اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

أمور تللسقف

قرية تللسقف بين الماضي والحاضر – القسم الاول - الصفحة الثانية

  8  ـ  وصف البيت:

 

         نحن سائرون في طريق من الشرق الى الغرب لقد وصلنا امام باب الدار فنتجه الى الجنوب فندخل فسحة مربعة الشكل طولها ثلاثة امتار نرى في الجهة الشرقية منها باب الدار مجاورة تتجه الى الغرب وفي الجهة الغربية جدار اخرى لدار اخرى مجاورة وتتجه الى الجنوب وندخل بباب خشبي مكون  من صفاقتين دقت فيها مسامير ذات رؤس كبيرة بشكل دائرة مقعرة من الداخل فوقه شريط من الحديد وهذه المسامير تثبت على خطوط مستقيمة لتزيين الباب وفي كل صفاقة زائدة من الاسفل تدخل بحفرة في الارض تسمى(سيورته) سوارة وزائدة في الاعلى تثبت في سقف الباب وفي احدى الصفقاقتين وفي حافتها المنطبقة على الصفاقة الاخرى خشبة بعرض اربعة سنتمتر دقت فوقها بهذه المسامير لتنطبق الصفاقتين تماما ولايبقى المجال لدخول عصا او يد بينهما وفي احداهما فتحة تدخل فيها اليد لغلق الباب او فتحه من الخارج بواسطة مفتاح فيه مايسمى(قلقولياثا) قلاقيل يدخل في (قفيصة) بلطات فيحرك مزلاج يسمى(دورا) ليدخل في ثقب خشبة دقت في الصفاقة الاخرى . عرض الباب مترا والبناية المحيطة به نصف متر من كل جانب فيكون عرض الدار عند دخولنا عليه من الجهة الشمالية ثلاثة امتار فقط فندخل الى الحوش ونسير فيه نحو اربعة امتار فيزداد عرضه من الجهة الغربية وهنا قد بنى دام يستعمل كمحل للتنور والحمام والمطبخ وهو مشيد من الطين واللبن لانهم كانوا يقولون إن الجص لايقاوم الحرارة الشديدة الناجمة من كثرة استعمال التنور وسقف بواسطة خشبة كبيرة تسمى (مدا) وضعت طوليا في الوسط وتكون مرتفعة عن الحائطين الاخرين ثم توضع منها والى كل حائط من الجانبين اخشاب اصغر تسمى(شقل) بحيث تكون مرتفعة من جهة الخشبة الكبيرة وواطئة من جهة الحائط ثم توضع فوقها سيقان نبات يسمى(قراميش) وهو يشبه  البردي ينمو في وديان دائمة الجريان تسمى( روبار) يشتريها أهل القرية من اهالي القرى المجاورة حيث يجلبونها على الدواب لبيعها ثم يوضع فوقها (قصالة) وهوسيقان الحنطة الباقية بعد حصادها او نوع من الشولا يسمى(خاتا) ثم تسييع في الطين ولابد لكل إن يكون فيه هذا الدام نظرا للحاجة الماسة اليه اذ يستعمل كما قلنا لهذه الاغراض :

 

    اولا  :  التنور

 

