اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

النتائج الاولية للانتخابات أسقطت الخطوط الحمراء// جمعة عبدالله

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

اقرأ ايضا للكاتب

النتائج الاولية للانتخابات أسقطت الخطوط الحمراء

جمعة عبدالله

 

افرزت النتائج الاولية غير الرسمية للانتخابات البرلمانية, التي بلغت نسبة المشاركة فيها اكثر من نسبة 60% , معطيات جديدة على الصعيد الواقع  السياسي العراقي, وذلك بعدم قدرة اي طرف سياسي مع حلفائه تشكيل حكومة جديدة, تتمتع باغلبية سياسية في البرلمان. يعني الحصول على موافقة  اكثر من 165 عضو برلماني من مجموع الكلي للبرلمان 328 مقعد, فلا مناص من ان يضطر الى عقد تحالفات سياسية, مع الكتل السياسية التي حصلت على حصة من المقاعد, سواء كانت هذه الكتل البرلمانية كبيرة او صغيرة. اي ممارسة لعبة التحالفات, يعني فتح قنوات الحوار والمفاوضات, في سبيل التوصل الى صيغة تشكيل الحكومة, وبرنامجها السياسي, والاتفاق على شخصية ملائمة ومناسبة, في منصب رئيس مجلس الوزراء, وبذلك يدشن مرحلة, اسقاط الخطوط الحمراء, التي تبجحت وتسترت بها في الفترة الدعاية الانتخابية, في فرض شروط التحالفات والتوافق والاختيار من الكيانات السياسية البرلمانية الموجودة في البرلمان, وتبجحت بعدم تجاوز هذه الخطوط الحمراء, مهما كانت الظروف التي تفرزها نتائج الانتخابات, لانها كانت واثقة من الفوز بمفردها او بمساعدة حلفائها المقربين لها, ان هذه الشروط سقطت وولت, واصبحت عديمة الجدوى والمنفعة, ولايمكن التعامل معها في الواقع الانتخابي الجديد, ولكن الخوف من خشية من اطالة مدة الحوار والتفاوض, من ان تمتد الى اشهر طويلة, حتى تنضج الطبخة السياسية, وهذا يتطلب عدم فرض شروط مسبقة للحوار والتفاهم, وهذا يتطلب الابتعاد كلياً عن نهج, العنجهية والتزمت والانانية والمزاجية والنرجسية, فلابد من الليونة والتواضع وخفض سقف المطاليب. ولابد ان يتم التوافق في تحالف واسع وعريض مع الكيانات السياسية التي تمثل ( الشيعة والكرد والسنة ) , والحقيقة الاخرى التي افرزتها النتائج الاولية, بان الكيانات البرلمانية (المواطن والاحرار) صارت في موقع بيضة القبان, لاي تحالف سياسي - حكومي, وقادرة على اختيار شخصية رئيس الوزراء, بتوافق الكيانات البرلمانية الاخرى, وهذا يتطلب عدم اللجوء الى الخشونة في التعامل, بل بالمرونة التي تخدم الشعب والوطن, ان التوازن في النتائج رغم انها نتائج  اولية قابلة للزيادة والنقصان, فان سياسة المرونة هي التي فازت في هذه النتائج الانتخابية, اي لايمكن اي طرف سياسي, ان يستخدم الانفراد والفرض في اختيار منصب رئيس الوزراء, لان الواقع الجديد يفرض التوافق والتفاهم, وقد تفهمت الاطراف السياسية الكبيرة, الرسالة الموجهة اليها من نتائج الانتخابات, بعدم الرجوع الى المحاصصة الطائفية, وان تكون اللغة السياسية الجديدة, تنسجم مع الواقع الجديد بعد الانتخابات, لذلك سارع السيد نوري المالكي ان يبدل لهجته السياسية, التي استخدمها طيلة ثماني اعوام ولم تجلب الخير للعراق, بل زادت وتيرة المشاكل والازمات الى اقصى حد من الاخطار, لكن الافرازت الجديدة فرضت عليه ان يستخدم سياسة الليونة والمرونة, حيث قال عقب معرفة النتائج الاولية للانتخابات بالتصريح الاتي (ان البلاد تحتاج الى التخلص من المناكفات السياسية, الى تفعيل آليات الديموقراطية لتحقيق حكومة الاغلبية) وداعياً (جميع الوزراء في الحكومة العراقية, الذين سيعلن عن فوزهم الى الكف عن ظاهرة تعطيل الخدمات) اي ان العراق دخل مرحلة جديدة, وهذا يتطلب التخلص من الفاسدين في السلطة والحكومة, والعمل على توفير الخدمات للمواطنين, والحث على انتهاج سياسة الانفراج السياسي, حتى تساهم في سد الفجوات الكبيرة في الوضع الامني, واسقاط الخطاب الطائفي, الذي جلب المصاعب والاهوال, وهذا لا يمكن انجازه بالمستوى المطلوب, إلا بالاختيار الصائب والسليم لمنصب رئيس الوزراء, بان يكون شخصية فعالة وكفوءة, وقادرة على تحمل المسؤولية بنجاح, حتى يترجم الاتفاق بين الاطراف السياسية, التي تشترك في الطاقم الحكومي, وجودة اختيار عناصر هذا الطاقم الحكومي, باعطى الصلاحية الكاملة لرئيس الوزراء, بأقالة اي وزير خامل وفاشل وفاسد, ورفع الحصانة عنة في حالات الاتهام بالفساد المالي, ولكن السؤال الكبير: هل هذه الكتل النيابية ( الشيعية والكردية والسنية ) توافق مجدداً على تولي السيد نوري المالكي, منصب رئيس الوزراء لمرة ثالثة؟ وخاصة وانهم اختبره وجربوه لمدة , ثماني اعوام , وكان دون المسوى المطلوب, بل فتح النيران على الجميع, لكي ينفرد بالسلطة (سبعة من ارفع المناصب الحساسة  في عصب الدولة ابتلاعها لصالحه) وفي سنوات حكمة تتأججت المشاكل والازمات الى اقصى درجة من الخطورة, حتى باتت تهدد العراق بالعواقب الوخيمة, لذا افرازات المعطيات الجديدة, هي البحث عن بديل مناسب , يحضى بتوافق الاطراف السياسية , حتى ينهي الشرذمة والخناق والتطاحن السياسي, ويقود العراق الى البناء والاصلاح, وانهاء سياسة الاقصاء والتهميش, وله القدرة على حل المشاكل العالقة. ان هذه الشخصية موجودة في كل الكتل السياسية الكبيرة, دون أستثناء, ولكن يجب الاسراع بالمفاوضات والحوارات, باسرع وقت, حتى لا تستمر شهور طويلة, وبالتالي ستنعكس سلبياً على الشارع العراقي

 

جمعة عبدالله

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.