حوار مع الشاعر والأديب اللبناني مطانيوس ناعسي// آمنة وناس

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

حوار مع الشاعر والأديب اللبناني مطانيوس ناعسي

آمنة وناس

تونس

 

السلام عليكم

وعليكم السلام

 

كل القصائد تراسله، فالحرف لجنانه مطيع، القلم يسائله، عن حلم أضناه واقع فضيع، الورق يجالسه، لم لكلماته من معنى ضليع، الكتابة تآنسه، وبها إحساسه رفيع، الغياب ينازله، بين خريف وربيع، الأمس يغازله، بين دفء وصقيع، يحمل الوطن في دواخله، صارخا لن يهزم ولن يضيع، المحبّة ترافقه، فهو صاحب الجميع، الأمل يسانده، فغده ثمره ينيع، هو الشاعر والأديب اللبناني "مطانيوس ناعسي"

 

مرحبا بك سيدي

وبكِ سيّدتي

 

س " الشعر كالأثير حر"، فكيف تهبّ القصيدة ولدواخلنا تعبر؟

ج بهبوب أرواحنا قبلها، فالشّاعر يحتاج إلى روحٍ هبوبٍ أبَدًا قبل القصيدة. لأنَ هذه الأخيرة لغة تلك.

 

س وضعت ملامحي في جيبك، أيها الحرف، لأختلس من نبضك، كلما اختنقت شراييني، كيف تحلّق مع هذه الريح؟

ج ليست هي الّتي تحلّق؛ الرّيح لا تحلّق؛ هي جاهلة، عمياء، غاشمة؛ أنا من يفعل، على متن الحروف النّابضة باللامحدود.

 

س تمزّق حرفك، أيتها الكلمة، فما الذي سيكسو المفهوم نبضا كي لا تسقط السطور؟

ج الإنسان هو الّذي يتمزّق بمِشرط المادّة، والكلمة تبدو ممزّقة لأنّه أمام المرآة، وهي خلفها، لذا يجب أن يتجاوز كي ينجلي المفهوم ويتألّق.

 

س عندما يصافح الصمت حرف الشاعر "مطانيوس ناسي"، بماذا تُسرّ له؟

ج اُسِرُّ له بالقول: تكلّم

 

س نسي الحرف التقاط الصمت المهراق، فانكسر القلم على شفاه البوح، ما مدى انسجامك مع هذه الأنفاس؟

ج ألتقط ذلك الصّمت وأجري خلف الشّفاه، لعلّ الشّفاه تبتاعه بقلم.

 

س "نستطيع أن نبني الروح بالكتابة"، أي ظلال ترتقها الكتابة، لترتاح تحتها الروح؟

ج الكتابة شجرة وارفة الظّلال، ترتاح في فيئها أرواح الهاربين من شمس الحياة الحارقة.

 

س "في الأدب خلاص البشر"، أي نغم يدندنه هذا الوتر؟

ج نغم الإنسان الجميل، الإنسان الخيّر، نصير الحقّ والحقيقة. الإنسان الّذي يشبه الله بالفعل.

 

س "كل إنسان يصبح شاعرا إذا لامس قلبه الحب"، هي تلك قناعة الفيلسوف اليوناني "أفلاطون"، كيف أنت مع هذا المدى؟

ج صحيح، الحبّ يصنع الشّعراء. والصّحيح أيضًا أنَّ الشّعراء يصنعون الحبّ، كما يصنع النّحل العسل.

 

س "فارس هو، ولكنه لا يجيد محاربة طواحين الهواء، فارس هو، في الحب، والشعر، والفداء"، بهذا ترنّم الشاعر اللبناني "جوزيف جميّل"، فبأي نشيد يجيبه الشاعر "مطانيوس ناعسي"؟

ج جميل أنت كالحقيقة، ساطع كالحقّ، وهّاب كالسّلام.

 

س كيف هو "حب الشاطئ للبحر"؟

ج حبّ يخضع للمدّ والجزر أبدًا.

 

س "لا تجرع الحبّ كالعصير، بل ارتشفه كالقهوة"، إلى متى، بين المحبة والمحب "مطانيوس ناعسي ؟

ج إلى ما لا نهاية، طالما في قلبي نبض، وفي عيني حياة.

 

س "أمي إلى ابتسامتك المسافرة أقدم جواز المرور"، فإلى أين الوصول؟

ج إلى حيث لا تعب ولا جوع، لا بؤس ولا أنين، لا بغض ولا مرض. إلى حيث لا أيّام، لا شهور، لا سنوات، لا شباب، لا كهولة، لا شيخوخة... إلى هناك.

 

س أي صورة تركت ملامحها في قبضتك لتمتلئ راحتك بعطر من هناك؟

ج صورة الحبيب.

 

س "مات أبي مرتين"، كيف شيّعت فراقه؟

ج الحزن فرح بعباءة سوداء، والفرح حزن بعباءة بيضاء.

 

س متى يقول الابن "مطانيوس ناعسي"دائما يتنفس الماضي إحساسنا فيحزننا لأنه يستنشقنا ولا يحتوينا، يسعده أن يقتاتنا ولا يحيينا، شعاره أن يخلد الذكرى فينا، ويتركها بابا موصدا كتب عليه من يلمسه يغلق بأيادينا، ولن نبصره إلى يوم تلاقينا؟

ج الماضي قوّتنا الدّافعة، من دونه لا ننطلق. هو قوسنا، وبقدر ما تكون تلك القوس قويّة، نذهب أبعد، ونخترق الأهداف أفضل.

 

س كيف يغرّد "طوجو" سيمفونية الإنسان، بين الذاكرة و النسيان؟

ج الذّاكرة أمّ، والنّسيان أب، وفي الاثنين نحيا ونحيا.

 

س عندما يتكسّر صهيل الذاكرة، هل يختنق الاشتياق في حناجر الغياب؟

ج نعم، فالذّاكرة تؤدّي دور الصّفعة عند ذلك.

 

س فكيف السبيل للتداوي؟

ج بمزيد من الصفعات.

 

س "يا دمعة العَلْخَدّ متل النَّارْ، عَ قْمار صارت للحَلَا قوني، بيروت يا مرفأْ حلم ما انهارْ، جايي العدل تا يْكحّل عيوني"، عندما تبكي بيروت، بماذا تكفكف لها الدمع؟

ج الشِّعر. فالشِّعر دواء لكلّ أنواع البكاء.

 

س "رح بتدقّلّك عالرقّ، والطبلة ما بتنسبها، ألله يقطع عمر النقّ، والدنيي واللي فيها"، "إي والله في عندك حق، تنسى الدنيي وما فيها، الله يقطع عمر النّق، جْرارك بسمي عبّيها"،  و الله للحن "روبيرالبيطار" و لعزف " مطانيوس ناعسي" لا أحد سبق، فالروح بصداقتهما ملأت خوابيها، استفهام في الذهن عزق، ما طعمك يا حياة إن لم تكوني فيها؟

ج بيننا من الصّداقة الحقّة ما يُمكن أن يقوّم اعوجاج هذا الزّمن الرّديء في هذا المضمار.

 

شكرا لك الشاعر والأديب "مطانيوس ناعسي" على حسن تواصلك وإلى لقاء آخر ان شاء الله

الشّكر لك سيّدتي، كلّ الشّكر.