     كان التنور سابقا يصنع في القرية فبعض النساء لهن خبرة في صنعه  واذا لاتتمكن من ذلك دعت احدى جاراتها لتساعدها وتعلمها كيفية عمله ن وهو يعمل من الطين الحر والتبن ويصقل من الداخل والخارج بخشبة تسمى(مسرقتا) أي مشط وبعد إن يجف يؤتى بحجر صغير يشبه حجر الجاروش ويصقل به ثانية من الداخل ثم يوضع في المحل المراد ثم يسجر نحو اربع اوخمس ساعات متقطعة بواسطة البعر والتبن ثم يسجر بزمبيل من عظام جمعت لهذه الغاية ويؤتى بدم ويوضع فوقه من الداخل وبذلك يصبح جاهزا للخبز وقد اشتهرت قريتنا بخبز الرقاق المسمى(رقا) رغيف كما اشتهرت بذلك القرى المجاورة لها ومدينة الموصل، فتجتمع نساء الدار ومن يساعدهن من الجارات  بعد إن تكون قد عجنت كمية من العجين فيما يسمى(ساتا) سابقا وهي اناء من الخشب حفر بحيث اصبح رقيقا مثل الطشت يسع نحو وزنه من الطحين (الوزنة 13 وثلث كيلو غرام) ثم ترك استعمالها بعد انتشار النحاس اخيرا او التوتيا مؤخرا بعد إن تضع فيه كمية من عجين مخمر  وضع  فيه مايسمى (بخمير) أي بيت الخمير وهي عبارة عن اناء من الفخار له قاعدة من الاسفل ويدان يوضع فيهما  الخيط وتعلق بخشبة دقت في جدار لحين الحاجة ، واذا لم يكن للمراةعجين خميرة طلبته من جاراته على إن تملا هذا الاناء الذي اخذته وترجعه الى صاحبه وتجلس النساء وامام كل منهن ( خوانا) فرشة خبز وتاخذ قطعة من عجين تقطعه بسكين وتدعكه ثم تقطعه قطعا صغيرة الواحدة لتكفي لعمل رغيف تسمى(دعكثا) وتعطيه لامراة اخرى بيدها (كروما) شوبك وهذه تكبر هذه القطعة لتصبح بقدر القرصة التي تباع في اسواق المدينة ثم تدفعه لامراة اخرى بيدها(كيرا) نشاب وهي تلفه عليها وتفتحه حتى يصبح رغيفا وتطويه وتضعه على مايسمى(منزق) ملزق حتى يجتمع عندها  نحو خمسين رغيفا وهناك امرأة اخرى قد سجرت التنور فتاخذ ماتجمع وتفرشه على الملزق وتلصقه على التنور وتاخذ غيره وتضعه بجانبه حتى يمتليء التنور وكلما استوى رغيق اخذته ووضعت غيره محله حتى لايبقى شيئا فوق الملزق وتسجل التنور مرة ثانية وتاخذ ماتجمع لديهم حتى ينتهي العجين فتسجر نحو خمسة او ستة مرات وذلك حسب عدد النساء اللواتي يشتغلن ، واذا لايوجد هذا العدد من النساء تقوم واحدة بعملتين او اكثر من هذه الاعمال واحيانا امراة واحدة تقوم بجميع العمليات ويخبز في التنور انواع مختلفة من القرص ومنها :

 

1-         تخراثا (دكرسا) اقراص الجريش:

 

    تجرش الحنطة     بواسطة جاروش اذ تذهب المراة عند جيرانها اذا لم تكن موجودة في دارها وتجرش هناك كمية من الحنطة او تحملها الى دارها وتصنع من هذا الجريش قرص بقطر 15 سنتمتر تقريبا وذلك في اليوم السابق لعيد الصليب الواقع في 14 ايلول او في يوم السبت قبل احد السعانين الواقع قبل اسبوع من عيد القيامة او في ايام الحصاد اور في بعض الايام الذي يشتهون اكل هذه القرص وبعض النساء تعمل منها خبز صاج بقدر القرص التي تباع في المدن.

 

2-    تخراثا دكركر- قرص برغل:-

 

         وتصنع من البرغل الناعم ومن الجريش المار الذكر وتكون اصغر قليلا من قرص الجريش وتضع المراة اصابعها الخمسة فوق القرصة وتعمل عادة بعد عمل البرغل وفي اوقات مختلفة من السنة حتى يتخلصوا من البرغل الخاص بها .

 

3-      تخراثا دتؤل وطاحن:-

 

     قرص الكزبرة والطحينية :      وتعمل في يوم الاربعاء الذي ينتصف فيه الصوم الكبير وذلك يثرم البصل كم  يثرم للكبة وخلطه مع الطحينية ثم يوضع فوقها الكزبرة التي دقت ناعما ثم يئتى بعجين الطحين ويحشى بهذا المخلوط كما تحشى الكبة ثم تخبز في التنور .

