اخر الاخبار:
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

ارشيف مقالات وآراء

• الشيلية كاميلا فاليخو صانعة الاحتجاجات الشعبية

اعداد: حازم كويي

الشيلية كاميلا فاليخو

 صانعة الاحتجاجات الشعبية

 

كانت احدى قاعات جامعة هومبولت في برلين مكتضة بحشد من الطلاب الجامعيين ونقابيين وشيليوا المنفى ،يتصدر الحائط شعارمكتوب (نحن نستطيع ان نغير العالم ) واخرى وبكلمة واحدة ( فينسريموس ) وتعني سننتصر. جاءوا جميعا ليشاهدوا ويستمعوا لقائدة الاحتجاجات الشيلية الشابة كاميلا فاليخو (23 عاما) والمشهورة على نطاق عالمي ، حيث شاركت في الكثير من الندوات ومنها في عدة مدن في المانيا ، كان آخرها في برلين .

قبل عام لم تكن كاميلا اسما معروفا ، لكنها وهي الطالبة الجامعية والتي تدرس الجغرافيا في مدينة سانتياغو قادت مع زملائها حركة الاحتجاجات ضد نظام التأهيل الجامعي غير العادل والتي تحولت الى مظاهرات على امتداد شوارع العاصمة ، فهي تعرف مع الاكثرية الساحقة من طلاب المدارس والجامعات بعدم العدالة في الحصول على فرص دراسية والسبب يقع على عاتق مسؤولية الدكتاتور (بينوشيت) والتي استكملت عام 1990، حيث يتلمس المرء آثار ذلك ، فطلبة الجامعة عليهم دفع اجور تصل الى 1500 يورو في الشهر كاجور دراسية والتي لايستطيع تحملها حتى ابناء الطبقة الوسطى ، اما الطبقات الفقيرة فعليها الصمت او بتحمل قروض باهضة من الصعب الايفاء بارجاعها لاحقا.

كاميلا فاليخو لم ترض عن هذه الحال ، وكمتحدثة باسم طلبة الجامعات، اصبحت تتصدر المئات من الاحتجاجات والحفلات الموسيقية المخصصة لذلك ، حيث شاركت باكثر من 600 نشاط في المدارس والجامعات ،كانت تتصدرها شعارات اساسية منها نحو نظام تعليم مجاني ، ولاجل الوصول لهذا الهدف فقد جرى تعاون عميق مع النقابات والحركات الاجتماعية ، واصبحت كاميلا كما تصفها وسائل الاعلام بانها رسولة الاحتجاجات ، ليس فقط من اجل حل مشاكل التأهيل ، بل حل اسئلة كل العوائل والعاملين في القطاعات الاخرى.

كاميلا اصبحت وجها عالميا معروفا ، فهي ضيفة دائمة على محطات التلفزيون في اثارة المناقشات الآنية ، حيث تستلم يوميا اكثر من 300 سؤال ، اضافة لشبكة (الفيس بوك)التي لها فيها علاقات لاكثر من 35 الف مواطن.وعلى التويتر بحدود 400 الف شخص من الذين يتابعون اخبارها ونشاطاتها ، وصارت صورها تباع في الاسواق .

حتى الصحافة العالمية تلقفت ذلك حيث صورها تتصدر عناوين الصحف والمجلات ، فصحيفة الكارديان البريطانية المشهورة والواسعة الانتشار ، اعتبرت كاميلا فاليخو من خلال استفتاء اجرته بانها (شخصية عام 2011).

فالاحتجاجات التي تقودها اصبحت شوكة في عيون الحكومة الشيلية ، حيث تدعي الحكومة انها لاتملك ميزانية لاجل تمويل نظام التعليم ، لكن الناس لايصدقون ذلك فهم يعرفون ان اصحاب المال الكباريتهربون من دفع الضرائب ، لهذا تطالب الاكثرية باصلاح النظام الضريبي القادر على تمويل نظام التعليم، لكن الحكومة تجري امام الجدار ، فالرئيس الشيلي سباستيان بينيرا ، صاحب المليارات لايهتم بالمطاليب الشعبية في حين ان 80% من الشعب الشيلي يؤيد ذلك.

وبدلا من ان يتفهم الرئيس هذا الامر، يطالب من جانبه بالسجن ثلاثة سنوات لمتصدري النشاطات ومنهم كاميلا ، فهي المنحدرة من عائلة شيوعية ناضلت ضد الدكتاتور بينوشيت تقول(ان المجتمع قد تغير منذ عهد الدكتاتورية ، لكن الحكومة بقت على نفس الحال).

وكرد فعل على هذا فقد توسعت الحركات الاحتجاجية واخذت بعدا آخر في النضال من اجل التوزيع العادل للثروات ودمقرطة المجتمع.

شيئا كهذا لم يكن من الممكن حدوثه منذ مجئ الكتاتورية العسكرية للحكم ، فالمظاهرات والتجمعات المفاجئة ولّدت في الشارع وفي المجتمع ثقافة جديدة ، واصبح واضحا لكاميلا من ان (السياسة يجب ان تمارس في الشارع ، في الحياة اليومية ، في العائلة ، في المدرسة وبعمل جماهيري واسع)

وبالرغم من الاختلافات بين شيلي والمانيا ، فالمشتركات الموجودة هي الوقوف ضد سياسة الليبرالية الجديدة ، لاننا جميعا كما تقول هي ، نعاني من ازمة اقتصادية عالمية لايمكن تغييره بشكل اوتوماتيكي ولاينفع تحسين هذا الموديل كما يحدث في اوربا ، لهذا علينا الآن ان نكون نشيطين وبها سنتمكن من تغيير المجتمع.

الذي يستمع الى كاميلا يلمس الجدية التي تتسم بها شخصيتها ، فهي تريد تغيير العالم بشجاعتها وان تكون جزءا من هذا التغيير.

 

اعداد: حازم كويي

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.