اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

هادي العامري – المجرب الأكثر فشلا// صائب خليل

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

صائب خليل

 

عرض صفحة الكاتب 

هادي العامري – المجرب الأكثر فشلا

صائب خليل

 

الحاج هادي العامري بخطاباته الانتخابية الأخيرة، خير دعاية ضده وضد تحالفه، لكل من لديه بقية ذاكرة، حيث يتحدث عن مبادئ قام بنفسه بتحطيمها، ووعود قام بنكثها وسيادة لم يكن اهلا لحمايتها. إنني استغرب هذه "الجرأة"، لكنه يبدو يعتمد على ان لنا ذاكرة "السمك"، فانطلق في خطاباته كأن شيئا لم يكن، وكأن تاريخا قريبا قد محي تماما. في هذا المقال سأشير الى خطاب واحد للعامري من خطابات عديدة تكرر نفس العبارات.(1)

 

يتحدث الحاج هادي عن "احياء ثورة الحسين هو احياء لدم الحسين.. احياء لمدرسة الحسين وتخليد مدرسة الحسين رغم كل الظروف"

والحقيقة ان أبو حسن قد تصرف بطريقة هي الأبعد عن ثورة الحسين ودم الحسين، ولم يكن هناك أي شيء سوى "الظروف"، ليبرر بها تخاذله وتسليمه البلد الى اعدائه، وخيانة الأمانة التي امنها الشعب بيده، فتسبب في كارثة لم يعرف مداها بعد، بتسليمه بصمت رئاسة الحكومة الى عميل علني للسفارة العدوة. وحتى حجة "الظروف" التي تحجج بها المدافعون عنه حطمها بنفسه بصفاقة غير مسبوقة في التاريخ حين امتدح العميل قائلا انه "صديقه" وانه "طيب" و"صادق"!

يقول الحاج: "اليوم الوعي الكبير لدى الشعب العراقي يخلينا نعيش باطمئنان ان أهلنا، شيعتنا يعون المؤامرات والتحديات"

إنه الكذب المباشر وقلب الحقائق.. فالشعب العراقي في متاهة لم يصل اليها يوما، وهو ان انتخب الفتح فلأنه محاصر لا يجد من يثق به. ولا ادري من اين جاء النائم بالكهف بهذا الاطمئنان الذي يعيشه لوحده، والشعب العراقي في اشد القلق على بلده ووجوده بفضل خذلان من كان يعتمد عليهم وكانوا مقاوميه يوما، فلم يعد يدري بمن يثق.

 

ويقول الحاج: "المستهدف من كل هذا هو روح المقاومة لدى الشعب العراقي، روح الإباء لدى الشعب العراقي روح التحدي والصمود الذي تعلموه من مدرسة الحسين."

أنا لا اعرف شخصا واحدا تسبب في تحطيم روح المقاومة والإباء والتحدي والصمود، لدى الشعب العراقي بقدر المتحدث! فالعدو مهما فعل يستطيع الشعب ان يصمد ويقاوم، انما حين يقوم من يقود المقاومة بنفسه بتنصيب عميل لسفارة الاحتلال الذي يقاومه، فتلك هي الصدمة التي تتركه حائرا ضائعا وتحطم هذه السلسلة من "الأرواح" التي يتحدث عنها العامري وحولها الى سخرية ونكتة.

 

يقول: "روح المقاومة والصمود والثبات تعلمناها من روح الحسين ومستحيل ان ننساها الا اذا تخلينا عن مدرسة الحسين".

إن لم تكن انت من تخلى عن مدرسة الحسين فلا استطيع ان اجد من تخلى عنها. انت تضيف الى التخاذل، عنصر الكذب وتوزيع الكلام الفارغ على الشعب عند الانتخابات ليعيدوا انتخاب من خذلهم.

ويذكرنا الحاج هادي بعبارة الامام الحسين: "اما والله لا اعطيكم بيدي إعطاء الذليل ولا اقرن لكم إقرار العبيد"

لا اعرف طريقة اقرب الى "إقرار العبيد" من ان تسلم عدوك الحكم عليك، وانت المؤتمن عليه، وتملك اكبر كتلة سياسية برلمانية واكبر قوة عسكرية يمكنك بها ان تدافع عن حقك وواجبك باختيار المناسب ليحكم البلد! فإن لم يكن من يمتلك كل هذا قادر على تنصيب رجل شريف غير عميل، فمن يستطيع ذلك؟ ما هي "الظروف" الأفضل التي يمكن للشعب ان يأمل بها ليحقق ذلك؟ وما هي القوة الإضافية التي تأملها لكيلا تكرر انتخاب عميل للسفارة الامريكية مرة ثانية؟

 