 

4-    جثخاثا –قرص :

 

       وهـي      قرص عادية كالتي تباع في اسوا ق المدينة تخبز في ايام الحصاد والبناء او عند نفاذ خبز الرقاق والنساء ليس لهن مجال لخبزه او تعمل خبز صاج .

 

5-      جله:-

 

      وهي كالقرص العادية ولكن يعجن معها مايسمى(سسق) وهي بقايا الشحم المذاب ، اذ كان الشحم غالبا يستعمل للطبخ وحده او بعد خلطه بدهن الغنم او اذا فضل برغل في المساء تقوم المراة صباحا وتعجنه مع الطحين وتخبز منه مايسمى جله ، او عند اذابة الزبد تضع فيه برغل فتاخذه وتعجنه مع الطحين وتعمل منه مايسمى(جله  ددويثة) .

 

6-      كليجة:-

 

        وتصنع قبل عيد الميلاد أو قبل عيد القيامة، وكان الناس سابقا يعملون كليجة مما يسمى حلاوة ومن التمر، وهذه الحلاوة تصنع من طحين يوضع قليلا فوق النار ويسمى(بوخن) ثم يخلط مع دهن ودبس الزبيب ثم تحشى القرصة بهذه الحلاوة وتكون كليجة كبيرة جدا إذ تكون القرصة اصغر من الرغيف قليلا ثم تنقش بواسطة ما يسمى منقاشا (المنقش) وهو عبارة عن خشبة قاعدتها دائرية دقت فيها مسامير ومن الأعلى بشكل دائري لمسكه بالأصابع فيضرب على الكليجة وحلاوة فينقشها بواسطة المسامير، إما كليجة التمر فكانت اصغر منها ولكنها كانت اكبر بكثير من كليجة التي نعملها في الوقت الحاضر وكانت تنقش بواسطة مفتاح صغير فيه ثقب وكان النوعان يقرصان باليد.

عدا هذا كان التنور واسطة لوضع البرمة فكانت المراة في كل مساء خاصة في الشتاء تسجر التنور وتضع فيها البرمة ليفطروا بها صباحا والأنواع التي توضع فيها هيا:

 

1-      هريسا

وهي من الحبية وقليل من الحمص واللحم المكبوس.

 

2-      مرقه:

        وهي حمص مع لحم وبصل أو راس ورجلين المسماة (باجة) وعندما يخرجون ألمرقه يثردون الخبز أولا ويضعون عليه قليلا من مائها وبعد إن يملئوها افرغوا الحمص واللحم واكلوها.

 

3-      شوبات :

      وهي من العدس غير المجروش وقليل من الحبية والحمص بدون لحم عادة تؤكل في أيام الصوم الكبير حيث يفطرون بها عند الظهر وتؤكل صباحا في أيام الأربعاء والجمعة حيث لا يجوز فيها أكل اللحم.

 

4-      قليوك:

     وهي حبية وحمص بدون لحم يقلى فيها الدهن أحيانا أو يوضع فيها طحينية أو حب بطيخ بعد دقه ناعما واستخراج القشور وتؤكل في أيام الصوم أو الأربعاء والجمعة.

 

ثانيا   -   حمام:

      أمـرأة  تعمل محلا مستويا فوق ظهر التنور وتقيم حوله الجدران ليستر من يستحم فيه يسمى(حميمية) حمام وكانت النساء تسبح عادة كل يوم سبت أو قبل عيد إما الرجال فلا يستحمون عادة إلا قبل عيد كبير أو إذا راءوا إن جسدهم قد اتسخ كثيرا أو في بعض المناسبات وكان الاستحمام سابقا بدون صابون وفي ماء مر إلا في الشتاء عند وجود ماء الخبراء فالرجل يضع على جسمه الماء ويفركه قليلا، أما المراة فتكسر بيضة وتضعها في أناء وتخفقها في ملعقة من خشب وتضعها على شعرها وتفركه بها جيدا ثم تغسله بالماء حتى يزو ل إثرها وتأخذ مسحوق الخطمية وهو ينمو في المحلات المرتفعة في الكنود الواقعة بين تللسقف والقوش ويزرع ألان في بعض الحدائق في بعض البيوت له زهر ابيض أو احمر فاتح وكانت النساء تجلب كمية كافية من أوراقه وبعد إن تجف تطحنه بجار وش وبعضهن كن يعملن أناء من فخار يشبه المملحة ذات قسمين في الأول يوضع البيضة وفي الثاني الخطمية وبعد إن تضع هذا المسحوق على رأسها تفرك شعرها جيدا وتمشطه بمشط خشبي ثم تغسله بالماء ويقال إن البيضة والخطمية تجعلان الشعر ناعم الملمس يسهل تمشيطه لأنه كان يبقى طول الأسبوع بدون تمشيط مجذولا بما يسمى(صوصياثا) ثم تضع الماء على جسمها وتفركه قليلا وتلبس ملابسها ثم تخرج.

