كـتـاب ألموقع
توضيحات بشأن فوز بزشكيان – الحلقة 1 عن "صمامات الأمان"// صائب خليل
- المجموعة: صائب خليل
- تم إنشاءه بتاريخ الأربعاء, 10 تموز/يوليو 2024 19:48
- كتب بواسطة: صائب خليل
- الزيارات: 721
صائب خليل
توضيحات بشأن فوز بزشكيان – الحلقة 1 عن "صمامات الأمان"
صائب خليل
مقدمة
هذه مراجعة لأهم النقاط التي أثيرت في النقاش حول الرئيس الإيراني الجديد، من قبل قرائي وبشكل عام، وكيف يجب النظر اليها في نظري. لكن قبل ذلك، اود ان أوضح الخط العام لموقفي من الأمر.
أنا لم اقل ان ايران انتهت باختيار بزشكيان، ولم اقل انها ليست دولة مؤسسات، أو أن السيد الخامنئي ليس صمام أمان، ولا اننا هزمنا في الحرب، ولم اقل ان بزشكيان عميل امريكي فلم يتحرك بعد لنراه، ولا ان ليس من حق الشعب الإيراني اختيار من يريد والدفاع عن مصالحه كما يراها، كما اني لم اقل ان إيران انقلبت ضد محور المقاومة او انها ستحيّد واننا خسرنا ايران، وربما بالغت في الصدمة الأولى حين شبهت الوضع بانهيار الاتحاد السوفيتي وبزشكيان بغورباتشوف (سأعود لهذا)، إنما قلت اننا خسرنا معركة الانتخابات، ومن جاء في النهاية مكسب للجانب المضاد للثورة ومحور المقاومة، وسيدفع بإيران خطوة أخرى ابعد عن المحور، ونحو أميركا.
كم سيكون حجم هذه الخطوة؟ هذا يعتمد على المدى الفعلي في رأس بزشكيان في الذهاب بـ "إصلاحاته" به، وعلى نجاحه في ذلك.
نناقش بعض ما طرح من آراء وتساؤلات في الاعلام:
سنناقش في هذه الحلقة ما طرح كـ "صمامات أمان" مثل السيد الخامنئي و "الحرس الثوري" و "الدولة العميقة"، ثم نناقش في الحلقات القادمة أمورا أخرى مثل ما طرحه امير موسوي بأن بزشكيان "ملتزم بالخامنئي والدستور والقوانين"، "صادق وزاهد ونزيه ليس عليه ملف" وكذلك "مباركة الجميع له" وانه كان "مفاجأة غير متوقعة" وموقفه من "الاقتصاد الحر" و "الاعتماد على الخبراء" وانه "داعم أساسي للمقاومة" و "مؤيد للتفاوض عند الضرورة" وأخيرا موضوع تعب ايران من الأعباء التي تحملتها وحدها وحق الشعب الإيراني في اختيار من يدافع عن مصالحه هو:
وجود السيد الخامنئي صمام امان
بدون شك أن وجود السيد الخامنئي هو صمام أمام لإيران ولموقف إيران العام، لكن..
أولا من الأفضل بكثير ان يعمل النظام بشكل صحيح بدون الحاجة الى "صمام أمان". ان يتجه نحو الهدف الصواب بنفسه، لا ان يصطدم كل مرة بصمام الأمان ليمنعه من الإسراف في خلل ما.
كذلك فأن صمام الأمان محدود التأثير ولا يتدخل في معظم السياسات، حتى الخاطئة منها. ولهذا الأمر أسباب منطقية، وهي ان تدخل السيد الخامنئي يثير تساؤلات عن مدى الديمقراطية الإيرانية حين ينتخب الشعب رئيسا واتجاها، ثم يعرقله السيد الخامنئي. لذلك فالسيد مجبر أن يترك للرئيس أكبر مساحة يراها ممكنة، وبضمنها مساحة واسعة مما قد يعتبره الحريصون على الثورة، ضمن منطقة الخطأ.
إيران دولة مؤسسات لا يؤثر فيها تغير الشخص
صحيح ان "دولة المؤسسات" لن تقفز بسرعة من اتجاه الى آخر مثل الدولة الدكتاتورية حينما تتبدل شخصية القيادي، لكنها تتغير بالتأكيد وبشكل مؤثر جدا أحيانا، وإلا فلا معنى للديمقراطية والانتخابات واختيار الشعب للإتجاه السياسي الذي يفضله! وعلى قدر ما تعطي الديمقراطية الرئيس من صلاحيات، يكون ذلك التأثير، أو يجب ان يكون. فالرئاسة هي من اهم "مؤسسات" دولة المؤسسات، واحترام صلاحياتها هو من ضمن احترام دولة المؤسسات، وإيران ليست خارج هذا المنطق. وبالتالي ان كون ايران "دولة مؤسسات" يمثل حماية محدودة للاتجاه العام ولا تكفي لطمأنة من يقلقه اتجاه الرئيس المنتخب. الدليل على ذلك مدى الفرق الواسع الذي بقي ضمن قبول السيد الخامنئي من حكومات، من السيد نجاد الى السيد روحاني، فنحن نعتبر حكومة السيد روحاني حكومة تجار البازار تمثل مصالحهم ولا علاقة لها بالثورة الإسلامية وعملت ما تستطيع لتدميرها، وأسهمت في العراق باختيار الكاظمي، رغم وجود السيد، ولا نتمنى تكرارها.
الحرس الثوري سيمنع أية انحرافات (او "الدولة العميقة" ستمنع الخروج عن الخط)
ما قيل عن السيد الخامنئي كـ "صمام أمان" ينطبق وبشكل اكبر على "الحرس الثوري". فللحرس الثوري واجباته المحددة، ولا يستطيع الخروج عنها، إلا بشكل انقلاب على الدستور، وهذا ما لا يجب ان يضع المرء آماله عليه. كذلك فأن الحرس الثوري معرض للاختراق مثل غيره، ومعرض كما نعلم للاغتيالات التي تزيح القيادات التي تقف بوجه التغيير الذي ترجوه اميركا وإسرائيل.
أما بالنسبة لـ "الدولة العميقة" التي يبدو ان بعض القراء يضع امله عليها، (ولا اعرف ما المقصود بها هنا، ربما "الحرس الثوري" نفسه) هنا يجب توضيح التباس في استعمال هذه العبارة. "الدولة العميقة" تطلق على الجهات التي تقود البلد بعيدا عن إرادة الشعب والانتخابات، وهي عبارة سيئة الصيت وتعني ان الديمقراطية مجرد شكل مزيف لخداع الناس بأنهم يحكمون بلدهم، اما من يحكم بالفعل فهو جهات ليس لهم أي علم بها (مثل المؤسسات المالية الضخمة ومؤامراتها او المنظمات السرية التي تؤسسها اميركا وإسرائيل لقيادة البلدان باتجاه ما تريدان). فـ "الحرس الثوري" أو السيد الخامنئي لا يمثل "دولة عميقة"، بل ضمن الدولة الطبيعية المعلنة، ولذلك يجب تجنب استخدام هذا التعبير بالشكل الخاطئ الحالي.
يتبع في الحلقات التالية لمناقشة بقية النقاط،
نشرت هذه الحلقة على:
https://alrad0.blogspot.com/2024/07/blog-post_10.html
المتواجون الان
333 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع