أمور تللسقف

• قرية تللسقف بين الماضي والحاضر - القسم الثالث

القس قرياقوس حنا

قرية تللسقف بين الماضي والحاضر

القسم الثالث

 

6 – صناعة الحبوب :

ان صناعة الحبوب حرفة قديمة في القرية يثبت ذلك القطع الخزفية التي تستخرج من الاراضي الواقعة وراء التل المجاور لها والتي تشبه الفخار الموجود الان . وكذلك تستخرج القطع الخزفية من بعض الاراضي الاخرى عند حرثها والتي تسمى ( خراب ) خربة , والتي يقولون انها كانت محل قرية تللسقف في الزمان الغـابر , وكذلك وجود اواني فخارية كالشربات والجرار والحبوب عـند هدم البيوت القديمة وخاصة في البواسيق وكذلك تظهر بعـض الشربات وفي بعـضها نوع من العـملة القديمة الذهبية او الفضية عـند حفر بعـض الاساسات وقد انتشرت انتشارا واسعـا في الثلاثينات فكان نحو ثلاثة ارباع دور القرية يشتغـلون بها , اما قبل هذا التاريخ فكان حوالي ربع السكان يزاولونها , اما الان فلم يبق الا نحو خمسة دور او اقل احيانا يحترفونها نظرا لقلة الحاجة اليها لكثرة الثلاجات وانتشار الثلج وقلة الحيوانات التي تنتج الوقود ولتوفر اسباب المعـيشة وترك الاعـمال الشاقة .

اولا - تحضير الوقود : تقوم النساء بعـد انتهاء عـملهن من اعـداد المونة من برغـل وحبية د رشتة وغـسل الحنطة للطحن بما يكفي لسنة كاملة في بداية تشرين الاول او نهايته بحفر حفرة خارج القرية تسمى ( سولا ) مزبلة , وتنقل اليها ما تيسر لها من روث الحيوانات من بغـال وكدش وحمير وبقر وغـنم بسلة تسمى باللغـة المحلية ( قرطالا ) واذا رات ان روث حيواناتها لا يكفي لحاجتها طلبت من جاراتها وقريباتها بان يسمحوا لها بان تاخذ روث حيواناتهم اذا كانوا لا يحتاجونه فتسقط عـليها الامطار في الشتاء فتتخمر وعـند انقطاعـها وقلتها في الربيع تاتي الى حفرتها وتاخذ منه بصحن وتفرشه بيدها على الارض حتى تصبح قطعـة دائرية قطرها يزيد قليلا على نصف متر تسمى ( طبطابا ) باطوخ او جلة , هكذا تفعـل عـدة ايام حتى ينتهي ما في الحفرة فاذا جفت من الجهة العـليا قلبتها لتجف من الجهة السفلى ثم جمعـتها بشكل كومة كبيرة يجتمع تحتها القنافذ حيث تخرج عـند استعـمالها في وضع الكدر , ثم تذهب الى الخيمة التي تنام بجوارها الغـنم وتجمع كمية كافية من البعـر واذا لم يكن لها غـنم اشترت من الرعـيان ما يسد حاجتها حتى تطمئن بانها هياة من الوقود ما يكفي لعـمل كور او اكثر .

ثانيا – تحضير التبن : بعـد ان ينتهي الناس من التذرية تذهب المراة الى البيادر صباحا او مساءا ومعها ( سراد ) أي غـربال كبير وتجلس في الجهة البعـيدة من الحنطة لان ما يسمى ( قطر ) عـقد , ( والكوزرة ) أي التبن الخشن يقع قريبا من الحنطة اما الناعـم فيكون بعـيدا عـنها وتاخذ من هذا التبن وتنخله في سرادها وتجلبه الى البيت فتنخله في غـربال حتى تخرج منه الذرات الترابية والرملية الناعـمة وهكذا تفعـل عـدة ايام حتى يتجمع عـندها ما يكفي لحاجتها لهذه السنة وتفضل قسما منه حتى تبدا العـمل قبل التذرية في السنة القادمة وهذا التبن يسمى في اللغـة المحلية ( كنا ) .