 

ثالثا : المطبخ:-

   في زاوية من الدار تضع المرأة واحدة أو اثنتين مما يسمى( باية )  ( فاية ) واحدة كبيرة لوضع دست كبير فوقها وأخرى صغيرة لوضع الدست الصغير ، وتصنعها من الطين الأحمر المخلوط بالتبن بشكل دائري مفتوحة من الأمام ارتفاعها نحو قدم واحد وعند الطبخ تضع في المقدمة قطعتين من الباطوخ ( جلة ) بشكل مثلث قاعدته إلى الأسفل وترمي التبن أو البعر بينهما من الأسفل الى الداخل بعد إن أشعلت النار بواسطة قليل من الشوك ، وتراقب الطبيخ حتى يستوي وكان ذلك في المساء غالبا وبدون لحم إلا في الشتاء عند وجود اللحم المكبوس .

 

       نسير في الحوش بمحاذاة الجهة الغربية فنرى إيوان صغير يرتفع قليلا عن مستوى الأرض وفي الجهة العربية منه درج نصعد به الى السطح، والآن لنتجه الى الجهة الشرقية وندخل في باب خشبي ذو صفاقة واحدة الى الدار وبعد مسيرة مترين يضيق البناء حتى يبقى نحو متر ونصف المتر لأن بيت الجيران من الجهة الغربية قد ضايقه والآن نسير الى الأمام حتى نصل الى باب يؤدي الى السرداب المسمى عندنا ( بيكار) وهي كلمة نصفها ( بي) من اللغة الآرامية المحرفة من ( بيث ) أي بيت ونصفها من اللغة الكردية ( كاري ) ومعناها حمار فيكون معنى الكلمة بيت الحمير وهنا قد أعطت الدار المجاورة من الجهة الشرقية مجالا واسعا لنا ونتجه الى الجنوب فنرى بابا يؤدي الى غرفة تستعمل مأوى للأغنام وفي زاوية منها جدار يعلو متر ونصف المتر بشكل دائري يسمى ( كوزا) وهو مأوى للخرفان وبمحاذاة الجدران في هذه الغرفة معالف لوضع التبن والشعير للغنم ثم نخرج منها فنرى بابا أخر مجاور لها فندخل فيه فنرى غرفة سقفها عال جدا يقابل طابقين أي السرداب والغرفة التي فوقها وتسمى ( بيتون) بيت التبن وتستعمل لخزن التبن بكمية كبيرة يكفي لمعيشة الأغنام والحيوانات لمدة سنتين أو أكثر لأنه في بعض السنين تكون الحاصلات الزراعية قليلة أو معدومة نظرا لقلة الأمطار أو الآفات الزراعية فلا يحصد الفلاح شيئا أو يحصد كمية قليلة فإذا رأى إن الموسم جيد في الربيع وسعر التبن غالي باع منه ما زاد حاجته وكانوا يقولون إذا الفلاح ليس له محل يحوي به تبن ليشق فخذه ويملأه تبنا لأنه يحتاجه. لنخرج من هنا الى الغرفة الأولى ونتجه الى الشمال الشرقي فنرى بابا فندخل فيه وننزل بدرجتين الى غرفة تسمى ( زرزمي) سو هذه عادة يكون سقفها بمستوى ارض الحوش ونجد فيها تبن يستعمل للخبز والطبخ يسمى ( قطر) عقد حيث لا تأكله الحيوانات. لنخرج من هنا ونتجه الى الشمال الغربي فنشاهد بابا ننزل فيه بدرجتين الى غرفة أخرى تسمى (زرزمي) وهي تحت الإيوان الخارجي الذي صعدنا منه الى السطح وفيها أخشاب لعمل المواقد في الشتاء وبعض الحاجيات والأخشاب الزائدة عن الاستعمال. لنخرج من هنا الى السرداب الأول فنلاحظ في وسطه غطاء من حجر لنرفعه فتظهر لنا حفرة عميقة تسمى ( جال) وهذه تعقد وتقيد أرضها وجدرانها بالقير لوضع الحنطة والشعير الزائد عن الحاجة في تلك السنة ويوضع فوق غطائها تراب حتى لا يعرف محلها لأنه يقال إن الدولة العثمانية كانت في بعض السنين تفتش بيوت الفلاحين وتأخذ ما تراه من الغلة ويقولون إن سنة الغلاء التي بيعت فيها وزنة الحنطة ( الوزنة3 1 وثلث كغم) بثلاث ليرات ذهبية في هذه القرى لم يكن سببها قلة الحاصل في تلك السنة بل إن الدولة العثمانية أخذت جميع الحاصلات الزراعية التي وقعت عليها يدها لإعاشة جنودها في زمن الحرب العالمية الأولى فكان الناس يملأ ون الجرار والأكياس بالحنطة والشعير ويضعونها داخل التبن أو تحت الأرض خوفا من أخذها من قبل الحكومة. ونلاحظ في السرداب ما يسمى ( خيا) وهي عبارة عن خشبة في حفرة من جدار تربط فيها الحيوانات وكذلك نرى منها في الحوش عندما تربط الحيوانات في الربيع حيث توضع أمامها الحشيش والكعوب,

