أمور تللسقف

• موروثات شعبية.. الازياءالتراثية في تللسقف

تحقيق : خلود فريد

موروثات شعبية.. الازياءالتراثية في تللسقف

 

 

 

تمتاز قرية تللسقف العزيزة بزيها الشعبي الجميل ذات الطابع التراثي الاصيل والوانه الزاهية البراقة والاشكال المزركشة المنقوشة بفن وبراعة وبانواع كثيرة من خيوط البريسم والصوف وخيوط النسيج كافة ..الذي يضيف للمرأة والفتاة بصمة من الانوثة والجمال اضافة الى انه يعتبر دليل هوية من ترتدية ومن أي قرية هي... فلكل قرية زيها الذي تتميز به عن القرى الاخرى وكثير ما يكون الاختلاف شيئ بسيط  جدا...ولمعرفة المزيد من التفاصيل عن كل ما يخص الزي (لوشتة د ماثة ) ارتأينا ان نلتقي بمن يجيد فن خياطة هذا الزي ولا زلنا ايام نسئال ونبحث لكن الكثيرات ممن كن يجدن فن خياطةالازياء الشعبية انقطعن او توقفن عن خياطة هذا الزي ..قائلين انه لم يبقى الى عدد قليل ممن لازلن يرتدين هذا الزي وان الاغلبيه توجهوا للازياء الحديثة فلمن يخيطون اذاً .. الى ان التقينا  العمة حنا  التي هي من النساء القلائل الذين لازالوا يجيدون فن خياطة هذا الزي ويتقنوه ..ورحبت بنا كثيراً...

 

 

 

اولاً || نشكرُ لكِ ضيافتكِ لنا وفي منزلك الخاص ونود ان تعرفينا بكِ اكثر؟

العمة حني / / انا حني فلفل شيبو ، من مواليد تللسقف 1937 تزوجت وانا في سن الثامنة عشر ولي  اربعة اولاد واربع بنات  فتوفى الله زوجي تاركا عبيء الاولاد ومسؤوليتهم على عاتقي فكان لابد من ايجاد مصدر رزق لي ولاولادي الصغار فتوصلت للخياطة منذ اربعين عام تقريباً سعياً لسد كل احتياجات البيت والحمد لله....

ثانياً || منذ متى بدء اهالي تللسقف بالانقطاع او التوقف عن ارتداء الزي الشعبي للقرية ؟

العمة حني// ..منذ اقل من عشرون عاماً تقريباً , ولم يبقى الى القليل من النساء اللاتي لا زلن يرتدين الزي دون سواه .. حتى ان الكثيرات من النساء الذين هن اكبر او اصغر مني عمراً انقطعن عن ارتداء الزي متوجهين للملابس الحديثة ..

ثالثاً || نود ان نتعرف عن كل ما يخص هذا الزي التراثي الاصيل وعن فن خياطته وهل اورثت احدى بناتكِ هذة المهنة

 العمة حي//ا..لنبدا اولا بغطاء الراس الذي يشمل ( الكلوتا..والبوشية ) ويشتمل الرداء على ( شقتة , قباي , خاصة , ميزر )  تصنع ( الكلوتا )من كافة انواع القماش الصادة او المشجر..كونها غطاء للراس فيكون شكلها دائري ويتكون من اربع قصات او بالاحرى ثمانية لكونه ذو وجهين .. كما انه يتم اضافة قطع من الاكسسوار ليكون زينة لجبهة المراة اما ( البوشية ) فلها قماش خاص جداً مستورد من ايران او سوريا او الهند ،  وبسبب الانقطاع عن الزي حالياً اصبح من الصعب الحصول او ايجاد هذا النوع من القماش كما يضاف على جوانبه تطريز من خيوط النسيج او البريسم وبطريقة خاصة يصعب شرحها .. (شقتة ) اول اجزاء الثوب  ويمكن خياطتها من كافة انواع القماش .. وهو رداء طويل حتى كعب المراة و باكمام طويلة..( قباي ) هنا تكمن صعوبة خياطة الزي اذ تتكون من (14 ) قطعة وتخاط بوجهين وبلونين مختلفين حيث يمكن ارتداء القبايا من الوجهين .. اما الخاصة ( جار علي ) وهو الحزام الذي يربط على خصر المراة ,, وكلمة جار علي هي المفردة السائدة بين ابناء شعبنا في تللسقف لهذا الحزام المخملي  ، والخاصة يستورد من البلدان المجاورة وخصوصا من ايران ، حيث تتطرز حوافه بخيوط البريسم والتي تتدلى منه جميع جوانبه .. اما الميزر ( الازار) فيتكون من نوع من النسيج الذي يصنع من خيوط صوفية في القرية ، حيث يتم نسجه على الة تسمى ( كوبا ) أي الجومة ، ويكون على شكل قطع مستطيلة توصل عدة قطع مع بعضها بمقطعها الطولي بخيوط البريسم والخيوط النسيجية الملونة ، واعتياديا ان عدد القطع يكون ثلاثة او اربعة ، اما نهايات الميزر ومن جميع اطرافه فتطرز بالريسم ايضا على شكل ازهار ملونة ، ويربط الميزر حول عنق المراة بواسطة طي احدى نهاياته وربطها بالنهاية الثانية حلف راس المراة بحيث يكون الوجه الى الامام ، علما بان طرفي الميزر العليا الت يتربط خلف رقبة المراة يجب ان تكون من البريسم المنسوج .. اما من جهة بناتي ومهنة الخياطة .. لقد اكتسبن ( بناتي ) مهنة خياطة الزي الحديث كالبنطلون والتنورة وما الى ذلك ولم يتقن مهارة خياطة الازياء الشعبية بسبب الصعوبات التي تكتنف صناعة وخياطة هكذا ازياء ، علما عزيزتي اني اجيد خياطة اللازياء الحديثة ايضا ، وكنت سابقا قبل اكتساب بناتي مهارة الخياطة اضيف بعض التصحيحات على ملابسن التي تخاط خارج البيت

رابعا// الا يعتبر ارتداء هذا الزي خاصة في فصل الصيف عبئا ثقيلا على المرأة..؟

العمة حني // بالعكس عزيزتي ، اذ انا لا زلت لحد الان ارتدي هذا الزي ، فهو يحمي الجسم من حرارة الصيف ويحفظه الجسن بدرجة حرارة معتدلة ، اضيفي الى ذلك انه سابقا حين نذهب الى الحصاء في فصل الصيف ، كنا نرتدي ما يسمى مقطنيثة ( سترة نسائية ) مصنوعة من الصوف لتقينا حرارة الشمس