اخر الاخبار:
محافظ نينوى يزور مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:33
زيارة وفد هنغاري الى دار مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:32
طهران تتراجع عن تصريحات عبداللهيان - الإثنين, 15 نيسان/أبريل 2024 11:24
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مبدعون وابطال الحرية

• محي الدين زنكنه - الكاتب المسرحي التقدمي والمناضل من اجل مستقبل افضل

د.سامي عبد الحميد

 محي الدين زنكنه

 الكاتب المسرحي التقدمي والمناضل من اجل مستقبل افضل

 

لاغرابة ان يكون معظم كتاب المسرح في العالم، وفي بلادنا ايضاً، من حملة الفكر التقدمي، ولنخصص اليساري؛ وذلك لانهم يدركون ان هذا الفكر يدعو الى تغيير المجتمع نحو واقع افضل، وان المسرح ومنذ نشأته مدنياً دنيوياً كان يقف بالضد من كل ماهو سلبي، بالضد من كل ماهو غير انساني، بالضد من كل ماهوتسلطي، بالضد من كل مايعمل على استلاب الحقوق ويحدد الحريات.

هكذا كان كتاب المسرح عندنا، وخصوصاً اولئك الذين برزوا في النصف الاول من القرن العشرين، امثال يوسف العاني ونور الدين فارس وعادل كاظم وطه سالم، وفي النصف الثاني من ذلك القرن امثال محي الدين زنكنة وجليل القيسي وفلاح شاكر.

بدأ محي الدين زنكنة حياته الادبية بكتابته المسرحية عام 1959، حيث نشر أول مسرحية له "احتفال في نيسان"، وبعد عشر سنوات قدم "الحرباء"، قدمت في بعقوبة وفي بغداد ومن قبل مسرح الصداقة لاديب القليه جي. وتوالت اصداراته المسرحية حتى وصل عدد المسرحيات التي كتبها الى 28 نصاً. واخرج معظمها، وظهرت على خشبة المسرح في المدن العراقية وفي الخارج.

 يتميز زنكنه عن غيره من كتاب المسرح العراقيين في ان نصوصه المسرحية اخرجها مخرجون عرب من غير العراقيين، ونذكر هنا على سبيل المثال، مسرحية "السؤال" التي اخرجها في الكويت المخرج التونسي المنصف السويسي، واخرجها في الاسكندرية بمصر المخرج المصري صلاح مرعي، وكذلك قدمت في الجزائر والبحرين. ومسرحية "في الخمس الخامس من القرن العشرين يحدث هذا" قدمت في المغرب، وهناك قدمت ـ أيضا ـ مسرحية "مساء السلامة ايها الزنوج البيض"، ومسرحية "صراخ الصمت الاخرس" التي اخرجها الراحل عوني كرومي وقدمتها فرقة "فند" في برلين عام 1999، كما قدمت مسرحية "حكاية صديقين" في البحرين.

تتحدث جميع مسرحيات زنكنة عن انسانية الانسان وقهرها في المجتمعات المتخلفة تحت حكم الانظمة الشمولية التي تنفرد بالسلطة وتسخر كل الطاقات لاسناد انظمتها التعسفية وتلميع منجزاتها المخصصة لها دون توفير حياة افضل لشعوبها.

في "السر" و"تكلم ياحجر" يتعرض زنكنه للعدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني واستلابه ارضه. وفي مسرحية "الجنزير" يدين الانظمة الفردية والاسروية المتسلطة على الشعوب. وفي مسرحية "زلزلة تسري في عروق الصحراء" يقف زنكنه الى جانب ممثل يتمرد على سلطة تفرض عليه نصا يحمل افكاراً في مصلحتها، ويلقي حواراً يندد بقهر السلطة للانسان وتحديد فكره. ومن الجدير بالذكر ان هذا النص قد نال الجائزة الاولى في المسابقة التي اجرتها دائرة السينما والمسرح اواخر التسعينيات وكنت انا رئيسا للجنة التحكيم.

كان لي شرف المشاركة في مسرحيتين لمحي الدين زنكنه، المسرحية الاولى "حكاية صديقين" اخرجتها لفرقة المسرح الفني الحديث عام 1988، وشاركت في مهرجان المسرح العربي في بغداد، وقدمت على مسرح بغداد، وشارك بتمثيلها كل من هيثم عبد الرزاق وكريم رشيد بعد أن حذفت من نص المسرحية دوري الاب والام ودور الكورس حيث وجدت انها لاتؤثر على الخط الدرامي والصراع بين ولدي تاجرين راحا يبحثان في الصحراء عن كنز موهوم، وبذلك يركز زنكنه على الطموح غير المشروع وعلى التهالك للاستحواذ على المال وهي سمة من سمات المجتمع الرأسمالي الذي يخرج الانسان عن انسانيته ويحوله الى حيوان مفترس.

 محي الدين كاتب متواضع لايروج لعمله كما يفعل الكثيرون، لعل من المآخذ التي نؤشرها على كتابات محي الدين زنكنه المسرحية هو الاطناب والصياغات الادبية المطولة والتي تدعو المخرجين مضطرين الى الحذف للمحافظة على الايقاع الدرامي المطلوب ولكن القلم السيال للاديب الفنان يأخذ كاتبه الى المزيد.

اختم مداخلتي بكلمات الراحل للمبدع محي الدين زنكنه:

(في مدينتي اذ يهبط المساء

يرقد الاحياء

على كومة اشلاء

وينشج القلب المطحون

انشودة رثاء

لانسانٍ

قتلوه ذاك المساء

وتنزلق العيون براكين

من اجل مولود

عانق هذا الصباح

الهواءَ

وسوف

يقتلونه في المساء)

محي الدين زنكنه لم يمت، بل قتلته هموم شعبه، وظلم الحاكمين، وتباعد المستقبل الافضل في هذا الزمن الخؤون.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ألقيت باستفاضة في جلسة احتفاء الحزب الشيوعي العراقي بالمنجزالابداعي للكاتب الراحل محي الدين زنكنه بمناسبة العيد الـ 77 لتأسيسه ويوم المسرح العالمي ـ بغداد ـ منتدى المسرح ـ عصر السبت 26/3/2011

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.