ثالثا – تحضير التراب : ان بعـض النساء لهن خبرة ومعـرفة بنوعـية التراب الذي يصلح لعـملهن وهذا التراب لا يوجد الا في اماكن معـينة ولهذا كنا نرى الفرق شاسعـا بين نوعـية حبوب بعـض النساء عـن حبوب غـيرهن وذلك لجودة التراب ورداءته ولهذا كان الرجال والنساء يبحثون عـن التراب الصالح ولهذا كان يجلب من منطقتين : -

أ – من القرية : يوجد بعـض محلات في البيادر وما بعـدها تحوي ترابا احمر يسمى ( حري ) يصلح لعـمل الحبوب ويجب ان يحفر الرجل الى عـمق مترين او ثلاثة حتى يصل اليه ويكون قويا ومتماسكا واحيانا يرى طبقة رقيقة منه صالحة وتحتها طبقة غـير صالحة ولهذا يلزم نحو اسبوع او اكثر لرجل او رجلين للحصول على تراب يكفي لعـمل كور واحد وكان ينقل بغـارة من البردي .

ب – من الكند : وهي اراضي مرتفعـة في طريق القوش تقع في اراضي قرية دوغـات تبعـد حوالي ساعـة ونصف الساعـة بالدواب وهنا يحصلون عـليه بسهولة بعـد رفع القشرة الارضية لعـمق بسيط وهو بلون اخضر وكان ينقل سابقا بغـارة وبعـد انتشار العـربة التي تجرها الدواب نقل بها ثم بالسيارات مؤخرا ويكفي ما يحمله قلاب متوسط لعـمل كور واحد .