يقول العامري: "الحشد معطل كل مشاريعهم" و "احنا بالفتح مهمتنا الأساسية الحفاظ على الحشد واذا استطعنا.. سنستطيع ان نحمي العراق ونبنيه"

ماذا يبقى للحشد ان يفعله ان كنتم انتم من يقود اكبر كتلة نيابية؟ الحشد يستطيع ان يردع الدواعش التي يلهونه بها لكي ينسى قواتهم وسفاراتهم. الحشد لا يمكن ان يعطل مشاريعهم ولم يعطلها بوجودكم، لأنكم حميتم أعداء العراق وعملائهم واتحتم لهم ان ينهشوا العراق ويوقعوا بكل امان اتفاقيات لن يقوم العراق بعدها، وبدون ان تؤدوا ابسط واجبكم في اجبار العميل على عرض الاتفاقات على البرلمان قبل توقيعها.

ما هي اكبر مؤامرة على البلد؟ أن ينصب عميل لسفارة عدوة على رأسه! وانتم كنتم جزءا من هذه المؤامرة. أن يكون كل الوزراء عملاء، وهذا من نتيجة المؤامرة. أن تقدم كل معلومات المركبات والكامرات الى السعودية (ومنها الى أمريكا وإسرائيل) ليعرفوا اين وكيف يتحرك الحشد وكل من لا يعجبهم ليغتالوه، وهذا وافق عليه مجلس وزراء الحكومة التي انتم مسؤولين عنها، بالإجماع. بل انكم لم تفتحوا فمكم اعتراضا ولم تعطوا رأيا بالكارثة. وقبلها لم يفتح منكم احد فمه والكاظمي يسلم إدارة الامن الوطني لإسريل (عن طريق الإمارات) ورغم متابعتي لم استطع ان اعرف حتى رأيك في الامر، ولم يعرفه احد. لم تنف الامر ولم تقل كلمة به. فما الذي يستطيع الحشد ان يفعله لدرء المؤامرات ان كانت اكبر كتل البرلمان متآمرة مع السفارة على البلد؟

 

يقول: "التطبيع مع الكيان الصهيوني مستحيل مادام الحشد موجود.. لذلك يستهدفون الحشد"

نفس كلام مقتدى بالضبط، وانت وهو تتحكمان بأكبر كتلتين في برلمان العراق، وتتركان التطبيع يسير وقد سار بالفعل خطوات كبيرة جدا، فنحن نستورد بضاعة اسريل بحجة الأردن بفضل وجودكم، وثلاثة ارباع نفطه من كردستان، دون اعتراضكم، والعميل الذي نصبتموه يدور في دول العمالة لتوقيع اتفاقات "الشام الجديد" الاسريلية بحماية صمتكم المعيب، والامن الوطني يديره افراد من موساده، وكامراته ستراقب شوارعنا.. هل بقيت على تعيين سفير؟ يمكنهم ان يستغنوا عن ذلك ويضحكوا علينا به! علما انه موجود في السفارة في بغداد ولا ينقص سوى اعلان وجوده.

 

يقول: "ننتظر منكم ان نزحف للانتخابات ونعمل.. ان يتحول كل من الحضور الى ثورة ويبلغ للانتخابات لنشكل تيار كبير في الامة. انا اطلب من الجميع ان يعملوا من اجل هذه الانتخابات كما عملوا سابقا بشكل جدي وان شاء الله تدخلون السرور على أهل البيت في كل مكان"... "نريد الكتلة القوية في البرلمان.. اذا تحكموا بالبرلمان ينهون كلش شيء بالقوانين.. ارفع ايدك، حل الحشد.."

 

الصلافة هنا تبلغ احدى قممها. يمكن لمن لم يمتلك كتلة كبيرة ان يكذب على جمهوره ويتحجج بصغر قوته النيابية، وحتى هذا يجب ان يطالب بإثبات انه حاول وخسر بالتصويت. اما من يملك اكبر كتلة نيابية، فالصلافة القصوى وحدها تستطيع ان تتيح له ان يطالب الناس بانتخابه من اجل "كتلة قوية" لـ "تدخل السرور على اهل البيت". الم يحزن اهل البيت، مثلما احزن الشعب العراقي كله هؤلاء المتكلمين باسمهم وباسمه، وامتلكوا كل تلك السلطة بأيديهم، فارتكبوا بها اكبر خيانة؟

