اخر الاخبار:
محافظ نينوى يزور مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:33
زيارة وفد هنغاري الى دار مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:32
طهران تتراجع عن تصريحات عبداللهيان - الإثنين, 15 نيسان/أبريل 2024 11:24
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

علوم وتكنولوجيا

• الخلايا الجذعية أكتشاف غيّر مسارات الطب

د. مزاحم مبارك مال الله

 

 الخلايا الجذعية أكتشاف غيّر مسارات الطب

 

العلماء يعرفون الخلايا الجذعية ويعرفون مصادرها ولكنهم لم ينتبهوا الى الأستفادة العلمية ـ الطبية منها ألاّ في وقت قريب جاء نتيجة تراكم المعرفة والبحوث الدقيقة ، فأذا بهم يفتحون الأبواب على مصاريعها أمام علم جديد لم يخطر ببالهم أنه سيكون العلم (السحري/ إن صح التعبير) الذي سيغير مسارات الطب بكل توجهاته البحثية والتشخيصية والعلاجية.

 

الخلايا الجذعية ويُطلق عليها ايضاً الجذرية أو الأولية أو الأساسية أو خلايا المنشأ ، فكل تلك التسميات تدل على أن هذه الخلايا هي خلايا المرحلة الأولى المباشرة التي تعقب التخصيب.

هذه الخلايا لها القدرة على الأنقسام والتكاثر والتجدد، ولها القدرة على أنتاج خلايا بالغة ومتخصصة وبمختلف أنواع التخصص في الجسم ، فهناك خلايا جلدية، أخرى عضلية ، أخرى عصبية وهكذا .

 

أن الخلايا الجذعية تكون على شكل تجمعات خلوية تأتي من النسيج الأولي الخارجي من كتلة الخلايا الداخلية الناتجة من الأنقسامات الأبتدائية الأولى بعد التخصيب، أي بعد الساعات الأولى وتمتد الى 4 ـ 5 أيام من المراحل الأولى المبكرة في المرحلة الجنينية للأنسان وتتألف من 50 ـ 150 خلية، وفي هذه الحالة تكون الخلايا الجذعية غير متخصصة لحد الأن ولكن خلال نموها الذي يمتد من ساعات الى أيام معدودات تعطي الطبقات الجنينية الثلاثة(الخارجية،الوسطى والداخلية)ومن ثم بأمكانها أن تتخصص الى أكثر من 200 نوع تخصصي من الخلايا في حياة الأنسان البالغ ، وأهم ما يميزهذه الخلايا هو أمكانية الأختيار في التخصص وكل ما مطلوب هو أعطاء الأيعاز المناسب لكل نوع خلوي، وهذا هو الباب الرئيس الذي تمكن العلماء أن يضعوا أيديهم عليه ليفتحوا به الأفاق الأكثر أتساعاً في البحث والدرس، وبناءً عليه فتعد الخلايا الجذعية بسبب قدرتها الأنقسامية وتعدد الأختيارات مصدراً مهماً للأستخدامات الطبية وخصوصاً في مجال العلاج وأستبدال الأعضاء.

 

هناك نوعان من الخلايا الجذعية وهما :ـ

1. الخلايا الجنينية: وهي متعددة الفعالية وتكون في المرحلة الجنينية، تعطي العديد من أنواع الخلايا ولكن ليس كل أنواع الخلايا اللازمة لتكوين الجنين لأن فعالياتها ليست كاملة ، لذلك هي لاتعدُّ أجنّة عند زرعها في الرحم لأنها غير قادرة على تكوين المشيمة والأنسجة الأخرى التي يحتاجها الجنين في الرحم، هذا النوع يمكن الحصول عليه من الجزء الذي أطلق عليه العلماء أسم البلاستولة .

البلاستولة تنتج عن عدة أنقسامات للخلية الكاملة الفعالة وهي القادرة على تكوين أنسان كامل، الخلية الكاملة الفعالة هي الخلية الناتجة من تلقيح البويضة بالحيمن.