رابعـا – العـمل : قلنا ان العـمل يبدا بعـد الحصاد عـادة اذا كانت المراة قد هيات التبن في السنة الماضية وارادت ان تقوم بعـمل كورين او اكثر , اما اذا لم يتيسر لها التبن او خافت من حرارة الشمس المحرقة في الصيف ابتدات في اوائل ايلول او في منتصفه , فيؤخذ قسم من التراب يكفي لسد الحاجة ليوم واحد ويفرش على الارض ويرش عـليه الماء حتى يتشبع ويترك مدة ساعـة ثم يرش مرة ثانية وثالثة حتى يتخمر جيدا ويبقى الى اليوم الثاني حيث يجبل بالقدوم او الحفارة ثم يخلط مع التبن المنخول الذي تكلمنا عـنه سابقا ثم يجبل باليد جيدا ويقسم الى قطع كبيرة تسمى الواحدة ( مبلوختا) وتوضع فوق بعـضها وتغـطى الى اليوم الثاني حيث يقومون بهذا العـمل عـصرا وهذا العـمل يتطلب عـدة نساء تتعـاون به . وفي الصباح تنهض النساء قبل شروق الشمس وتاخذ احداهن قطعـة من التي جبلت البارحة وتجبلها عـدة مرات وتعـمل منها قطع طويلة اسطوانية الشكل حسب سعـة الاناء المراد عـمله وتاخذه الى السطح وتقدمه الى امراة اخرى تسمى ( بناءة ) وهذه تكون عـادة الحمة او الكنة الكبيرة حيث قد تعـلمت المهنة , واذا لم يكن في البيت امراة محترفة فهناك نساء محترفات يشتغـلن باجرة يومية وكانت هذه الاجرة في سنة 30 – 1935 وما قبلها 75 فلسا حتى بلغـت نصف دينار في سنة 1960 وانقطعـت بعـد هذا التاريخ تقريبا فكان البيت الذي فيه امراة تمارس هذا العـمل يقوم بالمهنة والبيت الذي لا يوجد فيه امراة محترفة فلا يتمكن من القيام بالعـمل حتى قل تدريجيا عـدد الدور التي تقوم بعـمل الحبوب في الوقت الحاضر الى خمسة بيوت او اقل لتمكن الرجل من اعـالة زوجته واطفاله . قلنا تؤخذ القطعـة الاسطوانية الى السطح فتاخذها البناءة وتضعـها على الارض بشكل دائرة معـلقة وتبدا بتسويتها وترقرقها بواسطة قطعـة خشبية رقيقة ملساء طولها نحو 15 سم من الاسفل و5 سم من الاعـلى تسمى ( مسرقتا ) المشط , وامامها اناء فيه ماء تغـمسها فيه كلما نشفت لتجعـل الطين ذا ليونة تتمكن من تسويته كما ترغـب حتى تبقى هذه القطعـة رقيقة كما تريدها ان تكون وتبدا باخرى حتى يتم العـدد المطلوب الذي تريد ان تشتغـله في ذلك النهار ويكون عـادة من 6 الى 8 من الحبوب الكبار وذلك حسب قابليتها وعـدد من يساعـدها من النساء . ثم تاتي الى الاولى وقد نشفت قليلا وتضع فوقها ساف اخر من الطين وتقوم بتسويته وترقيقه حتى تمر على العـدد الموجود امامها ثم تضع الساف الثالث للجميع وقد انتهى النصف الاول من الحب وانتصف النهار فتترك العـمل وتنزل لتناول الطعـام واخذ قسطا من الراحة بعـد ان وضعـت لكل منها يدين واحدة في كل جهة وقامت بزخرفة ونقش الحبوب ببعـض الخطوط البسيطة بواسطة قطعـة من مشط خشبي يسمى ( منقشانا ) المنقش . وبعـد الظهر تاتي الى الاولى وتقلبها بحيث تصبح الفوهة العـليا الى الاسفل وتضع عـليها ساف من الطين وتبدا بتسويته وترقيقه وتضييقه وهكذا تفعـل بالجميع ثم تضع الساف الثاني وهي مستمرة في تضييقها وتضع الساف الثالث وتقوم بسدها من الاعـلى حتى تمر على الجميع وقد انتهت من عـملها وقد قاومت الشمس المحرقة حتى المغـيب فتترك العـمل , وفي اليوم الثاني تقوم بنفس العـملية حتى تنهي العـدد المطلوب من الحبوب الكبيرة فتبدا بعـمل القطع المتوسطة والصغـيرة والجرار والشربات والانواع الاخرى المراد عـملها , وعـادة تقوم البنات بعـمل الاواني الصغـيرة حتى يتدربن على ذلك منذ الصغـر , ويكون عـدد القطع الكبيرة في الكور الواحد من 30 – 40 قطعـة وكذلك عـدد القطع المتوسطة , اما القطع الصغـيرة والجرار والانواع الاخرى فتكون قليلة وحسب الحاجة لها . وهذه هي الاواني والحاجيات الفخارية التي كانت تصنع من الطين في العـشرينات والثلاثينات وما قبلها :

1 – الحب الكبير : وكان يوضع على محمل من الحديد او من الخشب ويطلى بطبقة من الطين الاحمر من الداخل حتى لا يجري الماء منه بكثرة وخاصة في بداية استعـماله وتسمى هذه العـملية ( خووي ) واذا وضعـت في محل يمر منه تيار هوائي في الصيف يكون فيه الهواء باردا .

2 – الحب المتوسط : ويكون اصغـر من الاول عـادة لان بعـض البيوت يرون ان الحب الكبير يسع مقدارا كبيرا من الماء فلا يستعـملونه بل يرغـبون الحب المتوسط .

3 – الحب الصغـير : ويكون على نوعـين :_

أ _ نوع يوضع تحت الحب الكبير او المتوسط في المحمل ويسمى ( حب الناقوط ) ويشبه الحب الكبير والمتوسط لكنه اصغـر منهما والماء الذي يترشح ينزل فيه وكان الناس يشربون منه وخاصة في الشتاء لان الماء الذي يجلب من الخبراء يكون عـكرا واخيرا ياخذون ماءا لعـمل الشاي .