اين منعت كتلك الأكبر "القوانين" المدمرة التي نخرت العراق منذ كنت اقوى كتلة فيه؟ اعطني قانونا واحدا قمت بمنعه او حتى مجرد الاعتراض عليه! هل اعترضت على اتفاقيات عبد المهدي المدمرة مع الأردن؟ على ميزانيته الناهبة لصالح كردستان؟ على شركة النفط الوطنية التي ربما لا تعلمون شيئا عنها؟ على تسليم إدارة الامن للإمارات والكامرات للسعودية ومشاريع الشام الجديد؟ هل سمع احد رأيك بمخازي شركات النقال، التي تمثل وصمة عار على سياسي وبرلماني في العراق عاش هذا الزمن؟

 

ثم يتحدث هادي العامري، رغم كل ذلك، عن "بناء العراق" "عزيزا منتصرا".. "سيد المنطقة" "سنحمي العراق ونبنيه" "لدينا العزيمة والإرادة الصلبة.. سنحمي العراق.. ونبنيه".. "لا احد يستطيع ان يتحدث بهذه اللغة غيرنا"..

مادمت وصلت الى هذه المرحلة من الصلافة فأخبرك: لقد صار العراق تحت كتلتكم الأكبر ذليلا ومهزوما والعراقي مسحوق الكرامة ومهان كما لم يكن في حياته! فأية إهانة اكبر من ان يحكمه عدو بليد تعينه السفارة بالتخويف بقطع الغاز والكهرباء ورسائل التهديد الصريحة؟

أخيرا يتحدث هذا ال.. بصراحة عن "فخره" بجهوده التي ستنتج "خروج كل القوات ((القتالية)) في نهاية العام"!

سبق لي ان اعتبرت كل من يتحدث عن قوات "تدريب" وقوات "قتالية" بأنه محتال يتحدث بكلام عملاء السفارة، وهو ما ذهب اليه أيضا العديد من قادة المقاومة نفسها وحتى الشرفاء من كتاب الرأي والتحليل. وحتى القوات الامريكية تتحدث عن "تغيير" قواتها الى "قوات تدريب" ومثل هذه الأكاذيب السمجة والساذجة لا تنطلي على متخلف عقليا، والتحدث بها استخفاف بعقل من يسمعها..

لكن الامر ربما يكون مختلفا مع أبو حسن.. فكل المدافعين عنه يقولون ان ما يقوله من "أخطاء" ليس متعمداً، وليس تماهيا مع السفارة، بل لأنه بليد جدا فقط! فتخيلوا كتلة يرأسها شخص لا يجد أحدا طريقة للدفاع عنه سوى انه "بليد جدا" ولا يدرك ما يقول!

 

والآن؟ من ننتخب إذن؟ إذا كان لمقولة مكتب السيد السيستاني بأن "المجرب لا يجرب" فأن العامري كان اكثر المجربين الذين منحوا فرصة للنجاح، رغم قسوة الصراع، ويمكننا ان نضيف الى العبارة كلمة "المجرب الفاشل لا يجرب"، وقد كان اخطر الفاشلين، ان اخذنا حسن النية، واكثرهم اثارة للحيرة. الحيرة التي لم يكلف نفسه يوما ليوضح أي شيء فيها، وكان صامتا صمت القبور عن كل الفضائح، حتى اذا جاءت الانتخابات انطلق لسانه بلا تردد او خجل.

رغم ذلك، انا لا ادعوك الى عدم انتخاب الفتح، ولا ادعي وجود جهات جيدة في كل مراكز الانتخابات "الفردية"، فإن شئت ان تنتخب الفتح عزيزي القارئ، فلا اعتراض لدي، انما أنا اعرض بعض الحقائق المهددة بالنسيان، لكيلا نهزم في معركة قول الحقائق مثلما نحن مهزومون امام الواقع الفعلي. اكيد هناك رجال شرفاء في الفتح (فلم ار منهم من هو بمثل مواهب أبو حسن) لكن نقيصتهم ان يقبلوا ان يكونوا في كتلة سياسية يرأسها مثل هذا الرجل، وهي منقصة ليست هينة. على الأقل لأنها جعلتهم شهود زور وصمت على تحطيم بلادهم دون ان يفعلوا ما يمكن ان يفعله أي رجل بسيط شريف، دون الحاجة ان يكون مقاتلا وبطلا، وهذا سيبقى في سجل سيئاتهم.

 

أنتخب من تشاء اخي العزيز، لكن افتح عينك وكن على بينة حتى لا تصدم بالصدمات القادمة التي سيأتي بها أبو حسن، فلا يستبعد منه، تعيين عميل جديد للسفارة، "صادق" و "طيب"، ليحمي به الحشد! انتخب من تشاء.. ولكن اعلم اننا في كارثة!

--------------------

(1) كلمة رئيس تحالف الفتح الحاج هادي العامري مع جمعٍ من تنظيمات الفتح.

https://www.youtube.com/watch?v=ir4dE3Twb0E

  

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.