لقاء مع الاستاذ جندي عثمان اوسو// باسل شامايا
- تم إنشاءه بتاريخ الأربعاء, 17 تموز/يوليو 2024 08:33
- تاريخ آخر تحديث: الأربعاء, 17 تموز/يوليو 2024 08:33
- كتب بواسطة: باسل شامايا
- الزيارات: 833
لقاء مع الاستاذ جندي عثمان اوسو
باسل شامايا
رجل طموح متميز لا يعيش من اجل ذاته بل يحمل رسالة انسانية يهفو وبشوق الى تجسيدها بين اوساط الناس ولا نغالي اذا اعطينا لهذه الرسالة مكانة متميزة ومهمة في مختلف المجالات الحياتية ولنشبه حياة هذا الرجل الطموح بماء النهر الذي يجري دون توقف رغم صعوبة جريانه بسبب الصخور والانحناءات الا نستطيع ان نجعل من هذا الرجل مجرى النهر وما ينجز من الاعمال والعطاءات والابداعات ليست الا منجزات ذلك النهر .
كانت هذه الاسطر ديباجتي كي الج الى موضوعي الذي خصصته في لقاء مع من اعطى واجزل بعطائه والى من سقى وروى المدارس علما وثقافة والى من ضحى بوقته وجهده ونال ثمار تعبه.، انه المربي الفاضل الانسان الغيور جندي عثمان اوسو آل علي الذي هلّ فجر ميلاده في قرية بيبان / ناحية القوش عام 1949 اكمل دراسته الابتدائية في قريته وذلك في الاعوام الدراسية ( 1957 – 1964 ) حيث اتعبته السنين منذ نعومة اظفاره واكمل دراسته المتوسطة والثانوية في ناحية القوش في الاعوام الدراسية (1964 – 1970 ) سكن في القوش خلال فترة دراسته الثانوية حيث كان الحب والاحترام يجمعه مع الجميع في هذه البلدة الزاهية وتمتع بعلاقات طيبة مع اهالي القوش مذ كان طالبا في المرحلة المتوسطة حتى يومنا هذا وبعد اجتيازه مرحلة الثانوية بتفوق ورغم صغر سنه خضع للتقاليد الاجتماعية التي اجبرته على المثول امام ارادة الاب والقبول بقرار زواجه دون ان يبدي اي اعتراض فتزوج في بيبان عام 1970 قبل ان يشرع في دراسته الجامعية وكانت ثمرة زواجه ستة بنين وثلاث بنات ولده البكر زياد حيث رزق به عام 1972 وهكذا اصبح لمربينا العزيز احفاد ومن كلا الجنسين منهم من تزوج ورزق ببنين وبنات ، وخلال الاعوام ( 1970 – 1974 ) انهى دراسته الجامعية في كلية الاداب جامعة الموصل قسم اللغة الانكليزية .. لقد كان خلال العطلة الصيفية في فترة الستينيات كان شعوره بالمسؤولية الملقاة على عاتق والده تدعوه للعمل في بغداد عاملا في عدة محلات واندية ليساعد والده في كسب لقمة العيش لعائلته الكبيرة .. وفي قريته بيبان كان يمارس اعمالا عدة منها ممارسة الزراعة والحصاد وتربية الاغنام والماشية والاعمال اليديوية الاخرى .. وبعد نيله شهادة البكلوريوس في دراسته الجامعية استدعي الى الخدمة العسكرية الالزامية ( ضريبة الوطن ) وقضى عام ونصف في اداء تلك الخدمة وبعد التسريح صدر امر تعيينه في مدرسة ناحية القيارة قرية الحاج علي وذلك في 9/3/1976 وبقي في تلك المتوسطة ثلاث سنوات ثم انتقل الى مدرسة باطنايا وتواصل في رسالته التربوية متنقلا من مدرسة الى اخرى حتى استدعي الى خدمة الاحتياط وكانت الحرب العراقية الايرانية قائمة انذاك فاشترك في الحرب اربعة سنوات ونصف حيث يقول كانت تلك الفترة من اصعب سني حياتي وفي عام 1983 تم تسريحه من الخدمة العسكرية لحاجة الدولة الماسة الى المدرسين حيث تم انتدابه في ذلك العام الى ثانوية القوش للبنين ، لقد قضى سنوات عديدة في القوش احبه الصغار والكبار كان انسانا يميل الى التواضع معروف بخصاله واخلاقه الرفيعة ومحبة الناس له لا يبحث عن مجد او مركز فهو استاذ ومربي جليل تمكن من خلال خزينه الثقافي ان يوظف عطاؤه من اجل الصالح العام لم يكن يشعر تلامذته الا بأنه زميل واخ وصديق فقد كان يمازحهم ويهيء لهم جوا دراسيا رائعا عرفوه الطلبة معلما هادئا متسامحا راضيا قنوعا ملتزما بانسانيته حمل الامانة باخلاص واعطى الحياة والناس جهده وخبرته وتجربته وحبه اللامتناهي للجميع .. عمل طيلة حياته من اجل خلق