ب _ نوع له قاعـدة في الاسفل يرتكز عـليها لوضعـه فوق السطح صيفا بدون محمل او على الارض في فناء الدار , ولا زالت هذه الانواع مستعـملة لحد الان .

4 – الجرة : كانت النساء سابقا ينقلن الماء من الخبراء او من البئر الى البيت بواسطة الجرة وهي تشبه الحب الصغـير ولكنها اوسع من الاسفل واضيق من الاعـلى ولها ثلاث اياد عـوض اثنين في الحب , وكانت المراة تحملها على كتفها بعـد ان تضع فوقه وتحت الجرة قطعـة من القماش ذات عـدة طبقات تخاط معـا لئلا تتاذى كتفها من ثقل الجرة ولا تبتل ملابسها تسمى ( جلا ) مطرح , ويقال ان البنت عـندما كتنت تتزوج تجلب من دار والدها الى بيت زوجها جرة مع هذا المطرح وتسحب الماء من البئر بدلو يصنع من الجلد سابقا ومن المطاط اخيرا والحبل يصنع من البردي عـادة حيث تنسجه النساء في القرية وكانت تفرغ الجرار في الحب حتى يمتليء وبعـدئذ تملأ الجرار جميعـها وتضعـها بجانب الحب وكلما فرغـت ملأتها , وكانت تملأ الجرار والحب عـادة قبل غـروب الشمس فاذا بات الماء فيها كان باردا في الصباح , وكانت هذه العـملية شاقة ومتعـبة وتتطلب وقتا طويلا وخاصة ان المياه كانت قليلة في الابار في الآونة الاخيرة قبل قدوم مشروع اسالة الماء الى القرية وكانت الجرة لا تمتليء الا بعـشر مرات او اكثر تسحبها المراة من البئر والماء كان عـكرا وبعـضهن يذهبن في الليل ومعـهن الرجال والفوانيس , وعلى كل دار ان يهيء له جرار كافية من الخريف فاما ان تصتعـها النساء وتضعـها في كور جارتها او احدى قريباتها اذا كانت لا تعـمل الحبوب او تشتريها من غـيرها اذا لا تتمكن من عـملها لانها معـرضة للكسر .

5 – كدونة : وهي مثل الجرة ولكنها اصغـر منها كانت تحملها البنات وهن صغـيرات فيذهبن وراء امهاتهن ليتدربن على حمل الجرة الكبيرة في المستقبل وقد زال استعـمال النوعتيت .

6 – قوؤا : وهو يستعـمل لشرب الماء مثل الطاسة او المشربة فكان يؤخذ به الماء من الحب عـند الشرب . وهو وعـاء ذو يد واحدة له قاعـدة من الاسفل يرتكز عـليها عـند وضعـه على الارض وله انحناء عـند الفوهة لسهولة الشرب وفيه بعـض النقوش بخطوط كما في الحب .

7 – قوديثا : وهي مثل قوؤا تماما لكنها اصغـر منه وتستعـمل لشرب الصغـار , وقد زال استعـمال النوعـين .

8 – شربة : وتستعـمل كما تستعـمل الشربة في الوقت الحاضروخاصة كانت توضع فوق السطح على الستارة في الصيف ليبرد فيها الماء او ياخذها الصغـار ويضعـونها في (قبرانا ) عـرزالة ,في بساتين البطيخ ليشربوا منها الماء حيث يبقون هناك طول النهار لحراستها ولها يدان وتعـمل باشكال مختلفة كل امراة تعـملها حسب ذوقها ورغـبتها وتضع عـليها النقوش التيترغتبها , زكان حراس الخضرة من الاطفال بقشرون البطيخ ويضعـونته في الشمس مدة من الزمن فيبرد ثم ياكلونه وبعـضهم كان يقشرون البطيخ ويتركونه ليجف ويسمى ( حلوجك ) وياكلونه في الشتاء او يطبخون منه مرق البطيخ .

