اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

ارشيف مقالات وآراء

• رسول سلام وحكمة أم بشير حروب طائفية؟؟

سيد علي الطباطبائي

رسول سلام وحكمة أم بشير حروب طائفية؟؟

مهما يحاول اقطاب التيار الصدري أن يتقمصوا دور الوسيط ودور حلاّل المشاكل للعراقيين وغير العراقيين، أو يتقمصوا دور حمامة السلام ودور الحكيم والعاقل‘ ولكن أفعالهم ومنذ أن نزلوا بسلاحهم المنهوب من الدولة العراقية إلى شوارع العاصمة والمدن الأخرى بعد انهيار الديكتاتور السابق عام 2003 ، فقد أفتضح أمرهم، وتثار الشكوك حول نوايا هذا التيار الذي صعد إلى الواجهة بفضل خطل نهج الطائفية والمحاصصة التي طغت على الساحة العراقية. فالتيار الصدري ومهما حاول التنصل من التهم التي وجهها القضاء العراقي والذي تستر عليه السياسيون العراقيين المتنفذون الآن، فلا يمكن أن تمحى من ذاكرة العراقيين. فهذا التيار هو من قام بأول مذبحة بحق العراقيين بعد أيام من سقوط صدام حسين عند اغتيال السيد عبد المجيد الخوئي على مرأى من قطب هذا التيار. وما أن قام أتباع هذا التيار وحواسمه بنهب بغداد ومدن عراقية أخرى واشتد عوده وامكانياته المالية حتى انخرط في الصراعات الطائفية التي اشتعلت في العراق بتدبير من قوى خارجية وأقطاب القاعدة وفلول العهد السابق لتتحول البلاد على يد هذين النقيضين إلى جهنم وتهجير وقتل بالآلاف واغتيالات بالكواتم على يد غلاة الطائفية واعداء العراقيين من كل الألوان. ولم يكتف هذا التيار بأمجاده الطائفية المقيتة ونزاعاتها الدموية، فراح يصفي حساباته مع منافسيه من نفس اللون الطائفي، فنراه تارة يلوح بالويل والثبور للمرجعية الدينية وتارة أخرى لأتباع الحكيم أو لأنصار الدعوة مما حوّل المدن المقدسة إلى ساحات قتال مسلح ودموي، حتى بادرت حكومة المالكي وتحت ضغط الرأي العام إلى خوض ما سمي بصولة الفرسان لتصفية بؤر الميليشيات المسلحة التابعة للتيار الصدري التي هددت بإنهيار كيان الدولة العراقية كلياً.

وتنفس العراقيون الصعداء بعد هذه الصولة، وفرض على التيار الصدري أن يسير ولو شكلياً بدرب العمل السياسي دون أن يعني ذلك تخليه عن السلاح وعن علاقاته مع التيارات المسلحة داخل البلاد وخارجها (حزب الله في لبنان) وعن قطع علاقاته مع حماته في المنطقة وتحديداً حكام إيران وحكام سوريا وارتهانه لهم. فهذا التيار المتطرف مازال يحتفظ بسلاحه وجيشه ويوم وعيده فهو طائفي المنحى متطرف في نواياه وأساليبه، وبذلك لا يمكن إلاّ أن يرهن مصيره لقوى خارجية من أجل الحفاظ على ديمومته شأنه في ذلك شأن كل التيارات المتطرفة الطائفية وغير الطائفية في المنطقة. ومما يشجعه على نهجه هذا هو انتهازية وقصر نظر بعض سياسيينا من الأحزاب الطائفية والقومية المتطرفة الذين حوّلوا التيار الصدري وأقطابه أخيراً إلى بيضة القبان يلحس بها هذا السياسي العراقي الفاشل أو ذاك من اجل تعزيز مواقعه. فهو في أربيل يُستقبل من قبل رئيس الإقليم على بساط أحمر وكأنه رئيس دولة وليس زعيم تيار متطرف ليس له في مجلس النواب سوى ثلاثين نائب ونيف، في مسعى لاصدار بيان توافقي مع زعيم تيار سياسي فشل في الحصول على منصب له في الدولة وهو أياد علاوي. وهكذ تبرز انتهازية التيار الصدري فهو يضع رجل في الحكومة والتحالف الطائفي ورجل أخرى في تكتل خصوم هذا التحالف في تشكيلة كاريكاتورية لا تحمل في نواياها سوى اغراق العراق بالمزيد من الفوضى والفساد وانتهاك القوانين. ويتبارى في المنافسة للحس هذه البيضة أقطاب في الحكومة العراقية التي أرجعت إلى القوات المسلحة أخيراً وبعد توقيع بيان أربيل أؤلئك الذين رفعوا السلاح ضد الدولة خلال صولة الفرسان وأطلقت سراح آخرين منهم. كما لم تطلب الحكومة من هذا التيار إلى الآن تسليم سلاح الدولة الذي يحتفظ به هذا التيار بشكل يتعارض مع مواد الدستور العراق.