 

       لنخرج من السرداب كمن الباب الذي دخلنا منه وقبل إن نخرج نصعد بست درجات فندخل غرفة ليس لها باب يغلق بل إن الباب مشترك فيها وبين السرداب يدخل فيه الناس والحيوانات فالناس يصعدون الى الأعلى والحيوانات تنزل الى الأسفل، في هذه الغرفة حائط من الباب الذي دخلنا فيه حتى نهاية هذه الجهة التي دخلنا منها يسمى ( كوندا ) يعلو متر ونصف المتر يحفظ الأطفال من الوقوع في السرداب لا يوجد هنا شبابيك بل بعض الكوى الصغيرة وتستعمل للنوم وتسمى ( سربت) وقد صفت حولها ما يسمى ( كوارا ) صنعت من الطين الأحمر والتبن على شكل اسطواني طويل مختلفة الإحجام تسع أكبرها نحو 50 كيلو غرام، لوضع المونة مثل البرغل ومشتقاته والحبية والعدس وغيرها. ونتقدم الى الإمام نحو الجهة الجنوبية وندخل الى غرفة تسمى ( ئليتا) وتستعمل للنوم أيضا بني فيها حائط من الطين بارتفاع مترين في الجهة الداخلية منها قسم الى قسمين لوضع الحنطة والشعير فيها تسمى ( اصرا) ونرى عددا من البرانى لوضع الدهن والجبن والدبس واللحم المكبوس إذا كان الموسم شتاءا.