9 – كرازة : ويكون اوسع من الشربة واقصر منها ويستعـمل كما تستعـمل الشربة .

10 – بربوقا : ويشبه الكرة له قاعـدة من الاسفل يرتكز عـليها , له يد واحدة من الاعلى كنصف دائرة وفوهة صغـيرة من جهة واحدة من الاعلى بحجم الدرهم كان يستعـمله الصغـار عـندما يذهبون لرعـي الخرفان قريبا من القرية او لحراسة الخضرة في بساتين البطيخ وهو باحجام مختلفة وقد زال استعـمال الانواع الثلاثة .

11 – كسيثا : غـطاء , وهي اربعـة انواع : _

أ _ نوع يوضع فوف دست د ( يبراغ ) دولما او الملفوف اذ يوضع داخل القدر حتى بضغـط عـليها ولا ترتفع اثناء الغـليان ويخرج الجريش او الرز منها , وفيها ثقوب حتى يمر منها الماء , ولا زالت مستعـملة في بعـض البيوت .

ب _ نوع يوضع فوق ال ( المركن ) البرمة , عـند وضعـها في التنور وتسد في الطين الاحمر عـند وضعـها فيه او توضع فوق برمة الدهن او الدبس وتكون باحجام مختلفة حسب كبر البرمة وصغـرها ولا زالت مستعـملة الى هذا اليوم خاصة التي توضع فوق البرمة .

ج _ نوع يوضع فوق القدر عـند الطبخ لان القدور التي كانت تصنع من النحاس سابقا كانت بدون غـطاء وهي باحجام مختلفة حسب نوعـية القدور ولها بروز في الوسط لمسكها باليد وقد زال استعـمالها .

د _ نوع يوضع فوق التنور عتند وضع البرمة فيه حتى لا يبرد او تعـمل هذه من الطين دون ان تفخر وتسمى ( كسايا ) أي غـطاء وقد زال استعـمال النوع المفخور ولكن غير المفخور لا زال مستعـملا .

12 – أكانا :اجان , وهي ثلاثة انواع :_

أ _ نوع يستعـمكل لغـسل الملابس عـوض الطشت وتكون دائرية الشكل وكبيرة وقد زال استعـمالها .

ب _ نوع يستعـمل لاذابة ال ( كشك ) الجثي , وفركها به مهي دائرية الشكل ولكنها اصغـر من الاولى وقد زال استعـمالها .

ج _ نوع يستعـمل لسقي الحيوانات عـندما تكون مشدودة في الجرجر وتكون بيضوية الشكل وقد زال استعـمالها .

13 – جلكثا : وهي بشكل دائري مثل الطاسة الكبيرة ولكن بارتفاع اكثر تستعـمل لتخثير اللبن عـندما يكون قليلا خاصة لتخثير لبن البقر وكل امراة تملك عـددا كبيرا منها وباحجام مختلفة وقد زال استعـمالها

14 – جيجا : وهو بشكل دائري مثل جلكثا ولكنه اوطا منها يستعـمل عـوض الصحن لوضع اللحم او الطبيخ فيه وخاصة ( كرش الربيطة ) , او يوضع فيه ماء للدجاج وهو باحجام مختلفة وقد زال استعـمالها

15 – خيوكا : وهو قطعـة صغـيرة بشكل هرم ثلاثي فيه حفر صغـيرة يستعـمل لحك ارجل النساء خاصة عـند الاستحمام ويستعـمل في بعـض البيوت الى يومنا هذا .

16 – بخمير : بيت الخمير , ويكون لها قاعـدة صغـيرة من الاسفل ترتكز عـليها ويكبر الاناء كلما ارتفع الى الفوهة عـمقها نحو 10 سم لها يدان من الجانبين يشد بهما خيط يعـلق بخشبة دقت في الحائط يوضع فيها العـجين حتى يتخمر فتاخذه المراة اذا ارادت ان تعـجن وتنقعـه في الماء وتضعـه فيه واذا ليس لها خمير طلبت من جارتها فيعـطى لها على ان تملأ الاناء الذي اخذته منها عجينا وترده اليها وقد زال استعـمالها بعـد انتشار الخمير الاصطناعـي في الاسواق .

