اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

اصدارات

وسط حضور ثقافي متميز: سعدي المالح يطلق إلى الجمهور روايته الجديدة (عمكا)

إعلام المديرية العامة للثقافة والفنون السريانية

"تنتمي رواية (عمكا) للقاص والروائي سعدي المالح إلى سرد ما بعد الحداثة فهي رواية سير مكانية تحتفل بالمكان من حيث كونه ذاكرة وراهنا ومصيرا". بهذه الكلمات يلخص د. محمد صابر عبيد إنطباعه، المدون على الغلاف الأخير، عن رواية (عمكا) المولود الجديد لسعدي المالح الذي يضعه بين أيدي قرائه ومتابعيه في محاولة "لأسطرة المكان والسنته" كما يرى حميد المطبعي.

حيث شهدت قاعة متحف التراث السرياني بعنكاوا، في الساعة السادسة من مساء الخميس 19/9/2013، حفل إطلاق الرواية بحضور مؤلفها القاص والروائي الدكتور سعدي المالح، فضلا عن عدد من وسائل الإعلام وجمهور كبير من المثقفين والمهتمين.

بدأ الحفل بكلمة للشاعر بطرس نباتي الذي نوه إلى أن : "خلف كل رواية عظيمة مدينة، لندن خلف ديكنز، باريس أعطت فيكتور هوغو (البؤساء)، دبلن جعلت من جيمس جويس أحد أهم أدباء الانكليزية، روما صنعت ألبرتو مورافيا، (الكسندر بلاتز- برلين) صنعت الفريد دوبلن، وكنت قبل شهر في ضيافة الكسندر بلاتز.  وكذلك القاهرة كانت بحاراتها وشخوصها خلف روائع نجيب محفوظ. هذه المدن والمحطات والعديد غيرها زودت كتاب الروايات الإبداعية بجميع ما يحتاجونه من شخوص وأبطال وأحداث كي يقدموا روائعهم، عندما مروا عليها بلغة السرد الكثيف، الحاد، والماهر تارة والحزين مثل أحداثها وأحلامها القديمة وزواياها المظلمة تارة أخرى.

فهل ستخلق عنكاوا، تلك القرية الوادعة بأناسها البسطاء والمتحولة إلى مدينة بائسة يريدون لها أن تلبس رداء الحضارة والمعاصرة عنوة، كاتبا وروائيا مبدعا يدعى سعدي المالح؟ انه مجرد سؤال ..".

قرأ بعدها الروائي سعدي المالح فصلا من الرواية المحتفى بها (عمكا)، مؤكدا أن: "كل ما أرت قوله كتبته في الرواية لذا سأقرأ لكم فصلا منها محاولا أن أكون سريعا ومن ثم سأستمع الى أسئلتكم".

ثم قدمت الورقة النقدية للمؤلف والناقد صباح هرمز  حول (عمكا) قرأها عوضا عنه الاستاذ بطرس نباتي جاء في مستهلها: "إذا كان هوميروس فى رائعته الإلياذة قد خلد مدينة طروادة من خلال الحرب الدائرة حول زوجة مانيلا أتريذ ( هيلانة)، وخلد كازانزاكى جزيرة كريت في روايته (زوربا) من خلال شخصية بطل الرواية غير المألوفة، وماركيز مدينة ماكوندو عبر الإشارة إليها في معظم رواياته، فإن الدكتور سعدي المالح، يسعى في روايته (عمكا) تخليد مدينة عنكاوا، ليس بالمظالم التي مرت على أهلها، والبطل الفردي، لخلوها منه، ذلك أن عامة أهالي المدينة، هم أبطالها، وليس بالإشارة إليها في رواياته وقصصه، وإنما بالإضافة إلى ذلك، التوغل في جذور تأريخ هذه المدينة العريقة منذ القدم، ونبش حفرياتها الشاهدة على حضارة وادي الرافدين ومنطقة حدياب، فى كافة مناحي الحياة، من زراعة وصناعة وتجارة وتعليم ارتباطا  بالماضي القريب لتأريخها، والى يومنا هذا(...) و لكون المكان أهم ما في الرواية، فإن الحفاظ على هذا المكان، أكثر أهمية من المكان نفسه. والرواية بفصولها التسعة تسعى إلى الإجابة عن هذا السؤال، وهو لماذا لم يستطع شربل الإله وشربل القديس الدفاع عن مدينتهما (عمكا).؟".

وأضاف: "لا شك أن معظم حكايات أبطال هذه الرواية ممتعة ومثيرة، و كل واحدة منها قابلة لأن تسرد وحدها، وهى تذكرنا بحكايات ألف ليلة وليلة، بأجوائها الغريبة وأحداثها المثيرة وشخوصها غير المألوفة ولغتها السردية العفوية، ولكن المؤلف لم يشأ أن يدون جزءا من تأريخ عنكاوا، وإنما كله، وهو بهذا يدون تأريخ كل القرى والمدن السريانية في العراق، لا يدونها تأريخيا، بل روائيا، أي عن طريق الفن الروائي، وهنا يكمن سر نجاح هذه الرواية، ذلك أن التأريخ يعجز أن يوصل المعلومة والمتعة في آن إلى المتلقي، بينما الفن بوسعه أن يحقق هذا الهدف".

قدم بعدها الدكتور كمال غمبار رؤيته النقدية للرواية قال فيها: "إن هذا الاستهلال غير التقليدي للرواية يعد، في نظري، فنا روائيا جديدا، حيث يترك في البداية فراغا يرتكز على إخفاء المعلومات يتيح  للقارئ ملأها، لكنه يفاجئه بسرد المعلومات الجديدة تباعا، من هنا يكشف حقائق تاريخية خفيت عن الاذهان عمدا أو عمدوا لأسباب شتى الى تشويهها، وبناء عليه يضطر القارئ الى اقتحام البنية النصية بأفكاره وتطلعاته ومن خلال هذه العملية يتحقق التفاعل الفكري والوجداني بين البنية النصية والذات القارئة المنفتحتين على رؤية المؤلف الذي خلق وهما في توظيف الاسطورة والخرافة لنبش الماضي في اكتشاف أعماقه العريقة في التاريخ لإبراز الآثار الشاخصة والمدفونة في (عمكا-عنكاوا).

أفسح بعد ذلك المجال لمداخلات وأسئلة الحضور عن الرواية والأبعاد التي تضمتنها، أجاب عنها الكاتب بسعة صدر وإسهاب .

ومسك  الختام كان توقيع الكتاب من قبل الدكتور سعدي المالح. هذا ومن الجدير ذكره أن الكتاب صادر عن منشورات ضفاف /بيروت2013  ويقع في 264 صفحة من الحجم المتوسط.

 

 

 


 

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.