ولكي تكتمل الصورة غير الزاهية والمتطرفة والطائفية لهذا التيار، فلابد له أن يتمدد خارج حدود البلاد شأنه في ذلك شأن كل السياسيين الفاشلين العراقيين الذي نكثوا بقسمهم أمام الشعب العراقي وراحوا يفتشون عن سند أو ملاذ لهم في الخارج. ولنا في مثال طارق الهاشمي وقريبه الوزير السابق أسعد الهاشمي وأقطاب في العراقية الذين يصولون ويجولون في شوارع انقرة والرياض لكسب رضى حكامها دون أن يفكروا بحل لمشاكل العراقيين، تماماً كما يسعى البعض من السياسيين العراقيين من الألوان الطائفية الأخرى إلى التوجه نحو قطب المنطقة الآخر، نحو طهران في منافسة الطرف الأول في أساليبه واللعب على التناقضات الاقليمية عند أية بادرة من الاحتقان أو استفحال الصراعات بين الأطراف السياسية التي لا يهمها سعادة العراقيين بقدر ما يهمهما الهدف الطائفي أو القومي الانعزالي.

وفي هذا الإطار يراقب العراقييون بقلق توجه أفراد في ميليشيات مقتدى الصدر إلى سوريا الغارقة بنزيف الدم للمشاركة في هذا الحمام الدموي وقهر إرادة الشعب السوري الطامح إلى قدر من الحرية وقدر من الديمقراطية والكف عن حكم العائلة والعسكر والطائفية. ولعل أبرز ما يقلق هذا التدخل لهذا التيار المتطرف في الشأن السوري هو ما نشره أنصار هذا التيار من نعي لأحد أفراده حيث جاء فيه:" نعى مكتب السيد الشهيد الصدر في الديوانية الشهيد جعفر عذاب فرهود الذي استشهد على يد العصابات الوهابية المسماة بالجيش السوري الحر في سوريا متأثرا بجراحه اثر مقاتلته العصابات الوهابية في سوريا وذكر احد زملائه في جيش الامام ان الشهيد رحمه الله كان مستبشرا بالشهادة اثناء القتال الاخير وذكر :ان الشهيد كان هو من يحفز اخوانه وزملائه في جيش الامام المهدي وكان سباقا في القتال وكان قبيل القتال الاخير الذي ادى الى استشهاده يحث اخوانه على ضرورة المقاومة في سوريا.

وتم نقل الشهيد من سوريا الى ايران جوا قبل ان يصل الى العراق وتحديدا بمحافظته الام الديوانية .وقد شُيع الشهيد بموكب مهيب من دارة الى مكتب السيد الشهيد الصدر في المحافظة يتقدمهم مدير مكتب السيد الشهيد الصدر في المحافظة.
نسال الله ان يرزقنا شفاعته في الدنيا والآخرة والأخذ بثائرة مع الامام المهدي عجل الله فرجة".

إنه موقف خطير ومثير للقلق للتيار الصدري يتناقض مع الموقف المعلن للحكومة العراقية والقاضي بمنع تسرب السلاح والأفراد إلى أي من الأطراف المتصارعة على الساحة السورية. فأين رئيس الوزراء العراقي من هذا الخرق الفظ الذي يهدد أمن العراق وعلاقاته الخارجية من قبل تيار مشارك رسمياً في الحكومة العراقية؟؟. وما هي مصلحة العراق الغارق في المشاكل من زجه بمشاكل إقليمية دموية وخطيرة؟؟. هل هو تكرار لألاعيب صدام حسين وتدخلاته في النزاعات الإقليمية وما جر ذلك من كوارث على العراق وشعبه؟؟.

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.