17 – قحفا : ويكون له قاعـدة مدورة من الاسفل قطرها نحو نصف متر وبارتفاع اكثر من نصف متر يسع نصف برميا نفط كبير تقريبا له يدام من الجانبين ومنه باحجام اصغـر يوضع فيه الماء للغـسيل او للاستحمام او لشرب الحيوانات واستعـمل اخيرا لوضع الاناء الذي يتقطر فيه العـرق وقد زال استعـماله

18 – حوض وهو بشكل بيضوي طويل وهو باحجام مختلفة يوضع فيه الماء لشرب الدجاج او الخرفان وقد زال استعـماله .

19 – قشو : وهو اناء مثل المملحة ذات قسمين الذي يستعـمل واحد للملح والاخر للبهارات ولكن بصورة اكبر منها , يوضع في قسم منه البيضة وفي القسم الاخر الخطمية عـند الاستحمام وقد زال استعـمالها .

خامسا _ القلي او وضع الكور : بعـد ان تجف جميع القطع التي اصبحت جاهزة من الانواع المذكورة انفا ينقلون الوقود الى خارج القرية او في الحوش ( فناء الدار ) اذا كان كبيرا , فتفرش طبقة سميكة من التبن الخشن ( قطر ) عـقد , ثم تفرش فوقه طبقة من بعـر الغـنم وتصف فوقه طبفة ثالثة من ( طبطاب ) باطوخ التي تكلمنا عـن كيفية عـملها سابقا ثم توضع الحبوب الكبيرة في الوسط وحولها الحبوب المتوسطة وبعـدها الحبوب الصغـيرة والجرار او فوقها بحيث لا تسد الفوهة تماما حتى تسمح للنار ان يدخل اليها ثم توضع الانواع الاخرى بعـدها او في الفراغـات الحاصلة بينها ويجتمع الجيران والاقارب فكل امراة لها جرة او شربة او غـيرها فتضعـها في هذا الكور حتى اذا انتهوا من صفها وضعـوا الباطوخ من الاسفل واقفا على حافاته الواحدج فوق الاخر حتى تغـطي جميع الاواني من جميع الجهات ومن الاعـلى بطبقة منه فاذا بقي محلات فارغـة كسرت قطع منه وملئت بها ثم توضع فوقها طبقة من التبن الخشن ثم طبقة من روث الحيوانات ويستحسن ان يكون رطبا لم يجف تماما حتى لا يشتعـل بسرعـة . واذا كان الرجل والمراة لا يتقنان صف الحبوب او وضع كمية الوقود الا زمة يطلبان من جيرانهم او اقاربهم مساعـدتهم بذلك لانه يجب ان تكون كمية الوقود مناسبة مع عـدد القطع فان زادت تزبد كمية النار وبذلك تلتصف القطع مع بعـضها وتتكسر وتنبعـج واحيانا تذوب . اما اذا كانت كمية الوقود قليلة جاءت الاواني حمراء او وردية اللون لا يبرد فيها الماء وثمنها بخس جدا واحيانا لا تباع ابدا لذا يهتمون كثيرا بوضع الوقود المناسب حتى يحصلوا على اواني بيضاء مائلة الى الخضرة وهذا ما يرتاح اليه اصحاب الكور عـندما ينقلون محتوياتهم الى الدار فينسون تعـبهم الشاق الطويل . وبعـد ان تتم عـملية صف الحبوب واحاطتها بالوقود الازم تشعـل بها النار عـادة في المساء أي قبل معـيب الشمس اذ رايت دائما ان النار توضع دائما في هذا الوقت فسالت عـن السبب عـندما كنت صغـيرا فقالوا بانعم يتمكنون من ملاحظة كثرة النار وقلتها في الظلام فاذا عـلموا انها كثيرة فتحوا فوهات في الاعلى ليخرج مقدار منها ثم تسد بعـدئذ , واذا راوا ان النار قليلة فتحوا فوهات ووضعـوا فيها كمية من الوقود ثم تسد وكان الرجل او المراة تدور حولها طول الليل لمعـرفة كمية النار وخوفا من حدوث فوهات يخرج منها النار قتسد حالا بالباطوخ حتى اذا انطفا النار تدريجيا تركت لتبرد فيزاح عـنها الرماد وتنقل القطع الى البيت .

