• الأعمى – قصة قصيرة

عبد الواحد الزفري

القصر الكبير/المغرب

الأعمى

أعمى لكنه دائم الحرص أن يكون بهي الطلعة؛ يمشط شعره بعناية كبيرة، ويحلق وجهه بدراية وتمرس الحلاق الماهر، كما أن ربطة العنق لا تفارق بذلته العصرية المكوية على الدوام، و على سحنة حذائه تنعكس أشعة الشمس. في إحدى المرات قلت له في محاولة لخلق دعابة قد تدخل بعض السرور إلى قلبه:

- لم الأناقة ما دمت لا تراها، ولا ترى أثرها في عيون الناس؟.

أناخ برأسه نحو الوراء، قهقه وقال:

- "فإنها لا تعمى الأبصار وإنما تعمى القلوب".