اخر الاخبار:
"صيادو العبيد" في قبضة شرطة أربيل - السبت, 15 شباط/فبراير 2025 19:05
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

الجصاني في حوار عن الجواهري وحب الحياة.. ومتحفه في بغداد .. ومركزه في براغ// ظافر الجناحي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الجصاني في حوار عن الجواهري وحب الحياة.. ومتحفه في بغداد .. ومركزه في براغ

ظافر الجناحي*

 

   حول بعض شؤون عن الشاعر الخالد، مثل حبه للحياة والجمال، وحول مركزه في براغ، ومتحفه في بغداد، ونواح اخرى عديدة، ووسع صفحة كاملة، مع ثمان صور بعضها ينشر لاول مرة، اجرى الاستاذ علاء المفرجي، مع رواء الجصاني، منشئ، ومدير مركز الجواهري، ونشرته صحيفة "المدى" البغدادية بتاريخ 2025.1.21 .. وفي التالي بعض الاقتباسات والخلاصات عن الحوار:

 

* حول تاسيس مركز الجواهري في براغ قال الجصاني: جاء رحيل الجواهري الخالد (1899-1997) حافزا اضافيا لما كان يشغل البال، بان يكون هناك منبر/ موقع/ مركز،  لحفظ تراث وارث الشاعر العظيم، واعني "العراق العجيب" بحسب تعبيره في بائيته الهادرة عام 1985 .. وهكذا وبعد "دردشات" تحولت الى استقراءات اراء محبين واصدقاء، وتهيئات اولية، اطلقتُ بتاريخ 2002.4.17  مع العلامة محمد حسين الاعرجي، والمستعرب التشيكي القدير، يارومير هايسكي، اعلان بدء نشاط المركز، اطارا مدنيا مسجلا رسميا في تشيكيا، وتقصدنا ان يكون الافتتاح متواضعا في احدى مقاهي براغ التاريخية، بحضور نخبوي ضم مثقفين ومستشرقين ودبلوماسيين ومحبين، عراقيين وعربا وتشيك .. ومنذ ذاك تنوعت النشاطات بالعربية والتشيكية، وغيرهما، اصدارات وندوات وعلاقاء ولقاءات، وكثير كثير غيرها.. ولأننا لسنا بتوثيق تلك العشرات من الانشطة، ساركز على عينّات فقط قد توحي وتعبر وتوجز، منها: 

- اطلاق فكرة، ومن ثم تنفيذ "بيت/ متحف" الشاعر العظيم في بغداد كما سترد تفاصيله في متن الفقرات القادمة ..

 - اطلاق مقترح نشيد وطني، وطني، عراقي جديد من شعر الجواهرى، وطرحه في البرلمان، وقد كاد ان يقر لولا التعقيدات السياسية المعروفة، وقد بادر عدد من الملحنين البارزين لـ "موسقته" باداء بارع وقد تم بث ذلك في عدد من وسائل الاعلام، ولعل ما نراه مميزا ما انجزه الفنان عادل نجمان، وهو منشور حتى الان على شبكة الانترنيت.. ومطلعه: "سلام على هضبات العراق وشطيه والجرف والمنحنى"..

- توثيق وبث 85 حلقة اذاعية بعنوان "الجواهري .. ايقاعات ورؤى" من اذاعة صوت العراق الحـر، الشهيرة في براغ خلال الاعوام 2009-2011 ..

  لقد كانت الاصداء الاولى لاعلان بدء نشاطات المركز تتوزع بين تساؤلات منطقية حريصة، و"غرضية" مفتعلة، وتوقعات (وربما تمنيّات!) بمحدودية الانجازات، ووقتيّتها، ولكن راحت الفكرة واقعا، والخلاصات بيّنة والنتائج وفيرة جهد الممكن والمستطاع، وبتطوع مخلص منذ البدء، لنخبة محبين للجواهري: الفقيد عبد الاله النعيمي، نسرين وصفي طاهر، د. عدنان الاعسم.. ثم لاحقا، سلوان الناشئ..  

    كما جاء في الجواب ايضا: "بالمناسبة ما برحتُ اسمي المركز بـ "المغامرة" ولي مسبباتي في ذلك اذ تحيط بالتوجه والانطلاق متطلبات ممكن ايجازها بـ: صدق النوايا، والقدرة على الايفاء بالوفاء، وتوفر الوقت، ومساع اضافية لاستكمال وتنسيق ما متوفر من ارشيف ووثائق دعوا عنكم الشهادات والخلاصات عن المعايشات اليومية التي تمتد لعقود.. وتابع: ان ذلك كله مرفوقا بشؤون التمويل، خاصة وكان القرار، والى اليوم: الابتعاد عن قبول اية منح او دعومات مالية، من اية جهة او مجموعة او افراد، لا من الاقربين ولا الابعدين، لا عراقية ولا عربية ولا تشيكية او غيرها.. اما حول اللواحق من الطموحات فهي كثيرة ايضا، مؤمنا بانه ما ان ينتهي طموح المرء المنتج، سيتوقف دوران مراوح وعجلات العطاءات الافكار والطموحات.. ولكن ما كل ما يتمنى المرء يدركه، فكثير من الرياح تأتي بما لا تشتهي السفن..