سادسا _ البيع :اذا كان الصيف قد انتهى او اوشك على الانتهاء كان صاحب الدار يحفظ الحبوب لبيعـها في السنة القادمة لان الحر قد ولى وانخفض سعـر الحب زخاصة اذا كان غـير محتاج الى الدراهم . اما اذا كانت بداية الصيف او اواسطه فتنقل الى الموصل فهذا قد انكسرت الحب عـنده وذاك قد اصبح عـتيقا وقديما ولا يبرد الماء وكان النقل على الحيوانات سابقا وكان يوضع على ظهر البغـل او الكديش حبان من الفطع الكبير مع حبان من القطع المتوسط او الصغـير وعلى ظهر الحمار حبان فقط بعـد ان تربط بالحبل جيدا خاصة اذا كانت اربعـة ويكون السير بصورة بطيئة والحيوانات متباعـدة عـن بعـضها وعلى كل شخص ان يقود دابته لانه اذا سار الواحد بجانب الاخر ربما تلامست الحبوب وانكسرت ورجع صاحبها الى البيت فارغـا بعـد ان تعـب وسار مدة طويلة على الاقدام ولم يربح شيئا .وكان في وسط الطريق محل يسمى سوق الغـزل فيه حبوب للماء يملأها شخص ليشرب منها من يسير في هذا الطريق , وفي البيادر يجمع من القرى المجاورة الحنطة والشعـير لقاء تعـبه . ثم بدا النقل بواسطة السيارات فلوري واحد يتمكن ان ينقل جميع الاواني التي توضع في كور واحد وةكانت الحبوب تنقل في خان يسمى خان الحبوب كان له باب في شارع الثورة ( شارع غـازي سابقا ) والان فتح له باب من الشارع المؤدي الى باب السراي ولا والت الحبوب تباع فيه الى يومنا هذا .

7 – الصباغـة :

كان في القرية داران يقوم افرادها بصبغ ملابس النياء باللون الاسود بواسطة ما يسمى ( ميلا ) واظنه النيل الازرق لان جميع النساء كن يلبسن القماش الاسود المنسوج في القرية , فاما الالوان الاخرى فلا يصبغـون بها بل كان كل دار يشتري ما اراد من الالوان من العـطار الذي كان يتجول في القرية وكان دائما من الموصل لصبغ ما يسمى ( ميزر ) الذي تشده النساء وغـيره من الملابس وسياتي الكلام عـنه بعـدئذ . وكانوا يصنعـون الصبغ والملابس في وعـاء كبير يسمى ( لينا ) وهو مثل البرمة لكنه كبير جدا .

8 – الحلاقة :

