اخر الاخبار:
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

ست حقائق مرة يجب مجابهتها الآن!// صائب خليل

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

صائب خليل

 

عرض صفحة الكاتب 

ست حقائق مرة يجب مجابهتها الآن!

صائب خليل

3 مايس 2020

 

صد الحشد لهجوم داعش الأخير على تكريت، بتقديمه 11 وردة للوطن، قد تكون “النغزة” الأخيرة في ضمير ووعي الشعب لخطورة المؤامرة على الحشد، وخطورة تلك المؤامرات على الوطن في النهاية.

آن الأوان للتحديق بوجه الحقائق المرة، والهاوية التي أمامنا. في المقالة السابقة تحدثنا عن المراحل الأخيرة من سلسلة طويلة من المؤامرات على الحشد والتي اختتمت بتجزئته الى نصفين بعد ان أعلن وكلاء المرجعية ما معناه بأن على الحشد ان يترك الاحتلال يفعل ما يشاء. وجاء ذلك بعد قيام الاحتلال بقصف مطار العتبات في كربلاء. فجاء في خبر "عاجل" نشر موقع العتبة الحسينية على الفيسبوك في 16 آذار الماضي، أن الشيخ عبد المهدي الكربلائي اجتمع مع قادة التشكيلات الأربعة (لواء أنصار المرجعية وفرقة العباس القتالية وفرقة الامام علي القتالية ولواء علي الاكبر)، وابلغهم انه "لابد ان يبتعد الحشد عن سياسة المحاور الدولية والاقليمية وان يركز اهتمامه في محاربة د١١ ع ش ورعاية المناطق المحررة وان يكون مندرجاً ضمن سلطة الدولة العراقية" (نشرت هكذا).

ولأن التحرك جاء في وقت يشتد فيه التوتر والصراع بين العراقيين (وبشكل خاص الحشد) والاحتلال بسبب جرائم الاغتيال التي يرتكبها الاحتلال والاعتداءات المتتالية وتطورها إلى حد الاعتراف بها بكل صلافة، فلا يمكن ان يفهم من هذه الحركة سوى انها دعم لموقف الاحتلال وجرائمه، وعلى حساب الحشد ووحدته.

ويفهم من نص البيان ان المرجعية أو وكلائها، لا يعتبرون الجيش الأمريكي وداعش، في خندق واحد، ويبدو انهم يرون، مثلما يروج في الإعلام، أن الصراع مع الاحتلال هو "صراع محاور دولية وإقليمية"، على الحشد ان لا يدخل نفسه فيها.

 

دعونا نثبت هنا بضعة حقائق مهمة وننتهي منها.

الأولى هي اننا لا نستطيع ان نفهم تبني المرجعية لخطاب الإعلام الأمريكي بالنظر إلى الصراع على أنه بين "محاور دولية وإقليمية!" حين تكون الغالبية الساحقة من ضحاياه من العراقيين وليس من الأجانب، وحين تكون الإهانة للعراق وليس لدولة أخرى، وحين تهدد مصالح العراق اكثر مما تهدد مصالح الجيران.

الصراع صراع احتلال مع العراق، قبل ان يكون أي شيء آخر، والتحجج بالدولية ليس سوى تهرب من تلك الحقيقة الناصعة الوضوح.

إذن الحقيقة الأولى التي يجب ان نثبتها في رؤوسنا هي أن "الصراع" إن صحت تسميته هكذا، هو عبارة عن محاولة أمريكية لقتل العراق، وليس "محاور" و "دولية" كما يجهد الإعلام لترويجه. إنه صراع بقاء على قيد الحياة بالنسبة للعراق وشعبه. نقطة راس سطر!

 

الحقيقة الثانية التي نريد تثبيتها هنا هي أن "داعش أمريكية" (أو إسرائيلية ان شئت)! من يشك بهذا، احيله إلى دراسة من عدد هائل من الروابط والأدلة على ذلك، لمختلف مراحل الصراع، لكي نوفر الوقت هنا.(1)

والحقيقة اننا لا نحتاج الى مراجعة أي شيء. فأول أمس وصلت الاخبار التي أشار اليها ساسة من المناطق الغربية قبل أسبوع. فأكد مسؤول منظمة بدر في الانبار، قصي الانباري، ان عناصر داعش يدخلون العراق من المناطق الحدودية التي تقع تحت سيطرة القوات الأميركية. وقال الأنباري بوضوح: ان "مناطق الشريط الحدودي تمثل مواقع رخوة امام عناصر داعش الإرهابي وقويه امام القوات الأمنية بسبب تواجد القوات الأميركية المحتلة في قاعدة عين الأسد والتي تراقب هذا الشريط وتفرض سيطرتها عليه".

أكرر: “رخوة امام عناصر داعش الإرهابي وقويه امام القوات الأمنية بسبب تواجد القوات الأميركية”!! أليس هذا دليل قاطع إضافي، لمن مازال يحتاج ادلة، على ان أميركا تعد داعش فرقة كوماندوز أمريكية، تنظم شؤونها وترعاها وتحميها وتحارب معها وتجهزها بما تحتاج من عتاد ودعم لوجستي وغيره؟ (2)

 

وإن لم تكتف المرجعية بكل هذا فلتشاهد هذا الفيديو القصير عن وادي حوران، حيث يتعايش الأحبة من الاحتلال والدواعش بمكان آمن عن عيون الغرباء، ومن يحاول من العراقيين ان يدخل مستوطنتهم، يقتل! (3)

 

إذن أي كلام بأن “اميركا تحارب داعش”، أو حتى ان أميركا "تغاضت" عن داعش، او انها "غير جادة في محاربة داعش" كله كلام مراوغ للحقيقة يهدف للتشويش على العقل العراقي، أما الحقيقة فهي ان "داعش فرقة أمريكية"، كما هي القاعدة التي اعترفوا بأبوتها، وأميركا تدافع عنها كما تدافع عن فصائل جيوشها! هذه هي الحقيقة الثانية التي يجب ان لا ننساها ابداً.

 

حقيقة مهمة ثالثة يجب ان ننتهي منها هي: نحن لا نملك جيشاً!

لدينا جنود رائعين.. ابطال، واحدهم يلقي بنفسه في النار من أجل وطنه واخوته.. لكن الجنود والضباط الابطال لا يكفون ليصنعوا جيشاً. يحتاجون قياديين شرفاء ليقودونهم. لكن ما لدينا مجموعة سفلة فقط تمتد في رتبها العسكرية حتى القائد العام للقوات المسلحة! وهم مدعومون بشكل لا نستطيع تصوره لأننا أبدلنا ثلاث قواد عامين للقوات المسلحة ولم يستطع أي منهم ان يحاسب أي من الضباط الخونة!

لو كنا نملك جيشاً لما احتاج مجموعة من الشباب المدنيين أن يتجمعوا بسرعة للدفاع عن الوطن. لو كان لنا جيش لما دخل داعش طول البلاد وعرضها بسيارات البيك اب دون ان يعترضه أحد! لو كان لنا جيش لما تمكنت عصابة من احتلال مدن عظمى. لو كان ما نملكه يصح أن يسمى جيشاً، لما سلم المدن والسلاح بلا قتال لعصابة تمكن المدنيون قليلو التدريب والتسليح، من دحرها!

إذن لننته من هذه السالوفة الكاذبة والنفخة الفارغة الخطرة، ولنقل بوضوح: ليس لدينا جيش! ما يسمى الجيش العراقي اليوم، هو جيش تقوده عصابة عملاء تمكن العدو من تنصيبهم على مراكزه الحساسة، ليصدر لهم الأوامر. إن شاء سيدهم، يتركون سلاحهم وينسحبون، وإن شاء يهجمون. إن أراد يهربون امام البيشمركة، وفي ظرف اخر يأمرهم فيأخذوا كركوك ويهرب البيشمركة امامهم وهم يبكون! هذا حال من يسلم عملية تأسيس جيشه لعدوه، عدوه المصمم على تدميره، فما الغريب في الأمر؟

هذا ما رأيناه، ومنذ ذلك الحين لم يتغير الحال الا اللهم نحو الأسوأ. لم يحاسب أحد ولم يعاقب أي خائن. صار الوضع أسوأ من قبل لأن الخونة صاروا أكثر شجاعة بعد ان رأوا فعلتهم تمضي بكل هدوء، وجريمتهم المهولة يسدل عليها النسيان، وهم بأمان وسلام ومال وجاه، كما وعدهم اسيادهم.