        لنخرج من هنا وننزل بست درجات ونرجع الى الوراء وقبل أن نصل الى الباب الذي دخلنا فيه الدار من الحوش نتجه الى الشرق وهنا قد أعطت الدار الواقعة في الجهة الشرقية المجال للدار أن يتسع ونصعد بدرجة واحدة وندخل الى إيوان مفتوح له ( كوندا ) وهو فوق الزرزمي الأولى ونتجه الى الجهة الجنوبية وندخل الى غرفة نوم تسمى( سربت) فيها عدد من ( كوارا واصرا) أيضا ونخرج الى الإيوان ونتجه الى الشرق وندخل الى غرفة أخرى للنوم ونرى في كل غرفة نوم تقريبا ما يسمى( شقلا) وهو عبارة عن حبل مشدود في خشبتين دقت في الجدارين المقابلين توضع فوقها الملابس عوض الكانتور والعلاقة، وكذلك نشاهد خشبات دقت في الحيطان لتعليق بعض الإغراض فيها وكذلك بعض الرفوف لوضع بعض الحاجيات عليها. كان الناس سابقا لا يستعملون ( الجرباية ) أو التخت إلا بعض البيوت الغنية تملك تخت واحد أو تختين بل ينامون على الأرض أو يجلبون حزما من الشوك وخاصة نوع منه يسمى ( اسرا) ويضعون فوقها حصيرة مصنوعة من البردي كانت أكثر نساء القرية تنسجه بيدها وإذا لا تتمكن اشتراه الرجل من باطنايا وفوقها كجاية تصنع من عك ( صوف الخرفان ) أو من الصوف الذي يقص عند صنع الفراوي إذ يقولون إن هذه الأشواك تحفظ من الحيات والعقارب حيث كانت موجودة بكثرة سابق لارتفاعها عن الأرض ولأن هذا الشوك له رائحة خاصة تبتعد عنه الحيات والعقارب ويصنعون اللحاف من الصوف والقماش القطني المحلي المصبوغ باللون الأحمر حتى لا يتسخ بسرعة ولا يضعون عليه الخام ووجه اللحاف كما في الوقت الحاضر بل يبقى طبقتين من القماش الأحمر بينهما صوف ويضعون فوقه في الشتاء جاجما أو برا، وقد سكن في هذه الدار جدي وأولاده الثلاثة مع زوجاتهم وأولادهم وبقوا فيه جميعا حتى وفاة والدهم فتقاسموا وخرج كل منهم الى دار وبقي احدهم في هذه الدار حتى سنة 1974 حيث خرج منه أولاد عمي بعد أن بنوا لهم دار جديدة خارج القرية.

 

        وقبل أن اترك هذا الحديث لا بد أن اذكر بعض الأدوات فاتني أن اذكرها في محلها إذ كانت مستعملة في كل دار في القرية:-

1-      زبيرا – زنبيل .. وكان يستعمل للبناء ولوضع التبن للحيوانات يصنع من البردي في باطنايا

2-   قرطالا – سلة.. وكانت المرأة تجمع فيها روث الحيوانات من السرداب أو الرماد الناتج من التنور ودفاية وتحملها على ظهرها وترميها في حفرة خارج القرية حتى إذا تجمع مقدار كبير أخذها الرجل بواسطة غارة مصنوعة من البردي تنسجها النساء أو يشترونها من باطنايا الى الأراضي لتسميدها

3-      بتورتا – طبق.. ويستعمل لرش خبز الرقاق وبعض النساء كن ينسجن طبق من سيقان الحنطة أما بلون ابيض أو بألوان مختلفة.

4-    باثورا- وهو مثل الطبق ولكنه اكبر منه يستعمل لوضع الخبز بعد خبزه ويعلق بحبل بالكوة الموجودة في السقف بوسط الغرفة أو يوضع فوق كوارة كبيرة.

5-   مكب – مكبة.. وهي تستعمل لوضع الطبيخ الزائد في المساء أو اللبن أو اللحم وخاصة في الصيف فوق السطوح لحفظها من القطط والكلاب إذ يوضع فوقها حجرة كبيرة وكذلك حتى لا يفسد إذا وضع في إناء لا يدخله الهواء وهذه الأربعة الأخيرة تصنع من عيدان صغيرة تسمى ( تور) يجلبها أهل القرى المجاورة لبيعها هنا.. /

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ملاحظـات عـن أمـور وردت في  الموضوع  :

نبذة عن حياة المرحوم القس قريا قوس حنا

 

