كـتـاب ألموقع

ماذا بعد الانتخابات؟ حكومة توافقية أم حكومة أغلبية؟// جمعة عبدالله

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

جمعة عبدالله

 

عرض صفحة الكاتب 

ماذا بعد الانتخابات؟ حكومة توافقية أم حكومة أغلبية؟

جمعة عبدالله

 

أنتفاضة تشرين الشبابية خلقت وضعاً جديداً في المبادئ السياسية وقيمها وكيفية التعامل المسؤول بها, بحيث لم تألفه الأحزاب السياسية في الواجهة التعامل السياسي. هذه المبادئ الجديدة لا يمكن تجاوزها والقفز عليها, وما نتائج الانتخابات الاخيرة, إلا إفرازات من هذه الانتفاضة العظيمة بشكل مباشر أو غير مباشر. وكشفت عن عورات الواجهات السياسية للأحزاب المتنفذة, وبانت حقيقتها بأنها عبارة عن  دكاكين تجارية صرفة, تفكر بالربح في مصالحها الضيقة, على حساب معاناة الشعب بالإهمال والحرمان والظلم والفساد, وخلقت من رحمها أفعى الطائفية المدمر للسلم الأهلي. فكانت منطلقات الانتفاضة:  يجمعها لون وطني  واحد:  نريد وطن لا للطائفية. لا للفساد. لا للتبعية, يعني عكس منطلقات ومبادئ هذه الأحزاب التي تلعب على اثارة الفتن الطائفية التي تهدد السلم الأهلي.

 

لقد أفرزت نتائج الانتخابات الى الوجهة السياسية:  قطبان سياسيان مختلفان   تماماً. الأول  الرابح في الانتخابات أو الكتلة الاكبر ويتزعمها التيار الصدري, والقطب الآخر الذي عرف بلقب السلاح الخاسر أو كتلة  الإطار التنسيقي  ويتزعمها نوري المالكي وتتحرك تحت المظلة الايرانية. تحاول تحشد قواها في سبيل إفشال نتائج الانتخابات تمييعها وتزييفها والقفز عليها, في ممارسة سياسة نهج: الترهيب والترغيب في جر الأطراف الأخرى إليها ( السنية والكوردية ) بالضغط والابتزاز أو بجرها بعسل الكعكة العراقية. أولاً: التهديد بإشعال وأثارة الفتن الطائفية التي تنسف السلم الاهلي, وعودة الحرب الطائفية من جديد, وبدأت مقدماته في الأحداث الدموية التي شهدتها مدينة ( المقدادية ) وما تبعها من الرد بالعنف الدموي المقابل. وكذلك سقوط ثلاثة صواريخ في منطقة المنصور في بغداد, وتم العثور على منصات الصواريخ آخرى جاهزة للانطلاق نحو مطار بغداد, أو نحو السفارة الامريكية,  يعني التهديد بعودة خلية الكاتيوشا من جديد. اما في كوردستان العراق فيتم التهديد الإيراني باستخدام السلاح بضرب المدن الكوردستانية, اما اذا فشل هذا المبدأ, يبدأ مبدأ الترغيب. وهو منح هذه الاطراف السياسية ( السنية والكوردية ) امتيازات ومغانم وحقائب وزارية أكثر بكثير مما تطلب وتستحق, في سبيل جرها الى كتلة الاطار التنسيقي لتشكيل الحكومة تحت المظلة الايرانية , هذا ما يعول عليه السلاح الخاسر في لعبته السياسية الخطيرة ( العب لو  أخرب الملعب ).

 

ان التلويح بالورقة الايرانية في التهديد, في التخريب سواء  بالسلاح أو باللعب بالورقة الطائفية, يشكل تهديداً  خطيراً  له عواقب وخيمة على العراق. من أجل تسميم المناخ السياسي في الفوضى والانفلات. من أجل  تغيير نتائج الانتخابات لصالح  السلاح الخاسر, سيكون له اضراراً فادحة على العراق, وقالها صراحة السيد مقتدى الصدر بقوله ( تصلنا أخبار مؤكدة بتدخلات الاقليمية بالشأن الانتخابي العراقي, والضغط على الكتل والجهات من أجل مصالح خارجية فيها ضرراً كبيراً على العراق وشعبه ) وأضاف قائلاً ( نحن عراقيون نحل مشاكلنا فيما بيننا, وإلا في تدخلهم وادخالهم هو أهانة للعراق وشعبه, وضرب استقلاله  وهويته وسيادته ) .

 

أن الامور بعد الانتخابات وصلت الى منعطف خطير جداً,  وامام مفترق الطرق: أما تشكيل حكومة توافقية وهو ما مطروح على الساحة السياسية, وما يعول عليه السلاح الخاسر, يعني نتائج الانتخابات تكون على شكل لا غالب ولا مغلوب, ولا  توجد الكتلة الاكبر والكتلة الاصغر, الكل يتقاسم الكعكة العراقية كالسابق, كما تعودوا على مدى 18 عاماً من سنوات العجاف والخراب والاهمال. وأما تشكيل حكومة أغلبية للكتل السياسية التي فازت بالانتخابات, وأفرزت  الكتلة الاكبر, وأعطت حق الكتل الاخرى بما فيها السلاح الخاسر في الانتخابات, أن تكون في المعارضة داخل البرلمان. يعني اعطاء الحجم الحقيقي لكل كتلة سياسية, أن تأخذ استحقاقها الانتخابي. بدون شك السلاح الخاسر يرفض هذا المبدأ وينسفه جملة وتفصيلاً, بالتهديد أو بالورقة الإيرانية الضاغطة. لذا كل الاحتمالات مفتوحة على مستقبل العراق

   ................... والله يستر العراق من الجايات !!

          جمعة عبدالله