كانت بعـض البيوت قد اتخذت الحلاقة مهنة لها فكان الابناء يتعـلمونها من الاباء ولم يكن للحلاق محل او دكان يحلق به بل يذهب الناس الى داره او يذهب الى دورهم , فكل حلاق له جماعـة يحلقون عـنده قد تعـاقد معـهم عـند رفع البيادر فيحلق لهم رأسهم وذقونهم بواسطة الموس الذي كان يسمى ( مكرئتا ) وله جلد طويل معـلق في حزامه يحدها به ويرطب الشعـر بواسطة الماء فقط ويدفع له اجرة حنطة او شعـير في البيادر فاذا كان رجل واحد في الدار اعـطى له ما يسمى ( خمسا ) من الحنطة وهو مكيال خشبي يسع نحو 8 كغـم واذا كان في الدار اثنان دفعـا مكيال من الحنطة ومكيال من الشعـير واذا كانوا ثلاثة دفعـوا له مكيالين من الحنطة ومكيال من الشعـير وهكذا , ويحلق كل شخص حسبما يرغـب فاما ان يحلق راسه مرة في كل اسبوع او مرة في اسبوعـين او اكثر اما الذقن فيحلق مرة او مرتين في الاسبوع ويكون ذلك في يوم السبت او قبل عـيد .

9 – النجارة :

امتهنت بعـض الدور النجارةوالى يومنا هذا يوجد عـشيرة تسمى بيت النجار ولم يكن هناك محل او دكان يشتغـل فيها النجار بل يشتغـل في الحوش او في احدى الغـرف وكان يصنع ادوات الفلاحة والابواب وبعـض الشبابيك والصناديق ويشتري الاخشاب من الموصل او يقص جذع شجرة كبير وينشره الى عـدة الواح بواسطة المنشار .

10 – منئلانا : نعـل بند :

نظرا للحاجة الماسة الى هذه الحرفة لكثرة الحيوانات في القرية والقرى المجاورة لها تعـلمها اهل دارين , فكانوا يشترون النعـل المسمى عـندنا ( نئلا ) والمسامير المسماة ( كول ) من الموصل , وبداوا يزاولون المهنة وكان الابن يتعـلم من ابيه ويقوم بهذا العـمل بعـد وفاته .

11 – الصياغـة :

لم يكن في القرية شخص يمتهن الصياغـة بل كان بين حين واخر ياتي من الموصل صائغ او صائغـين احيانا يسكنون هنا مدة من الزمن ويشتغـلون الحاجات الذهبية والفضية التي يطلبونها منهم . واخيرا تعـلمها رجل من اهل القرية وبدأ يزاولها واشتغـل بها نحو عـشرين سنة حتى وفاته ولم يتعـلم اولاده المهنة لكونهم صغـار وكذلك لم بتعـلم هذه الحرفة غـيره هنا , مع العـلم ان ما كان يصنع في القرية من الحاجات الذهبية والفضية عـند هذا الصائغ او عـند صائغ ياتي من الموصل كانت ذا عـيار قليل وقد اخذت من بعـض الناس من هذه الحاجات لبيعـها بالموصل وعـند عـرضها في السوق تبين ان عـيارها اقل من النصف أي عـشر حبات من اربع وعـشرين حبة ولهذا كان بعـض الناس يذهبون ويشترون ما يحتاجونه من الموصل او من تلكيف , وقد قلت مرة للصائغ التلسقفي , الناس يذمون عـملك , اليس هذا حرام ؟ فقال : انا اعـرف ذلك ولكن ماذا افعـل ان الذي يشتغـل هنا يبيع ما يصنعـه بسعـر رخيص مما يدل ان العـيار قليل فاذا لا اشتغـل مثله يجب ان اقفل الدكان . فقلت له الاحسن ان تقفل الدكان وتعـيش بعـمل اخر ويكون ربحك فيه حلال .

وكان الكثير من اهالي القرى المجاورة ياتون الى القرية ويقضون الحاجات عـند اصحاب الحرف المذكورة سابقا لان قراهم صغـيرة وليس فيها من يمتهن هذه المهن .

12 – هناك بعـض صناعـات يدوية صغـيرة مثل نسج الكلاش حيث كان جميع الاهالي يلبسونها في الصيف . ونسج ما يسمى ( شباقا ) حزام للرجال حيث يشدونه في وسطهم . وكذلك نسج ما يسمى ( شتكثا ) حزام للنساء ز ونسج الجوارب للرجال والنساء كما سياتي الكلام عليها بعـدئذ .

                               انتهى القسم الثالث