 

* براغ اطالت مع عمر الشاعر الخالد

    جاءت الاجابة على سؤال المفرجي  عن سبب اختيار براغ موقعا للمركز:  .. واما لـمَ براغ مركز للجواهري، فاقول لانها براغ! .. تلك التي أوجز عنها ولها حين ناغاها عام 1968 فقال في قصيدة ذات 24 بيتا، منها  (أطلتِ الشوط من عمري.. أطالَ الله من عمرك .. ولا نبئت بالسوء ولا بالشر من خبرك... حسوتُ الخمر من نهرك، وذقت الحلو من ثمرك.. الا يا "مزهرَ الخلـد" تغنى الدهر في وترك)..

  .. ففي براغ امضى الجواهري ثلاثة عقود (1961-1968)  متصلة ومتوزعة بعد ان لجأ اليها مغتربا من بلاده، ومهضوما من اهلها، وغاضبا ومغاضبا، فأحتضنته وبادلها الوفاء بالوفاء.. وكتب فيها وعنها عشرة قصائد، الى جانب قصائده العديدة الاخرى التي تتجاوز العشرين، ليغدو "ديوان الجواهري "البراغي" شاملا نحو 30 قصيدة بمختلف العناوين والمحاور والاغراض.. وها هي – براغ – تبادله حتى اليوم الوفاء بالوفاء، وتستذكره وخاصة نخب المثقفين والمستعربين، ولعلّ الحدث الابرز على تلك الطريق، اقامة نصب / معلم للشاعر العظيم في العاصمة التشيكية صيف العام الماضي 2024 سعى اليه، وافتتحه سفير العراق السابق لدى تشيكيا، فلاح عبد الحسن، ومسؤولون تشيك، بحضور حاشد، بارز في الكثير من شخصياته، ومن بينهم الوفد العراقي الرسمي والثقافي القادم من بغداد لهذا الغرض وضم الاصدقاء الافاضل: عارف الساعدي، وعلي الفواز وعمر السراي، وفاضل ثامر..

 

* هذه بعض الحقائق عن متحف الجواهري ببغداد

حول متحف / بيت الجواهري في بغداد، اكد الجصاني: كنا في العقود السابقة نتجنب، في العمل السياسي والوطني، وبشكل شبه مطلق، الاعلان او الترويج للنشاطات الفردية، والسعي لنسبها الى مجمل انجازات الحزب او الحركة او المنظمة التي نعمل ضمنها، وبقناعات تامة . كان ذلك في زمان مضى، ولربما لن يعود، بقيّمه ووقائعه وتميّزه.. اما اليوم، ومنذ سنين، آمنت بضرورة الاعتراف بالجهود الذاتية، افتخارا، ثم احترازا من اخرين، افرادا ومؤسسات،  سعوا – ويسعون- لانتهاز اية فرصة لاستلاب ما يقوم به غيرهم، للاتجار، وابراز "الانـا" الذميمة..بل وتطرفت في ذلك بالدعوة ليس للاعلان عما يتحقق من نجاحات فقط، بل اشاعة "التباهي" بها لانها ملك الساعين والناجحين .. واستطرادا اوثق بان "مركز الجواهري" وانا شخصيا، من كان وراء تحويل بيت الشاعر العظيم ببغداد الى متحف رسمي، لجمع وتنسيق وعرض بعض الارث والتراث، وادامة نشر العبقرية، واشاعة المواقف الجواهرية الوطنية والشعرية والفكرية ..

 

* بداية الحكاية

     وفي مسار الحوار، واستطرادا، قال الجصاني:  تبدأ الحكاية حين عـرض "بعض" ذوي العلاقة ذلك البيت للبيع تجاريا، فتصديّتُ باسم مركز الجواهري، وبشدة لذلك المسعى، ووجهت رسالة مفتوحة نشرت في عدد من وسائل الاعلام، اوائل ايار 2011 موجهة - مع حفظ المواقع والمكانات- للذوات: رئيس الجمهورية، جلال الطالباني، ورئيس الحكومة، نوري المالكي، ورئيس مؤسسة المدى، فخري كريم .. وكذلك الى امانة بغداد واتحاد الادباء ونقابة الصحفيين ووزارة الثقافة، وتحت عنوان " اوقفوا هدم بيت الجواهري" .. وقد لقيّت الرسالة اهتماما كبيرا من الحريصين، ليس عراقيا فحسب وعربيا ايضا، ونجحت "حملة" محترمة في انجاز المطلوب، والى ان صار قيام امانة بغداد باستملاك البيت، وتعويض الورثة الشرعيين بمقابل مالي، وفقا للسوق السائدة ..

