموجبه 99% من الاراضي التي كانت شركات النفط الاجنبية قد استولت عليها، وباشروا باعادة اراضي الاصلاح الزراعي الى الاقطاعيين، ووضعوا على الرف تلك الاتفاقيات النزيهة التي عقدها العراق مع الاتحاد السوفيتي وبقية البلدان الاشتراكية في ذلك الوقت، وساءت علاقاتهم الدبلوماسية مع العديد من دول العالم. كما ألغى الانقلابيون الحياة الحزبية كليا، وحلّوا عشرات الإتحادات والنقابات والجمعيات، ووضعوا الأميين والمراهقين السياسيين في أخطر وأهم المناصب والمسؤوليات الحكومية.

وعندما عادوا الى الحكم مجدداً في 17 تموز 1968، وبمساعدة نفس الاسياد، توهم العديد من ابناء شعبنا العراقي وقواه السياسية، وبحسن نية مفرطة، وجود إمكانية لأن تغير الأفاعي طباعها، لكنهم بدلاً من ذلك أقاموا أبشع ديكتاتورية عرفها التاريخ الحديث ليس في العراق والشرق الاوسط وحسب، وانما في كل ارجاء المعمورة، ولم يكفهم كل ذلك، بل قدموا العراق على طبق من ذهب ـ كما يقول المثل ـ الى المحتلين الإجانب، ليدخل الوطن الحبيب من جديد في نفق مظلم، نأمل ان يلوح الضوء في نهايته، وهو هدف ممكن التحقيق اذا جرى اعتماد مشروع وطني ديمقراطي بديلاً للمشاريع الطائفية والقومية والفئوية والحزبية الضيقة التي تمور بها الساحة العراقية الآن.

ان أهم درس يجب استخلاصه من تجربة شباط الاسود وديكتاتورية المقبور صدام حسين هو ضرورة تلبية حقوق الشعب ومصالحه الجذرية، والايمان الحقيقي بالديمقراطية وإقامة دولة القانون والمؤسسات، فذلك هو الطريق الذي لاطريق غيره لبناء العراق الحر الديمقراطي السعيد.

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.