 

إن كان لداعش فائدة، رغم كل ما دفع العراق من ضحايا، فهي انه أيقظنا من نومنا، وأخبرنا بوضوح ان ليس لدينا جيش! فإن نسينا تلك الحقيقة أو تغافلنا عنها، سيتوجب علينا إعادة الدرس، ودفع كلفته من جديد!

هذه هي الحقيقة الثالثة التي يجب ان لا ننساها..

 

الحقيقة الرابعة الخطيرة هي: الحشد بندقية العراق الوحيدة! والسعي الدولي لـ "حصر السلاح بيد الدولة" هو سعي لنزع سلاح العراق تمهيدا لتوجيه الضربة القاضية اليه!

عدونا المقيم في السفارة والمبرمج على القضاء علينا كاد ينجح في مسعاه ويوجه الضربة النهائية القاضية، لولا شيء واحد لم يحسب حسابه! الحشد! لولا الحشد لأكمل الاحتلال خطته بعصابات دواعشه. لولا الحشد لما كان هناك اليوم عراق!

هل فهمت السر في اهتمام "الأمم المتحدة" بحل "الميليشيات"؟ هل عرفت لماذا يجن جنون كردستان من “الميليشيات”؟ هل عرفت اذن لماذا يتحدث السفير السعودي دائما عن "حصر السلاح بيد الدولة" وكأنه مغثوث على العراق أكثر من العراقي؟ هل فهمت لماذا يذبح جماعة "التيار المدني" والمنظمات غير الحكومية أنفسهم من اجل "حصر السلاح بيد الدولة"؟ هل عرفت لماذا يبدو ساسة الامريكان ووسائل اعلامهم وكأن في العراق لا توجد مشكلة سوى السلاح بغير يد الدولة؟ لأن هذه كلها تعمل بتوجيه من ذات القيادة التي تريد القضاء التام والنهائي على هذا البلد وهذا الشعب، كما اثبتت مراراً عديدة. 

وأخيراً، هل فهمت لماذا كان الوعد بـ "حصر السلاح بيد الدولة" في مقدمة الوعود والبرامج لأي مرشح لرئاسة الحكومة؟ لأنه يقدم وعوده في الحقيقة الى ذات القيادة التي تأمر هؤلاء، وهو يعلم انها هي من تقرر أكثر من اية جهة أخرى، من يحكم البلد، وعليه ان يقنعها بأنه خير من سينفذ لها برنامجها.

 

وهناك حقيقة خامسة قاسية أيضا، هي الفساد في الحشد... نعم لقد فسد الكثير من قادة الحشد بالمال والجاه والسلطة مثلما فسد كل من وصل المال الى جيبه في العراق بلا استثناء! وهذه حقيقة قاسية أخرى. نعم ان الكثير من افراد الحشد صاروا يعتدون ويعملون لمصالحهم الشخصية ويستخدمون نفوذهم وقوتهم لتحقيقها.. ونعم ان بعض الفصائل تبدو هي السبب في منع عودة المهجرين الى مدنهم.. نعم ان "بندقيتنا الوحيدة" تقرصنا وتجرحنا وتقذف بالدخان في وجهنا عندما نطلق منها النار، لكنها بندقيتنا الوحيدة! يمكنك ان تلقي بها ارضاً ويمكنك ان تشتمها لما سببت لك من ألم، لكن فقط بعد ان تحصل على بندقية أفضل منها! أما ان تلقي بها الآن لأنها أوجعتك، فهو الانتحار عينه! وكل ما تستطيع ان تأمل به هو ان تصلحها قدر الإمكان فهي املك الأخير للبقاء على قيد الحياة في صحراء الأفاعي والذئاب التي نعيش فيها اليوم، وتلك هي الحقيقة الخامسة الصعبة التي يجب ان ننتهي منها ولا ننساها.

