اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مبدعون وابطال الحرية

• المجد والخلود للشهيد المهندس سعيد هاشم الموسوي

سلام كبة

  المجد والخلود للشهيد المهندس سعيد هاشم الموسوي

 

    اشتق الشهيد من الشاهد.وقرينة الاشتقاق مختلف عليها ... وقد عدد(الفيروز أبادي)لها ستة وجوه ... منها " لأنه حي عند ربه حاضر "...  سعيد هاشم الموسوي المهندس الزراعي ورئيس المهندسين في احدى دوائر وزارة الزراعة،اغتاله الاوباش بكاتم الصوت في وضح النهار صباح يوم 21 آذار 2011،اغتيال هادئ دون ضجيج وديماغوجيا!فروى الكادر الحزبي الشيوعي والنقابي والشخصية الوطنية الديمقراطية بدمائه الطاهرة ارض الرافدين بعد ان نالت منه ايادي الغدر اثر حضوره النشيط بالاحتجاجات الجماهيرية في ساحة التحرير!ومحاولة منها لاسكات صوت الفضب والحق والكرامة والاصرار .. لن نهدأ.. (لا) للفساد،(لا)للمحاصصة،(لا) للظلم وقمع الحريات،(لا) لاحتكار السلطة وحكم الميليشيات،(لا) للحزب الواحد،(لا) للابتزاز والتهريج السياسي،(لا) لفرق الموت وكواتم الصوت.

   كان سيد سعيد هاشم الموسوي عضو اللجنة العمالية المحلية في الحزب الشيوعي العراقي صورة صادقة للمناضل الشيوعي الباسل ابن الرافدين الازل  حيث الحضن الدافىء الاصيل والحليب النقي والمروءة الطافحة والنخوة والشيمة والكرامة والوفاء والمبادىء العراقية الاصيلة التي تربى عليها،صقلته الشيوعية وزادته ارتباطا بالارض والعمل والناس للدفاع عن قضاياهم العادلة المشروعة.ابى الشهيد ان يتحول الى بيدق لتنفيذ سياسات تحويل ابناء الشعب الى قطيع من الأرقاء مغسولي الادمغة يسهل تسخيرهم لخدمة السلطات الحاكمة والى بوق في الفيلق الميكافيلي المهلل لها.كان سعيد الموسوي،ابن الطبقة العاملة العراقية،ابيا شجاعا وجسورا،قائدا ميدانيا،مناضلا شيوعيا صلبا متحديا مؤمنا بعدالة القضية التي نذر روحه من اجلها ولم يعرف الخوف طريقا لقلبه،عصاميا آمن بالمشروع الوطني الديمقراطي الذي يخدم السلام والاستقرار والتنمية المستدامة في بلادنا،ويضمن حرية التعبير وتأكيد الذات والمساواة،ويجعل من التمايز والاختلاف اساسا للتلاحم الاجتماعي الطوعي،ومصدرا لادراك ابعاد وثنايا التجربة الانسانية في العراق وفي العالم عبر التاريخ!

   سعيد هاشم الموسوي من رواد المشروع الوطني الديمقراطي الذي ينبذ الاقصاء والتعصب والعنف،ويحفز الناس على المشاركة الفاعلة في الفعاليات والانشطة المختلفة للمجتمع،تعريف المواطنين بحقوقهم وحرياتهم وواجباتهم وحثهم على التمسك بها والدفاع عنها وتكريسها في سلوكهم اليومي اي توفير الوقود المجتمعي للمشروع الوطني الديمقراطي،ترسيخ مبدأ المساواة بين المواطنين بغض النظر عن انتماءاتهم العرقية والطائفية او الطبقية والسعي الى نبذ ثقافة التعصب والاستعلاء،غرس روح المواطنة واعلاء شأن الهوية الوطنية على حساب كل الانتماءات الفرعية والتشجيع على التمسك بالوحدة الوطنية.ثقافة سعيد هاشم الموسوي الوطنية الديمقراطية حفزت الصحوة المدنية وعودة الوعي المدني واستيقاظ الضمير المدني،وتراجع الافكار والمواقف الدينية المتشددة في عراق المحبة والخير والسلام.

   آمن الشهيد المهندس سعيد هاشم الموسوي ابن الطبقة العاملة العراقية بضرورة وحتمية ضغط ابناء الشعب وكادحيه باتجاه التخلص من الشلل الذي يلف البلد ويعطل حركته وبمعالجة المعضلات المعيشية والخدمية والاجتماعية التي تطحن الوطن،وبوضع البلاد على سكة الاعمار والاستقرار والتنمية الحقة وباتخاذ اجراءات اقتصادية واجتماعية سريعة وفعالة تقدم رسالة مشجعة تبعث الامل لدى سكنة المناطق الشعبية المسحوقة.والتحسن في الاوضاع الامنية يبقى هشا متواضعا يسهل الانقلاب عليه اذا لم يستند الى تقدم في الميادين السياسية والاجتمااقتصادية للبلاد،وفي المقدمة صيانة ثروات البلاد الوطنية،والنفطية على وجه الخصوص!ولم تعد ذرائع المسؤولين وتبريراتهم حول نقص الخدمات تنطلي على احد،كما ان وعودهم فقدت مصداقيتها،واصبحت مصدر استهزاء المواطنين وتندرهم.