      ولد الأب قريا قوس حنا يعقوب في قرية تللسقف عام 1919 من عائلة فلاحية وهو الابن الأكبر لوالديه، درس الابتدائية حتى الصف الخامس في تللسقف ،  ولعدم وجود الصف السادس فيها أكمل دراسته في تلكيف ،  ثم درس المتوسطة في الثانوية الشرقية في الموصل ونجح بتفوق ، أكمل دراسته في دار المعلمين الابتدائية في بغداد ،  تخرج من الدار عام 1942 وعين معلما في مدرسة تللسقف ،  وهـو أول معلم من أهالي القرية.مارس مهنـة التعليم متنقلا بين عدة قرى لمدة 27 عاما حتى أحيل على التقاعد عام 1969. ،  وبعد التقاعد بدأ الدراسة والبحث في تراث تللسقف وعادات وتقاليد القرية . .  كتب بحثـا متكامـلا  بعنوان (تللسقف بين الماضي والحاضر)  نشر في  مجلات عـدة  منها التراث الشعـبي  وقالا سوريا يا ،  كتب العديد من القصص والحكايات   والأمثال الشعـبية كما كتب نبذة عن تاريخ  تللسقف.

 

        رشحه راعـي أبرشـية ألقـوش  لخدمة الكهنوت وبدأ بالتحضير لذلك لمدة ثلاث سنوات رسم بعـدها كاهنا في 26/6/1976 في كنيسة مار كور كيس في تللسقف ،  وخدم فيها بهمة الراعـي الغــيور. .  تخرج على يديه ثلاثة كهنة في تللسقف وعـددا من الشمامسة ،  أسـس أول نـدوة في تللسـقف سـميت (  نـدوة الخميس ) و كانت تلقى خلالها المحاضرات الدينية والاجتماعية والنفسـية.

      توفي يوم 17/12/ 1993 اثر مرض عـضال لازمه الفراش مـدة طويلة ودفـن في كنيسـة مار كور كيس.

 

         أنجب 8 بـنين و3 بـنات اهـتم بتربـيتهم وتعـليمهم حيث تخرجوا جميعـهم من الكليات والمعاهد العـاليـة  .

 

   كـوركيـس عـواد   :  ولـد في مدينة الموصـل عـام 1908  وتـوفى في بغـداد  1991 ، درس الأبتدائية والمتوسـطة في الموصل ، وتخـرج من دار المعـلمين الأبتدائيـة في بغـداد سـنة 1926 ، وأمضى عشـرة أعـوام في التعـليم في الموصل ، بعـدها نقـل خدماتـه الى مديرية الآثار في بغـداد عـام 1936 وتـم تعـييـنه أميـنا لمكتبـة المتـحف العـراقي ، وهـو المنصـب الذي بقـي فيه حتى أحـال نفسـه الى التقاعـد عـام 1963  . . حقـّق وألـّـف نـحو ثمانيـن كتـابا . . أولـها طبع في الموصل سـنة 1934 وعـنوانه  "  أثـر قـديم في العـراق  :  ديـر الربـان هرمـزد بـجوار الموصـل "  ويوصـف كوركيس عـواد بأنـه " صــديق الكتـاب " وأنـتخب عـام 1963  عـضوا عـاملا   في "  المجمع العـلمي العـراقي  "  وعـام 1974  أختـير عـضوا عـــاملا  فـي  "  مجمـع اللغـة السـريانيـة   "  .    

 

  ريــج   : رحـالة  أوروبـي زار العـراق حوالـي  سـنة 1830  ودوّن ما  شـاهده في كتـابه "  رحـلة ريــج الى العــراق  "   .

 

     بـــلجـر  : رحــالة أوروبـي زار العـراق عـام  1852  ونشـر كتـابا عـن مشـاهداتـه فـي أنحـاء العـراق .

 

    مـارتــن  :  رحــالة  أوروبي زار  مناطق الشـرق ومنها العـراق عـام 1867   وسـجل أنطبـاعـاته في كتـاب نشـره عن رحلتــه  .

 

   يـاقـوت الحمـوي  :  (  117  ـ 1229  ) مؤرخ وجغـرافي  ،  رومـي الأصـل ،  أشـتراه تـاجر من حـماة ، عـاش في حلـب ، من  آثـاره  "  معـجم البلـدان  "  و  "  معـجم الأدبـاء  ـ أرشـاد الأريـب الى معـرفة الأديـب  "  وهـو في مجـال الـتراجـم عـن الأدبـاء وأعـمالهم الأدبيـة  حـتى عـهـده  .

 

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.