اخر الاخبار:
محافظ نينوى يزور مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:33
زيارة وفد هنغاري الى دار مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:32
طهران تتراجع عن تصريحات عبداللهيان - الإثنين, 15 نيسان/أبريل 2024 11:24
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

ارشيف مقالات وآراء

• الشيوعيون شعرة بيضاء في شـارب التاريخ

عدنان الفضلي

الشيوعيون شعرة بيضاء في شـارب التاريخ

قد تكون جملة عابرة او مفردات عارضة تلك التي اطلقها رئيس الوزراء نوري المالكي اثناء زيارته الى الشركة العامة لصناعة السيارات حين قال: الاهتمام الحقيقي بالعمال لا يأتي من خلال التظاهرات ورفع اللافتات بهدف المتاجرة باسمهم، وليس هناك انسان مهما كانت درجة وعيه لم يستلم الرسالة التي أراد رئيس الوزراء توصيلها، فالرجل وباعتقاد لم يحمل صفة التأني، يرى ان الشيوعيين تحديداً صاروا الأكثر قرباً للشارع، مع التأكيد على انهم ما كانوا بعيدين عن الشعب يوماً، لكن الواقع اليومي يقول: هم اليوم في تراص واضح مع هموم الشعب ويتبنون قضاياه بكل حرص. الرسالة التي اطلقها المالكي لم تخل من (حرشة) بالشيوعيين رغم ان الناس لم يقدموا انفسهم كأضداد له، كونهم يحملون فكراً لايصطدم بأحد لانه متفرد ومختلف، كما انهم وهذا ما يقوله التاريخ لم يكونوا يوماً متاجرين بقضايا الشعب، بل كانوا ومازالوا وسيبقون المضحين ابداً بدمائهم وكل طاقاتهم من اجل حقوق شعبنا الصابر الأبي، ومن يقرأ تاريخ العراق الحديث سيعرف جيداً من هم الشيوعيون العراقيون وماذا قدموا من اجل حرية الوطن والمواطن، وما حدث يوم الثلاثاء لم يكن سوى احتفالية أقامتها الحركة العمالية وليست تظاهرات كما يصفها رئيس الوزراء الذي خانته العبارة فلم يفرق بين الاحتفالية والتظاهرة.

المالكي وفي زيارته الى الشركة العامة لصناعة السيارات، وهي زيارة لا تخلو من دعاية حزبية بحكم توقيتها الذي صادف مع الاحتفال بيوم العمال العالمي ،لم ينتبه الى حقيقة مهمة وهي ان هناك اكثر من 86 دولة في العالم تحتفل بهذا اليوم وترفع اللافتات والشعارات التي تدافع عن حقوق الشغيلة والكادحين، ومنها دول متقدمة في مجال حقوق الانسان، فكيف لا يرفع شغيلة العراق وهم المسلوبة حقوقهم والمنتهكة حرياتهم الشعارات واللافتات ليطالبوا بكل ما يرونه مسروقاً منهم، كما فات السيد المالكي ان الشيوعيين لا يحتاجون للمتاجرة بحقوق العمال كونهم بالاساس حزبا عماليا ينتمي بكامل قواه الى هؤلاء البسطاء، وبالتالي فالجميع يعي جيداً مدى حب البسطاء لهذا الحزب والدليل هو ذلك الفيض الجميل الذي تزينت به ساحتا المسرح الوطني والاندلس ، عندما تجمع البسطاء ليحتفلوا بيومهم العالمي. المالكي تحدث عن تحسين المستوى المعيشي للعمال وأكد على وجود عقبات تعترض النهوض بهذه الشريحة، لكنه لم يذكر لنا من المتسبب بهذه العقبات، وهل للشيوعيين دور في وضع العراقيل أمام مشاريع النهوض بشريحة العمال؟، ام ان احزاب السلطة ومعارضيها هم من تركوا العراق يعيش أسوأ مراحله بعد ان اصبح مرتعاً للسراق واللصوص والانتهازيين، بينما بقي الحزب الشيوعي والشيوعيون شعرة بيضاء في شارب التاريخ العراقي الاسود.

ـــــــــــــــــــــــــ

العنوان مقتبس بتصرف من قصيدة للشاعر رزاق الزيدي

جريدة "البينة الجديدة"

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.