    في كل مناسبة كان الشهيد المهندس الموسوي يلقي الضوء على تصاعد نشاط الملاكين وتنامى نفوذ الاقطاعيين في بعض المناطق  التي شهدت استيلاء هؤلاء على بعض اراضي الاصلاح الزراعي  التي كانت قد وزعت على الفلاحين بموجب القوانين الصادرة بهذا الخصوص،من دون ان تتحرك الجهات الرسمية المسؤولة،وعلى احتدام الصراع الطبقي في الريف متمثلا بالهجوم على مصالح الفلاحين والسعي للاستحواذ على اراضيهم بالقوة!كما كان الشهيد من رواد الكشف عن محاولات احتواء مؤسسات المجتمع المدني والمنظمات المهنية والنقابية ذات العلاقة، والتصعيد في التدخلات الفظة بانتخابات هذه المنظمات،وتهديد بعض مجالس النقابات!ومن مناصري دعم لجنة التنسيق الدائمة للاتحادات والنقابات والجمعيات المهنية المشكلة في 12/9/2005 والمساهمة الفاعلة في نشاطاتها بالندوات والاعتصامات والاحتجاجات،وفضح تدخلات وزارة الدولة لشؤون المجتمع المدني في شؤون مؤسسات المجتمع المدني والمنظمات المهنية والنقابية!

    جرت عملية الاغتيال باحكام في وضح النهار،وكان الاوباش على دراية كاملة بحركة وتنقل الشهيد،ولم تتشكل اية لجنة تحقيقية حتى الساعة،ولا زالت الحكومة غير مبالية باغتيال الرفيق!وهذا التصرف الارعن هو امتداد لنهج التصدي بالهراوات وخراطيم المياه ورصاص الغدر لانتفاضات الشعب وتظاهراته الاحتجاجية الحاشدة في ساحة التحرير وباقي مناطق العراق!هذا النهج الذي يؤمن للاتباع والمرتزقة الخدمات المجانية على حساب عامة الشعب،ولازالت روائح سجونه ومعتقلاته السرية وفضائحه تزكم الانوف!

   ان استشراء الفساد والتمييز على الاسس المذهبية والعقيدة والاعتداء على المواطنين من قبل الميليشيات والتدخلات الحكومية الفظة في شؤون الحركة الاجتماعية كانت صفة مميزة لحكومات الطائفية السياسية التي فشلت في توفير ابسط اوليات المستلزمات المعيشية للمواطن.وعلى الرغم من ان العنف في مناطق العراق تراجع خلال الاشهر الماضية،فقد ثبت قصور الهيئات التشريعية والقضائية والتنفيذية في احتواء الازمات السياسية الطارئة والحرجة بسبب عجزها،وبفعل المحاصصات الطائفية سيئة الصيت وهزال القوى السياسية المؤلفة للعملية السياسية الجارية!والديمقراطية لا يمنحها حاكم،فما بالك اذا كان الحاكم هو الطائفية السياسية مهما كانت مسوغات ادعاءاتها المحاصصاتية والتمشدق بالشراكة الوطنية؟!وليست الحرية هبة وهدية تهبط من الاعلى بضربة ساحر او مائدة تهبط من السماء على طالبيها.انها فعل انساني تتأسس فيه شرائع العدالة والحقوق.

      التطلع والوعي يشقان طريقهما الى قطاعات متنامية من الشعب،في سائر ارجاء الوطن،نحو اعادة بناء الدولة على اسس ديمقراطية اتحادية ومدنية عصرية.فالحرية وحدها تحاصر فساد القدوة السيئة التي يضربها الحكام،واهتزاز نظم القيم،ونقص مستويات الوعي والمعرفة،والفقر والحاجة،والجشع والجهل وفساد الانظمة وقصورها وتخلفها!وعلى الحكومة العراقية ان تدرك بأن التجويع والفقر وتفاقم الفساد المالي واسلوب القمع الوحشي وقتل الناس بالرصاص هو وبال وثمنه باهض عليها في العراق.ان الشعب العراقي لن يسكت على الدم الذي ينزف من ابنائه وبناته لا على ايدي المسلحين فحسب،بل وعلى ايدي الارهابيين الذين اقتنصوا الفرصة في الصراعات المستمرة على المناصب الوزارية لقتل المزيد من الناس.وخيار الشبيبة الديمقراطية الدائم لازال الاصطفاف مع ابناء شعبنا،وهي تتابع معاناة الناس والصعوبات المتراكمة التي تسمم حياتهم وتؤشر انه على السلطات يتوجب ان تصغي بانتباه لصوت الناس وان تنصرف الى العمل الجدي والمسؤول للتخفيف من معاناتهم وتتخذ الاجراءات الكفيلة بمعالجة مشكلاتهم،وتعتمد لها الحلول الآنية ومتوسطة المدى والبعيدة!وتحسن التعامل مع المحتجين المتظاهرين،وتؤمن سلامتهم!لا الميل الى المزيد من انتهاكات حقوق الانسان التي لا ينبغي ان تبرر وانما تستنكر وتدان ويعاقب مرتكبوها!

   اخطر المخاطر التي تواجه العراق الجديد هو ان يتم تجاوز كل الذي يجرى بشعار(عفا الله عما سلف)،وان يغسل المرء يديه مما كان،بحجة ان الوضع الحالي لا يسمح بمناقشة هذه الأمور لأنها ستفتح ملفات يتجنب الكثيرون فتحها،هذا مفهوم وواضح وجلي،لكنها بالتحديد هي مهمة المثقف الوطني الديمقراطي الحقيقي.

    سعيد هاشم الموسوي شوكة في عيون الغدر!

 

 

بغداد

26/3/2011

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.