      وبالملوس والتوثيق، لا بالاحاديث والتصريحات الاعلامية الملقاة على عواهنها، أوجز الى اننا قمنا في مركز الجواهري، وبمتابعتي المباشرة، بتحرير اللوحة التذكارية التي تتصدر الباب الرئيسة لمدخل المتحف، وتوفيرنا عشرات الصور النادرة، وتوثيقات عن اطاريح الدكتوراه ورسائل الماجستير عن الشاعر العظيم، وصورا لمؤلفات واصدارات قديمة له وعنه، وغيرها وغيرها،  فضلا عن اصداراتنا الخاصة بالمركز، والتي تحتل الان في المتحف رفاً خاصا بها .. وما برحت الى اليوم التداولات والمتابعات  المتاحة والممكنة في ادامة وتطوير المتحف / البيت، سواء من بـراغ، او عبر مسؤول ممثلية مركز الجواهري في بغداد، ظافر الجناحي ..

  

* بعض "أشياء" للجواهري، لا يعرفها الكثير

   وبشأن سؤال اخر ضمن الحوار جاءت الاجابة لتتحدث: في السنوات السابقة ركزت في الحديث والتوثيق عن "الوجه الاخـر" للجواهري، انسانيا واجتماعيا، لاعتقادي بان الناس تريد ان تعرف المزيد عن حال هذا الرمز العراقي، وخاصة وانه لم يكن شاعرا تقليديا، ولا اقول اكثر لان شهادتي مجروحة كما يقال في مثل هذه الحالات، وفي ضوء ذلك نشرت في كتبي الاربعة عن الشاعر العظيم نحو مئة لقطة تحت عنوان "الجواهري.. بعيدا عن الادب والسياسة !!" وكلها معايشات ووقائع موثقة ..

   وعلى سبيل التأشير لا الحصر، لضيق المجال، وثقت مثلا عن حبه للحياة والجمال، والمرأة رمز بيّـن لذلك، واستشهد بذلك من شعره ليس الا، ما كتبه  ونشره اواخر الاربعينات  بجرأة وصراحة لا يعتمدها، ويعتمرها سوى الواثقين من انفسهم: "ما شاء فليكتب علي الدهرُ اني لا أبالي.. ان كان خصركِ في اليمين، وكان كأسي في الشمالٍ".. ومن اللقطات الاخرى سريعا:  كتبت ووثقت بانه بارع في طبخ واعداد بعض الوجبات التي يحبها، وانه في براغ – مثلا – كان يغسل ملابسه بنفسه، وقد اشار لذلك في قصيدته  عام 1977 الموسومة بـ" لغة الثياب" وانه لا يحب "التلفزيون" ولا يشاهده، وانه غالبا ما يقول  "عندي وداع حمامة، فإذا استثرت فجوع نمرِ" وانه يضجر من التظاهر بالفخامة والتفخيم، وعلى ذلك الغرار شواهد ووقائع عديدة اخرى تؤكد بيقين ان العبقري يبقى انسانا قبل كل ذلك وهذا..

 

* من شب على شئ.. شاب عليه

  ويسأل المفرجي خلال الحوار عن غير الاهتمام بتراث واثار الجواهري قال الجصاني: اظن بان الوقائع تؤكد حقاً بان من شبّ على شئ شاب عليه. وفي ضوئه فلا مناص من مواصلة الاهتمام بالشأن الوطني العام، قدر الممكن، الذي بدأ منذ ستة عقود، والى اليوم.. واطمح برغم مشاغل العمل الاعلامي والثقافي، المهني، العام ان تتوفر الظروف والاوقات لاستكمال ما وعدت به في خلاصات وايجازات تضمنهتا توثيقاتي السابقة وابرزها:

- اتمام توسيع ما نشرته في كتيّـب عنيّ بحياة الجواهري وتاريخه للفترة ما بين توقفه عن اكمال ذكرياته، اي للفنرة 1969 الى الرحيل عام 1979..

- اكمال ما ضمنته في كتاب بمئة صفحة صدر خريف عام 2017  بعنوان " مشاهير وشخصيات  في قصيد الجواهري1921- 1994" ..

- توسيع واكمال نحو عشرة توثيقات وشهادات اخرى نشرتها في سنوات سابقة، ضمن ما مجموعه 400 مقالة وموضوع، ودراسة عن حياة وشعر الجواهري، وتأرخة ما لم يفصل في التأرخة عنه..

 

** ظافر الجناحي، ممثل مركز الجواهري الثقافي في بغداد

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.