 

الحقيقة الأخيرة السادسة التي يجب ان نذكرها ونواجهها، وهي استنتاج من كل هذه الحقائق: ان الاختراق الأمريكي الإسرائيلي للعراق اكبر مما نتخيل! انه ابعد من اختراق الساسة والفاسدين الأثرياء، ومن المحتمل انه قد وصل الى ما يحيط مراكز ثقتنا. لا يجب ان نستغرب الفكرة دع عنك ان نستهجنها. فلقد تركنا كل قياداتنا 17 سنة تحت الضغط الشديد المتواصل ومؤامرات السفارة التي تعمل على اسقاطهم باستخدام آلاف الخبراء وأموال هائلة وخبرة مئات السنين في اسقاط قادة الشعوب، مصحوبة بتكنولوجيا تجسس وابتزاز لم يسبق لها مثيل في التاريخ، قادرة على معرفة كل تفاصيل حياة أي شخص، وعلى حساب رد فعل الشعب على أي تحرك!

 

إذن:

1- ما دعا اليه وكلاء المرجعية لم يكن الابتعاد عن "صراع المحاور" بل ترك الاحتلال يغتال من يشاء ويفعل ما يشاء،

2- داعش فرقة إرهاب أمريكية باعترافها وبمئات الأدلة والحديث عن محاربة اميركا لداعش او التغاضي عنها، هو ذر للرماد في العيون، وهي جزء من قوات الاحتلال، وبدون إزاحة القوات الامريكية يستحيل إزاحة داعش،

3- نحن لا نملك جيشاً

4- "حصر السلاح بيد الدولة" هو سعي لنزع البندقية الأخيرة من يد البلد

5- في الحشد فساد أكيد، لكننا لا نملك سواه ابداً

6- نحن مخترقون ابعد من المؤسسات السياسية والمالية والأمنية والعسكرية والإعلامية، من يحيط بالقيادات الدينية مخترق أيضاً.

 

إنها حقائق قاسية جداً، والاعتراف بها قد يحطمنا نفسياً، لكن تجاهلها يعني النهاية الأكيدة في هذا الظرف. لقد تم وضع البلاد في وضع طالما تمناه الاحتلال. ولا يشترط المحتل ان يكون الوضع الجديد تحقيقاً لطموحه، لكنه يشترط ان يكون خطوة تسهل تحقيق طموحه مستقبلا، وتاريخ العراق منذ احتلاله بل وقبل ذلك، هو التقدم خطوة خطوة نحو الانهيار المخطط! وفي كل خطوة كنا نكتشف ان "عظيما" فوق الشبهات، يتبين انه لم يكن كذلك! المالكي، مقتدى الصدر، الجيش، .. وهكذا كنا ندفع ثمن الثقة العمياء غاليا كل مرة.

واليوم وصلت الأمور حدها. لقد قسم بيان وكلاء المرجعية الحشد الى قسمين، اسمي الأول "المقاومة" والثاني "الحشد"، وهذه التسمية تتيح للمرجعية تنصلها عن المسؤولية عن الأول. وغداً إن استفرد الاحتلال بـ "المقاومة" واقام لها مذبحة، إن بقيت مصرة على إخراجه، فسيكون هذان الأثنان المسؤول الأول عن تلك المذبحة ولهما الدور الأساسي فيها بعد الاحتلال نفسه!

علينا ان نتوقف عن خداع النفس، لعلنا نلحق ان نتشاور ونفعل شيئاً، وقد لا نلحق!

 

(1) كيف تبرهن لمحدثك ان داعش أمريكية؟

 http://www.albadeeliraq.com/ar/node/1137

 

(2) عناصر داعش يدخلون العراق عبر مناطق سيطرة القوات الأميركية

 https://ar.farsnews.ir/allnews/news/13990211000205

 

(3) اسرار خطيرة لا تعرفها عن وادي حوران..

 https://www.youtube.com/watch?v=kzGdksFdbhs

 

تلغرام  https://t.me/saieb_khalil

تويتر https://twitter.com/saiebkhalil

فيسبوك www.facebook.com/saiebkhalil

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.