أجهزة لتشخيص المرض فـي المنزل تجعلك طبيبَ نفسك

الثلاثاء 26-04-2011

 المدى - عن مجلة تايم

هل نصل إلى يوم نستغني فيه عن زيارة الطبيب أو مركز المختبرات الطبية لنعتمد على أنفسنا في إجراء الفحوص والاختبارات اللازمة لتشخيص الحالة المرضية التي قد نشعر بها؟!

هذا على الأقل ما تطمح إليه الشركة الأميركية (كويك تشيك)، أو (الفحص السريع)، التي تعمل على تطوير وتسويق أجهزة شبه طبية يمكن للفرد العادي ان يستخدمها بمفرده في المنزل، ليوفر بذلك على نفسه المال والجهد والوقت.

وقد طورت (كويك تشيك) بالفعل أجهزة حديثة خاصة بتشخيص بعض الأمراض الخفيفة، أو البسيطة - غير المعقدة - مثل التهابات المسائل البولية واحتقان البلعوم، وبدأت تسويق هذه الأجهزة العيادات الصغيرة وسلسلة (وول مارت) للسوبر ماركت، وغيرها من مرافق التجزئة في الولايات المتحدة، ويقول المسؤولون في الشركة ان ما تم حتى الآن ما هو إلا خطوة أولى نحو خطوة أكبر تصبح معها هذه الأجهزة في متناول الأشخاص داخل منازلهم، عليهم أن يحصلوا عليها من الصيدليات مباشرة.

الاستغناء عن الطبيب!

منذ أكثر منذ 30 سنة بات بإمكان أي رجل أو امرأة إجراء فحص شخصي منزلي عن حالات معينة، مثل الخصوبة والحمل والإصابة بفيروز الإيدز، وحتى ارتفاع الحرارة، وذلك بفضل أدوات الفحص الخاصة التي باتت متوافرة لدى الصيدليات. إلا ان متابعة أي من تلك الحالات، في حال التشخيص الإيجابي، تتطلب متابعة مباشرة مع الطبيب المختص او الصيدلاني (على أقل تقدير). كذلك، فإن أدوات فحص التهاب المسالك البولية واحتقان البلعوم قد لا تغني عن زيارة الطبيب، خصوصا وأن معظم الأطباء لا يحبذون منح وصفات طبية من دون التأكد من النتائج المختبرية. ولكن مشروع (كويك تشيك) يطمح لتغيير هذا الوضع، وذلك بالطلب من المريض الدخول إلى موقع على شبكة الانترنت أو الاتصال بالهاتف لمعرفة نتائج الفحص. وإذا كان الفحص إيجابيا يوجه المريض إلى عيادة لتوفير الرعاية الصحية عبر شبكة الانترنت ووصفة لعلاجه، وبذلك يكون قد وفر بعضا من المال والوقت والجهد.

المساعدة عبر الإنترنت

ويقول توم هانكي، المدير التنفيذي للشركة، ان (المستهلك لا يعرف وضع حالته متى يتم فحصه عبر الانترنت أو الهاتف، ويتأكد مقدم الخدمة الصحية ان نتيجة الفحص إيجابية وهذا التأكيد يجعل خدمتنا مختلفة وذات قيمة بالنسبة للمستهلك كما للطبيب). وتستخدم هذه الفحوص الوسائل الكيماوية للوصول الى سبب الالتهابات أو أي أعراض أخرى عن طريق عينات البول أو اللعاب.

وقد طورت الشركة معدات خاصة بها لتسجيل النتائج، وكذلك برامج خاصة بالموقع وبنك معلومات يستطيع المرضى والأطباء الاطلاع عليها. كما انها تنوي خلق شراكة مع شبكات توفير الرعاية الصحية في جميع أنحاء البلاد، لمراجعة النتائج والتأكد منها عبر موقع الشركة وتقديم الوصفات الطبية.كما تم تطوير نموذج لفحص التهابات المسالك البولية، وستجرى بعض التجارب للحصول على رد فعل العملاء حول تصميمه. كما تنوي الشركة الحصول على موافقة إدارة الأغذية والأدوية في أواخر هذا العام.

تخفيف الأعباء المالية

والهدف من كل ذلك هو تخفيف عبء نفقات الرعاية الصحية على المرضى، فزيارة لفحص احتقان البلعوم في قسم الطوارئ في أميركا قد تكلف المريض 650 دولارا وزيارة الطبيب 200 دولار، وذلك على الرغم من ان فحص احتقان البلعوم يكلف حوالي دولارين وكلفة علاجه بالمضادات الحيوية حوالي أربعة دولارات. والزيارة الى العيادات الصحية في مرافق التجزئة الأميركية ارخص، ولكنها تكلف سبعين دولارا. وتهدف الشركة الى تخفيض هذه الكلفة الى ما بين 10 الى 15 دولارا بالنسبة للفحوص و35 دولارا لتقييم الطبيب للحالة. بيد أن الشركة في أقدامها على هذه الخطوة قد تواجه بعض العقبات، حيث سيتم طرح بعض التساؤلات حول دقة فحوصها، أو التعرف على التعقيدات التي قد تحدث في بعض الحالات النادرة. وهو أمر يحتاج إلى متابعة حالة المريض للتعرف على تطورات حالته واستجابتها للعلاج.

ترجمة: رضا عامر

أضف تعليق