مبدعون وابطال الحرية
• عماد الأخرس.. لماذا اصبحت صديقي؟
- تم إنشاءه بتاريخ الثلاثاء, 31 كانون2/يناير 2012 10:14
- الزيارات: 2882
عدنان الفضلي
عماد الأخرس.. لماذا اصبحت صديقي؟
هكذا ومن دون مقدمات، وفي لحظة مريبة يغيب عني (عماد الأخرس)، هكذا وبكل سهولة تختطف المنية روح انسان يحمل من الرقة والشفافية والشجاعة والصدق ما لا يمكن قياس حجومها، هكذا وبلحظة مشكوك بها تأتي سيارة مسرعة لتصدم الاخرس وترديه قتيلاً ويفرّ سائقها تاركاً خلفه جثة عراقي اصيل.
عماد الأخرس لمن لا يعرفه اقول: كان أصدق من جميع السياسيين في حبه للعراق والعراقيين، يحمل بداخله انسانية لو وزعت على اعضاء البرلمان لخدموا الوطن بعيونهم فهو وفي لوطنه حد العشق وهو قلم شجاع لو اطلع ساستنا على حروفه المضيئة لتعلموا معنى ان تكون عراقياً اصيلاً، فقد عاد من غربته المضنية ليساهم في بناء وطنه بعد ان زال الدكتاتور البعثي، عاد الى بعقوبته البرتقالية ليتعطّر بها ويشمّ اريج بساتينها، دون ان يعلم انه عاد لتقتله عراقيته وأصالته.
صديقي عماد الأخرس كان لصيقي في اغلب فترات عودته الى العراق نلتقي في اتحاد الادباء وشارع المتنبي ومقر الحزب الشيوعي في الاندلس، نتسامر ونتحدث في شؤون هذا الوطن المعتّق بالوجع، كان يبكي بمجرد تذكره لمعاناة الانسان العراقي فيكيل السباب والشتم لكل من أسهم بخراب العراق وسرقة حقوق اليتامى والمساكين، كانت حروفه تومض بتلك الشتائم حين يرسل لي اعمدته التي انشرها في البينة الجديدة، لكنها شتائم مؤدبة، لا كشتائم بعض المحسوبين على الصحافة الساخرة اليوم، كون عماد تربى في مدرسة سياسية عريقة واصيلة، استقى منها الثقافة الحقيقية المنقعة بالفكر اليساري التقدمي، فهو اسوة بزملائه الشيوعيين يحمل لوطنه وشعبه كل الحب والتقدير ويدافع عن حقوقهم بقلبه وقلمه ولسانه، وتشهد له بذلك ساحة التحرير التي ما فارقها منذ التظاهرة الاولى قبل عام من الان وحتى ايامه الاخيرة.
عماد الأخرس ايها الراحل الكبير ماذا عساني اقول، وقد تركت بي جرحاً جديداً حين فقدت اسمك الذي لم يكن على مسماك؟، كونك كنت طليق اللسان، ولم تكن يوماً اخرساً، بل كان صوتك هادراً يسمعه القاصي والداني، اما تدري ياصديقي اني مليء بالفقد فلماذا جئت لتكون صديقي ومن ثم تتركني اعاني فقدك الكبير؟
"البينة الجديدة" 30/1/2012
ــ
جريدة "طريق الشعب" ص12
الثلاثاء 31/1/2012
المتواجون الان
990 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع