• بين الصين الشيوعيه والكويت الاميريه العربيه

عماد الاخرس

 بين الصين الشيوعيه  والكويت الاميريه العربيه

 

    3\2\2010

 

    من حقى كمواطن عراقى ان اقارن بين الموقف الانسانى للصين الشيوعيه واطفاء 80 % من ديونها المترتبه على العراق ( وبما يعادل 7 مليار دولار تقريبا ) .. والروح العدائيه للكويت الاميريه العربيه المتمسكه بعدم اطفاء الديون وابقاء العراق منقوص السياده تحت طائلة البند السابع .

 

     لذا فالغايه من المقال بناءا على هذا التباين الكبير فى المواقف بين الدوله الشيوعيه البوذيه والاميريه العربيه الاسلاميه هى .. مطالبة العراقيين جميعا بضرورة  تغيير المعايير فى تقييم علاقات العراق مع دول العالم والتحرر من  الافكار القديمه المبنيه على الاسس القوميه الشوفينيه و الدينيه المتشدده.

 

     اما وصف الموقف الصينى بالانسانى فيعود الى التاثيرات الايجابيه لاطفاء الديون على نشاط الاقتصاد  وقوة الدوله العراقيه وبما يجعلها قادره على التصدى للارهاب الذى يفتك يوميا بالعشرات من ارواح العراقيين .. وعكس ذلك مايفرزه تراكم الديون من ضعف الاقتصاد والدوله ونشاط الارهاب .

 

     وقد يخالفنى البعض بالرأى ويدعى بان الموضوع لايرتبط بالجانب الانسانى للصين بل لانها لم تتضرر من الغزو العراقى مثل ماجرى فى الكويت وان همها الوحيد  ان تجد موطأ قدم لاستثماراتها فى العراق لذا فهى اعلنت تلك المبادره .. والسؤال هنا .. لماذا لايفكر ساسة الكويت بنفس تفكيرمجلس الدوله الصينى ويصادقون على قرار اطفاء الديون ليتسنى لهم استثمار الاموال الكويتيه فى العراق  وكما تفعل الصين؟!!

 

    ان اطفاء الكويت لديونها المترتبه على العراق يعنى البدء بتصحيح سياستها وفق معطيات جديده تختلف عن المعطيات السابقه التى ادت الى الغزو .. اما التمسك بها فيعنى السير بنفس نهج السياسات الخاطئه قبل الغزو والتى كانت سببا فى حدوثه.   

 

    خلاصة المقال هى ان تفهم الاحزاب القوميه الشوفينيه و الدينيه المتطرفه والمتشدده والتى تتهم النظام العراقى الجديد بمحاولته البعد عن المحيط العربى حقيقه واضحه هى .. ان سياسة العالم الجديد و الانفتاح والتقارب بين الدول بفضل التكنولوجيا وتطورها وضعت معايير جديده لتقييم العلاقات بين الدول تستند على اساس المصالح ومقدار التعاون والمساعده فى كافة المجالات لا على المفاهيم القديمه الضيقه  المبنيه على الشوفينيه والتطرف الدينى .

 

     يبقى النداء الاخير لحكام الكويت  وعليهم .. اولا.. اتخاذ المبادره واللحاق بدول العالم الاخرى ومنها الصين الشيوعيه فى اطفاء الديون الظالمه التى ترتبت على العراق وشعبه لكى لاتبقى وصمه تسجل على جبين الكويتيين الى ابد الدهر .. ثانيا .. العمل بمنهج  التسامح وبناء علاقات طيبه مع العراق وشعبه بدلا من اتباع سياسة استنزاف اقصى ماممكن والاستغلال البشع للظروف العراقيه المرتبكه وكان شعب العراق لايفهم حقيقة نواياهم وآخرها محاولاتهم بناء دور سكنيه لاصحاب الاراضى الزراعيه الحدوديه  ليتم اضافة اراضى جديده الى الاراضى التى تم اغتصابها سابقا بقررات الامم المتحده الظالمه .. ثالثا ..  ان تحسب حسابات المستقبل ولاتتعامل مع العراق المرتبك باحداثه السياسيه ويغزوه الارهاب الذى يساهم فيه اخواننا العرب الاسلاميين فى محاوله لافشال التجربه الديمقراطيه الانتخابيه فى العراق .. واخيرا ان يدركوا بان  العراق سيعود لاعبا قويا فى الساحه الدوليه حتما مهما حاول العرب المسلمين تاخير ذلك بوسائل دعم ومساندة الارهاب .