• احتكار السلطة غاية الكتل السياسية الكبيرة

 عماد الاخرس

 

احتكار السلطة غاية الكتل السياسية الكبيرة

                                             عماد الاخرس

            18\3\2010

      والمقصود باحتكار السلطة هو توزيع مناصب الدولة بين قادة الكتل السياسية الكبيرة وأتباعهم والمحصلة النهائية لذلك هي هيمنتهم على الإدارة العامة لشؤون الدولة وتسيير الأمور فيها وفق إرادتهم وقناعتهم المطلقة والمصيبة الكبرى أن يصبح كسر هذا الاحتكار من قبل المواطن خطا احمر لا يمكن تجاوزه.. وحينها يمكن القول بان الاحتكار هو بداية العودة  إلى الديكتاتورية !

    حقا انه اعتداء على الديمقراطية وتراجع عن التعددية الحزبية وعودة إلى شمولية الكتل الكبيرة بدلا من شمولية الحزب الواحد !

     أما عن بداية نزعة احتكار السلطة في التجربة الديمقراطية العراقية الحالية فظهرت بوضوح عندما تم تشريع قانون انتخابات أعطى للكتل الفائزة المقاعد الشاغرة على حساب الكتل والأحزاب الصغيرة التي لا تحصل على القاسم الانتخابي.. ويمكن وصف ذلك بالتآمر لأن الغاية من ابتلاع أصوات الصغيرة هو تفوق الكبيرة وضمان احتكارها للسلطة.

     إن إتباع هذه السياسة في إدارة الدولة العراقية الجديدة والتي تسعى لها الكتل السياسية الكبيرة لا تختلف عن سياسة إدارة السلطة في الدول التي تقودها الأنظمة الملكية والجمهورية الوراثية .. ففي كلتا الحالتين هناك هيمنه لساسه معروفين بميولهم مع أتباعهم  من المقربين والموالين على المناصب الحساسة في الدولة ويبقى هناك فارق واحد بينهما وهو إن احتكار السلطة في الحالة العراقية الأولى ذا غطاء ديمقراطي بحكم بناءها عن طريق ما يسمى بالانتخابات بينما في الحالة الثانية والشائعة بين الأنظمة العربية فيتم بناءها وراثيا أو عن طريق الانقلابات العسكرية.

     إن التفسير السايكولوجى لنزعة بعض القادة في احتكار السلطة هي الأنانية وحب الذات وهذه حاله غريزيه لا يمكن نكرانها ولكنها تشكل خطرا كبيرا على أصحابها وخصوصا إذا كانوا يشغلون مناصب حساسة  في الدولة لأن هذا ينعكس بشكل سلبي مباشر على الدولة والمواطن.

     واجد من الضروري تحذير أصحاب هذه النزعة قبل استسلامهم لأنانيتهم وتحقيق غايتهم في  احتكار السلطة وهى إن الساحة السياسية العراقية لا يوجد فيه شيء مستقر ولازالت ثكلى بالصراعات  ومن الممكن أن تصبح كتلهم  الكبيرة صغيره والعكس صحيح وما يؤيد ذلك النتائج الأولية للتجربة الانتخابية الثانية التي أظهرت تحول كتلة التوافق الكبيرة في التجربة الانتخابية الأولى إلى صغيره وسيتم ابتلاع أصواتها من بقية الكتل الكبيرة علما أنها لعبت دورا فاعلا في إصدار قانون الانتخابات الظالم ولم تضع في حسابها أن تقع يوما ضحية له.

     وقبل أن اختم مقالي لابد من توضيح أهم السلبيات  التي تفرزها نزعة احتكار السلطة وهى .. أولا .. تشويه ديمقراطية العملية السياسية لأن نوايا المحتكرين في تقاسم المناصب  سيتم بناؤها على اعتماد المحسوبية ولمنسوبيه للكتلة وهذا يعنى عدم اعتماد مبدأ النزاهة والكفاءة  .. ثانيا .. صناعة أعداء لها ( العملية السياسية ) من الذين سيكون مصيرهم  التهميش مع أنهم أطراف لهم دورا كبيرا في التغيير الديمقراطي السياسي الذي جرى في عراقنا الجديد .. ثالثا .. إن تحالف الكتل الكبيرة مبنى أساسا على العرق أو المذهب لذا فمن المؤكد أن يثمر في تعزيز المحاصصه الطائفية والعرقية في مناصب المحتكرين وهذه ظاهره مرفوضة من جميع العراقيين .

     أخيرا أتمنى أن تفهم الكتل الكبيرة بان  نزعة احتكار السلطة من قبل أي تكتل أو حزب هو تهديد للعملية السياسية وسبب لانهيارها إن تحقق ذلك مستقبلا لا سامح الله .