اسرة سعيدة مكافحة يوفر لها السعادة والبهجة بجهوده الكبيرة .. يقول الاخ جندي عن بلدة القوش انها بلدة صغيرة بمساحتها وكبيرة بعطائها ثرية بموروثها الثقافي والاجتماعي والعلمي .. حفر اسمها في ذاكرة الزمن وتغنى بها الشعراء والفنانين ، في البارحة سطر الاباء والاجداد سجلا حافلا بمواقفها الشجاعة وكرمها ووقوفها الدائم الى جانب المظلومين دون ان تثنها ممارسات الجناة .. لقد جنيت ثمار الثقافة والوعي من هذه البلدة العريقة والغالية على قلبي ، وبعد انتهاء السنة الدراسية عاد الى وحدته العسكرية ليكمل خدمته وفي عام 1986 تسرح من خدمة الاحتياط . وبقي يمارس مهنة التعليم في مدارس كثيرة منها ثانوية القوش مدرسا للغة الانكليزية ولاكثر من 26 سنة تخرج على يديه المئات من الكوادر العلمية في مختلف الاختصاصات .. وكانت له اهتمامات كثيرة منها الغناء وعشقه للموسيقى وممارستها كالعزف على آلة الطنبورة كما كان يهتم بالحديقة المنزلية وبتربية الطيور اضافة الى ممارسة الرياضة العامة وبشكل يومي اما هوايته التي كانت سببا في رصيده الثقافي مراسلة الاذاعات العالمية والمجلات منها هيئة الاذاعة البريطانية ومجلة طبيبك ومجلة العربي الكويتية وغيرها اضافة الى القراءة واقتناء الكتب والمجلات المحلية والعالمية حتى تمكن من تاسيس مكتبة كبيرة لا زالت تحتوي على الكثير من الكتب وفي مختلف المجالات الحياتية حيث كان اول مقال ادبي تراثي كتبه بعنوان ( المسيح في الادعية اليزيدية ) وقد تم نشره في مجلة الفكر المسيحي عام 2000 والمئات من المقالات الاخرى ويقول : بعد سقوط النظام السابق بدأت بكتابة المقالات في المجلات والجرائد الوطنية والمحلية مثل ( جريدة طريق الشعب – جريدة بهرا – مجلة بيرموس – زهرة نيسان – صوت القوش جريدة لالش – مجلة اوبقا – مجلة ريكاي كردستان – مجلة شمالك – ومجلة زمزم لالش – ومجلة شراغا – مجلة شيخان – زهرة الجبل – مجلة قاباغ ومن عناوين المقالات التي نشرها فيى المجلات والجرائد التي كان يرفدها بمواضيعه ( قدسية شهر نيسان – الجذور التاريخية لغيد خدر الياس – اليشماغ تراث ايزيدي قديم – ملحمة كلكامش في التراث الايزيدي – مآسي النساء الايزيديات في قبظة داعش – سرجون الاكدي في معبد ايزيدا – ملحمة خاني دمدم – اغا بطرس في ضيافة امير الايزيدية – القوش مدينة العلم والمعرفة – لنا في الفقراء معلمون – قرية بيبان – لقمان الحكيم ما بين الديانة الايزيدية والمسيحية وغيرها الكثير من المقالات .. ونتيجة لاهتمامه الكبير وحبه للتراث بادر الى تشييد متحف اثري للمفردات التراثية القديمة وبجهده الشخصي حيث يفتخر به كثيرا لكونه واجهة تراثية وحيدة في القرية كما قام بجمع الامثال والحكم الكردية واسباب الاشارة بها وشرح معانيها وتدوين الاغاني الكردية التراثية والحكايات المحلية والعالمية في كتب مخطوطة يحتفظ بها حتى الان . في عام 2012 احيل الى التقاعد بعد خدمة 38 سنة حينها عمل متطوعا ومساهما بدور فعال في العطاء وخدمة المجتمع يبادر في كل عام مع بعض المتقاعدين من الاساتذة الافاضل بزيارة مدارس القرية لتقديم ما يحتاجونه من القرطاسية كما يقدمون الهدايا الى الطلبة المتميزين الاوائل خلال العام الدراسي اضافة الى تكريم المربين وذلك في مراسيم خاصة يليق بدور المعلم كعنصر فعال في رقي وتقدم المجتمع ..
مسك الختام انهي لقائي مع الاستاذ جندي عثمان هذا الوجه التربوي الذي هو من الوجوه المعروفة ولا يمكن للذاكرة ان تتخطاه كان وما زال يدخل قلوب الجميع بأحاديثه الشيقة وخدماته الجليلة التي قدمها بكل تجرد وبحساسيته المرهفة وخفة دمه ودعابة كلامه .. اشكر ضيفي الكريم على اتاحته الفرصة لنا لاجراء هذا اللقاء الشيق تمنياتي للاخ والصديق جندي عثمان بالتوفيق والنجاح في حياته الاجتماعية والثقافية والعامة .