 

2. الخلايا البالغة: توجد في الأطفال والبالغين، فحينما تبدأ الخلايا الداخلية للبلاستولة بالأنقسام والتكاثر تنتج خلايا جذعية متخصصة مسؤولة عن تكوين خلايا ذات وظائف محددة مثل خلايا الدم الجذعية والتي تعطي كريات الدم الحمراء والبيضاء والصفائح الدموية، أما الخلايا الجذعية الجلدية فتعطي مختلف أنواع خلايا الجلد وهكذا لباقي أنواع الخلايا الجذعية المتخصصة.

 

إن الخلايا الجذعية الجنينية أفضل من الخلايا الجذعية البالغة سواء من ناحية البحث والدراسة أم من ناحية الأستفادة الطبية التشخيصية والعلاجية.

 

طرائق الحصول على الخلايا الجذعية الجنينية:ـ

1. طريقة د. جيمس / تؤخذ هذه الخلايا مباشرة من كتلة الخلايا الداخلية في مرحلة البلاستولة من الأجنة الفائضة في عيادات الخصوبة.

2. طريقة د. جير هارت / تؤخذ هذه الخلايا من الأجنة المجهضة وتحديداً من المنطقة التي تكوّن الخصيتين والمبايض في الجنين لاحقاً.

3. طريقة الأستنساخ العلاجي / بنقل نواة خلية جسدية.

4. الحصول على الخلايا الجذعية من خلايا المشيمة أو دم الحبل السري عند الولادة.

5. الحصول عليها من أنسجة البالغين كنخاع العظم والخلايا الدهنية.

 

أستخدامات الخلايا الجذعية :ـ

1.معرفة العوامل التي تؤدي الى تخصص الخلية من خلال دراسة الجينات المسؤولة وفهم الآلية المعقدة التي تتخلل عملية تكوين الخلايا وأنقساماتها.

2. تحديد الأسباب والعوامل الأساسية ومواقع الخلل التي تؤدي الى أمراض خطيرة كالسرطان والعيوب الخلقية الناتجة عن خلل في أنقسام الخلايا وتخصصها.

3.أستخدام الخلايا الجذعية لتجربة الأدوية والعقاقير الطبية لتطويرها وتفادي تأثيراتها الجانبية، وعدم أقتصار أجراء التجارب على الحيوانات المختبرية والمتطوعين.

4. لعلاج الأمراض المستعصية الناتجة عن الخلل والعطل في الوظائف الخلوية ينتج عنها خلل كبير في الأنسجة، ومثال ذلك، مرض الزهايمر(خلل في خلايا الدماغ ينتج عنه خلل بالذاكرة والمزاج والسلوك)،مرض باركنسون (الرعاش) ، أصابات الحبل الشوكي، أمراض القلب، داء السكري، ألتهابات المفاصل والحروق، ومع ذلك فالأخبار الواردة من مراكز بحوث العلماء والمختصين تشير الى أنهم وضعوا برامجاً متطورة جداً لأعادة قراءة كل مرض من الأمراض ومحاولة النفاذ في علاجه من أبواب الخلايا الجذعية وخصوصاً الأمراض المزمنة،وقد نجح العلماء فعلاً في معالجة قلب مريض بزرع خلايا جذعية له وكذلك نجحوا بمعالجة طفلة تعاني من سرطان خلايا الجهاز العصبي بهذه الطريقة أيضاً.

5.هندسة الجينات الوراثية لعلاج السرطان والأيدز والأمراض الوراثية المنتقلة عبر الأجيال.

6. الرفض المناعي، فالأطباء يعانون من حالة رفض الجسم للأنسجة المزروعة فيه ولذلك فبأستخدام الخلايا الجذعية سيساعد على تقليل التباين النسيجي.

 

أن البحث لا زال مستمراً في مدى الأستفادة من الخلايا الجذعية الى مستوى أن أستخداماتها ستحدث ثورة في العلوم الطبية حيث ان الكم الهائل من المعلومات المستمرة والقادمة من المختبرات المتخصصة في كل أنحاء العالم تشير الى أن مجالات تشخيص وعلاج الأمراض سيشهد تغييراً مذهلاً يفتح الأفاق رحبة امام تخفيف آلام الناس وتقليل نسب الوفيات جراء الأمراض.

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.